أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - الدين والإلحاد وجهاً لوجه [5]















المزيد.....

الدين والإلحاد وجهاً لوجه [5]


إسلام بحيري

الحوار المتمدن-العدد: 4662 - 2014 / 12 / 14 - 17:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


-1-
إلحاد لا علمي ولا عقلاني..
(لأن العلم يدرس المادة فقط ولا يتعرض لمسائل فلسفية)

كل عاقل يدرك ان ثمة فرق شاسعا بين كومة الطوب وبين القصر ! مع ان القصر في النهاية وفي الجملة عبارة عن كومة طوب ايضا.. اذن مالفرق؟ لو سألت أي عاقل عن الفرق لقال لك : ان يكمن في كلمة واحدة وهي كلمة: مخطط منفذ، لاعلاقة للطوب به، تماماً : كما أنه لاعلاقة للخلية بهذا المخطط ! لأن الخلية ليس عندها علم ولا حكمة تفرز لنا هذه الإنجازات الكونية والجسدية العظيمة والجبارة.. هذا شئ مفروغ منه ولا أظن أن أحداً يقول به إلا (عالم ملحد يريد أن يتفلسف) ليبرر نظرية معينة هو يدين بها.. الآن أنت رجل عالم scientist في مجال معين (طب، تشريح، فلك، كيمياء، بيولوجي، الخ) وليست الفلسفة العقلية من أدواتك ولا من تخصصك.. فلماذا تقحم نفسك فيها ؟!
زمان قال المتنبي :
ويشقى ذو اللب في النعيم بعقله * وأخو الجهالة في الشقاوة ينعمُ
لو أتى جاهل وقال لك أن هذا البيت الخالد - المكوّن من حروف متفرقة - قد تم جمعه عن طريق حروفه! الحروف فيها هذه الخاصية.. أي كلام.. ماذا ستقول له؟
دعونا نتكلم بصراحة ووضوح.. لا نريد أجوبة (غير علمية، ولا عقلانية) تقول أن الطوب مسؤول عن بناء القصر، أو أن الخلية مسؤولة عن بناء قصر الكون!! ثم تنكر أن هناك دليل على وجود الله.. مالك أنت ولهذا ! أنت تدرس قوانين وظواهر فقط وتقف عند هذا ولا تقحم نفسك في الخوض في مباحث عقلية ليست من اختصاصك.
الحقيقة أنه ما من عالم تقريبا يستبحر علمه وتتسع مداركه ومعارفه الا ويستحيل فيلسوفا صغيرا، العلم في النهاية لا يستطيع ان يكبح جماح نفسه وشغفه المشبوب الى معرفة الاجوبة النهائية، معرفة اعمااق الاشياء، العلل النهائية، التي تنتهي عند الموحدين المؤمنين، الى المبدأ الاول، وهكذا يمارس دورا ميتافيزيقيا، يتورط في الفلسفة الميتافيزيقية..


-2-
من الذي بنى القصر..

التناسق على مستوى البنية، سواءا البنية الكونية أو البنية الحيوية، نتاج اجتماع المواد لكن على نحوٍ خاص، يعني انها اجتمعت على هيئة وبشكل محدد كان يمكن ان تجتمع على شكل آخر، يعني خذ مثلا جزيئا بروتينيا واحدا هذا الجزيء المركب من اربعين ألف ذرة، كــان يمكن لأي ذرة أن تتموضع في موضع جارتها فيستحيل الى مركب آخرسُمّ زعاف! أربعون ألف يجب ان تتموضع كل ذرة في موضعها تماماً.
الخلية الصحيحة والصحية تتكاثر بحسب المطلوب، ان تكاثرت خارج عن البرنامج تصبح سرطانا تُهلِك ! الخلايا السرطانية، تتكاثر بطريقة سرطانية فتسبب الهلاك..
الحامض النووي الرّيبوزي منزوع الاكسجين DNA ، عرفنا كيف يتكون من سلسلتين والقواعد النيتروجينية تتابع بطريقة محددة، لو تتابعت بطريقة اخرى صار مركبا آخر تماماً يفشل في اداء مهمته وهي تشفير المعلومات.
اذن المادة تجتمع على نحو خاص، لكن ليس ضروريا ولا مضطرداً، بدليل حدوث الطفرات! اذن الضرورة غير حاكمة، أي يوجد مجال للإختيار .. فيثور السؤال:
من صاحب هذا الاختيار؟! ومن صاحب البرنامج الأصلي..
إذا كانت المادة مبرمجة على أن تقوم ببناء الخلايا على هذا النحو الذي يضمن سلامة حياتك وصحتك (لا أدري لماذا !) فهل يملك أي شئ مبرمَج الخروج عن البرنامج ؟ ومن المبرمِج ؟ وفي حالة الخروج عن البرنامج : من الذي قام بتعديل هذا البرنامج!
ومن الذي اختار هذا الشكل وهذه البرمجة تحديداً لضمان سلامتك ؟! من صاحب هذا التصميم.. من الذي بنى القصر!!

-3-
الإلحاد لمصلحة من ؟
هذا التوظيف العلمي - الذي نراه - لخدمة الإلحاد، لمصلحة من ؟!
لنرجع إلى (بروتوكولات حكماء صهيون) لعلنا نعرف الإجابة.. لا إجابة عندي الآن.
ومع ذلك فهناك علماء تظهر لهم نتائج معاكسة (نتائج تدعم الإيمان) ويعلنونها..
هناك عالِم شهير جدا سويسري فيزيائي توفي سنة 1942 (تشارلز أوجين غاي) بالفرنسية (Charles-Eugène Guye)، هذا العالم حَسَب احتمال تكون جزيء بروتيني واحد - - مكون من اربعين الف ذرة - بطريق الصدفة، كما يدّعي الماديون!..، بحسابات طويلة معقدة، فقال العالم (جاي) ان الاحتمال هو : عشرة مرفوعة اإلى الأُس -160 ، يعني واحد على واحد امامه 160 صفرا !! الكون كله كم يبلغ عمره؟ ثلاثة عشر مليار سنة و سبعمئة مليون ، يعني 13,7 ، 10 أُس 9 فقط... ومع ذلك يقول الملاحدة اللا عقلانيون : لا زال هناك احتمال.
(تشارلز داورين) في السيرة الذاتية عنده عبارة : "إنه من الصعب بل من المستحيل ان يوصف هذا الكون الهائل، والمُعجِب بمافيه الإنسان بقابلياته للتحسب لمصالحه ومنافعه أن تكون وليدة الصدفة العميـآء.. بل على العكس، هذا يؤكد وجود ذكاء وتخطيط على نحو مشابه ومماثل للذي عند الانسان"

-4-
الإلحاد إهانة لكرامة الإنسان ومسخ لآدميته

مسألة البحث الانساني، الذكاء الانساني، الوعي الانساني، تشوق الانسان الى المجهول، البحث عن الرب الذي لا اله الا هو، العلوم، الآداب، الفلسفات، محاولة تفسير الأمور، بناء الحضارات.. كل هذا نتيجة المادة فقط ؟! الكلاب والحمير والجاموس مادة أيضاً، فما فضلك عليها إذن ؟!!!
ما هو (السر) في تميز الإنسان وسيادته على الكون من بين بقية تلك المخلوقات ؟ السر هو نفخة الروح القدسية التي فيه.. الكائنات الحية كلها لها (نفس) تهب لها الحياة، وأما الإنسان فله نفس وروح أيضاً.. والفرق بينهما نجده عند الصوفية، فهم يقولون أن النفس هي صورة من الروح، كصورتك داخل المرآة، فالروح هي أصل النفس، والنفس صورة لها ليست مثلها ولا مثل حقيقتها.. الروح مقدسة كلها فضائل.. وأما النفس فكلها رعونات وادعاءات وتعال وكبر لأنها تشعر بحقيقتها وأصلها العلي الكبير.. هكذا يقول الصوفية.
ما اضيق نظرة الماديين والطبيعيين الذين يرون ان العقل والوعي مجرد وسيلة للبقاء! كلام سخيف.. الكائنات الأخرى سبقتنا الى كوكبنا الازرق الجميل ولا تزال تعاصرنا وربما نفنى وتبقى، على انها لاتعرف شيئا مما يشتغل به الوعي الإنساني !!
الإلحاد "انتحار عقلي"، دونية.. "مهــانة إنسانيــة" ! لأننا نُصِر على ان نهين الإنسان، وان نختزله وأن نخفض قيمته، نظرة تخفيضية تسخيفية وتسفيهية للإنسان و موقع الإنسان في الوجود، وموقع الانسان حتى إزاء وعيِهِ وإحساسه بالكرامة الذاتية، من اجل ماذا ؟ ان ننكر وجود الغيبيات والآلهة والإلـه وكذا .. لماذا ؟! أنت أيها الإنسان المغرور أول الخاسرين !

أراكم الحلقة لقادمة..






#إسلام_بحيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [4]
- الدين و الإلحاد وجهاً لوجه [3]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [2]
- الدين والإلحاد وجهاً لوجه [1]
- -سلفيون ملاحدة- موقف االسلفيين والملحدين/اللادينيين من نموذج ...
- كيف يكون الإسلام هو الحل ؟!
- جمعة رفع المصاحف.. بنو أمية يطلبون تحكيم شرع الله في ميدان ا ...


المزيد.....




- ترامب يتهم اليهود المؤيدين للحزب الديمقراطي بكراهية دينهم وإ ...
- إبراهيم عيسى يُعلق على سؤال -معقول هيخش الجنة؟- وهذا ما قاله ...
- -حرب غزة- تلقي بظلالها داخل كندا.. الضحايا يهود ومسلمين
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إسلام بحيري - الدين والإلحاد وجهاً لوجه [5]