|
ذات الكفن الاسود !
ناديه كاظم شبيل
الحوار المتمدن-العدد: 4740 - 2015 / 3 / 6 - 15:43
المحور:
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
ذات الكفن الاسود ! 1. لا تنسى ابدا تلك اللحظات الجميلة من عمر الزمن ، عندما امسكت جدتها يدها الصغيره واقتادتها الى حجرتها المظلمه لتخيط لها عباءة على مقاسها الصغير ، قالت لها جدتها ناصحة : ان الاوان لان ترتدي العباءة ، فلقد اصبحت مكلفة بالالتزام بالفروض الاسلاميه من صلاة وصوم والالتزام بالحجاب الشرعي ، ماان انتهت جدتها من خياطة العباءة ، حتى وضعتها على رأسها الصغير، وقامت بتغطية شعرها بالكامل ، ثم قالت لها محذرة : اياك ياحبيبتي ان تظهر شعرة واحدة من شعرك الاشقر الجميل ، عندها سيحترق شعرك بنار لا تطفأ ابدا ، وسيري وانت مطرقة الى الارض ، وأياك اياك ان تنظري في عين الرجل ، اي رجل كان ، عندها سيقف الشيطان بينكما وستذهبين الى النار . كانت تشعر بخوف عميق عندما تسمع كلمة النار ، وتتخيل منظهرها ،والنار تلتهم خصلات شعرها الذهبيه ، وعينيها الزرقاوتين فكانت تسير مطرقة متجهمة لا ترفع عينيها عن الارض طرفة عين ، وكم من مرة اخطأت طريق المنزل اثناء عودتها من المدرسه خوفا من ان تزل عينها وتلتقي بعين رجل بالصدفة المحضه . بدأت جدتها تطيل لها العباءة كلما لاحظت ان نمو الطفلة بدأ يزداد ، وما هي الا سنوات قليلة الا وتزف الصبية الى احد الاقارب ، كانت فرحتها لا توصف اذ انها سوف تنتقل الى العاصمة بغداد ، تلك المدينة اللتي تقع على ضفاف دجلة والتي تغنى بها الشعراء على مر العصور ، قالت في سرها ربما سأتخلص من هذه العباءة المقيته ولا البسها الا لزيارة اهلي في مدينتهم الصغيره ، ولكن خاب ظنها فالزوج غيور جدا ولا يرغب في ان يطّلع الناس على جدائل زوجته ، وحسنها الذي لا يضاها . لذا طلب منها ان تتمسك بالتقاليد والاعراف السائده في ذلك الزمن . هالها ان ترى السيدات في بغداد في قمة الاناقه ، ومنهن من تقود سيارتها جذلى ، كل النساء في فرح وحبور وهي لا تزال تتعثر في سيرها بأذيال العباءة المشؤومه وصوت يتعالى في داخلها : لم لا تخاف كل هؤلاء النسوة من النار ، لم تقرأ على وجوههن السعادة والطمأنينه ، ترى هل كذبت عليها جدتها عندما ادخلت النار كعنصر تخويف ، ام انها ارادت تسهيل قيادها كي تطبق افكارها التي استقتها من امها ايضا ؟ استمرت في مدرستها تواظب على الجد والاجتهاد الى ان حصلت على الثانويه ثم اعداد المعلمات ، لم يعد هنالك بد من التخلص من العباءة ، فالكل سافرات وحشر مع الناس عيد ، وقررت ان تهدي عباءتها الى فراشة المدرسه .اصبحت حرة طليقة يداعب النسيم شعرها يمينا ويسارا ن وتبعدهه عن وجهها الجميل بلطف ودلال . وبدأت تقرأ نظرات الاعجاب في عيون النساء والرجال ، لم تزدها تلك النظرات الا ثقة بنفسها ، وواصلت حياتها كزوجة وام على اكمل وجه ، وتمضي السنوات ويتبدل الساسة في العراق ، وتنتشر كتب الارهاب الفكري وتستيقظ كلمة النار وجهنم وعذاب القبر ومنكر ونكير ،ودار الفناء ودار البقاء واستيقظ في نفسها الخوف ثانية ، ماذا لو كان كلام جدتها حقيقة والنار لا بد لها وان تلتهم عينيها وشعرها وجسدها كله ، ماذا لو سألها منكر ونكير عن حجابها وصلاتها وصيامها ، احست بشبح الموت يقترب منها بشدة ، واحست بنار جهنم تلتهمها بشهيه وشعرت بقشعريرة تسري في جسدها واعلنت التوبه والرجوع الى الله ، و قررت في نفسها قرارا مهما جدا ، ان تحج بيت الله الحرام وان تعود الى عباءتها مرة اخرى ، تلفعت بها هذه المرة بقوة وقررت ان لا تستبدلها الا حين ترتدي الكفن الابيض ، وحرمّت على نفسها كل ما هو جميل خوفا من الحيّات التي ستقاسمها القبر والدود الذي سيلتهم جسدها النحيل . وهكذا هو حال المرأة العراقيه في زمن سيطر فيه اللصوص على عقل المرأة واعادوها الى عادات وتقاليد باليه عفا عنها الزمن ، سجنوها بأرادتها خوفا من عقاب الاخره فادارت ظهرها للنور واستقبلت الظلام .فالحياة فانية والموت خالد كما يدّعي لصوص الحياة ، ونسوا او تناسوا ان البنوك السويسريه والاوربيه تشتكي الى الله من سرقاتهم قوت الشعب ، نسوا الرشاوى والمحسوبيه والمنسوبيه ، نسوا التفخيخ والتفجير والقتل والخطف المبرمج ، فالارمله والمطلقه واليتيمه في العراق تعاني القهر والجوع واصحاب النفوذ وماادراك مااصحاب النفوذ اتبعوا سياسة عثمان وارتدوا جبة علي ، ولكن لابد ان ينجلي الظلام وتشرق الشمس من جديد ، لا بد من حكومة حكيمة توزع العدل على الجميع ولا بد ان ينسى الرجل ان المرأة جسد مثير يجب ان يغطى ، المرأة ياسيدي الرجل هي انسانة بكل ماتحمل كلمة الانسانية من معنى ، لها حقوق يجب ان تتمتع بها ، كما ان عليها واجبات تؤديها على احسن وجه ، ولها عقل لا يقل عن عقلك اطلاقا ولهاا رحمة تسع السماوات والارض ، يكفيها شرفا انها تحمل وتلد وتسهر وتربي وتشتغل وتعيل وتواجه الموت بشراسة في لحظات الولادة التي لا يمكنك تصورها .رفقا بفكر المرأة ، فأنه سيدهاالمطلق .وأياكم والعبث به كما فعلت جدتي الحبيبه رحمها
#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في العراق الحبيب ! ان تحال على التقاعد ! شئ من المحال !
-
حدث في جوازات الاعظميه !
-
الفارون من الحجيم !
-
لالالا ................لا تكتبي !
-
المرأة المسلمة المغتربه ! حررها القانون وقيّدها الشرع !
-
التحرش الجنسي في الوطن العربي
-
يومها ؟؟؟؟؟؟؟؟حين تمتلك ارادتها كشقيقها الرجل ، ذلك هو يومها
...
-
عنصريون مع سبق الاصرار والترصد !
-
ترى ! كم شتاته تستوعب صحراء عراقنا الجميل ؟
-
مباراة انسانية بين حلف الفضول واتفاقية جنيف
-
خفته جدا ............حتى خيّل لي بأنني احببته جدا !
-
ماانتنها !صلة الرحم لو تحولت الى صلة لحم
-
دعوة لتنقية الذات !
-
وداعا أبا علي !
-
اي الاصنام احق بالتحطيم ؟
-
كما من حمّى ينتفض المريض ،انتفض الشعب العربي من ظلم الطغاة !
-
قارورة ؟؟؟ ارفض ان اكونها حتى ولو لارقى انواع العطور
-
القوى اليساريه وثورات الربيع العربي
-
المرأة العراقيه ترفع لواء الوطن عاليا
-
الهي ! تراه من يكون ؟
المزيد.....
-
شاهد.. أرجنتينية بالغة من العمر 60 عاما تتوج ملكة جمال بوينس
...
-
إلغاء حكم يدين هارفي واينستين في قضايا اغتصاب
-
تشييع جنازة امرأة وطفلة عمرها 10 سنوات في جنوب لبنان بعد مقت
...
-
محكمة في نيويورك تسقط حكما يدين المنتج السينمائي هارفي واينس
...
-
محكمة أميركية تلغي حكما يدين -المنتج المتحرش- في قضايا اغتصا
...
-
بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر
...
-
هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي
...
-
“لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع
...
-
شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
-
“800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم
...
المزيد.....
-
بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية
/ حنان سالم
-
قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق
/ بلسم مصطفى
-
مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية
/ رابطة المرأة العراقية
-
اضطهاد النساء مقاربة نقدية
/ رضا الظاهر
-
تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل
...
/ رابطة المرأة العراقية
-
وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن
...
/ أنس رحيمي
-
الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم
...
/ سلمى وجيران
-
المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست
...
/ ألينا ساجد
-
اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019
/ طيبة علي
-
الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1]
/ إلهام مانع
المزيد.....
|