إسلام بحيري
الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 10:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ذو القرنين هو الإسكندر الأكبر.. ذلك الملك العظيم الذى سأل اليهود عنه النبي ص وأجابهم القرآن..
يقول السيد محمد علاء الدين أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية في كتابه النفيس "الاختيار الصعب" :
( أن الإسكندر الأكبر كان تلميذا لأرسطو الحكيم اليونانى المعروف فقد كان أرسطو مقيما بأثينا، وكان إسكندر ذكى الفؤاد وقاد القريحة إلى أبعد مدى، فسلمه والده إلى أرسطو فتعلم منه الفلسفة فى مدة وجيزة قدرها خمس سنين وبرع فيها.
وإذا كان كذلك، فكيف يمدح الله الإسكندر مع أن كثيرا من مذاهب الفلسفة لا يقره الدين الإسلامى.؟.
والجواب عن هذا: أن فلاسفة ذلك الزمان قد اجتهدوا ووحدوا الله تعالى من جميع الوجوه وأقاموا الأدلة على أنه واحد منزه عن التركيب وعن النظير وعن الحلول والاتحاد، ومنزه عن جميع النقائص والمادة، ومتصف بجميع الصفات اللائقة بمقام الألوهية، من غير أن يأتيهم رسول أو يتصل بهم وحى فكيف لا يمدحون؟ إنهم يستحقون المدح العظيم بلا نزاع.
وإذا كان هؤلاء المفكرون المجتهدون الذين نظروا فى ملكوت السموات والأرض من تلقاء أنفسهم، واهتدوا إلى توحيد الإله ووصفه بما يليق به لا يمدحون، فمن ذا الذى يمدح؟
هل يمدح الذين جاءهم الرسل بالتوحيد الخالص فغيروه وبدلوه وصاروا أسوأ حالاً من الوثنيين؟ كلا.
نعم إنهم أخطأوا فى بعض النظريات، ولكن خطأهم مبنى على حسن قصد، لأنهم إنما كانوا يريدون تنزيه الإله على أى حال، والمجتهد له أجر اجتهاده ولو أخطأ، ولا يقال إن الأمور الاعتقادية لا يغتفر فيها الخطأ لأننا نقول إن محل ذلك إذا جاءتهم الرسل وأرشدتهم إلى أخطائهم فلم يذعنوا وتمادوا عنادا.
ولا يلزم من مدح الأشخاص المجتهدين الذين يعملون الصالحات من تلقاء أنفسهم مدح كل نظرياتهم سواء كانت خطأ أو صوابا، لأن الله لا يكلف الناس إلا بما فى طاقتهم، وقد وعدهم بالأجر سواء أخطأوا بعد ذلك أو أصابوا ) اهـ.
#إسلام_بحيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟