أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - بحثاً عن حلول لخروج الإسلام من أزمته .















المزيد.....



بحثاً عن حلول لخروج الإسلام من أزمته .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4710 - 2015 / 2 / 4 - 14:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا المقال جاء مغايراً عن كتاباتى البدئية له فقد إعتنيت برصد وتحليل الإرهاب فى مصر وإدانته مع إدانة وجلد النظام المصرى الذى يجهل أو للدقة يتجاهل كيف يجفف المنابع ويعالج ويقتص من هذه الظاهرة لأجد نفسى أنصرف عن الإستنكار والتنديد وجلد الذات الذى إعتدناه لأخط فى رؤية شمولية تخوض فى كيفية خروج الإسلام والمسلمين من النفق المظلم ,فحرى بنا أن نتقدم بروشتة علاجية للحالة الإسلامية فلا نكتفى بنقد تمظهراتها وحضورها والتنديد بها وممارسة جلد الذات دون محاولة لتلمس طريق للخلاص .
هذا البحث روشتة علاجية لكل إفرازات الحالة الإسلامية من كراهية وعنف وصدام وإرهاب وتخلف متأملا أن نعتنى بها لأتصور بالرغم من قتامة المشهد إلا أن هناك أمل فى التغيير وذلك لإعتقادى أن الإنسان هو من خلق وصاغ الأديان وهو القادر على تشكيلها وتطويعها علاوة أننا بشر فى النهاية فلابد أن يوجد أمل وتغير وتطور مهما بدا بعيداً ,لذا أرى هناك حل للحالة الإسلامية المتردية ولكن هذا لا ينفى أن التعاطى معها شديد الصعوبة والتعقيد بالفعل .

أرى أن تطوير الإنتاج والعلاقات الإنتاجية بالمجتمعات الإسلامية كفيل بحل إشكالية الإسلام مع العصر من جذورها بل كفيل بتطويع وكبح جماح أى منظومة دينية كما تم تطويع المسيحية فى أوربا ,ولكن هذا الحل يحتاج إلى المزيد من الوقت حتى نصل إليه بل أن التعقيد الذى أفرز ثقافة مهيمنة منغلقة متصلدة سيحول عن تطوير الإنتاج وعلاقاته بشكل طبيعى !.. فهل ننتظر إلى أن نصل لهذه الحالة التطورية التى يمكن ان تأتى أو تغيب طويلاً ؟! من هنا جاءت رؤيتى التى تبحث فى خروج الإسلام من أزمته دون الولوج إلى تطوير علاقات الإنتاج من خلال صياغة رؤى ثقافية وفكرية جديدة تتلمس المنطق والواقع لأتوسم أن يكون لها حضور فى الوعى الإسلامى بغية إيجاد صيغة تعايش مع العصر فلا يكون الإسلام مقوضاً وحائلاً لتطور المجتمع وتنميته على الأقل .

* شيوع الكهنوت الإسلامى .
قد يستغرب البعض من قولى الكهنوت الإسلامى خلافاً عما يتم ترديده وترويجه أنه لا كهنوت فى الإسلام .. فليردد المسلمون ما يحلو لهم من إدعاءات ولكن الحقيقة والواقع تثبت أن الإسلام هو من الأديان الكهنوتية الشديدة المراس التى إتسمت بشيوع الكهنوت وليس تحديده وهو ما سنتعرض إليه .
الفهم الشائع عن الكهنوت يتمثل فى رجال الدين المفوضين بممارسة الطقوس والصلوات والشعائر حصراً ولهم زى خاص ورتب كهنوتية ليكونوا القابضين على الدين . بالفعل هذه الصورة النمطية لرجال الكهنوت غير متواجدة بقوة فى الإسلام فلا حرص على إقتصار رجل الدين فى إمامة الصلوات أو إحتكارهم لممارسة الطقوس كالحج كما لا يوجد إعتناء بزى محدد لرجل الدين ولكن هذا لا يعنى على الإطلاق إنه لا كهنوت ولا كهانة فى الإسلام , فلا يوجد دين بدون كهنوت كما أن الكهنوت معنى وفلسفة ونهج لا يجب إختزاله فى شكل وتمظهرات وهرمية , فالكهنوت فى الإسلام من أكثر حالات الكهانه بين الأديان فهو ينتشر بشكل أفقى ومن القاعدة الى القمة أيضا ليفتح المجال أمام الجميع لممارسة الكهانة المتمثل فى تعدد الهيمنات على الخطاب الدينى وهذا فى تصورى أزمة الإسلام .

الإسلام غير متحرر من النزعة الكهنوتية فى إدارة المشروع الدينى حتى على المستوى الشكلى فلدي المسلمين الشيخ سواء أزهريا أو شيعيا والفقيه والعالم والمفتى وأهل العلم والإمام وهيئة كبار العلماء والمرجعية وآية الله والحوزة والإمام الأعظم وغيرهم من هذه التراتيب والوظائف بل لدى المسلمين الخليفة وولاية الفقيه والإمام التى تضارع وتفوق سلطة البابا فى سلطاته وهالاته ليكون الفرق بين الكهنوت الإسلامى وأى كهنوت آخر عدم التقيد الصارم بزى محدد أو إحتكار رجل الدين لممارسة الطقوس فللمسلم ممارسة طقوسه بدون حضور مهيمن لرجل الدين وإن كان هناك نظام أيضا ,فلا صلاة بدون إمام يتم الإتفاق عليه وليس شرطا أن يكون الإمام والخطيب خريج مؤسسات دينية وإن كانت بعض الدول بدأت تعتنى بهذا الأمر .
في اليهودية والمسيحية يتم التصريح لقس أو حاخام بالكهنوت بعد أن يدرس اللاهوت ليتم منحه درجة علمية , كما يجب أن يمضي سنوات في المعبد أو الكنيسة تحت التدريب .بينما في الإسلام فليس شرطاً بالرغم من وجود مؤسسات تمنح درجات علمية للمشايخ ولكن هناك كهانه يتم منحها لكل من هب ودب ليست مرتبطة بالإلتحاق بمؤسسة دينية محددة وليعتبر المسلمون أن هذا ميزة الإسلام فلا إحتكار للدين فى مناصب ومرجعيات لذا تجد كل من أطال لحيته وقصر ثوبه وتكلم بصوت جهورى وقرأ قليلا من الكتب التراثية أو للدقة إطلع على بعض النشرات لبعض التيارات المؤدلجة أو إنتسب لفكر أئمة سابقين كإبن تيمية مع حفظ بضعة آيات وأحاديث قد صار شيخاً وداعية جدير له أن يُكفر ويٌفتى وهكذا تعددت مصادر الكهنوت فى الإسلام بصورة سرطانية ستجلب بالضرورة معها تعدد الخطابات والتناحر وظهور التباينات والمزايدات .

يعنينى إذن التركيز على مغزى ومعنى وفلسفة الحضور الكهنوتى فى الإسلام وليس التمظهرات البادية أمامنا , فالإسلام منح سلطات واسعة لرجال الدين ليحتكروا الخطاب الدينى ولكن المشكلة إنه لم يحدد بشكل صارم جهة الإحتكار لذا شاع سلطة وحراك الكهنوت فى الإسلام ليقع فى يد الكثيرين وهذا مشكلة المشاكل .
عندما نقول بأن هناك فكر كهنوتى أصيل فلا نعتمد على مشاهد تاريخية لسلطة ومحورية رجال الدين الإسلامى على مر العصور بل على النهج القرآنى نفسه فعندما نقرأ آية آل عمران:7 (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُل مِنْ عِنْدِ ربنا وَمَا يَذَّكرُ إِلا أُولُو الأَلْبَابِ ) فهذا إقرار واضح بوجود وأهمية ومحورية وقيادة رجال الدين فهم أهل العلم الذين معهم مفاتيح فهم النص الدينى والقدرة على تأويله وهذه نزعة كهنوتية عالية لم تعلنها أديان أخرى ذات كهنوت .
(وما كان المؤمنون لينفروا كافة, فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون ) التوبة/ 122 وهنا أمر بإختصاص فئة محددة ذات مسئولية وتفرغها للعلم والفقه الاسلامى .
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ ) سورة النساء: 59. يقول الشيخ ابن العثيمين: فإن ولاة الأمور هنا تشمل ولاة الأمور من الأمراء والحكام, والعلماء وطلبة العلم, فولاية أهل العلم في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها وولاية الأمراء في تنفيذ شريعة الله وإلزام الناس بها ,فعالم الشريعة هو الذي يبين شريعة الله وأحكامها ويدعو الناس إليها, ويمكن القول أيضا إن أهل العلم هم القائمون على أمر الله تعالى حتى تقوم الساعة.انتهى قوله.
فى سورة المجادلة أيضا (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) وهذه إشارة الى رجال الدين وتفضيلهم لحوزتهم العلمية وتؤكدها سورة الزمر 9( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ ) كما هناك حث على سؤال رجال الدين فى سورة النحل: 43( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) لتبقى الاشكالية فى عدم تحديد جهة محددة لإحتكار الخطاب الإسلامى .
آية سورة آل عمران: 18( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ وَالمَلَائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِمًا بِالقِسْطِ لا إِلَهَ إِلا هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ ) إشارة اخرى لأهمية أهل العلم بالرغم إنها لم تحددهم . وهناك آية أخرى تحث إلى أهمية إتباع أهل العلم ( وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً)
إذن فنحن أمام رخصة واضحة محددة لرجل الكهنوت الإسلامى تزيد عن مثيلاتها فى كهنوتية الاديان الاخرى فهم المحتكرون لفهم الآيات وتأويلها كأهل علم حصراً أى من يحملون ختم العلم ,فأليس هذا كهنوتاً واضحاً حيث الأمور لا تمر إلا منهم لأرجع واقول أن مشكلة الإسلام لا تقتصر على الكهنوت فيمكن قبوله على مضض بإعتبار إستحالة وجود دين بلا كهنوت ولكن الإشكالية الحقيقية فى تعدد الكهنوت فلم تعد تقتصر على نخبة محددة لمؤسسة ومرجعية محددة بل ترك الباب مفتوحاً لكل من يجتهد ويدرس ويتوسم فى ذاته أنه أهل علم وفقه وإجتهاد ومن هنا جاءت الكوارث العصية على التحكم فليس هناك جهة ذات تحديد يمكن التعاطى والتأثير على خطابها فالكثيرون أهل علم ليتصدر المشهد والحضور والتأثير كل من هب ودب .

لا يوجد دين بدون كهنوت فهذا الهراء بعينه ولا نستطيع أن نطالب بإلغاء الكهنوت لذا لا غضاضة فى الحالة الكهنوتية الإسلامية ولكن من الأهمية بمكان تحديد صارم للمؤسسة الكهنوتية , فمشكلة الإسلام الحقيقية فى شيوع الكهنوت لذا يجب الإعتناء والإنتباه لسرطان الكهنوت الإسلامى الذى يُغرى كل من يَتوسم فى نفسه علماً أو فهماً أن ينصب نفسه متحدثاً عن الدين .
الخطورة فى شيوع الكهنوت سيسمح بتعدد الخطابات والتوجهات الإسلامية وجنوحها وتشددها وتصادمها وخروجها عن السيطرة وهو ماثل أمامنا فى وجود ما يُطلق عليهم شيوخ ودعاة وعلماء لم ينحدروا من مؤسسات إسلامية ولكنهم صاروا أصحاب حضور قوى وفاعل فى واقع المسلمين ليتباروا فى الخطاب الإسلامى المتشدد محاولين التمايز على المؤسسات الرسمية .
بغض النظر أن الدعاة والشيوخ يعبرون عن صحيح الإسلام أم لا فليست تلك قضيتنا , فالقضية شيوع وإنتشار الخطابات الإسلامية الكهنوتية ,فالمطلوب خطاب اسلامى كهنوتى واحد يحتكر الخطاب ليمكن التعاطى معه والتأثير عليه وكبح جماحه إذا كان مغايراً للتوجه الإجتماعى والسياسى للأمة وهذا ماحدث فى أوربا فبوجود مؤسسة كهنوتية واحدة تمثلت فى الكنيسة أمكن تحجيمها والتأثير عليها لتتراجع وتتأقلم مع المتطلبات والتوجهات المجتمعية الجديدة فلا تتصادم ولا تعرقل مسيرة المجتمع وهذا الأمر حدث فى مصر سابقاً عندما تم إحتكار الخطاب الإسلامى لصالح الأزهر ومن هنا تم التعاطى مع جهة واحدة توائمت وتلائمت مع التوجهات والتيار السائد لينحو الخطاب الأزهرى نحو الإعتدال كمشهد خارجى على الأقل .
لا يعنى هذا أن تفرد مؤسسة واحدة ستمنحنا خطاباً غير متصادم ,فالمرجعية الدينية فى السعودية وإيران ذات خطاب عنيف متطرف ولكن هذا أفضل حالا من تعدد الخطابات أو قل للدقة الجبهات , فأن تتصارع مع مؤسسة كهنوتية واحدة يمكن أن تكبح جماحها فى المستقبل إذ كانت متطرفة أو تجبرها الظروف والحراك المجتمعي والإقليمي والدولي أن تعيد حساباتها وتطور من خطابها فهذا سيكون أفضل حالاً من إنتشار جبهات وخطابات أخرى عشوائية لها أجنداتها وجموحها الخارج عن السيطرة .

* اهمية فهم تاريخية النص وأسباب التنزيل .
إشكالية الإسلام الحقيقية مع العصر تتمثل فى التقيد بحرفية النص ومفهوم أنه صالح لكل زمان ومكان فكل الإشكاليات التى يواجهها الإسلام والمسلمون من هذا الإلتزام الصارم بالنص القرآنى كمنهج صالح لكل زمان ومكان بلا إعتبار لتغير الزمن ولا كون النص يحمل فى أحشاءه معالجة لأحداث وملابسات زمانه فلا يصح إسقاط معالجات خاصة ذات ظرف تاريخى محدد بكل ما تعنى هذه الكلمة من معنى لتعممها وتمنحها الشمولية طالباً حضورها وتفعيلها على واقع مغاير بزمانه ومستجداته , فإغفال هذا الأمر عن الذهنية الإسلامية سيسبب ضياع البوصلة وما يترتب عليها من أحداث متصادمة مع العصر .

قد يتصور البعض أننا نسقط أفكارنا ورؤيتنا وأمنياتنا على الإسلام بحثاً عن خروجه من أزمته بينما الحقيقة أن الفقه الإسلامى ذاته يُعلن عن ذلك بشكل واضح وجلى من خلال فقه "أسباب التنزيل " الذى يشرح السبب الذى أدى لنزول كل آية والدافع لنزولها وكيف أنها عالجت موقف محدد بل تصل الأمور للتعاطى مع قول احدهم ,ومن هنا يجب إعلاء فكرة تاريخية النص فهو جاء أساساً ليعالج مشهد مُحدد فى زمانه بكل تفاعلاته فليس من المعقول أن يكون صالحاً للتعاطى معه وتفعيله فى زمن مغاير لإستحالة تكرار المشاهد والظروف المحيطة به ,فالماء لا يجرى فى النهر مرتين .
إذن نقدنا وتقييمنا ليس من بنات عقولنا بل فى جوهر الإسلام ذاته وأتصور أن الدين الإسلامى الوحيد بين الأديان الذى فسر النص وفقا لزمانه وأحداثه وهذا ما تفتقده الأديان الأخرى وإن كانت خطت خطوات كبيرة لتاريخية نصوصها بينما ظل المسلمين أسرى لنصوص التاريخ .
لو درست آيات القرآن وفقا لمصادره الفقهية ستجد فقه "أسباب التنزيل" وهذا الفقه يعتنى بشرح أسباب تنزيل كل آية من آيات القرآن والظروف المحيطة والملابسات والدوافع التى طلبت نزول الآية كما ذكرنا وهذا يعنى خصوصية النص وليس عموميته لذا من الخطورة إعتبار النص فاعلاً قابلاً للتطبيق والاسقاط .

آية سورة التوبة ( فَإِذَا انسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ ۚ-;- فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ ۚ-;- إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) كما هو واضح للعيان أنها ترتبط بحدث تاريخى محدد فلا يجرؤ أحد من أدعياء صلاحية النص القرآنى لكل زمان ومكان أن يعلن الحرب على المشركين بعد انقضاء الأشهر الحرم حتى يقيموا الصلاة ويأتون الزكاة فليس هذا من المنطق والعقلانية فى شئ ومن هنا نثبت أن الآيات القرآنية ملك زمانها وعلينا ألا نسقطها على واقعنا
آية سورة التوبة: 29(قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ) يفسرها الطبرى فى جامع البيان 11 / 407 أن الله أُمر بها محمد وأَصحابه فى غزوة تبوك ,فهل يمكن القول أنها تعتنى بتطبيقها فى مراحل تارخية أخرى
(لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ) الآيات 82 - 86 إلى (والذين كفروا وكذبوا) فقد جاءت حسب أسباب التنزيل في النجاشي وأصحابه فيقول ابن عباس : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة يخاف على أصحابه من المشركين ، فبعث جعفر بن أبي طالب ، وابن مسعود في رهط من أصحابه إلى النجاشي ، وقال : إنه ملك صالح لا يظلم ، ولا يظلم عنده أحد ، فاخرجوا إليه حتى يجعل الله للمسلمين فرجا . فلما وردوا عليه أكرمهم ، وقال لهم : تعرفون شيئا مما أنزل عليكم ؟ قالوا : نعم ، قال : اقرءوا . فقرءوا وحوله القسيسون ، والرهبان ، فكلما قرءوا آية انحدرت دموعهم مما عرفوا من الحق ، قال الله تعالى : ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم تفيض من الدمع . إنتهى قوله .
وهذا يعنى أن هناك حدث ومشهد تاريخى محدد لتقوم بتوصيف وتقييم هذا المشهد ولكن لا يعنى هذا أن النصارى الأكثر مودة على الدوام وكذلك اليهود ليسوا الأكثر عداءاً على الدوام .
( لَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) مازالت تلك الآية حاضرة فى الذهنية الإسلامية لتخلق التوجس والعداء وفوبيا المؤامرة ومن هنا ننبه للخطورة التى تتحقق عندما يتم نزع الآية من سياقها وإقحامها فى واقع مغاير فلو تطرقنا لأسباب تنزيلها نجدهها إعتنت بموقف من اليهود فى زمانها فيقول الواحدى فى أسباب التنزيل : قال المفسرون إنهم كانوا يسألون النبي الهدنة ويطمعونه أنه إن هادنهم وأمهلهم اتبعوه ووافقوه فأنزل الله تعالى هذه الآية .. ويقول ابن عباس : هذا في القبلة وذلك أن يهود المدينة ونصارى نجران كانوا يرجون أن يصلي النبي صلى الله عليه وسلم إلى قبلتهم فلما صرف الله القبلة إلى الكعبة شق ذلك عليهم ويئسوا منه أن يوافقهم على دينهم فأنزل الله تعالى هذه الآية .
بغض النظر أنها تعاملت بخصوص القبلة أو الهدنة حينها فهى مرتبطة بحدث تاريخى ذو ملابسات خاصة محددة فمن الخطورة بمكان إعتبارها نهج ودستور ليظل المسلمون يعلنون عن توجسهم من اليهود والنصارى على مر التاريخ .
( الأعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنزلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ . وَمِنَ الأعْرَابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنْفِقُ قُرُبَاتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) التوبة/97-99 . هذه الآية مُحرجة وتثبت بجلاء خصوصية الآيات وإرتباطها بحدث تاريخى ففيما جاء من أسباب تنزيلها أنها تعتنى بموقف من قبيلة أسد وغطفان وبني تميم.. لذا من الخطأ تعميمها وإعتبارها حكم إسلامى عام على الأعراب قاطبة عبر كل زمان وأتصور أن تلك الآية ستصيب المسلم بالحرج ليلجأ لأسباب التنزيل ويضع الآية فى حدود زمانها فليس من المعقول أن الأعراب الآن أشد كفراً ونفاقاً ,لذا نقول ما الذى يجعل بقاء لن ترضى عنك اليهود والنصارى ,واليهود أكثر عداء للمسلمين , والنصارى الأكثر مودة ,على سبيل المثال لتظل فاعلة بالرغم أن لها أسباب تنزيلها كما أوردنا سوى أن المسلمين يغفلون أو يتغافلون عن أسباب التنزيل ليمارس رجال الكهنوت الإسلامى السلفى حضور الآيات وإسقاطها على الواقع بحكم إنها لكل زمان ومكان وهذا إما غباءاً أو تحقيقاً لرؤى سياسية أو حرجاً من الاقرار بأسباب التنزيل والدخول فى حرج بشرية النص وأن كنت أرى الاخيرة هى الدافعة لإغفالهم خصوصية النص .

يمكن تناول المئات من الآيات القرآنية لنتلمس إنها جاءت لمعالجة مشهد محدد فى زمانها بل يصل الحال الرد على مقولة أحدهم , فكيف نستطيع نزع الآية القرآنية من سياقها وظرفها الموضوعى وإسقاطها على واقع مغاير فهذا ما يفعله السلفيين للأسف بإعتبار الآية ناموس قابل للتطبيق دوماً مما ينجم عنه كوارث لنشهد كافة التيارات والاحزاب الإسلامية السياسية والتكفيرية والارهابية تردد آيات وتضعها كنهج لسياستها كآية قاتلوهم حتى تكون فتنة على سبيل المثال التى تفتح الباب واسعاً للقتال الدينى والطائفى بينما تلك الآية جاءت أيضاً لظرف سياسى تاريخى مُحدد.
تستطيع تلمس الكوارث التى ستنتج من التعامل مع النص بحرفيته منزوعاً من تاريخيته وظرفه الموضوعى القديم وطلب حضوره وتطبيقه فى الواقع لذا نقول أن التعامل بتاريخية النص جاء معالجاً لمشهد سياسى إجتماعى محدد سيخرج الإسلام من الكثير من أزماته وتناقضاته وتخبطاته ومنها قضية الناسخ والمنسوخ التى تسبب حرجاً شديداً يمكن أن يزول متى تعاملنا مع النص كونه ملك ظرفه الزمانى ففى وقت ما إستدعى إنتاج نص معين ليفقد صلاحيته بعد ذلك نتيجة تغير موازين القوى والظرف السياسى ليتم نسخه .
لا خروج من أزمة الإسلام مع العصر إلا بمنظور وثقافة جديدة تعتنى بتاريخية النص وليس حرفيتة أى إدراك أن النص عالج حدثاً فى زمانه وتعاطى مع ملابساته ومشاهده وأن من الخطأ التعاطى مع هذه المعالجة فى واقعنا واعتبارها نهجاً ودستوراً صالحاً للتعاطى .

* النقل قبل العقل .
من السخف أن تظل منهجية النقل قبل العقل سائدة فى الفكر الاسلامى فهى لا تعنى الجمود فحسب بل التخلف وإلحاق الضرر والخراب بمقومات المجتمع الفكرية والثقافية والانسانية والحضارية ,فمعنى النقل قبل العقل إنك تنقل رؤى وفكر القدماء كماهى كأصحاب عقل متميز يلغى أمامه كافة العقول الحداثية وهذا يعنى طفولية الفكر الاسلامى المعاصر وإستسلامه لوصاية فكر القدماء لتصل إلى نقل معالجات القدماء لتسقطها على قضايا العصر وهذا يعنى أن أدوات القدماء وفكرهم ومعارفهم ومعالجاتهم هى الفاعلة بينما تغيرت وتبدلت مياه كثيرة .
النقل قبل العقل جاء بكل منظومة القدماء ورؤيتهم وسلوكياتهم لتصبح واقع يتعايش فى عصرنا المغاير فهنا لا نقول سكون وجمود الحالة المجتمعية بل إرتدادها للخلف لنضرب عرض الحائط بكل مفاهيم التطور وحراك الحياة .
أتصور أن السلفية بكل أطيافها هى طاعون الإسلام فمنها حل الجمود والتزمت بمنهجية النقل قبل العقل من هذا التزمت والإنبطاح أمام النصوص وتفسيراتها لتنتقل منظومة القدماء الفكرية على الواقع لتنتج الحالة الاسلامية الراهنة من تزمت وتعصب وعنف وإرهاب فقد هيمن نفس الفكر كما ردده السلف بدون أى اعتبار للتاريخ وتغير المشاهد والعصر علاوة على منافاته لأى عقل ومنطق .
من المؤسف أن يظل التراث الإسلامى أسير تفسيرات القدماء فلا يوجد للمحدثين الاسلاميين أى وجود ,فالتفسيرات والفقه الإسلامى يرجع للقرن الأول والثانى الهجرى ليظل تتناقله الأجيال ويصبح العالم والداعية الاسلامية فى عصرنا هو من يردد تفسيرات وإجتهادات القدماء . لنسأل هنا : هل القدماء امتلكوا العقل والعبقرية والثقافة وتفردوا بها فألا يوجد اسلامى معاصر قادر على التفسير والإجتهاد والتأويل .

* نحو مجتمع مدنى حر وإنهاء للمجتمعات القبلية الإسلامية كبديل عن تطور علاقات المجتمع الإنتاجية .
السلطه الجبريه للأب ولشيخ القبيله هى نتاج المجتمع الرعوي البدوي ولأن الإسلام نتاج هذه المرحله فقد تلبست به وأصبحت ركيزة مهمه من ركائزه البنيويه لذا خاطب النبى مجتمعه القبلى ونهجه فى التفكير فعندما أراد أن يكسب مقاتلي القبائل الى دعوته لم يعارض نمط سلوك القبائل العربيه في موضوع الغزو حيث القتل والغنائم والسبايا بل حولها إلى ركن أساسى من أركان الإسلام تحت مُسمى الجهاد في سبيل الله وهذا تطبيق للجبرية المدمره .
دمرت الجبريه حياة المجتمع الإسلامي من خلال الحروب وقوة السيف لفرض الإسلام على القبائل العربيه وعلى بقية الشعوب فدمرت حياة الفرد العربي من خلال سيادة الأب على العائله وفرض أراءه على الجميع ومن خلال سيادة الذكر على الإنثى وتدمير حياتها .
مبدأ التكفير هو نتاج الجبريه فكون الله الخالق غائباً فقد تسلط رجل الدين بإعتباره خليفة الله على الأرض وفرض رؤيته والفقه الذي يبتدعه فهو من يكفرالأخر ويحلل قتله بإسم الله , ولأن الإسلام خرج من رحم القبيله فقد تشظى بين هذه القبائل بالرغم من أن النبي أكد على قيادة قبيلة قريش له فقد كانت هناك طوائف موزعة على القبائل وكانت هناك مليشيات وكل طائفه تعتقد أنها الأصح و الممثل الوحيد للإسلام وعلى الجميع طاعتها حتى تشظت القبائل بين الإمام علي وبين معاويه مثلاً ولكل منهما عدد من القبائل التي تتحالف معه في الحروب وفي الحكم ولها راياتها وقد إستمرهذا التشرذم حتى تحول في زماننا إلى دول كل منها يتبع طائفة أو مذهب لتمضى في ديمومة زمن إقتتال الماضي والدوران حوله .
المسلم يعيش حالة من القهر والجبرية ويتعايش معها بل ينسجم ويتلذذ بها لذا تجد حالة من الإنسجام والتعايش مع قهر الأسرة والعائلة والقبيلة والحاكم له بل يتماهى مع هذه الجبرية والقهر ويعتبرها من ثوابت الامة وأساس الاخلاق والإيمان .
لم يتقدم الإسلام خطوة الى الإمام عبر تاريخه الطويل نتيجة تمسكه بمبدأ ونمط وسلوك قبلي ليتمحور الإسلام داخله لذا لا خلاص إلا بفض الإرتباط بين الإسلام والمنهجية القبلية ,ولاخيار أمام الشعوب العربيه والإسلاميه إلا بإبعاد الإسلام عن النهج القبلي السياسي ليبقى الدين دعوة للعباده وليس منهجاً للحكم بين الناس المختلفه في الرؤى وفي الأعراق .
بالطبع عندما نأمل فى إنهاء المجتمعات القبلية فلا يعنى هذا الإعتناء بإنهاء تمظهرات القبلية فى المجتمعات الإسلامية كما هو شائع وماثل للعيان فحسب ولكن إنهاء الفكر القبلى والتشرنق والتمحور حول رجل القبيلة فهذه الشمولية المتفردة تلغى فكر وحراك الجماهير ليتركز فى فكر زعيم القبيلة الذى سيبحث عن منظومة تعضده ويجعلها صنم يأمر أتباعه بالسجود إليها كما فى أدلجة الإسلام .
لا يقتصر ميل رجال القبيلة للتراث الإسلامى فحسب فقد شهدت مجتمعاتنا أنظمة قبلية برجال يرتدون البدل الانيقة بينما هم قبليون النهج والفكر بل قد تجد من يرفعون أيدلوجيات ليست دينية مثل القذافى وصدام وعلى عبد الله صالح وغيره من القيادات .
إن نقدنا للفكر والأداء القبلى يعتنى بمنهج تفكير وتعامل وسلوك يتعاطى مع الشمولية والوصاية والديكتاتورية المتفردة ذات القداسة لتكون نهضة الشعوب بلفظ القداسة عن الأشخاص والرموز والأفكار فلا قداسة فوق النقد ولا تميز بدون استحقاق ولا لجوء لمنظومات فكرية تفرض التحصين للقبيلة وزعيمها .

* الجهاد الفريضة الغائبة عن الخير الحاضرة فى الشر .
الإرهاب تلك القضية التى تثير الصداع فى العالم تحت مسمى إسلامى يُدعى الجهاد والذى يستقى من كل النصوص والتراث العنيف ليضعه أمامه طالباً تطبيقه بنيل شرف قتل الآخرين وإستحقاق الجوائز فداء ذبحهم كونهم مخالفين للإسلام .
لن نعتنى بالخواجه الذى يقف وراء الستارة داعياً المسلمين للجهاد ولا لمن يستثمرون جهل وحماس وتهور المسلمين لتحقيق مصالحهم وأجنداتهم لنقول أن كل الآيات التى تدعو للجهاد هى ملك زمانها ويمكن الرجوع لأسباب التنزيل كما ذكرنا لتبيان أن الآيات التى يتكأ عليها المتطرفون والإرهابيون تعالج مشهد تاريخى محدد لذا من الخطأ أن يتم إستحضارالنصوص ومحاولة تفعيلها .
غريب أمر الإسلاميين فهم يغفلون أو يتغافلون فكرة الجهاد فى معناها الفكرى الفلسفى الذى يمكن أن يكون فاعل كرؤية نظرية فى كل الأزمنة ويتشبثون برؤية الجهاد فى مشهده الحربى التاريخى . فجهاد النفس والشيطان هى الفريضة الجهادية الغائبة بالرغم أنها لا تعتنى بمشهد وحدث تاريخى محدد بل بجهاد الشيطان المُفترض أنه متواجد فى كل زمان ومكان ومع تحفظنا لوهم فكرة الشيطان ومجاله الحيوى إلا اننا أمام جهاد وصراع لا ينال من الآخرين ويطلب ترويض النفس ليكون هذا هو الدين .. لذا الأمور تحتاج لمراجعة وحذف وتأصيل وترويض يخرج المسلم من حالة صدام ويدخله فى دائرة روحانية متوهمة أفضل حالاً من الصدام .

* دين شخصى وليس سياسي مؤدلج .
من الأسباب التى تجعل الإسلام مخاصماً ومتصادماً مع العصر والحياة أنه خرج من إطار دين شخصى إلى منظومة مؤدلجة سياسية قاهرة بينما الدين يجب أن يكون فى إطاره الشخصى الإنسانى أى حالة إنسانية خاصة متفردة تجد سلامها فى التعاطى مع روحانياته وقيمه لتخلق حالة نفسية مزاجية يروق لها التماهى فى الدين وليس كمنظومة سياسية مؤدلجة فارضة قاهرة , فيكفى كل مسلم أن ينال روحانياته التى يبتغيها لذاته فلا يكن معنيا بمشروع مؤدلج له أهدافه ومصالحه التى سيقفز عليه حتماً أصحاب المصالح والمشاريع لتسخيره لخدمتهم , ومن هنا يأتى الخلط الشديد بين العام والخاص لتتبدد حالة روحانية ذاتية يُفترض أن تتواجد ليحل مكانها إستقطاب وصراع وإحتدام وصدام وحدة فى المواقف وهذا ما سنتعرض إليه فى بحث آخر .

دمتم بخير وعذراً على الإطالة ولكن هكذا إختزلت .
لو بطلنا نحلم نموت .. فليه ما نحلمش .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمور تمر عبر النصب والإحتيال-كيف يؤمنون
- خيبة !!- لماذا نحن متخلفون
- خمسون حجة تُفند وجود الإله-جزء رابع27 إلى 34من50
- فى القانون الطبيعى والرياضيات والنظام-نحو فهم للوجود والحياة ...
- دعوة للنقاش حول الحوار المتمدن إلى أين
- أرجوكم إنتبهوا
- ثقافة الكراهية والعنف والطريق إلى الإرهاب .
- ثقافة النقل قبل العقل والطريق إلى التخلف
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث21 إلى 26من 50
- زهايمر3-تناقضات فى الكتابات المقدسة-جزء عاشر
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثان 6إلى20من50
- 50حجة تفند وجود الإله-جزء أول 5 من 50
- الإيمان بفكرة الله ضار والإلحاد هو الحل والتغيير
- ماذا تستنتج من هذه المشاهد التراثية-الأديان بشرية الفكر واله ...
- فنجرة بق- الصورعندما تحاكم وتدين
- دعوة للخربشة– نحو فهم للوجود والحياة والإنسان
- ماذا لو ؟!- الأديان بشرية الفكر والهوى .
- ليس هذا إسلام داعش بل إسلام الأزهر الوسطى الطيب
- تأملات فى الإنسان والإيمان .
- تنبيط 2-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - بحثاً عن حلول لخروج الإسلام من أزمته .