أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - المثقفون العرب في الأختيار الأصعب














المزيد.....

المثقفون العرب في الأختيار الأصعب


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4734 - 2015 / 2 / 28 - 19:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ اندلعت الأحداث الدامية على امتداد الوطن العربي قبل اكثر من اربع سنوات ,وجد المثقفون العرب انفسهم في حالة غير مسبوقة من عدم التأكد وعدم اليقين ,واكثر من ذلك ,فقد وجدوا أنفسهم يسابقون انفسهم لكي يلحقوا باللحظة الراهنة ,ويكونوا المنارة التي تشع رؤي وافكار انقاذية وطليعية لكي تهتدى بهاالأمة للخروج من محنتها ولكنهم بدلا من ذلك وجدوا انفسهم في عين العاصفة ,تنقاذ فهم الريح ذات اليمين وذات الشمال ,لا يدركون اي طريق يسلكون ,بعضهم سارع بإطلاق أسم الربيع العربي على مايجري ,وهو في الأساس تعبير ليس من انتاجهم ,بل هو مستورد في لحظة الزحام من اقطاب اللعبة الكبار في الغرب والشرق ,وبما أن المرحلة أختلط فيها الحابل بالنابل ,كما يقال : بحيث ادعى الإسلام أخطر وأعنف موجات الإرهاب منذ الخوارج والقرامطة الذين سرقوا الحجر الاسود من بناء الكعبة واعتقدوا أنهم إذا وضعوا الحجر الاسود في مكان غبر مكة فإن الاسلام يصبح هناك عندهم وفي حوزتهم !!!! بينما بعض المثقفين ظلوا يعزفون اناشيدهم القديمة عن الديمقراطية وحقوق الإنسان ومعايير الاخرى ينتهكها العرب كل يوم لأقل الأسباب.

وبالعموم :
فإن المثقفون العرب حرفتهم الريح ,فأصبحوا في معظم الأحيان جزءا من الفوضى نفسها ,ورموزا للنخبة نفسها ,فما أن تطرح فكرة للإنقاذ حتى يمزقها المثقفون من خلال معاييرهم القديمة ,ومن خلال إنشطاراتهم التقليدية ضد الشيء ونقيضه.

بعد أكثر من اربع سنوات على المحنة المتفاقمة التي تهدد وجوديا الأمة العربية وكياناتها السياسية وموروثاتها الثقافية,أين يقف المثقفون ؟وماهي اولوياتهم , وماهو شكل حائط الصد الثقافي الذي يتحصنون خلفه للدفاع عن هوية الأمة وعن حقها في الوجود ؟

أعتقد أن الأجوبة عن هذه الأسئلة هي أجوبة غامضة لا تزال , لأن المثقفين العرب توزعوا في معظمهم مداحين للقبائل المتحاربة ,قادة سنة وشيعة ,وتارة أ خرى ممزقين بين الوحدة والإنقسام ,وبين دعاة للحفاظ على الدولة الوطنية ولو في خليتها الأولي أو حلم الدولة القومية ,أوحتى عودة الخلافة الإسلامية ، حواراتهم تهرب إلى الأسهل ,ومؤسساتهم الثقافية لا تصمد في وجه الريح .

هل هناك أمل أن يطهر المثقفون صفوفهم ,وأن يتوحدوا حول الأولوية الطارئة الملحة وهي الإنقاذ من معايير التمزق والعودة إلى الأساسيات من جديد ؟

لانجاه لهذه الأمة سوى هذا الطريق ,لأن أحداث الأربع سنوات الأخيرة حتى وأن فاجأتنا في هذه الأمة,ولكنها لم تأت من فراغ ,بل جاءت لخيارات العديد من القوي الدولية الكبرى الذين تواطؤا في مؤسساتهم الأستراتيجية والسياسية والإيديولوجية كل مانراه اليوم في ساحاتنا العربية ,خرائط جديدة ,وتجزئة ماهو مجزأ أصلاً ,ومشروع هيمنة جديد ,وكأن الحوار يجري بصوت مرتفع في ساحاتهم بينما كان الوعي الثقافي عندنا نائما في الأدراج أو على وسائد الطمأنيينة الزائفة ، وليس أولي من المثقفين العرب من أن يبدأوا البداية ,وأن يكونوا في خط الدفاع الأول ,بأن يخرجوا من حظائر المعارضة والموالاة التقليدية ,وأن ينتموا بكليتهم إلى معركة البقاء المحتدمة . ذروة غير مسبوقة .

ويكون ذلك عبر تنادي المثقفين محلياً ,وإقليميا من خلال عقد ندوات ومؤتمرات تسلط الضوء على تلك الرؤي التي تعي بعمق الواقع العربي ,قراءة وتحليلا بهدف وضع الكوابح أمام المنزلقات الثقافية التي تواجه الجيل من جهة وأمام الأستلاب الذي يعاني منه أعداد كبيرة من النخب الثقافية والسياسية وقد ان أوان التسلح بالكلمة في معركة وصلت الذروة.



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زياد أبو عين والصورة التاريخية
- العدالة للمرأة ركن اساسي لسلامة المجتمع
- لمن اكتب رسالتي?
- امراة من زمن الطموح
- الحاجز
- عزوف
- تراجيديا النكبة الفلسطينية
- تناقضات
- الوطنية الفلسطينية منبع الابداع
- طفولة صارخة
- الخبز للجميع
- وجهك الحزين
- يوم الارض في العقل والوجدان
- الثلج وانتفاضة الاشجار
- احمد فؤاد نجم في ذمة الله والذاكرة العربية
- رسالة الى حالمة في الوطن
- -ذاكرة وطنية بامتياز-
- الانقلاب الى فكرة الانتماء الاولى
- الأمة العربية إلى أين؟
- شعوب تتحلل و دول تتفكك


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمه قاسم - المثقفون العرب في الأختيار الأصعب