أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - فوز بانفجارات وهتافات وهوَس أيقظت وطنيّة لا يُعلى عليها وبذكريات أفسدتها الإطلاقات














المزيد.....

فوز بانفجارات وهتافات وهوَس أيقظت وطنيّة لا يُعلى عليها وبذكريات أفسدتها الإطلاقات


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4700 - 2015 / 1 / 25 - 00:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من شدّة الفرح رأيت الدموع تسيل من عيون بعض العراقيين .. انقطعت الكهرباء فهججت بحثاً عن مقهى , والنت ضعيف جدّاً , وقفت بعد التفتيش بباب المقهى على رؤوس أصابعي لعلّي أحظى برؤية مريحة لفريقنا الكروي من على سطح شاشة متوسطة الحجم ولو بجزء كافي منها أتابع من مسافة 15 متراً من حشد متابع بهستيريا مكتظّ لا يُرى منه إلاّ الرؤوس والشوط الثاني بدأ بعد أن خدعت بموعد المباراة ولم ينبّهني لبدئها إلاّ صاحب فرن للصمّون ناولني ما اشتريته منه وهو يستفسر بلهفة "كم هي نتيجة المباراة الآن" قلت له المباراة تبدأ 12 ظهراً قال لا لا اسرع للمقهى فقد بدأ الشوط الثاني وتركت النتيجة 1 ـ 1 , فأين هي المقهى قلت له وصفها لي كانت قريبة وصياح الجمهور مسموع , فأسرعت وكيس الصمّون بيدي لفلفته خوفاً من فقدان حرارته , سمعت صياح هستيري ظننت هدف ثاني لنا , لذلك وأنا أتابع ظننت النتيجة هكذا 2ـ1 للعراق وباقي من الوقت 30 دقيقة وأنا وحدي بين الجميع أقرض بنفسي قلقاً متوسّلاً أن لا يصبح الوقت المتبقّي سنوات استغربت للجمهور لا يريد الوقت يمضي قبل التسجيل , غريبة ونحن متقدّمون تساءلت مع نفسي هل فريقنا واثق من نفسه استمرار فوزه لهذا الحدّ؟!.. الجمهور لا يعرف ثباتاً لهتاف , مرّة يهتف الجميع يعلوه صفير علي وياك علي علي وياك علي , قلت ربما رغبات دفينة يلفظها الانسان أحياناً مع مرور الزمن يصبح عراقيّا بعد أن تنظف نفسه ما علق بها من "عناد" وفجأة يقلب الجميع فيهتفون "بموجة أخرى" أخوان سنة وشيعة هذه الوطن ما نبيعة ؟ وكأنّهم تداركوا أنّ الأصل هو هذا , قلت في نفسي هي هذه الحقيقة والباقي عِند متراكم سينتهي والجميع يعودون "ثوّاراً عشرينيّون"
استمرّ الوضع بين هتاف وبين ترقّب , أسكتتهم لحظات رهبة عاتية بانتظار هدف آخر أو رعباً من هدف قاتل للآمال , أنهت صافرة الحكم خفقان قلوب العراقيين بأمل شوطين إضافيّين عرفت ذلك فأصابني ببعض خيبة , فجأة طفيت الكهرباء وجدتها حجّة لأذهب للدار علّ الانترنت عاود فأكملها هناك وأحفظ الصمّون بما بقي فيه من حرارة وأعمل الشاي , لكنّي وجدت النت لم يتغيّر وإذا بأصوات هتافات تعلوا مبتهجة فيمّمت جهي شطر مقهى آخر اقرب مسرعاً اجتزت حاجز تفتيش دون مبالاة وسريعا عثرت على مكان وقوف جيّد كادت قاعة المقهى تكاد تتفجر من ضربة الجزاء ومن هدف ضرغام , سرعان ما عاود القلق بعد هدف تعادل آخر أوقد في النفس ذكريات مباراة شباب العراق مع شباب إيران في قلب طهران وبنفس التنافس حتّى سوّس في نفسي أنّ ما يحصل في هذه المباراة لابدّ وحرب قادمة بين العراق وإيران كما حصل بعد تنافس الشباب في تسجيل الأهداف بطهران ففاز العراق بعدها بسنوات قليلة اشتعلت الحرب بين الجارين الدائميّين ولذلك يكره حكومات اليوم حسين سعيد فهل سيكرهون سلام شاكر حكّام قادمون بعد عدّة أجيال! , قلت هي الخبرة تنقص لاعبينا اليوم , قلتها بصوت مسموع أيّده البعض فواصلت: كان المفروض بعد هدف ضرغام يتصنّع لاعبونا كلّ ما يهدّأ فورة اللاعبين الإيرانيين ويمتص اندفاعهم للتسجيل وهو ما حصل , بعد "خلل" في البث سارعنا لمحلّ كهربائيّات اسفل المقهى اكتظّ بالهاربين من شتّتهم انقطاع الكهرباء وضربات الجزاء متوالية استطعنا اللحاق بضربتي يونس و سلام شاكر بعدها فرح عارم لا يوصف إلاّ بهستيريا حرمان أصبح فيها من في الشارع يعيش خطوط الجبهة الأماميّة للحرب الإيرانيّة العراقيّة فسارعت للدار تحت وابل من أعيرة ناريّة لا تهدأ , تواردت الانباء بعدها طوال ما تبقّى من اليوم بإصابات بالآلاف بالأعيرة الناريّة لمواجهة السماء بعد أن كان "النعل المقلوب" حرام لأنّ أسفله يصبح بمواجه للسماء وهي مصدر رزقنا لأنّ الرزق يأتينا من السماء "ورزقكم في السماء وما توعدون" لذا فعلينا واجب احترامها فيتمّ الإسراع لتعديل النعل المقلوب حرصاً على استمرار الرزق .. زامنها غضب السماء بتفجير "شهربان" بمئات القتلى والجرحى ملأت بيوم الجمعة بهم المستشفيات .. هكذا أصبح طعم الفوز العراقي مليء بالدماء بعد أن تحدّينا السماء بالنيران ..



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شكراً -البغداديّة- .. جسر الأحرار بانتظارك
- مسبّة الساميّين يُعاقب عليها القانون الفرنسي ومسبّة محمّد دي ...
- أرأيت -يا هذا- كيف ينفع -الزيدي- الأبيض ليوم -عكاشة- الأسود
- سليماني ماذا يعني
- تداعش سعر النفط هل سيسقط بغداد
- الخليجيّون إفساد للدول المظاهرة لأميركا ومشاكسة اعتراف أوروب ...
- أهلاً .. -كملَت- , انتظروا صراع تصفوي دموي سعودي إيراني علني ...
- الأغراب يشرفون على زفاف بغداد والدعوة يحتفل -بأعياد الميلاد- ...
- لو مدّ الاتراك الأرض ذهباً للعبادي لن يُوَفّون -الشيعة- حقّه ...
- أجراس ميلاد صغيرة تضمينها الحصّة التموينيّة يقرعها الجميع وح ...
- هل يكون من الممكن الغرّاوي كان تعرّض قبل -المقابلة- للتعذيب
- حمّودي الحارثي قامة -سليم بصريّة- فذّة كادت تعبر ب-التأفأف- ...
- المطلوب رأس العراق المدبّر , للتفرّغ
- تشكيل شرق أوسط على المقاس الأميركي يبدأ من -النازحين-
- أتمنّى أصدّق لكنّي لن أصدّق .. أميركا تستميل حلفاء روسيا -بح ...
- الغلو في التشيع -خصخصة- نتائجه مجهولة وكارثية بكل تأكيد
- البعض يهاجم وعّاظ -دين الصحراء- وينسى وعّاظ -السهول والجبال ...
- لا ندري أكيري أم العبادي : المبرّء يُطلق سراحه بعد 6 أشهر !
- هييييييييييه , وأخيراً تنازلوا عن 50% .. يلله .. تفرّقوا ؛ ا ...
- عيب صباح صراحتها صعب جدّاً يهضم -وصيّتها- قادتنا -الاجتماعيي ...


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - فوز بانفجارات وهتافات وهوَس أيقظت وطنيّة لا يُعلى عليها وبذكريات أفسدتها الإطلاقات