أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشعرية الومضية في نصوص فضية / في (هدوء الفضة) لمقداد مسعود














المزيد.....

الشعرية الومضية في نصوص فضية / في (هدوء الفضة) لمقداد مسعود


مقداد مسعود

الحوار المتمدن-العدد: 4686 - 2015 / 1 / 9 - 10:05
المحور: الادب والفن
    


الشعرية الومضية في نصوص فضية
في (هدوء الفضة ) لمقداد مسعود
علوان سلمان


النص الشعري تعبير عن لحظة انفعالية يقتنصها المنتج(الشاعر)..باستنطاق الذات واختصار المسافات في لحظة حالمة..
و(هدوء الفضة) المجموعة الشعرية السابحة في فضاء النص القصيرجدا(الومضي)..المتدفق بانسيابية شفيفة والمكتظ بايحاءاته ورموزه المختزن لخارطة الوجود اللفظي الراصدة للحالات الانسانية التي نسجت عوالمها الوامضة المقترنة بعنوانها الدلالة السيميائية والنص الموازي للمتن الذي يحقق وظائفه الاغرائية والايحائية والوصفية على حد تعبير جيرار جنيت..كونه دلالة لفظية وعلامة لسانية تحيل الى مضمون النص المشبع بلفظة(الفضة) التي يوظفها الشاعر كرمز يشكل سمة اسلوبية وعنصر فاعل من عناصر النص الجوهرية في شتى صوره المجازية لتعميق المعنى الشعري والارتقاء بشعريته وعمق دلالاته..لذا فرشت روحها على امتداد صفحات المجموعة المائة..اذ تكررت(114)مرة كونها(المعدن النفيس الذي ورد ذكره في القران الكريم(يطاف عليهم بآنية من فضة)..فضلا عن وظيفتها الاجتماعية والروحية من جهة و التوصيلية للحرارة والكهربائية من الناحية العلمية من جهة اخرى..اضافة الى انها تكشف عن البنيه الدلالية للنص ومضامينه بمجمل تحركاته الدرامية..فضلا عن انه يمارس الكشف عن المعنى للصور الشعرية الدالة على ذاتها..والذي اسهمت دار ضفاف للطباعة والنشر والتوزيع على نشره وانتشاره/2014..كونه مكتنز بنصوص شعرية شكلت خلاصة متراكمات ومتغيرات في البناء الفني..
ما تصورتها
.................
الآن..
بعد آلاف وآلاف من الخطوات والكدمات..
تيقنت.....
ان كتابة
صابرة انتظرت..
خطوي
لأقرأ..فضتها.. /ص7
فالنص دفقة وجدانية متميزة بتعبيرها المكثف..المستفز للحظة الشعورية المتسعة المعنى..الخالقة لحقلها الدلالي والايحائي باقتصاد لغوي مع وحدة عضوية وتنسيق جمالي بدقة تعبيرية تحقق ذات الشاعر في تكوين موضوعي متجاوز القوالب الجاهزة ومعتمد تقنية الانزياح والايحاء وكثافة العبارة وعمق المعنى..فضلا عن استنطاق الرموز واعتماد النزعة البلاغية الشعرية المحققة لخطاب اتصالي مثير للانفعالات..اضافة الى توظيف الشاعر تقانة التنقيط(النص الصامت) الذي هو ابدال الدال اللساني بالدال الطباعي كي يستدعي المتلقي للاسهام في بناء النص ..
الاعمى..
يمد يدا للهواء
هل يضعها على كتف فضية..
لا مرئية..
لسواه؟
وهكذا يثق بقدميه
وهما تخوضان..الظلام /ص26
فالنص يكشف عن اوجاع الروح ومعاناة الجسد باعتماد التركيز بوعي شعري يستوعب حالة شعورية او تاملية او معرفية بلغة شفيفة تحاكي الفكرة وتخلق الصورة الشعرية الوامضة التي هي ممارسة حداثوية تقوم على التكثيف الدلالي والمعنى الايحائي والفني وتعبر عن احساس شعري يداعب المخيلة..والحديث عنها يعني الحديث عن تقنية الانزياح كونها شكل من اشكال الحداثة التي تجاري العصر الموسوم بعصر السرعة..فضلا عن التحول الفكري والفني المنطلق من مبدأ (الحد الادنى) المتمثل في(كتابة مختصرة لحياة مختصرة)..وقد تحقق هذا بحكم التجريب الذي لجأ اليه الشعراء للتعبير عن حالة شعورية تعبيرا موجزا ومركزا يحمل الفكرة والحوار والنهاية الادهاشية في حيز بلاغي قريب الصلة من فن الابيجرامEpigram الذي ينقش على الحجر..وبذلك افرزت الذائقة الابداعية مع سبعينيات القرن العشرين فن شعري مقوماته التكثيف المتأتي من علاقة اللغة بالفكرة والتركيز والايحاء والضربة الادهاشية..اطلق عليه(الومضة/اللقطة المشهدية....)والتي عرفها الشاعر الانكليزي كوليردج(انها كيان مكتمل وصغير جسده الايجاز والمفارقة روحه)..وقال عنها هربرت ريد (انها الشكل والمحتوى مندمجان في عملية الخلق الادبي)..هذا يعني انها تتميز بتركيز العبارة وايجازها وكثافة المعنى لخلق عالم خيالي يهدف الى تحقيق الذات الشاعرة في تكوين موضوعي قائم بذاته..
وانا في وطني اراه بعيدا
لكنه وطني..
افرك يدي بيدي..
مثل ام تخفي مثالب اولادها عن ابيهم
انه وطني لا احب سواه..
واخجل..
حين اراه منهوب
الفضة.... /ص78
فالنص لقطة مشهدية درامية مكتنزة بايقاعها عبر تشكلها الفني المحقق لتأثيره الجمالي من خلال الصورة التي تجسد المعاني كونها لغة الشاعر التلقائية وجوهر الابداع الشعري يوظفها الشاعر للتعبير عن رؤاه ومشاعره وانفعالاته كونها (جزء من التجربة) على حد تعبير محمد غنيمي هلال ..فضلا عن انها تتكيء على الزمن والثنائيات الضدية(الرؤية والرؤيا)(الواقع والحلم)..للتعبير عن الحالة النفسية المأزومة زمانيا ومكانيا مع مفاجأة اسلوبية ادهاشية..ليشكل نصا يقوم على شعرية الرؤيا في اطارها البنيوي..
وبذلك قدم الشاعر نصوصا مستوعبة لمعطيات النص الومضي وثرائه العميق في الاختزال والتكثيف والقدرة على الخلق الفني والادهاش...
*المقالة منشورة في (طريق الشعب ) /ع99/ الاربعاء/ 31/ كانون الاول/ 2014
*مقداد مسعود / هدوء الفضة / دار ضفاف /بغداد – الشارقة / 2014



#مقداد_مسعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة..وليس الملوك مستقبل العالم
- الكتابة في معنى المعنى/ الشاعر مقداد مسعود في ..(شمس النارنج ...
- موتيفات محمود عبد الوهاب
- رضوى عاشور...من قاعة الدرس الى درس البلاد
- الزجاج ..أثناء النص
- الملعقة والكوب /الأتصالية التأثيمية في (تفاحة حواء) للروائي ...
- جائزة ابن رشيد بين الحوار المتمدن وراشد الغنوشي
- سنبلة سمعان : منديل الحياةأضواء على المسيرة الشعرية للشاعر أ ...
- الشاعر صلاح فايق في(دببة في مأتم)...من اقتصاد المجاز الى اقت ...
- اللمسة :درس سينمائي
- شمعة حسين عبد اللطيف
- نارك خضراء / ليل أبيض ...ملف عن الشاعر حسين عبد اللطيف
- موضة أدبية
- طاغور
- الغناء..أسلوب لتمجيد الحياة...فريدة / رواية نعيم قطان
- في حركية الاشياء/ أسئلة الاخضر بن يوسف
- سيرة فراشات ماكنة الخياطة / كتابة من داخل الكتابة/ الروائية ...
- كلاندك...كابوند...كلاس
- قلادة شمشو/ وآليات السرد والشخوص...في (الأمريكان في بيتي) لل ...
- سميح القاسم : الشاعر والبطل توأمان


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مقداد مسعود - الشعرية الومضية في نصوص فضية / في (هدوء الفضة) لمقداد مسعود