أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - قفص مارك توين














المزيد.....

قفص مارك توين


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4652 - 2014 / 12 / 4 - 16:02
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يقول مارك توين: (“الإنسان هو الحيوان العاقل. (أنا أعتقد جازماً) أنّ إدّعاءً كهذا الإدّعاء، لابدّ أنّه مفتوحٌ للجدال. بالفعل، فإنّ تجاربي قد أثبتت لي أنّه الحيوان الغيرعاقل… حقيقةً، الإنسان غبيٌّ إلى درجةٍ لا يمكن تخليصه من غبائه. تلك الأشياء البسيطة التي تتعلّمها بقيّة الحيوانات بسهولةٍ لا يستطيع الإنسان تعلّمها.
إحدى تجاربي مثلاً كانت الآتية: في غضون ساعة، علّمت قطّاً وكلباً أن يكونا أصدقاء. وضعتهما داخل قفص. وفي غضون ساعةٍ أخرى علّمتهما أن يصادقا أرنباً. وخلال يومين كنت قادراً على إضافة ثعلب، ووزّة، وسنجاب وبعض الحمام، وأخيرا قرد. كلّ هذه الحيوانات تعايشت معاً بسلامٍ بل وحتّى بمودّة.
بعد ذلك، وفي قفصٍ آخر، قمت بحجز إيرلنديٍّ كاثوليكيٍّ من “تيبراري”، وبمجرّد أنّه بدا لي مروّضاً قمت بإضافة مسيحيٍّ إسكتلنديٍّ من أبردين. وتركيٍّ من القسطنطينيّة، ويونانيٍّ مسيحيٍّ من جزيرة “كريت”، وأرميني، وميثوديٍّ من براري أركنساس، وبوذيٍّ من الصين، وبراهميٍّ من بيناريس. وأخيرا، عقيدٌ من جيش الخلاص من “وابينغ”. ثمّ غبت ليومين، وعندما عدت لأرى النتائج، لاحظت أنّ قفص الحيوانات العليا كان على ما يرام. ولكن في القفص الآخر كان هناك فوضى دمويّة ونهايات العمائم والطرابيش مختلطةٌ مع اللحم والعظام — لم يبقى شيءٌ على قيد الحياة. تلك الحيوانات “العاقلة” اختلفت بشأن أمر دينيٍّ ثمّ رفعت القضيّة إلى محكمةٍ أعلى.”
مارك تواين، رسائل من الأرض: كتابات بلا رقابة
.).

كان مارك توين يضع كلبا وهرة في قفص منذ ولادتهما, ويأتي عليهما بعد فترة من الزمن فيجد أنهما قد قبلا في التعايش مع بعضهما في أقل من ساعة وأحيانا في غضون يوم أو يومين, ويجد بينهما الكثير من الوئام, تلك هي الحيوانات اللا عاقلة, غير العاقلة, غير المدركة, غير المثقفة, غير المتعلمة, غير المتربية, وكان يفعل من هذا النوع عدة تجارب, فيأتي أيضا بفأر وقط ويضعهما في داخل قفص فيعود إليهما بعد فترة ليرى ويشاهد بأم عينيه كيف هو أسلوب التعايش بينهما, فهذا النوع من الحيوانات في البرية أعداء لبعضهما ولا يمكن أن يتعايشا مع بعضهما في نفس المكان ودائما ما يعيش منهما أي واحد على حساب الآخر أو على حساب القتل, فهذه الحيوانات مثلها مثل الإنسان تقتلُ لتعيش, ولكن حينما يجدان أنفسهما في قفص وبأن هذا القفص لا مفر منه, يلجأ الحيوان على حسب تجربة مارك توين إلى ابتداع الوئام والانسجام حتى مع عدوه ويقبل بالتعايش مع الآخرين, ولكن لو طبقنا تجربة مارك توين على بني البشر من أديان مختلفة فهل ستنجح؟ هل سينجح القفص في خلق أجواء من الانسجام والتوائم بين المسلم والمسيحي واليهودي؟ استمر مارك توين في الحديث عن تجربته, فأحضر ذئبا وغنم فإذا نجحا في التعايش يذهب ليضع في قفص آخر عصفورا وخنزيرا وهرة وإذ ينجحا في التعايش : يضع .....إلخ, وأخيرا ماذا لو يضع!!: شيخا مسلما ومسيحيا معمدانيا ويهوديا, فيأتي إليهما بعد فترة فلا يجد منهما أحدا على قيد الحياة!!.

بالمثال على ذلك لو نظرنا من بعيد إلى أورشليم فإننا سنجد مسلمين ويهودا لا يستطيعون التعايش مع بعضهما في هيكل سليمان أو كما يُسمى جُزافا المسجد الأقصى , ولنفترض أن المسجد الأقصى هو قفص مارك توين فلماذا لا يتعايش المسلمون واليهود في هذا القفص؟ إنهما بالأحرى لا يستطيعون التعايش مع بعضهما نتيجة لاختلاف الثقافات بينهما على مر الأزمان, فالثقافة التي تغيرت وتمحورت وتبدلت أدت إلى اختلاف في الأديان, فالدين منذ نشأة العقيدة شيء ثابتٌ وليس عليه خلاف أما اختلاف الأديان فلا يمكن أن نسميه أديانا بل معتقدات, إذن الدين واحد ولكن المعتقدات مختلفة , وهذا الإشكال في الاختلاف بينهما أدى إلى نتيجة واحدة وهي انعدام التعايش بينهما في قفصٍ واحد أو في مدينة واحدة, وهذا مثل اختلافات الثقافة والتنشئة والتربية بين الزوجين إذ لا يمكن للزواج أن ينجح نتيجة لاختلافات التربية بكافة أشكالها وأنواعها إلا في حالة نادرة وهي أن يتقبل المختلفون بعضهم وأن يعترفوا بحق كل إنسان في العيش وفق ما يؤمن به, وهذا ما نسميه احترام الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

خلاصة القول أن الإنسان(غبي) جدا وكما قال : (آينشتين): " شيئان لا حدود لهما, سعة الكون وغباء الإنسان", والحيوانات التي نسميها غبية وغير عاقلة نجد أنها تبتدع أساليب جديدة للتعايش مع بعضهما إلا الإنسان الذي يدعي العقلانية لا يستطيع التعايش مطلقا مع الثقافات الأخرى المختلفة, علينا أن ندرب أنفسنا على تقبل الآخرين كما فعلت الحيوانات غير العاقلة في قفص (مارك تواين), يجب علينا أن نقبل معنا المسلم واليهودي والمسيحي والبوذي, وأي واحد من هؤلاء لا يقبل بالآخر علينا أن نقاطعه, فماذا لو قبلت مثلا داعش بمسيحيي الموصل في الموصل؟ داعش أقل رتبة من الحيوانات لأن الحيوانات قد قبلت بالآخر وتعايشت معه إلا المسلمين, وأنا هنا أضع اللوم على المسلمين لأن أعيش معهم منذ 44 عام فهم جماعة غباءهم ليس له حدود, إنهم لا يتقبلون الآخر حتى أنفسهم لا يتقبلونها مطلقا.




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نعمة الرب
- بجاحة المسلمين
- القاتلُ مُجرما وليس مقدَسا
- مؤسسات المجتمع المدني في الدول العربية يفتقر نظامها الداخلي ...
- امرأة حاولت تعريفها بالمسيح
- استثمار الكراهية في المجتمعات العربية الإسلامية
- المسيح يشفي الأمراض دون أن يضطر لفتح الجراح بالشفرة
- لآدم زوجة واحدة 2
- فضيحة الشيخ رمزي
- هكذا هي الحياة
- المرأة العاقلة في المجتمع الإسلامي
- العلمانيون والملحدون أكثر قربا لله من الشيوخ المسلمين
- محمد سيد الخلق أجمعين!
- فجأة شعرت أنني غريب
- نسبة العلمانيين من سنة1900-1980
- المسلم غير راضٍ عن قرارات الله
- بإمكاننا أن نحب اليهود
- فضيحة عقد النكاح
- عالم عربي بلا هوية عصرية
- أرض الميعاد


المزيد.....




- فيديو: إصابة 11 شخصاً من بينهم طفل في قصف على مدينة يبلغورود ...
- إسرائيل تهاجم شرق رفح ومحادثات الهدنة تنتهي دون اتفاق
- بالفيديو..-القسام- تستهدف جرافة عسكرية وتقصف قوات إسرائيلية ...
- لوكاشينكو يطلب من قوات الأمن البيلاروسية ضمان سلامة القاضي ا ...
- السعودية.. أستاذ ينقذ طالبا من الاختناق بـ-نباهة وفطنة- ويثي ...
- -السلحفاة-.. ابتكار روسي جديد لاختراق دفاعات العدو (فيديو)
- فيديو بكاء وصراخ من داخل سجن يثير جدلا على مواقع التواصل..هل ...
- انطلاق مسيرة النصر بالسيارات في بيروت
- ألمانيا تعلن عزمها على شراء منظومات -هيمارس- الصاروخية لتسلي ...
- زيلينسكي يقيل المسؤول عن أمنه الشخصي


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جهاد علاونه - قفص مارك توين