أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قحطان جاسم - المفكر الدانماركي الوجودي سورن كيركگورد (1813-1855) و الفيلسوف الصوفي الباكستاني محمد إقبال (1877-1938).














المزيد.....

المفكر الدانماركي الوجودي سورن كيركگورد (1813-1855) و الفيلسوف الصوفي الباكستاني محمد إقبال (1877-1938).


قحطان جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4664 - 2014 / 12 / 17 - 01:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




هناك الكثير من الافكار والمعاناة المتقاربة بين كيركگورد وإقبال ، لا بل حتى ان في حياتهما الكثير من التشابه. فكلاهما جعل الانسان- الفرد مركز تفكيره ، وأقرا بان الايمان هو قضية فردية، يحمله الانسان في داخله بينه وبين خالقه. كان إقبال يقول ان "قلب الانسان هو بيت الله". وكذلك فهم كيركگورد الايمان. وكل منهما رأى ان الحب هو الخلاص الاخير للبشرية، كما ان من يحب عليه ان لا يفكر للحصول على مقابل تجاه ما يمنح من حب . ولهذا احب كلاهما دون ان يحققا شيئا جسديا من هذا الحب. كيركگورد احب ريجينا اولسن، رغم انه انفصل عنها بعد فترة قصيرة جدا، لكنه كرس كل حياته لحبها، وانعكس ذلك في كل كتاباته الادبية والفلسفية، حتى انه كتب واحدة من اجمل النصوص عن الحب الانساني " "صنائع الحب" وتضمن كتابه المهم اما -أو، القسم الاعظم من تجربته مع ريجينا .كتب كيركگورد في احد نصوصه "ان الحب يبني الذات"، كما انه اشار في مكان آخر " فقط ذلك الذي يحب الاخرين يمكنه ان يحب الله". اما اقبال محمد، الذي استلهم افكاره من القرآن وجلال الدين الرومي والفلسفة الغربية وشعر الرومانتيكيين في اوروبا، فقد احب امرأتين وبقي وفيا لهما كل حياته. لم يكن اكثر من صديق عاشق مخلص عن بعد لهما لاكثر من ثلاثة عقود .انه هو الذي قال " أنا احب ، فانا موجود". تزوج في شبابه من فتاة عمرها 19 بفعل ضغط الوالدين، لكنه سرعان ما انفصل عنها، رغم انه بقي يكن لها الاحترام و يدفع لها مصاريف حياتها حتى مماته. وكان ذلك الزواج الفاشل بمثابة بداية لحياة طويلة من المعاناة والقلق، كما يكتب نظير نيازي احد دارسي فكره وحياته. كانت المرأة الاولى التي احبها إقبال هي الباكستانية الاصل عطية بجمن، التي التقاها في بريطانيا ، اما الثانية فهي الالمانية إيما فيغنسات، التي التقاها عندما جاء الى المانيا واستقر في هايدلبرغ عام 1907، حيث تعلم اللغة الالمانية خلال ثلاثة اشهر وواصل دراسة الفلسفة، وحصل على الدكتوراه عن اطروحته " تطور الميتافيزيقا في بلاد فارس"، التي قدمها الى جامعة ميونخ. وقد كان لأيما الدور الكبير في تعليم إقبال اللغة الالمانية، حيث يذكرها فيما بعد في واحدة من رسائله "كيف كانت تدرسه الادب الالماني وتقرأ له شعر الشاعر غوته " . ورغم انه عاد الى باكستان بعد سنوات وانقطع عنها لكنهما بقيا يتبادلان الرسائل، الا ان الحرب العالمية الاولى تسببت بانقطاع المراسلة بينهما، ودام هذا الانقطاع لمدة 12 عاما . حاول إقبال عندما جاء في سفرة الى لندن بعد الحرب، اي عام 1919 ، كتابة رسالة الى أيما ،لكن يبدو انها لم تستلم تلك الرسالة. بيد ان إقبال تمكن من التواصل مع أيما عندما كتب لها رسالة في عام 1931، وكان في زيارة الى لندن للمشاركة في مؤتمر، فوصلته على الفور رسالة جواب من إيما. واستمرا في الكتابة الى بعضهما حتى رحيل إقبال عام 1937 . كان إقبال عاشقا لأيما وكانت هي كذلك. وظلا وفيين لهذا الحب. لم يتزوج اقبال ولا أيما . في واحدة من رسائله الى إيما كتب إقبال" لايمكنك ان تتصوري كيف هي اعماقي .أتمنى ان أراك ثانية وان اتحدث اليك. الانسان الذي كان ذات مرة صديقا لك لا يمكنه العيش بدونك. اغفري لي ما قلته- انا اعرف ، انك لا تبالين باحاسيس يتم التعبير عنها بهذه الطريقة. ارجوك ان تكتبي لي قريبا. فليس من المستحسن ان تسببي لشخص لم يؤذك اطلاقا، الأسى."
كان إقبال عاشقا عشقا خالصا ايضا لعطية بجمن التي بقي يراسلها لاكثر من ثلاثة عقود من الاعوام. ان من يطلع على الرسائل التي تبادلها اقبال مع عطية بيحمن وأيما فيغنسات سيكتشف اي عشق صوفي نقي يحمل هذا الانسان- الفيسلوف في روحه ، واي عذاب تطهري عاشه. وهو الامر ذاته الذي عاشه ومر به كيركگورد ، لكنهما مع ذلك كرسا، رغم الم العشق الصادق الذي كانا يعانيا منه، حياتهما لخدمة الانسان، وعبّرا عن محنه وآلامه، واشارا الى طرق خلاصه وامكانية هذا الخلاص عبر الحب الانساني.



#قحطان_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حشود عاشوراء والاستخدام المزيف لها من قبل قادة الاسلام السيا ...
- تجربة اليسار في اميركا اللاتينية: هل تصلح دليلا لاصلاح اوضاع ...
- غيمة تتدحرج على نافذة
- هل سيعمق انخفاض اسعار النفط الصراع السياسي في العراق ؟
- هل يحتاج الانسان الى وساطة آيات الله و المشايخ والملالي وفتا ...
- شبح ماركس ودموع فقراء العالم...!
- فكرة الموت في ديوان - حين أستيقظت ميتا- لعلي رياض
- المفكر الدانماركي سورن كيرككورد ، الاسلام الجماهيري و طقوس ع ...
- آخر المرثيات
- المدينة- الثكنة
- كلّ يحمل آثامه
- مدوّنة الألم
- -القراصنةُ ما غادرونا !-
- المفكر الوجودي الدانماركي سورن كيرككَورد وصراعه ضد الدين الأ ...
- الماركسية ليست إيمانا، بل فكر قابل للمناقشة والتعديل .!
- -الحالمُ في نشوةِ أوهامه- قصيدة الى صديقٍ في عيد ميلاده الثا ...
- ثلاث قصائد
- مقتدى الصدر: لعبة الحيّة ودَرَج ..والاعلام المسكين .!!
- مشرحة بغداد - رواية عن تراجيديا الرعب والموت اليومي في العرا ...
- وهم الطائفة والقومية والدين وبناء الديمقراطية في العراق؟


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قحطان جاسم - المفكر الدانماركي الوجودي سورن كيركگورد (1813-1855) و الفيلسوف الصوفي الباكستاني محمد إقبال (1877-1938).