أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - أين تقع دفيئات إنتاج الإرهاب؟














المزيد.....

أين تقع دفيئات إنتاج الإرهاب؟


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4714 - 2015 / 2 / 8 - 15:31
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


دائما يثور سؤال مهم وهو:
لماذا تشجع أمريكا، ومعها كثير من دول أوروبا الأحزاب الدينية السياسية؟
ولماذا تتعهد تلك الدولُ شخصياتِ كثيرٍ من تلك الأحزاب الدينية السياسية بالرعاية والدعاية، وتمهد لهم الطريق للوصول إلى سدة الحكم؟
وما سرّ تسخير منظمات حقوق الإنسان، والجمعيات غير الحكومية الممولة من تلك الدول، للتبشير بالأحزاب الدينية ونصرتها؟
أسئلة تحتاج إلى نقاش طويل، ولكنني سأضع بداياتٍ للنقاش تتمثل في صورة أسئلة:
أليست الأحزاب الوطنية التقليدية، وهي اليوم في طور الانقراض، تُعتبر معوقا في طريق أمريكا وأوروبا، بما كانتْ تُبشِّر به من أيدلوجيات، وأفكار، وشعارات، كالتحرر، والاستقلال، والاعتماد على النفس، وتعزيز الوعي والثقافة، وإلتخلص من التبعية، والثورة على الديماغوجيا والتضليل؟
أليست ألفية القرن العشرين هي ألفية الاحتكارية التجارية، والتضليلية الفكرية، والسيطرة الكمبرودورية، وهذه الأنماط من السيطرة لا يمكن أن تتلاءم مع الثقافات والوعي والتحرر والسيادة؟
كيف يمكن للأقوياء، محتكري الغذاء والكساء والدواء، أن يُسوِّقوا منتجاتهم، ولا سيما منتجات مصانعهم من الأسلحة وأدوات القتل والدمار، في وسط تيارات وطنية، وفلسفات وأيدلوجيات فكرية، تسعي لإسعاد العالم، ونشر ثقافة الوعي، والتمرد على التضليل والاحتكار، وتنبذ الاقتتال والشرذمة والاستعمار والاحتلال؟
إذن فما البديلُ لكي يتسنى للسيد المُطاع، سيد الألفية الثالثة وإمبراطورها، أن يقود العالم إلى حظيرته، بدون جهد أو عناء، وبدون جيشِ أو احتلال، حتى يظل في منأى عن الاتهام بانتهاك حقوق الإنسان؟
أليس مِن حق السيد المُطاع، وقائد عربة الألفية الثالثة، أن يسعى إلى إيجاد بدائل عن المعوقات التي تعترض طريقه نحو السيادة والتفرُّد والتفوق؟
أليس من حق الأسياد أن يبتدعوا جيلا جديدا من الحروب، هي حروب الجيل الجديد؟
أليست معظم الأحزاب المنسوبة للأديان، هي أسهل الطرق للوصول إلى تلك الغاية؟
فلماذا إذن لا تُشجِّع أمريكا وأوروبا عيونها وأرصادها لتعزيز تلك الأحزاب الدينية، وإن لم تجدها في بعض الأماكن، فعليها أن تخلقها أيضا؟
لماذا تُعتبر تلك الأحزاب هي أنسب المطايا للوصول إلى الأهداف؟
أليست الأحزاب الوطنيةُ والأيدلوجية، والتيارات الثقافية التوعوية - وهي المعوِّق لعجلة الألفية التجارية الاستهلاكية – هي أهداف للتصفية على يد الأحزاب الدينية السياسية، لأنها العدو اللدود لتلك الأحزاب، فحربُ الأحزاب الدينية المقدسة الرئيسة، ستكون ضد الأحزاب الوطنية، وهي الحرب الجديدة، حرب الأهل ضد الأهل، وحرب النصف ضد النصف الآخر؟
أليست معظم الأحزاب الدينية السياسية هي أفضل الطرق لتفكيك المجتمعات، وإعادتها إلى حالة القبيلة والعشيرة، حالة التفكك والشرذمة؟
أليست معظم أحزاب الدين السياسي تضعُ منافسيها من أبناء وطنها، من الأعراق والإثنيات المختلفة، كأهداف للقتل والتصفيات، لذا فإبادة المخالفين في الرأي تقع ضمن أولويات تلك الأحزاب؟
أليست تلك الأحزاب السياسية الدينية ، هي أفضل وسائل إعادة صياغة المجتمعات، تمهيدا لتحويل البشر إلى أدواتٍ وآلات، فمعظم تلك الأحزاب السياسية الدينية هي العدو اللدود للثقافات، فهي تقوم بحرق كتب التنوير، وتصادر حرية الرأي والتعبير وتُركِّز معظم دعواتها لتعزيز غريزيتين رئيستين ، غريزة الأكل، وغريزة الجنس. وهاتان الغريزتان هما أبرز ركيزتين للألفية الثالثة، ألفية الغذاء والدواء؟
لهذا يجب استنبات كثير من الأحزاب السياسية الدينية القمعية، ورعايتها وتنشيطها، وتكثيرها،وتوجيهها ونشرها في كل بقاع الأرض،!!
وأخيرا، أليس من حق سادة العولمة أن يُؤسسوا في أوطانهم منظومة دفيئات، لإنتاج هذا النوع من الأحزاب، ثم يُوزِّعوها على البلاد ذات الثروات الطبيعية،والمساحات الجغرافية،التي تقتات على الجهالات والخرافات، ويعتزمون غزوها عن بُعد،بلا جيوش أو احتلال، لتحقيق غاياتهم وأهدافهم؟!!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاموس عوز: حرب بدوني وبدون أبنائي
- الإسرائيليون أطول أعمارا من الفلسطينيين
- أخطر التهديدات التي ستواجه إسرائيل 2015
- قصة الوزير المعزول وخليفته الجديد
- ثورة على صاحب الأصفاد الحريرية
- أين العرب من عصر أفول النفط؟
- أشجار ميلاد الكهرباء في غزة
- أين تقع وزارة الامتصاص؟
- كرنفالات اللجوء إلى مجلس الأمن
- احتكار الثقافة وقهر النساء
- ابتسموا ولا تبكوا على العرب
- صراع على يهودية الدولة
- حرب الصحف في إسرائيل
- المعلمون بين غوركي وتشيكوف
- عاموس عوز الخائن والمسيح وحماس
- سجود البعير وعجين السمبوسه
- مستقبل القدس بعد حادثة شايا
- أغلفة البضائع أثمن من البضاعة
- المقدس الرجل والمدنس المرأة
- الأعياد بين الدين والدولة


المزيد.....




- أضرار البنية التحتية وأزمة الغذاء.. أرقام صادمة من غزة
- بلينكن يكشف نسبة صادمة حول معاناة سكان غزة من انعدام الأمن ا ...
- الخارجية الفلسطينية: إسرائيل بدأت تدمير رفح ولم تنتظر إذنا م ...
- تقرير: الجيش الإسرائيلي يشكل فريقا خاصا لتحديد مواقع الأنفاق ...
- باشينيان يحذر من حرب قد تبدأ في غضون أسبوع
- ماسك يسخر من بوينغ!
- تعليقات من مصر على فوز بوتين
- 5 أشخاص و5 مفاتيح .. أين اختفى كنز أفغانستان الأسطوري؟
- أمام حشد في أوروبا.. سيدة أوكرانية تفسر لماذا كان بوتين على ...
- صناع مسلسل مصري يعتذرون بعد اتهامهم بالسخرية من آلام الفلسطي ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - توفيق أبو شومر - أين تقع دفيئات إنتاج الإرهاب؟