أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - من النبي سامي إلى إمام جامع باريس















المزيد.....

من النبي سامي إلى إمام جامع باريس


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4685 - 2015 / 1 / 8 - 04:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعميم لجميع قرائي
-----------------------
وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ - سورة الذاريات 55
كما اشرت في مقالي السابق، سوف احمل من اليوم وصاعدا لقب "النبي سامي الذيب"
ولكن خلافا لغيري من الأنبياء لن اطالب احدا بأن يكرر عند سماع اسمي عبارة "صلى الله على النبي سامي وسلم". فما إنا إلا بشر مثلكم
وكما فعل النبي محمد، سوف اوجه رسائل للقائمين على امورنا لتوعية ضمائرهم، ولكن خلافا لما فعله محمد، لن تتضمن رسائلي عبارات تهديدية مثل "اسلم تسلم".
فرسائلي تتضمن فقط نصائح تدعو لاتباع العقل والإبتعاد عن النفاق.
وبعد رسالتي الأولى إلى الرئيس السيسي http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=449314 قررت ان ابعث اليوم رسالة إلى إمام جامع باريس على اثر الإعتداء الذي تعرضت له مجلة Charlie Hebdo والذي راح ضحيته عدد من صحفييها

وهذا نص رسالتي إلى إمام جامع باريس الدكتور دليل بوبكر
--------------------------------------------------------

حضرة الدكتور دليل بوبكر، إمام جامع باريس، جزيل الإحترام

تحية سامية وبعد،

لقد استمعت إلى عدة اشرطة تتكلم فيها عن ادانتك للإعتداء الذي تعرضت له مجلة Charlie Hebdo والذي راح ضحيته عدد من صحفييها، وقد حاولت من خلالها تبرئة الإسلام مما حدث. لا بل تباكيت على المسلمين بدلا من ان تبكي على ضحايا الإرهاب. فقد قلت بالحرف الواحد بأن ما حدث هو ضربة للمسلمين، مضيفا بإن الإسلام يقدس الحياة. وهكذا برهنت بأنك تستهتر بحياة الصحفيين الذين قتلوا، وكل همك هو ان لا يتم اتهام الإسلام والمسلمين بما حدث. لقد ناقضت نفسك بنفسك، وابنت بأنك لا تملك ذرة من المواساة تجاه الضحايا. لقد فقدت انسانيتك بتصريحاتك هذه.

ولكن دعنا نكون صريحين إلى اعلى درجات الصراحة. فكما يقال في الصراحة راحة. ودعنا نتكلم في الطب، وهي مهنتك. انت تعلم بأن التشخيص الفاسد للمرض يؤدي بحياة المريض. فإن انت اعتبرت سرطانا مجرد وجع عابر، فإنك سوف تعطي الفرصة لهذا السرطان لكي ينمو ويقضي على حياة المريض. اظنك تتفق معي في هذا. وبطبيعة الحال، يجب على الطبيب بعد تشخيصه الصحيح للمرض ان يقترح على المريض الدواء المناسب حتى يشفى من مرضه.

اسمح لي ان اقول لك بأن تشخيصك لما حدث في باريس لا يقنع إلا البلهاء والمنافقين. وإن انت تجهل ذلك، فهذا إشارة إلى جهلك. وإن انت تعلم ان تشخيصلك غير صحيح، فمعناه انك غير امين فيما تقول، أو بصريح العبارة انت تكذب.

ان ما حدث في باريس يتفق تماما مع تعاليم الإسلام كما جاءت في القرآن والسنة وكتب الفقه المعتبرة. وهل هناك داع لتذكيرك كيف انتقم محمد ممن انتقدوه؟ هل انت تجهل ما فعله محمد مع ام قرفة؟ وهل انت تجهل ما فعله محمد بالشعراء الذين هجوه؟ وهل تعلم كيف نعت القرآن الشعراء في السورة التي تحمل اسم "الشعراء". فمحمد لم يكن يقبل إلا من مدحه، تماما كما يفعل اليوم ملوك ورؤساء الدول العربية والإسلامية. وهل انت تجهل كتب الفقه التي تنص على قتل كل من ينتقد محمد؟ هل يمكنك ان تدلني على دولة عربية أو إسلامية واحدة تسمح بالمساس بمحمد؟ بالطبع لا. وفي زمن محمد كما هو الأمر اليوم، حياة الإنسان لا تساوي فتيلا إذا قام بانتقاد محمد. فأين تقديس الحياة الذي تتكلم عنه؟ فلا معنى لحرية التعبير في الإسلام ولا معتى للحياة اذا ما تم المساس بالإسلام او بالقرآن أو بمحمد. واتحداك ان تعطيني دليلا واحدا على عدم صحة ما اقول. إلا اللهم اذا ذكرت لي انتقاد محمد في الزمن المكي، عندما لم يكن صاحب سيف. ولكن بعدما ان جمع بين النبوة والسلطة، لم يعد يحتمل اي انتقاد له أو لقرآنه. وما زال الأمر كذلك إلى يومنا هذا.

ورجوعا لما حدث في باريس، فمن المؤكد بأنك سمعت ما قاله الإرهابيون عند قتلهم للصحفيين. إنهم كانوا يرددوا عبارات "الله اكبر، لقد انتقمنا للنبي محمد". هم اذن اعتبروا انفسهم منفذي حكم الشريعة الإسلامية فيمن ينتقد محمد. وعملهم هذا مطابق حرفيا لما تنص عليه الشريعة الإسلامية. والسؤال الذي يطرح نفسه: اين تعلموا ذلك؟ اليس من الكتب التي تعج بها مكتبات الجوامع في فرنسا؟ اليس من خطب أئمة تلك الجوامع؟

في فرنسا، يحق لكل شخص ان ينتقد الديانة اليهودية والمسيحية ورموزها وكتبها، تماما كما مع الشيوعية ورموزها. والصحفيون الذين تم قتلهم من قبل اتباع ديانتك لم يحرموا انفسهم من ذلك مراعاة لشعور اليهود او المسيحيين أو الشيوعيين. وهذا حق يكفله القانون الفرنسي. برفض المسلمين انتقاد الإسلام ومحمد والقرآن حتى في فرنسا يعني بكل بساطة انهم يريدون ان يطبقوا شريعة الإسلام في فرنسا، ويريدون ان يحدوا من حرية التعبير. وما دام مثل هذا الفكر مسيطر على عقلية المسلمين، فما حدث في باريس مع مجلة Charlie Hebdo سوف يتكرر مرارا في المستقبل مع نفس المجلة ومع غيرها. وهكذا يريد المسلمون تحت تهديد القتل أن يكمموا افواه المفكرين والصحفيين والجامعيين والسياسيين وكل من تسول له نفسه انتقاد الإسلام ورموزه. يريدون ان يحولوا فرنسا إلى دكتاتورية إسلامية غاشمة تمنع حرية التفكير وحرية التعبير.

والآن ادعوك لوقفة مع نفسك. تقول بأنك تريد ان يتعايش الجميع في فرنسا. كيف يمكنك ان تتصور التعايش بين المسلمين وغير المسلمين في فرنسا مع مثل هذه الأفكار؟ الا ترى ان المجتمع الفرنسي مهدد بحرب اهلية تأكل الأخضر واليابس، يكون فيها المسلمون أول الخاسرين؟ لنكن صريحين. الا تعتقد ان كثيرا من اتباع ديانتك في فرنسا، أو بعضهم على الأقل، قد رحبوا بما فعله اتباع ديانتك بالصحفيين تماما كما رحبوا بما فعله محمد ميرا؟

لا يمكن لعاقل ان ينفي ان ما حدث في باريس مع صحفيي مجلة Charlie Hebdo نابع من صلب التعاليم الإسلامية. إن كان هذا هو التشخيص الذي لا يمكن ان يختلف فيه عاقلان، فهذا يعني ضرورة اعادة النظر في التعاليم الإسلامية بالكامل. يجب رفع القداسة عن القرآن وعن محمد وعن الإسلام والسماح بانتقادهم تماما كما يتم انتقاد اليهودية والمسيحية والشيوعية ورموزها وكتبها. على أئمة الجوامع في فرنسا ان يعترفوا بحرية التعبير كما ينص عليها القانون الفرنسي ومطالبة المسلمين الذين لا يقبلون بذلك ان يتركوا فرنسا ويرجعوا إلى دولهم الأصلية. هذا حتى يتم تفادي الحرب الأهلية في فرنسا بين المسلمين وغير المسلمين.

وفيما يخص الجوامع، يجب مراقبة ما يقال ويعلم فيها من تعاليم دينية حتى لا تصبح عشوشا للإرهاب والتطرف. ولهذا اقترح ان تكون الجوامع مفتوحة للجميع وأن تكون الخطب باللغة الفرنسية، وأن لا يسمح لأئمة غرباء عن فرنسا ممارسة مهامهم فيها، وإخضاع الأئمة الحاليين لإذن ممارسة مهماتهم بعد اخضاعهم لإجراءات ادراية ودراسية. للعلم في مصر يتم توزيع الخطب على جميع أئمة الجوامع من قبل السلطات المصرية ويتم مراقبة الإلتزام بما جاء فيها. فيجب لذلك عرض جميع خطب الجوامع في فرنسا على السلطات الفرنسية لمراقبتها وتسجيل كل ما يقال في الجوامع ومعاقبة المخالفين بسحب جنسياتهم وترحيلهم إلى بلادهم الأصلية. وهذا لتفادي نشوب حرب اهلية في فرنسا بين المسلمين وغير المسلمين.

من جهة اخرى يجب تغيير التعاليم الإسلامية بالكامل، واللجوء إلى نظرية المرحوم محمود محمد طه الذي ساهم في قتله الأزهر. فهو يرى ضرورة ترك القرآن المدني والإبقاء فقط على القرآن المكي. وهذا يتطلب منع تدوال أو دخول أو توزيع القرآن في فرنسا حتى في الجوامع في شكله الحالي، واعادة طبعه بالتسلسل التاريخي مع التنبيه إلى ان القرآن المدني ملغى لمخالفته لحقوق الإنسان. وعلى القائمين على الدين الإسلامي بالإعتراف بالحرية الدينية بما فيها حرية تغيير الدين. وعلى السلطات الفرنسية فرض هذا الأمر تحت طائلة الترحيل وسحب الجنسية ممن يرفضون الإنصياع للقوانين الفرنسية.

هذه هي الإجراءات التي يجب ان تتخذونها بصفتكم إمام جامع باريس ويجب ان تتخذها السلطات الفرنسية بأسرع وقت ممكن لضمان التعايش في فرنسا.

وتفضلوا سيدي إمام جامع باريس، الدكتور دليل بوبكر، بقبول فائق الإحترام.

النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي والرسم الكوفي المجرد : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
حملوا كتابي عن الختان : http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
ومن يجد مشكلة في التحميل، يمكنه الاتصال بي على عنواني: [email protected]
انضموا إلى مجموعة اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية https://www.facebook.com/groups/Koran.mistakes/



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من النبي سامي إلى الرئيس السيسي
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 81 (النواقص)
- اسلام محيصة وحويصة وفقا لابن هشام
- الإسلام دين نفاق فلن يتطور
- امنيتي لعام 2015 ان اكون نبيا
- آيات قرآنية يجب حذفها (3)
- سطل من الخمر وسيختفي الإسلام
- آيات قرآنية يجب حذفها (2)
- آيات قرآنية يجب حذفها (1)
- رسالة من الله للمسلمين
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 80 (النواقص)
- ليس هناك كتبا مقدسة
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 79 (النواقص)
- مقالاتي عن القرآن: التكرار يعلم ...
- موسى وعيسى ومحمد وسامي ملحدون
- القرآن والعنزة التي تطير
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 78 (النواقص)
- عن: سامي الذيب إسهال ثقافي وإفلاس فكري
- لماذا التركيز على نقد القرآن؟
- عنجهية مؤلف القرآن اوقعت المسلمين في فخ


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - من النبي سامي إلى إمام جامع باريس