أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رافد زوين - الاستثمار الثقافي ودوره في انعاش الناتج القومي














المزيد.....

الاستثمار الثقافي ودوره في انعاش الناتج القومي


رافد زوين

الحوار المتمدن-العدد: 4670 - 2014 / 12 / 23 - 21:58
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


الاستثمار الثقافي ودوره في انعاش الناتج القومي ...
رافد زوين
على الرغم من أن المعادلة التي توازي بين الاقتصاد والثقافة تبقى صعبة، فإن مجرد الحديث عن «الاستثمار» في قطاع الثقافة قد يصيب ذوي الذهنيات المحافظة بصدمة شديدة، ويجعلهم يشعرون بالفزع والخوف من التنازلات التي يمكن أن تقدم على حساب حرية الإبداع، كما أن الفجوة بين منطق المثقف ومنطق المستثمر لا تزال عميقة، فبينما يفكر الأول في الترويج للعلوم والمعرفة والفنون دون انتظار مقابل، لا يهم الثاني سوى تحقيق المكاسب المادية. لكن السنوات الأخيرة حملت لنا كثيرا من رياح التغيير، وظهرت آراء جديدة أصبحت تدعم فكرة أن الاستثمار في القطاع الثقافي قد يكون، بقليل من الذكاء والتخطيط، من انجح الحلول للنهوض بالاقتصاد والخروج به من الأزمة. مثل هذه القناعات تعززت بعد ظهور دراسات كثيرة ربطت بين زخم الحركة الثقافية في بلد ما وانتعاشه الاقتصادي، ليس فقط ما يخص الصناعات الثقافية كصناعة الأفلام والموسيقى والكتب، لكن أيضا ما يخص التراث الشعبي، والمعالم الأثرية، والبنى التحتية الثقافية كالمسارح، والمتاحف، والمكتبات ودور العرض.
فالمجال الثقافي هو الوحيد الذي يكذب النظرية الاقتصادية المعروفة والمساة بـ(المنفعة الهامشية المتضائلة) فكلما استهلك الشخص وحدة جديدة من أي بضاعة أو سلعة، ازدادت درجة إرضائه إلى أن يبلغ (الإشباع الكلي) فيتوقف عن الاستهلاك ولن يفيده الزياده في الكم فهذه النظرية الاقتصادية المعروفة تطبق على كل أنواع السلع اما في المجال الثقافي، فكلما استهلكنا الثقافة، زادت رغبتنا في مزيد ولن نصل الى مرحلة الاشباع النهائي اذا فهنا المسألة مختلفة تماما .
يمكننا مقارنة مستهلك الثقافة بالمدمن على التدخين الذي لا يصل لحالة إشباع كلي؛ بل إن إدمانه يزيد يوما بعد يوم بغض النظر عن الآثار السلبية على الصحة، فمن يتعود منذ صغره على المطالعة، فسيقرأ طول حياته، ومن يُولع بالفن السابع، فسيتابع إنتاجات السينما كلما استطاع.. ولهذا فإن نظرية المنفعة الهامشية تكون متضائلة مع كل السلع ومتزايدة فقط مع الصناعات الثقافية لذلك علينا دائما النظر الى التقييم الكمي للاستثمارالثقافي وأن رعاية المعالم الأثرية قد تصبح استثمارا مربحا فلو نظرنا الى اي معلم اثري في العراق بغض النظر عن قيمته المادية للدخل القومي اي من خلال ثقله الاقتصادي علما باني احتسبه هنا من ناحية العلامة التجارية وليست المادية الملموسه اي من خلال ثقله الاقتصادي وصورته الخارجية وسمعته التي تسمح باستقطاب أعداد السياح، وما يصرفه هؤلاء أثناء زيارتهم من أكل وشرب وزيارات ومواصلات ومشتريات، وأعداد العمال الذي يتم تشغيلهم في هذا المعلم ومحيطه مباشرة أو بواسطة شركات خارجية استثمارية، علاوة على العوامل الإيجابية غير المباشرة التي قد تنتج عن هذه الزيارة، كالإقبال مثلا على تعلم اللغة، أو الشغف بالمأكولات أو حث الأهل والمعارف على زيارة البلد وهو ما يسمى في الاقتصاد العوامل الخارجية الإيجابية كل ذلك يمثل واردات تزيد الدخل القومي للبلد وفي نفس الوقت ترفع من الشأن الثقافي والسمعة الدولية. هناك دراسات عالمية كثيرة في تطوير المشاريع الثقافية، تؤكد أنه إذا كان متوسط ما تصرفه كل دولة او مدينة او محافظة على النشاطات الثقافية يبلغ نسبة 0.7 في المائة من الدخل القومي او من تخصيصاتها عن كل ساكن ، فإن عائد هذا الاستثمار في النهاية يصل لنسبة 9 في المائة من الدخل القومي ايضاعن كل ساكن، لأن المدينة التي تتمتع بانتعاش قطاعها الثقافي تحث سكانها على الاستقرار فيها والأجانب على زيارتها وتشجع على الاستهلاك، لكن الآثار الإيجابية قد تكون «نوعية» أكثر منها «كمية» لا سيما ما يتعلق منها بالانطباع الجيد الذي تتركه في الأذهان هذه المدن التي تعيش حالة من الانتعاش الثقافي.
خلاصة القول ان الاقتصاد بكل فروعه يبقى مهما، لكن الانتعاش الثقافي سيكون الفاصل الذي سيميز مدينة عن اخرى اذا علينا ايجاد مخطط لإصلاح الصناعة الثقافية وفق منهج مدروس يمكننا من ازالة كافة العقبات ويتيح لنا الانطلاق نحو الاستثمار الثقافي الناجح لزيادة الناتج القومي الوطني والارتقاء بالثقافة العراقية الى مديات بعيدة فلابد لنا من التفكير مثلا في زيادة عدد المتاحف واقامة المهرجانات الثقافية الكبيرة التي ستحضى باهتمام عالمي كبير وكذلك اقامة عروض للازياء العالمية الكبرى والتفكير في اقامة مشاريع كبرى كدور للاوبرا والمدن الاعلامية والثقافية الكبيرة والمتكاملة تشمل كل انواع الفنون وغيرها وعلينا الاهتمام بامور مهمة علينا اخذها بنظر الاعتبار هنالك بعض الدول تقوم بتطوير المشاريع الثقافية القائمة لديها وافتتاحها امام الناس ولاتدرس مقابل ذلك ما هو المردود المتحقق من هذا التطويرالاستثماري مقابل انشاء مشروع استثماري ثقافي جديد قد يحقق اضعاف ما يحققه المشروع القديم هنا من واجبنا دراسة الجدوى في حالة التفكير في تطوير اي معلم ثقافي مقابل اقامة معلم جديد بمواصفات حديثة وبمغريات اكبر للسياح وفي النهاية اتمنى من وزارة الثقافة ممثلة بالسيد الوزير فرياد راوندوزي الاهتمام بالاستثمار الثقافي للوزارة لاني ومن خلال لقائين معه جدت فيه النية الصادقة لازالة الكم الهائل من الركام والاهمال الذي توارثته الوزارة في الاعوام السابقة ونحن على استعداد كما عاهدناه ان نضع ايدينا معه للنهوض باهم وزارة والتي تمثل الواجهة الحضارية للعراق ....
23/12/2014



#رافد_زوين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللجوء
- القانون الثالث لنيوتن والوضع العراقي
- رسالة عاجلة الى دائرة السينما والمسرح
- القيادة المركزية واللجنة المركزية للحزب الشيوعي
- الارهاب اللعين
- رسالتي الى نوري المالكي
- الجين الامريكي الجديد
- عجيب غريب امور قضية
- اخلاقيات العمل الصحفي
- كم تجربة فاشلة نحتاج لنتقدم
- الى متى ؟؟؟؟
- استذكار لتاريخ يهود العراق
- هل يحتاج ابو حنيفة النعمان الى نصره ؟؟؟


المزيد.....




- المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز علاقتهما بمشاريع الطاقة والنقل
- مئات الشاحنات تتكدس على الحدود الروسية الليتوانية
- المغرب وفرنسا يسعيان إلى التعاون بمجال الطاقة النظيفة والنقل ...
- -وول ستريت- تقفز بقوة وقيمة -ألفابت- تتجاوز التريليوني دولار ...
- الذهب يصعد بعد صدور بيانات التضخم في أميركا
- وزير سعودي: مؤشرات الاستثمار في السعودية حققت أرقاما قياسية ...
- كيف يسهم مشروع سد باتوكا جورج في بناء مستقبل أفضل لزامبيا وز ...
- الشيكل مستمر في التقهقر وسط التوترات الجيوسياسية
- أسعار النفط تتجه لإنهاء سلسلة خسائر استمرت أسبوعين
- -تيك توك- تفضل الإغلاق في أميركا إذا فشلت الخيارات القانونية ...


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - رافد زوين - الاستثمار الثقافي ودوره في انعاش الناتج القومي