أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - على ضفاف نهر الأردن ...حزن على حزن














المزيد.....

على ضفاف نهر الأردن ...حزن على حزن


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4725 - 2015 / 2 / 19 - 00:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رائعة السيدة فيروز ، ملكة الذوق والفن والجمال ، وكل أحرفها روائع، تضمنت كلمات ذات مغزى عن نهر الأردن جاء فيها :وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية .. وستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية.
معروف أن نهر الأردن لا يندرج ضمن الحواجز الحدودية ، ويجب ألا ينظر إليه كذلك ، حتى لا نخلط المقدس بالنجس، وهو نهر جامع ومقدس ، يستمد قدسيته من القدس التي شهدت الإسراء والمعراج كون الأقصى هو أقرب نقطة تربط السماء بالأرض ، وكذلك إستمد قدسيته من قربه من المغطس ، حيث قام يوحنا المعمدان بتعميد السيد المسيح عليه وعلى أمه الطاهرة البتول مريم العذراء أفضل الصلاة والسلام.
ولقداسة نهر الأردن ،فإن ملهمتنا فيروز غنت حتى للجسر الخشبي الذي يسبح ثابتا فوقه ويصل الضفتين الفلسطينية بالأردنية، وصلا وتواصلا ومحبة ،وقالت صادحة :يا جسرا خشبيا يسبح فوق النهر.. ضحك الفجر وحيا ، وصحت قمم الزهر ..لونك فرح.
هذا هو نهر الأردن المقدس ، باعث الخير والأمل في النفوس ، وصاحب المكرمات بإستمرار جريان وتدفق مائه المقدس ، قبل أن تنعق الغربان في منطقتنا ،علما أن هذه المنطقة شهدت غزوات همجية كثيرة ، كان هدفها التواجد على شواطيء البحر الأبيض المتوسط، لكن غربان هذه المرحلة وهم يهود بحر الخزر ، الذين تحالفوا مع النازي هتلر، الذي منحهم هوالآخر فلسطين وطنا قوميا بعد بلفور، لكنهم لا يذكرون ذلك ، لأنهم يريدونه أن يبقى البقرة الحلوب بالنسبة إليهم.
هؤلاء الغربان الذين أسهمنا بتوفير الأمن والأمان لهم بفرقتنا وتقصيرنا ، ومنحناهم فرصة السيطرة والهيمنة على المنطقة الممتدة من شاطيء البحر المتوسط الشرقي إلى الشاطيء الغربي لبحر قزوين، قلبوا كل المفاهيم وغيروا كل مقومات المنطقة ، وفي مقدمتها واقع نهر الأردن.
هذا النهر الذي كان جامحا في الأزمنة الغابرة ، تحول هذه الأيام إلى قناة خجولة ملوثة ، لأن هؤلاء الغربان قاموا بتجفيفه من خلال سرقة مياههم عبر ناقل إلى صحراء النقب ، وهذا يقودنا إلى القول أن العملية الأولى لحركة فتح الفدائية الفلسطينية ، التي مثلت إنطلاقة الحركة في الفاتح من كانون ثاني 1965 ، كانت دفاعا عن مصالح الأردن ،حيث إستهدفت نفق عيلبون ،ذلك الناقل لمياه نهر الأردن إلى صحراء النقب.
على ضفاف نهر الأردن ، وعلى بعد لا يتجاوز بضع سنتيمترات فقط ، وقفت بالأمس على شاطيء النهر الخجول ، الذي بعث هذا الشتاء فيه الروح إلى حد ما ، وقد ساقتني الأقدار إلى هناك ، كي يعانق حزني حزنه ، ونتبادل الهموم ، ويشكو كل منا للآخر ، من سوء الحال الذي وصلنا إليه ، ويقيني أننا فهمنا بعضنا ، رغم الصمت الظاهري ، الذي كان يغلف ويعزل النحيب الداخلي الذي لو إستمع إليه قبيل الجن والإنس ، لقرر الجمع الإنتحار قهرا وكمدا.
في الجهة القريبة –الملاصقة – المقابلة ، كان العلم الإسرائيلي باللونين الأبيض والأزرق ، يرفرف شامخا على مبنى "قصر اليهود " ، محميا ومشفوعا له بعجزنا وتقصيرنا وسوء أفعالنا .
سرحت بعيدا وتفتحت ذاكرتي عن كل المآسي إلى عمق التاريخ ، حيث السيد المسيح وزهرة المدائن جارة نهر الأردن ، مرورا بتأسيس "مستعمرة " إسرائيل ، وتهجير العرب اليهود على وجه الخصوص من بلدانهم الأصلية ، إلى فلسطين ، ومسرحية حزيران عام 1967 وكيفية سقوط الضفة الفلسطينية ، ووصول إسرائيل علانية ورسميا إلى شواطيء نهر الأردن . إنتهى بي المطاف إلى داعش – الخوارج الجدد- المستأجرين من قبل الصهيونية ومن لف لفيفها ، رغم تحشيد أمريكا لتحالف ضم 60 دولة ، بهدف تنشيط أسواق الغرب وإنحسار دائرة البطالة هناك ، وقتل الشباب العربي والمسلم ،وتدمير مقدراتنا ليرسو عليهم عطاء إعادة الإعمار ، فيما نحن رضينا بنصيب المفجوع بنفسه .
وتجلى عسر الفهم في أننا صادقنا إسرائيل وتحالفنا معها ،وبتنا نتسابق على من يكسب ودها وينسق معها أمنيا ويطبع معها إقتصاديا ، ويا لفرحة العواصم التي يزورها الصهاينة بدون تأشيرات ، بينما يحرم علينا زيارة بعضنا البعض بدون تأشيرة تمنح للنخبة فقط ، ومن يحصل عليها ويسافر يكون تحت التغطية الأمنية ، خشية ان يكون جاسوسا لبلده ، أما الإسرائيلي فمعزز مكرم.
عند المساء غادرت نهر الأردن ، ولكن حزني ما يزال يعانق حزنه ، وكنت أردد رائعة السيدة فيروز: وستغسل يا نهر الأردن وجهي بمياه قدسية ...وستمحو يا نهر الأردن آثار القدم الهمجية.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- د. الصادق الفقيه، الأمين العام لمنتدى الفكر العربي يتحدث عن ...
- الأخوة الأقباط ..عظم الله أجركم
- عذرا يا عراق ..أضاعوك
- قراءة متحفظة لرواية جريئة كتبها فيصل الشبول
- أمريكا تعمل على توريط الأردن ..إستشهاد الطيار الأردني نموذجا
- سؤال يبحث عن إجابة مقنعة ومنطقية
- -الله أرسل داعش لحماية يهود-
- صحوة الضمير الغربي..الألماني - نموذجا ... في وقتها
- ميسر السعدي -أم محمد - ..فاضلة بحجم الوطن
- يهود يعارضون الصهيوينة))) -دموع التماسيح - ..ماركة يهودية –ص ...
- نتنياهو يتخبط إنتخابيا في الجهات الأربع
- العزوني وكلانسي ..ضحايا لوبيات الضغط اليهودي في واشنطن
- تقدير موقف صادر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حول ...
- الغريب للغريب ...نسيب
- ميراكل ..أولاند..والبابا ...عندما تتحدث العقلانية
- الخنازير البرية والأفاعي والفئران البيضاء والنار ..أسلحة -إس ...
- الإرهاب في أوروبا... الهدف الثالث
- الموساد فجر -إيبيدو- وإستأجر مسلمين عربا
- مأساة -شارلي إيبيدو-الساخرة المتصهينة ...كلام يجب أن يقال
- مأساة -شارلي إيبيدو - الساخرة تفتح ملف إعتناق الإسلام في الغ ...


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - على ضفاف نهر الأردن ...حزن على حزن