أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - قصة الوزير المعزول وخليفته الجديد














المزيد.....

قصة الوزير المعزول وخليفته الجديد


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4693 - 2015 / 1 / 16 - 00:29
المحور: كتابات ساخرة
    


إليكم كيفية استلام وتسليم الوزارات، من وزيرٍ سابقٍ معزول، لوزير جديدٍ لاحقٍ، في الدول النامية أو ( النائمة)وأشباهها:
أولا، يُحضر الوزيرُ الجديدُ، إلى مقر الوزارة ، في اليوم الأول لاستلام منصبه، ومعه أربعة أو أكثر من حُرَّاسه الجدد، طبعا، من أبنائه وعشيرته وأنصاره، في جولة هجومية، أكثر منها جولة استلام وتسليم، ثم يقوم الفريق بعملية تمشيط داخلها ليستطلعوا بقايا نفوذ الوزير السابق، ويُجهز طاقمُ الوزير الجديد ومستشاروه ملفاتهم الجديدة، إما بطرد المنافسين، أو بنقلهم إلى مكان آخر، وإن لم يجدوا مبررا، فإنهم يتركون الباقين، ويُجلسونهم على نوافذ الوزارة، يشربون الشاي والقهوة، ويُفطرون إفطارا جماعيا كل يوم، مع ختم ملفاتهم الوظيفية بالشمع الأحمر، وعدم تلبية مستحقاتهم الوظيفية، حتى بمرور سنوات من استحقاقها!
ثانيا، يُغيِّر الوزيرُ الجديدُ ليس طاقم مكتبه، وسكرتاريته فقط، ولكن ديكورات المكتب، أو المكتب كله، حتى يتخلص من كل أثر للوزير السابق، بغض النظر عن الموازنة المرصودة.
ثالثا، عندما يشعر الوزير (المعزول) بقرب نهايته، وأفول عصره، فإنه يحملُ ملفات الوزارة الرئيسة، وخططها، ومكاتباتها، وأنشطتها في سيارته الخاصة، قبل انتهاء فترة ولايته بأيامٍ قليلة، وغالبا ما يتم ذلك بعد غروب الشمس وانصراف الموظفين، إلى مدفنها الأزلي في إحدى غرف قصره العامر، لتظل طُعما سائغا للرطوبة والعفونة والأرضة، ليس لهدف الاستفادة منها، بل لحجبها عن الوزير الجديد، حتى لا يستفيد منها ويُكمل مسيرته!، مع العلم بأن ملفات الوزارة، وتقارير وتوقيعات ومكاتبات الوزير، ملفات رسمية حكومية، تملكها الدولة، وليس الوزير، حتى وإن كانت في أدراج مكتبه!!
رابعا، ينشغل الوزير الجديد، سنة أو أكثر بالبحث عن متابعات الملفات والأنشطة، حتى يبدأ العمل والنشاط، ويتركز نشاطُهُ -في الغالب الأعم- في تعيين مقربيه، بدءا من أبنائه وأحفاده وعشيرته، وانتهاء بأنصاره، ومنسوبي حزبه، ثم أصدقائه المخلصين، وتتضخم حقيبته الخاصة بالأوراق الوظيفية، ويُصبح عملُه الرئيس، إيفاد مختصين إلى شؤون الموظفين لإنجاز معاملات أقاربه، وتصبح وظيفة الوزارة ثانوية بالقياس إلى مهماته الرئيسة السابقة!
خامسا، يشرع الوزير السابق( المعزول) في نسج الحكايات، في مجلسه الخاص،بعد أن يستعيد أصدقاءه الذين أهملهم، عندما كان وزيرا، فيسرد عليهم قصصَ بطولاته ونزاهته عندما كان في الوزارة، ويترك للمستمعين الفرصة للاستنتاج بأن عصره، كان عصر الشفافية والأمانة والنزاهة والصرامة والإنجاز، أما خليفته الراهن فهو مرتَزَقٌ وفاسدٌ، وقليلُ الخبرة!
سادسا،يفتح حزبُ الوزير الحالي، أو تنظيمُه السياسي ملفا جديدا بعنوان:
الوظائف والترقيات الجديدة التي نفذها الوزير الجديد لمنتسبي حزبه وحركته وتياره السياسي،
ويشرع في رصد الحالات التي قصَّر الوزيرُ في إنجازها في مجال التعيين والترقية لأبناء الحزب، وليس في تنفيذ مبادئ وأفكار الحزب، ويبدأ الصراع بين الوزير من جهة، وبين المسؤول الأول في الحزب من جهة أخرى، وفي الغالب، يصل مسؤول الحزب إلى قناعةٍ مفادها:
" كنَّا مخطئين في ترشيحه لتولي الوزارة، فهو لم ينفع الحزب"
أما ملف الوطنُ وخدمتُهُ فهو ملف ثانويٌ، عند الوزير المعزول، وعند الوزير الجديد، ذي الحزب القوي العتيد!!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة على صاحب الأصفاد الحريرية
- أين العرب من عصر أفول النفط؟
- أشجار ميلاد الكهرباء في غزة
- أين تقع وزارة الامتصاص؟
- كرنفالات اللجوء إلى مجلس الأمن
- احتكار الثقافة وقهر النساء
- ابتسموا ولا تبكوا على العرب
- صراع على يهودية الدولة
- حرب الصحف في إسرائيل
- المعلمون بين غوركي وتشيكوف
- عاموس عوز الخائن والمسيح وحماس
- سجود البعير وعجين السمبوسه
- مستقبل القدس بعد حادثة شايا
- أغلفة البضائع أثمن من البضاعة
- المقدس الرجل والمدنس المرأة
- الأعياد بين الدين والدولة
- احذروا داعش على أبوابكم
- من قصص الإعمار في غزة
- الهجرة النفسية والإحباط
- شهادات متمردي وحدة 8200


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - قصة الوزير المعزول وخليفته الجديد