أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوشن فريد - حرية التعبير في ميزان العرب














المزيد.....

حرية التعبير في ميزان العرب


بوشن فريد

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 17 - 22:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حرية التعبير في ميزان العرب:
أكدت مجزرة صحيفة شارلي إيبدو الساخرة, التي راح ضحيتها عشرة صحفيين و شخصين من رجال الشرطة المكلفة بحماية مقر الجريدة بفرنسا, إثر تعرضها لهجوم إرهابي عنيف من طرف جماعة متطرفة, و للمرة المليون أن حرية التعبير و مفهوم الحريات في بلاد العرب المسلمة عامة و الجزائر خاصة, ليس إلا وهمين تتبناه معظم الدول العظمى, ربما لتغليط وعي و تقاليد الشعوب المتعطشة لتبني نفس طريقة و طبيعة تداول الحريات في بلاد الحريات, و أن الحرية تكفي للفرنسيين و تعادي العرب و المسلمين.
و لكن في الحقيقة, و كم الدفاع عن الحقيقة في زمننا هذا مكلفة و معذبة, يمكن استنتاج فكرة أخلاقية واحدة حول قضية اغتيال جمع من الصحافيين بسبب محاولة منهم التأكيد على ضرورة ممارسة الحرية المطلقة في بلدهم, الذي يعتمد بكل وضوح على نظام سياسي علماني أو لائكي" أي تم في فرنسا و بطريقة رسمية و منذ عقود طويلة فصل نفوذ سلطة الدين على سلطة العملية السياسية", و بالتالي ملف الحريات و قبول الرأي الآخر في فرنسا, ملف تم الفصل فيه و لا جدوى في العودة للنقاش حوله, ما دام الوعي الفكري لدى الفرنسيين قد اكتمل نصابه القانوني و الشعبي, و على هذا فقط يمكن القول و لو من خانة توضيح المشهد الكارثي الذي أصاب أسرة جريدة شارلي إيبدو, أن ما تم اغتياله هناك لم يكن مجرد صحفيين متحررين من عقد الطابوهات و المقدسات, و لكن تم اغتيال صوت استمرارية الحرية التي راح ضحيتها أجيال و أجيال, لذا فمن الخطأ تصوير معاناة الصحيفة الساخرة على أنها صحيفة عميلة للكيان الصهيوني أو متنكرة بالدفاع عن الحريات لتغطية شبح الإسلامافوبيا المنتشرة في هذه الآونة بشدة في أوساط المجتمعات الغربية.
إنه من المحزن رؤية جموع شعبية تتظاهر و تعلن و بقسوة في الخطاب عن رفضها التام و الكلي لكل أشكال العنصريات العقائدية, و في نفس الوقت تتبرأ من التطرف الفكري الذي تنجبه القناعات الخاطئة للديانات الربانية, و كما أن تنكر المسلمين لعذاب القضية الفلسطينية و إدارة ظهورهم لهمجية داعش و سلبيات الربيع العربي الذي يعري بالكامل وجه العرب و إخفاقهم المخزي في قلب فوائد التمرد بعد سقوط أنظمتها الديكتاتورية و جعلها تعرف مسار الديمقراطية و بناء خارطة طريق هادفة بعيدة كل البعد عن تسييس الدين, كل هذه المعطيات توحي بإصابة أهل الشرق بخلل في الفكر و ميلهم اللا محدود لصفة الغباء, فكيف لا نتهم العرب اليوم بالتطرف الإرهابي و كل القراءات تؤدي بهم للاتهام و التوريط المباشر....
أخلاقياً و إنسانياً, يعتبر القتل باسم أي مكون إيديولوجي جريمة إرهابية لا تمثل الوجه الفعلي للتعايش السلمي و التآزر الإنساني, و هذا مؤسف للغاية, و أن الإرهاب مهما كانت قامته الجغرافية و نفوذه السياسي و عدد المجندين فيه يعد في نظر الجميع باختلاف تشكيلاتهم السياسية و الدينية و العرقية و القومية مجرد طاعون عالمي لا لون له و لا نسب, لذا يجب إدانته بقوة و ردعه بشتى الطرق التي قد تساهم بإرجاع عذرية السلام العالمي و قيمة الديمقراطية التي نعتقد أنها الكفيلة و الوحيدة التي بإمكانها تغيير عقلية الخوف المسيطرة على ألبابنا و وجودنا في كل وقت.
و لكن التساؤل الذي لابد أن يُطرح بكل جرأة و تحدي: "لماذا نهمل الأساسيات و نعتني بالثناويات في حياتنا العقائدية؟, لماذا نحتج على رسوم تسيء للرسول و الأنبياء أجمعين و لا نغضب لأسباب تخلفنا و نزاعاتنا و انقساماتنا؟..
لماذا خرج الجزائريون بعد صلاة الجمعة للتظاهر و الاحتجاج نصرة في دينهم و رسولهم و لم يخرجوا بمثل هذه الجموع الكبيرة للوقوف صفا واحدا ضد طبيعة نظامهم الجهوي و المتآمر على شعبه؟
لماذا نستفيق فقط و تمتلئ البسالة الفكرية عقولنا كلما أساؤوا لديننا و نتساهل في حق التضييق على الحريات و تكميم الأفواه؟
و لماذا لم يعلن المسيحيون عن سخطهم وغضبهم لما قامت نفس الصحيفة بنشر رسوم تستهزئ بالمسيح كما فعل مسلمو فرنسا؟
إن حرية التعبير تمنح لكل منا الإفصاح عن قناعاته الذاتية بدون شروط و لا قيود, و قد يكون لنا الحق حتى في امتلاك حرية مطلقة تماماً, فلا يمكن بتاتاً أن نزعم أننا أحرار إذا لم نتحدى نواميس الطبيعة البشرية, و على الطرف الآخر الاستعداد لتناول أمر الحرية بكل احترام و إن لم يكن يشاطرها التعريف و الحدود.
فمن الخطأ أن نزعم أن حريتنا تنتهي عندما تبدأ حرية غيرنا, بالعكس حريتنا تنتهي عندما لا يحترمها غيرنا و حتى لو كانت نوعا ما قاسية و صعبة قبولها أحيانا.
لست بشارلي و لست مع شعار كلنا محمد, و لكن أنا مع الحرية و كلنا أحرار في إطار اللباقة الإنسانية, فأنا من المؤمنين أن مهما اختلفنا في تفضيل الأشياء و الأسماء, يمكن لنا أن نتعايش و نتأقلم سويا لخدمة الجامعة البشرية.
بقلم: بوشن فريد.



#بوشن_فريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور سعيد سعدي ضحية مواقفه الصادقة
- النفط و المعارضة في صف واحد ضد النظام
- تونس و المثالية السياسية
- لماذا لم يتغير الفكر العربي بعد؟
- كمال داود... الحضارة تحميك.
- لا يجب أن نحلم أحلاماً أكبرمن مستوى أفكارنا
- لماذا التعنت في زمن التشتت؟
- هل الرئيس بوتفليقة من سلالة الأنبياء؟
- المعارضة الجزائرية لم تبلغ سن الرّشد بعد
- من هنا تبدأ الصحوة العربية...
- ماذا ورثنا من الاستقلال؟


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بوشن فريد - حرية التعبير في ميزان العرب