أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود الجزء الثاني














المزيد.....

ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود الجزء الثاني


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4647 - 2014 / 11 / 29 - 19:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تألب هذه الشريحة جهدا بالتنقيب عن الأدباء الملوثين فكرا حتى ولو كانوا كبارا، وكم من كبار الأدباء في العالم ساندوا الطغيان والاستبداد والمجازر تحت حجج وأبعاد دونية، وسخروا لغايات منحطة ثقافية وفكرية، وأعمال شاذة، فلا يتوانى هؤلاء من تسخير أفكارهم وأقلامهم لدعم الطغاة من قوميتهم العربية بمفاهيم العنصرية والأوبئة السياسية أو الإدارية أو الثقافية، حتى وان كانت بعضها تظهر على أنها لغايات كلية جمعية لكنها لا تتمكن من إخفاء عنصرية قومية وليست أنانية ذاتية فقط، فكثيرا ما تكون الغاية الجمعية الموبوءة اشد شرورا من الغاية الذاتية، بل وهي أبشع وأشد فتكاً بالمفاهيم والثقافة الجمعية من الغاية الفردية، والمثال الذي يستند إليه ميثم الجنابي في دفاعه عن دونية وعي الشاعر العربي الكبير سعدي يوسف السياسية النابعة من عنصرية قومية شوفينية، رغم كل سنواته الأممية والبادية على أنها كانت نفاقا، لا يقل حقدا وكراهية شوفينية تجاه الآخر غير العربي المنعوت في التاريخ بالموالي، فيستسقي سنده من قصيدة للشاعر المشهور المتنبي، الشيعي الانتهازي العروبي المبتذل للمفاهيم الإسلامية حينها، والمتكالب على موائد ملوك العرب كرجل بلاط من الطراز الأول، وذلك بقصيدته التي يقحمها ميثم الجنابي في مقالته الفجة، كسند لدعم مفاهيمه العنصرية، ويتناسى حتما مثال مشابه له قالها قبله شاعر السفاح عندما خان العهد مع أبو مسلم الخرساني والقصيدة بذاتها لا تخفي الحقيقة الأولى بل تركزها، ويغير الصفات بين الخليفة العربي الخائن للعهد والموالي أبو مسلم الخرساني الكردي، متهما أجداده بالخيانة، والصفة كانت حاضرة في ديوان الخليفة ذاتها في الفترة التي كانت يداه غارقة في دماء الكردي الذي أتى به إلى حكم الخلافة.
والمثال المذكور من قبل السيد ميثم الجنابي، بذاته تسفيه لعمق الثقافة الإنسانية، وتعرية للحقد والخلفية المشوه فكرا، فالمقارنة تنبئ عن الخلفية التي تكون عليها أدب الشاعر، والتهمة أو الحكم التي يطلقها المتنبي نفسه تعبر عن مفهومين: الأول تجاهل في المعرفة، بل بالأحرى تناسيه تاريخ الشعوب التي كانت أصحاب حضارات أيام كان العرب قبل الإسلام غارقين في شعاب الربع الخالي، وتبعية العرب إلى حين ظهور الإسلام. والثانية، أنه ورغم كل ما أتى به الإسلام من مفاهيم وأبعاد إنسانية لم تتمكن من تنقية خلفياته وثقافة أمثاله من الأدباء والمؤرخين، والذين لم يتخلصوا من العلاقات الجاهلية حيث الأحقاد تجاه الأخر، والتي كانت غارقة فيها القبائل العربية بين بعضها والدائمة الظهور وعلى مدى التاريخ الماضي وحتى حاضرنا، والخلاف بين ثقافتي الحاضر والماضي انتقالها من عصر القبيلة بعد الاستعمار العربي والمسمى جدلا بالفتوحات إلى صراع بين العربية والقوميات الأخرى، وخير من تبنى هذه الثقافة ولم يتمكن من التخلص منها رغم كل عليائه الأدبي الشاعر الكبير المتنبي والذي يربطه بكل من ميثم الجنابي وملهمه سعدي يوسف خلفية مذهبية وثقافة عنصرية عروبية، غطيت وعلى مدى عقود بالثقافة الأممية، مثلما غطاها قبله العديد من الأدباء والمفكرون العروبيون بغطاء الإسلام، أو في أفضل حالاتها بالوطنية التي يتزعمها العربي دون الأخرين.
الشرق الإسلامي على أبواب ثقافة نوعية جديدة، ستؤدي إلى زوال الاستبداد بكل تشعباته، ومنها هيمنة العروبة على القوميات الأخرى تحت غطاء الإسلام أو اللغة العربية المستندة إلى النص الإلهي، وهذا ما يحير البعض من المثقفين العروبيين، فيخرجون بمتاهات البحث عن البديل للقادم، فمنهم من ينتقد المطالب القومية لغير العربي، ونضالهم من أجل التحررين الفكري والاستيطاني، ومن جملة ما ينتقدون فيه عدم اكتمالية المقومات القومية لهذه الشعوب التي كانت دول وحضارات قبل الاجتياح العربي الإسلامي، والحكم بهذا المنطق كما يعرضه السيد الجنابي، يعكس هشاشة التأويل في أسباب ظهور هذه الثورات، وضعف القدرة الفكرية على دحض المخالف لرغبة القوميات من التحرر، فيستند إلى أبعد الغايات وهي السيادة العروبية التي ظهرت تحت غطاء الإسلام، متناسيا أن البعد القومي العربي لم يتشكل وعلى مر العقود رغم كل ما ظهر من محاولات الفكر القومي وقبلها حيث الأمم والخلافات التي استمرت قرونا دون أن يتكون انسجام قومي عربي واحد، ولولا القرآن ولغته لما كانت للوجود العربي خارج الجزيرة من أثر، فالطعن في القوميات الأخرى أضعف من أن ينساق بهذه الهشاشة الفكرية المتعمدة وهذا التحليل الساذج المقصود، والغارق في الثقافة العنصرية وتبين بشكل فاضح الخلفية الحاقدة سلفاً، رغم مكانته الأدبية القيمة، وتبرز في ذات الوقت على مدى تماسك القوميات التي يطلق عليهم ميثم الجنابي بالأقليات غير المكتملة عناصرا لتشكيل القومية، رغم عهود من الطغيانين الديني والقومي، والتي تدل على التبرؤ من الدراية بحقيقة مقومات القوميات، والاستناد إلى الثقافة السياسية القومية العنصرية التي تجعل من أمثال صدام حسين أبطال القومية العربية، والبغدادي خليفة إسلامي في بعده الإعلامي، والعروبي الطامح لنشر الثقافة البعثية الفاشية، والتي يعتبرها اغلب المثقفين العروبيين أنها سيدة الثقافات! وأمثال المتنبي وسعدي يوسف روادا سياسيون وحملة هذه المفاهيم القومية، وهي نفسها الثقافة التي يتناساها السيد ميثم الجنابي والشريحة المشاركة له مفاهيمه، إن العربيين القوميين كانوا وما يزالون أكثر الناس تشويهاً للإسلام، والعرب أكثر الشعوب استفادة منها وأبشعهم تحريفا لها وأفظع من سخرها لغاياتهم العروبية، ولولا الواعون من العرب...
يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود -الجزء الأول
- عدمية الاتفاقية الكردية في قامشلو الجزء الثاني
- عدمية الاتفاقية الكردية في قامشلو - الجزء الأول
- الكرد في إعلام المعارضة العربية
- لقائي بجكرخوين
- ثقل الكرد السياسي إقليميا
- الحركة الثقافية الكردية والبوصلة المرنة
- كوباني مدينة أمريكية
- إنها مؤامرة وليس نص إلهي
- الخطة السرية لتدمير كردستان
- حاضر الثقافة الدينية والقومية الكردية
- السلطة السورية خط أحمر
- لماذا منطقة عازلة في غرب كردستان؟
- تركيا العضوة الشاذة في الناتو
- الإله الكوني حيث الوجود والعدم
- لماذا انقطع المفكر إبراهيم محمود؟
- التطرف في الأديان
- ما أبخس دماء الكردي والفلسطيني
- من تاجَرَ بدماء شعب غزة؟
- الكردي الكافر الخائن اللاوطني


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - ميثم الجنابي في تعظيم سعدي يوسف برطانة القرود الجزء الثاني