أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - من هي الدولة التي يمكن الكورد ان يعتمد عليها ؟















المزيد.....

من هي الدولة التي يمكن الكورد ان يعتمد عليها ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4718 - 2015 / 2 / 12 - 15:14
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الدول تبحث عن ضمان مصالحها بكل ما يمكنها من السياسة و الدبلوماسية، و يصل احيانا لاستغلال الاخرين او اندلاع حروب من اجل مستقبل اجيالها او مصيرها . و عليه يمكن للدول الاخرى ان تعتمد على دول اكبر واكثر قوة و امكانية ان توافقت مصالحهما، كما كانت ايام الحرب الباردة من توزيع الدول على المعسكرين، و اليوم و نحن في مرحلة متنقلة و لم تنته بعض الدول لحد اليوم في تحديد مصيرها في الاعتماد على اية دولة في مسيرتها السياسية، و يعيش العالم الان تحت سيطرة القطب الاوحد لحدما . هذه حال الدول، اما الشعوب التي تعيش لحد الان تحت ضيم الاحتلال كالكورد؛ فيتطلب لتحديد ما يقوم به من اتباع سلوك و سياسة، فانه كلام اخر مختلف تماما عن الدول ذات السيادة .
نتكلم و نحن نعيش اليوم في هذه المرحلة، التي يمكن تقييم ما فيها و ما تسير به، بانها فوضوية و متنقلة و لا يمكن ان نعتبرها مرحلة نهائية مستقرة حقيقية، لما موجود فيها من المتغيرات المختلفة و المتداخلة و المتفاوتة من كافة الجوانب، و يمكن ان نعتبرها جسرا واصلا بين ضفتي مرحلتين مختلفتين . فلا القطب الواحد مسيطر على زمام الامور بشكل نهائي، و لا القطبان متساويان في القوة و الامكانية و الثقل و الموقع . ليس لامركيا الكلمة النهائية لما هي فيه من الاوضاع التي لا تخولها ان تعلن بانها قائد العالم، و لا تريد ان تعترف بانها غير قادرة على التعامل مع القضايا الانسانية المتعددة في العالم وفق ما تعلنه من القيم الانسانية . و روسيا بعد انهيار السوفيتي، على الرغم من محاولاتها العديدة في زمن بوتين لاعادة مكانتها و هيبتها و ثقلها الا انها لازالت تان تحت حمل المآزق الاقتصادية و ما تخططه امريكا لها حتى اليوم من المؤآمرات الاقتصادية و السياسية المختلفة . و الصين لها خصوصياتها و حيادها النسبي من الصراعات الجارية على المعمورة، و لا يهمها الا استقرارها الاقتصادي و تنافسها و المواصلة في جهدها المتعدد الجوانب لمنافسة امريكا اقتصاديا في العالم فقط .
هذه المنطقة الاستراتيجية عالميا و تهم الجميع، مخضبة بدماء الصراعات و الحروب الناجمة عن محاولات الاطراف العالمية كافة في السيطرة عليها بكل السبل و في مقدمتهم امريكا المتشدقة بقوتها و امكانياتها .
و لكن، ان كانت امريكا لا تعرف او هي تعرف و لكنها تنكر او تريد ان تخطوا من اجل العبور دون الالتفات الى ما هي عليه، فانها اصبحت الطرف التي لا يمكن الاعتماد عليها حتى من اقرب حلفائها و اصدقائها، انها و لاسباب داخلية او تداخل المصالح و تصادم المعادلات السياسية التي تعتمدها، انها تتخبط في تعاملها مع ما يجري الان في هذه المنطقة و العالم، على الرغم من امكانياتها الكبيرة في التخطيط و التنظيم السياسي و قدرتها في الدخول في تفصيلات و الثنايا و الاجزاء الدقيقة من متطلبات هذه المنطقة الحساسة، و هي بحاجة اليها و الى العالم. ان امريكا الان في اصعب اوقاتها من حيث تحديد الاسلوب او الطريقة التي يمكن ان تتخذها في مسايرة ما موجود على الارض، فلسفتها غير واضحة، و صراعها كما هي دون اعادة النظر فيما تفرضه المستجدات في المناطق المتعددة في العالم و الشرق الاوسط بشكل خاص، و تنظر الى القضايا من منظورها المنفعي الخاص و من جهة واحدة دون الاعتبار الى ما يهم الاخرين، و اصبحت تسايس الاعداء اكثر من الاصدقاء، و بها فقدت الاصدقاء و ان لم يجهروا بها على العلن .
الدول الكبرى الاخرى، بريطانيا تابعة لما تقدم عليه امركيا منذ عقود، و يمكن ان يتحمل هذا التعاقد تحليلات واسعة و كثيرة ليس لنا هنا ان ندخل فيها، الا ان المصالح المتداخلة للبلدين لن تدعهما ان تختلفا بشكل كبير بحيث يمكن ان يؤثر على توجهاتهما لهذه المنطقة بشكل جلي . فرنسا منذ اعتلاء الحزب الاشتراكي سدة الحكم و خطواتها اصبحت اكثر جراءة و اختلافا لحد ما من الدول الغربية الاخرى، و لكنها لازالت قيد الاطار التي تفرضها المصالح الغربية المشتركة في المنطقة، و لا يمكن ان تتجه بغير اتجاه الاخرين مهما كانت اختلافاتها معهم .
على الرغم من اختلاف الامكانيات و القدرة، الا ان روسيا اصبحت وريثة الاتحاد السوفيتي و توجهات بوتين تملي على المتابعين بانه ينوي اعادة هيبة دولة كقطب رئيسي و منافس، و لها الامكانية التي يمكٌنها من دخول حلبة الصراع و استنهاض دولته و اتخاذ الخطوات الدبلوماسية التي يمكن الحساب لها، و رغم التخطيطات المعادية لها، الا انها لازالت تفكر في تقوية مكانتها و تعتقد انها بامكانها ان تعيد هيبتها و انفتها و ثقلها الى الواجهة .
فالدول التي ترى ان مصالحها تتوافق مع امريكا لم تتوان في خدمتها كما نرى، و هناك تراجع و تقدم نسبي من تعامل هذه الدول مع متطلبات امريكا وفق المفروضات اليومية للمنطقة و العالم، و ربما لم تصل التحالفات النهائية الى بناء معسكرات نهائية الموقف، و خاصة في الشرق الاوسط ما بعد ربيعه الملتهب الذي خلط الاوراق و برز ما لم يكن بحسبان الدول الكبرى المؤثرة ايضا .
ان كان هذا الخلط هو ما تعيشه الدول المستقلة ذات السيادة و التاريخ، فما بال الكورد الذي لم ينالوا ما ينون و لم يحققوا اهدافهم و لازالوا جزءا من الدول التي الصقوا بها قسرا و عنوة دون ارادتهم، مما يفرض هذا الحسابات الاكثر دقة و الجهد الاكبر للوصول الى النتائج التي تكون لصالح هذا الشعب المغدور في هذه المرحلة و مستقبلا و ما تكون من الخطوات التي تكون لصالح مستقبله، و عليه ان يختار و لا يحتار على المدى القريب و البعيد، اي دولة اكثر اهمية و استفادة و ضمانة لتحقيق اهدافها للاعتماد عليها.
لم تعد امريكا دولة يمكن الاعتماد عليها لتحقيق اهداف المغدورين و المتضررين من مسيرة التاريخ، لانها كما هو المعلوم عنها، انها دولة براغماتية مصلحية، تتعامل مع كافة القضايا بعيدا عن المثاليات و العاطفة و القيم، مستندة على ما توفر لها ما تريد و يمكن ايصالها الى تحقيق توجهاتها السياسية و الثقافية و الفلسفية، و ما تخطط لها مؤسساتها الفكرية المؤثرة على سياساتها و الموجهة لها و الموضحة لطريقها دون النظر الى ما موجود على الطريق من القيم الانسانية .
اليوم، لناخذ ما هي متكاة عليه يمكن ان يسير على ما يؤل اليه من التضحية باكبر الاصدقاء و اهمها من اجل الوصول الى اتفاق نهائي حول النووي الايراني، و تتعامل مع اقذر تنظيم ارهابي من اجل استغلاله في سير تلك المفاوضات، و يمكن ان تضحي باقرب اصدقائها و حتى الاوفياء لها ان كانت لصالح نجاح هذه الاتفاقية . فانها دارت ظهرها الى ما يمكن ان تتحول هذه المنطقة الى ساحة ربما تعود اليها بالخطر الاكبر من اجل هدف واحد فقط .
اما روسيا اليوم فهي مخنوقة و متورطة في ازمتها الاقتصادية، الا انها لازالت امامها الافاق الكبيرة في الوقوف على رجليها و تتخذ مكانتها و تعيد ما تهدف اليها و تبني تحالفا و تؤثر على استراتيجية امريكا بسهولة تامة .
ما يخص الكورد، لكونهم لازالوا في بداية الطريق المحفوفة بالمخاطر الجمة، و تحتاج لعقول و امكانيات و تخطيطات و استراتيجيات و امكانيات هائلة للخروج منها، فانها يجب ان تفكر على توجهين البعيد و القريب.
على المدى البعيد، ليس لامريكا هدف تحقيق حق تقرير المصير للشعوب المظلومة، و انها تخطو بما يفيدها فقط، و لكنها هي الامر الناهي في هذه المرحلة بالذات، و على الكورد قبل غيرهم مسايرتها و العمل بشكل يمكن ان تستفد منها ما يمكن من خلال التاثير على مسارها و تحديد مصالحها و التعامل معها بما يمكن ان تستحصل منها على العبور من المرحلة باكثر نقاط نجاح ممكنة . اما على الجانب الاخر، فان روسيا لا يمكن ان تبقى كما هي دون بروز لها كما هو المبين على المدى البعيد، فانه على الكورد بناء خيط من العلاقات الدبلوماسية المؤثرة مع روسيا، بحيث ستكون هي المؤثرة الرئيسية على المنطقة في المدى البعيد مهما تبجح امركيا بقوتها و امكانياتها الاقتصادية العسكرية، لان امكانيات روسيا ليست بقليلة و انها بحاجة لاعادة التنظيم و عبور هذه المرحلة من اخر مؤآمرة اقتصادية عليها، و ان تاخذ و تعتبر من درس هذه الازمة لضمان مستقبل اكثر تراصفا و اتحادا و تحديا لكل ما ينسج لها من المؤآمرات الخارجية، و هي التي يمكن ان تنظر الى حقوق الاخرين اكثر من امريكا كما يدلنا عليه التاريخ . اما الدول المنطقة قاطبة، فليس للكورد دولة واحدة يمكن الوثوق بها او الاعتماد عليها، و به يمكن ان يعتمد الكورد على المصالح القحة المتبادلة بينهم من اجل بناء علاقات سياسية اقتصادية متوازنة . و السؤال الذي يبرز دائما، هل يعيد التاريخ نفسه، و يبقى الكورد في اخر الصف كما كان دائما، انني شخصيا متشائم لقدرة العقل القيادي الكوردي الذي يدير كوردستان لحد اليوم، و لا اتوقع ان يخرج من هذه المعمعة السياسية الدبلوماسية المتنقلة بشيء مفيد لهم، و عليه يجب ان ننتظر اجيالنا القادمة ربما لعقود اخرى ان تفكر بعقلانية ملائمة لما يهمها في تحقيق اهدافها المستعصية .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سياسة امريكا على حساب شباب الشرق الاوسط
- التقى العبادي البرزاني على ارض محايدة
- تحررت كوباني دفاعا عن اهلها و ليس لتفعيل ضجة
- الاصولية طاعون العصر اَم ماعون القصر
- اليسارية بين الفكر و السياسة في الشرق و الغرب
- اليس بامكان امريكا ان توقف سفك الدماء في كوردستان ولم تفعل ؟
- معركة داعش اليوم اثبتت للجميع كوردستانية كركوك
- بدا كسر شوكة داعش من كوباني
- تحرير كوباني و موقف تركيا
- اين تكمن الشجاعة للاعتراف بالحقيقة
- وفيق السامرائي لازال يلعب لعبة البعث
- هل من منفذ و منقذ ؟
- العلاقة العراقية التركية و ما يهم اقليم كوردستان
- سنجار بين الحانة و المانة
- التستر على الارهاب الناعم يخلق الارهاب المتشدد
- ماهي العلة الرئيسية للتغيرات الاجتماعية السلبية ؟
- تركيا تقدر على منع الكورد و ليس داعش ؟!
- اردوغان و من يشجعه على احلامه
- ماذا اصاب العالم في هذه المرحلة ؟
- لماذا الاهمال في قيادة محاور البيشمركة مع داعش


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - عماد علي - من هي الدولة التي يمكن الكورد ان يعتمد عليها ؟