أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - هجان في السياسة : نهج ثوري ، ونهج انتهازي















المزيد.....

هجان في السياسة : نهج ثوري ، ونهج انتهازي


عصام مخول

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 18 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




(مداخلة أمام مجلس الجبهة لانتخاب قائمة الجبهة للكنيست 17.1.2015 )
ان وصول مفاوضات القائمة المشتركة الى نهاياتها ، كخيار جاهز ينتظر إخراجه الى حيّز التنفيذ وترجمته الى اتفاق ناجز كما سمعنا في دورة مجلس الجبهة اليوم ، يجعلني اعيد النظر في قراري ترشيح نفسي للمنافسة في إطار هذه " القائمة العربية المشتركة " التي ارفض منطقها . وأرفض منطلقها وأرفض عجزها عن تبني البرنامج السياسي المطلوب ، في ظل الفرز الحاسم بين المشروع الامبريالي في المنطقة المتواطئ مع الصهيونية والرجعية العربية من جهة ، وبين المشروع المناهض له ، المقاوم لمؤامرات هذا الثالوث الدنس .
النهج التقدمي الثوري يحدد أن المعركة هي على تحويل الجمهور ليصبح أكثر شبها بنا ، وأكثر تمسكا بفكرنا وسياستنا ، لا أن نصبح نحن أكثر شبها به ، وأقرب الى فكره السائد وسياسته .. أن يصبح أقرب الى مواقفنا ، لا أن نصبح أقرب الى مواقفه .. أن نجعله :"يرى ما نرى" .. وإلا لما كانت هناك حاجة موضوعية لوجودنا كحركة تغيير ثوري .. وما كان لحركتنا الشيوعية وتحالفاتها الجبهوية ان تنغرس في هذه الارض منذ قرابة قرن من الزمن .
دورنا أن نطرح قراءة بديلة للواقع .. ودورنا أن نطرح بديلا للوضع السائد في هذا الواقع .
في أوضاع مركبة وشديدة التعقيد ... علينا أن نطرح الموقف المركب والمبدئي الصحيح حتى لو كان صعبا ، وليس الموقف السهل والشعبوي السيار .. هذا يصنع الفرق بين الموقف الثوري والموقف الانتهازي .
نحن في مرحلة ، لا نستطيع ان نكتفي فيها في الكنيست بالقدرة على تنفيذ الخط العام لسياستنا ، وتعلم فنون الخطابة .
نحن بحاجة الى القدرة على صياغة هذه المواقف واعادة انتاجها يوميا في ظل الرمال الخطيرة المتحركة من تحت أقدام الفكر والسياسة المأزومة في اسرائيل .
كتب لنا أن تكون الساحة التي نمارس السياسة عليها هي الساحة الاسرائيلية اولا .. وهي ساحة يهودية عربية .. في دولة ليست، يهودية لا في تركيبتها ، ولا في مفهومها . وانما هي في مفهومنا دولة قامت على وطننا ، فيها أكثرية يهودية ، وأقلية قومية عربية كبيرة تشكل جزءا هاما من الشعب الفلسطيني ، تتمسك بحقها في التأثير والتغيير التقدمي العميق جنبا الى جنب مع القوى الثورية والديمقراطية اليهودية .
مهمتنا السياسية الاساس ، أن نسهم في احداث التغيير الثوري على الساحة الاسرائيلية .. ان هذا التغيير لا يتحقق من خلال أن نصبح اكثر شبها بالجمهور الاسرائيلي ، وأشبه بما يرى ، وانما من خلال إقناع الجمهور الاسرائيلي ، مهما بلغت صعوبة ذلك ، بالبديل الذي نطرحه، وأن نجعله اقرب الى مواقفنا ويتبنى نقدنا الثوري والجذري الشامل للفكر والسياسة السائدان في اسرائيل .
معركتنا في هذا السياق ، لا تقتصر على ضرورة انقاذ الجماهير العربية من الهيمنة الصهيونية فقط .. وانما معركتنا على انقاذ الجمهور اليهودي أيضا من الهيمنة الصهيونية ، والوعي الزائف الذي تنشره ، ومن بؤس الاجماع القومي الصهيوني في الفكر والممارسة .
هناك من عاب على مجلسنا السابق ، انضمام رئيس الكنيست السابق أفراهام بورغ الى الجبهة وعبر عن امتعاضه من ذلك ، وحاول بعضهم الطعن بهذا الانضمام بسبب مواقع بورغ السياسية السابقة ... وأنا أقول ان هذا هو صلب دورنا ، وهذا هو امتحانه الحقيقي . ، أن نراكم التغيير لدى الناس المختلفين عربا ويهود ، وأن نسهم في تغيير قناعاتهم ، ونقلهم الى مواقفنا وبرنامجنا ومواقعنا .. وعلى هذا تدور المعركة .. وعلى هذا الدور ان يكون حاضرا في المعركة الانتخابية ايضا ، وفي انتخاب قائمة الجبهة وتركيبتها .. إن مستقبل مشروعنا الثوري يتوقف على قدرتنا على مراكمة أسباب التغيير داخل المجتمع الذي نعمل فيه ، وداخل مجتمع الاكثرية في اسرائيل .. واحداث اختراقات في اجواء التسونامي العنصري والانفلات الفاشي الذي يميز المجتمع الاسرائيلي اليوم .
إن تكتيكاتنا السياسية يجب ان تخدم هدفنا الاستراتيجي هذا ، لا ان تشكل عائقا أمامه .
ليست التقسيمة السياسية الحقيقية هي بين العرب ، كل العرب من جهة ، وبين اليهود ، كل اليهود ، من الجهة الاخرى كما تحاول المؤسسة الحاكمة ان تروج ..
التقسيمة التي نطرحها نحن ، هي بين أولئك الذين لهم مصلحة في الحفاظ على النظام القائم في اسرائيل ، وأولئك الذين لهم مصلحة في إحداث التغيير الثوري ، التقدمي ، الاممي ، السلامي ، العادل ، والديمقراطي العميق في اسرائيل .
ومن أجل ذلك على سياستنا ان تخاطب الجمهور العربي والجمهور اليهودي في اسرائيل ..
نحن وامتدادات الرجعية العربية
المتحركة على ساحتنا !
الانتخابات هي موسم المواجهة السياسية .. السؤال المركزي كيف نروج لبرنامجنا .. لنهجنا وسياستنا .. .. وبعض الخيارات قد تعني التخلي عن المواجهة السياسية ، والتستر على تميزنا ...
في ظل اصطفاف القوى في المنطقة ، هل يمكن ان نفوت علينا الفرصة للمواجهة مع أذرع الرجعية العربية المتحركة على ساحتنا ؟!!
باتت الرجعية العربية عارية في تواطئها ..وامتداداتها على ساحتنا .
باتت الحركات الاصولية عارية ... فهل نتنازل اليوم بالذات عن مواجهتها وتحدي فكرها وسياساتها ؟
في لحظة انفلات فاشي في إسرائيل ... هناك من يريد ان يرسلنا كجماهير عربية .. وأقلية قومية للعب على ملعبنا الداخلي .. المحلي . (واذا أردتم على "ملعب الدوحة " الرياضي في مدينة سخنين...)، لكن علينا أن نحذر وأن نرفض ارسالنا للعب سياسيا على ملعب الدوحة .. مع ما يحمله من ويلات ، وعلينا أن نرفض ان تلعب "الدوحة" على ملاعبنا السياسية .
حدث الفرز على مستوى المنطقة في السنوات الاخيرة الماضية ، وأحدث فرزا لا يجوز التغاضي عنه في المواقف على ساحتنا المحلية ايضا ، وسيكون علينا ابراز هذا الفرز لا إخفاءه .. لم يكن موقفنا أقوى وأكثر قدرة على إحراج ودحر الفكر والسياسة المرتبطة بالمشروع الامبريالي والرجعي العربي كما هو اليوم .. فهل نسمح بتغييب هذا النقاش ؟
لخصنا بعد انتخابات الكنيست الماضية ، ان تغييب هذا النقاش والتكتم عليه وتجنبه والهروب منه، كان سببا رئيسيا في التراجع الذي لحق بنا ... وأخشى أن يكون هذا ما نذهب اليه اليوم ...
نخطئ خطأ سياسيا كبيرا ، ونفوت فرصة سياسية لا تعوض ، إذا تجنبنا إبراز الخط الفاصل بين المواقف المتهادنة مع المشروع الامبريالي والمتداخلة في دور الرجعية العربية في التواطؤ واستراتيجية التفكيك ..وتدمير المجتمعات في المنطقة . وبين الموقف المناهض للامبريالية والصهيونية والرجعية العربية .
ويجب ان يكون موقفنا في هذه الانتخابات على وجه الخصوص ، واضحا وساطعا من المشروع الامبريالي على المنطقة ، ورفض المؤامرة على سوريا ورفض أطراف المؤامرة . ورفض المؤامرة على حقوق الشعب الفلسطيني وعلى حقه في التحرر القومي والاستقلال ، و حق العودة للاجئين الفلسطينيين ، ورفض المتهاودين مع هذه الحقوق والمتواطئين مع هذه المؤامرة ، ورفض تدوير المربع في القضايا المبدئية الحاسمة .
نذكر على مدار عقود مقولة القائد الشيوعي الراحل توفيق زياد في أثناء تهنئة قائد الثورة الفلسطينية الرئيس الراحل ياسر عرفات العائد الى أرض الوطن :
"نحن نريد لك ان تدخل القدس دخولا سياسيا وليس مصليا فقط .."
ونحن نحتاج اليوم دخول "وحدة الصف" ، دخولا سياسيا ، ودخولا كفاحيا، ودخولا ثوريا معاديا للرجعية ، يميز بين الغث والسمين ، وليس دخول الوحدة الانتخابية من خلال تطويع النقاش الفكري وتغييب السياسة .. وإعادة انتاج الوضع المأزوم القائم ... بل من خلال التصادم معه .. ودحره عن ساحتنا السياسية .
يسألونني أليس من واجبنا ان نعمل على كسب جمهور الحركة الاسلامية و جمهور التجمع والعربية للتغيير ؟؟ وهل نحن أعداء هذا الجمهور ! .. بالطبع ليس هذا الجمهور عدونا ، بل هو هدفنا . نحن بالطبع نريد أن نكسب هذا الجمهور ، وأحيانا نشعر بواجب انقاذ هذا الجمهور من نهج كهذا او ذاك .. ولكن من أجل ذلك تماما ، علينا أن نقارع الفكر بالفكر ، والبرنامج بالبرنامج .. والنهج بالنهج .. لا أن نتغنى بوحدة وهمية وشراكة سطحية . لا توصل الى اي مكان . إن المطلوب اليوم هو بناء آليات بديلة لوحدة كفاحية بديلة .
ليس سرا انني لم أقبل منطق القائمة العربية الموحدة كأداة لمواجهة المد الفاشي . واعتبرتها وحدة تمييع السياسة .. واقترحت بدلا عنها وحدة صف كفاحية تتسع لكل العرب واليهود المعنيين بمواجهة السياسة الاسرائيلية السائدة وإحداث تغيير تقدمي ثوري ... ولهذا الهدف قدمت ترشيحي لرئاسة قائمة الجبهة للكنيست ، لإعطاء ترجمة شخصية عينية لممارسة هذا الخيار . إلا ان وصول مفاوضات القائمة المشتركة الى نهاياتها ، كخيار جاهز ينتظر إخراجه الى حيّز التنفيذ وترجمته الى اتفاق ناجز كما سمعنا في دورة مجلس الجبهة اليوم ، يجعلني اعيد النظر في قراري ترشيح نفسي للمنافسة في إطار هذه " القائمة العربية المشتركة " التي ارفض منطقها . وأرفض منطلقها وأرفض عجزها عن تبني البرنامج السياسي المطلوب ، في ظل الفرز الحاسم بين المشروع الامبريالي في المنطقة المتواطئ مع الصهيونية والرجعية العربية من جهة ، وبين المشروع المناهض له ، المقاوم لمؤامرات هذا الثالوث الدنس . ويبقى أن الكنيست منصة سياسية مركزية ، وربما المركزية في إسرائيل ، ولكنها ليست المنصة الوحيدة للنضال وبناء الوحدة الكفاحية ، ودفع معركة التغيير الثوري الى الامام .



#عصام_مخول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معركة سياسية.. وتغييب السياسة!
- مقدمة -جذور القضية الفلسطينية- (2-2)
- إعادة إنتاج النكبة هو المشروع الامبريالي السائد
- الناصرة بين مشروع وحدة الصف الكفاحية.. ومشروع -الفوضى الخلاق ...
- دراسة: نحو قرن من تجربة الحركة الشيوعية في البلاد النضال الأ ...
- دراسة: نحو قرن من تجربة الحركة الشيوعية في البلاد النضال الأ ...
- النضال الأممي هو الجواب في الصراع القومي الدامي! (الحلقة 2)
- نحو قرن من تجربة الحركة الشيوعية في البلاد:النضال الأممي هو ...
- لأجل مستقبل بلا حروب
- عصام مخول - عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الإسرائيلي ورئي ...
- زاهي كركبي - حلقة الوصل بين تاريخ مجيد، وحاضر معقد..
- من حافة الحرب على سوريا...إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار ال ...
- الماركسية والصهيونية (4-4)
- بين -اليسار الصهيوني- واليسار المناهض للصهيونية (3)
- بين -اليسار الصهيوني- واليسار المناهض للصهيونية
- الماركسية والصهيونية (1)
- لئلا تفلت فرصة الحرب من أيديهم!
- استراتيجية الحزب الشيوعي الاسرائيلي في القضية القومية تحولت ...
- انتخابات الازمة .. وأزمة الحكم في اسرائيل !
- الخدمة العسكرية ومشروع -السلخ القومي-


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام مخول - هجان في السياسة : نهج ثوري ، ونهج انتهازي