أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي عرمش شوكت - الطبقة العاملة ..ّ تحرر نفسها بنفسها














المزيد.....

الطبقة العاملة ..ّ تحرر نفسها بنفسها


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 12:29
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لسنا في هذا العنوان من انصار الحركة "البلانكية" التي ظهرت في مطلع القرن التاسع عشر، التي عرفت بتطرفها اليساري في حينها. والتي دعت الطبقة العاملة الى العمل الثوري لاخذ السلطة، خلف شعار{ الطبقة العاملة تحرر نفسها بنفسها}. انما اليوم تقتضي الاشارة الى اضراب العاملين في الشركات ذات التمويل الذاتي في خمس محافظات عراقية، اضافة الى عمال الجلود والصناعات الكهربائية في بغداد، للبحث في اساليب النضال لانتزاع حقوق العمال. فمن المعروف بان الاضراب عن العمل والتظاهر، يأتي ضمن جملة ما يقوم به العمال للحصول على مطاليبهم المشروعة، وفي نهاية المطاف عند عدم الاستجابة لهم. وهو سلاح مجرب في نضالات منتجي الخيرات المادية على مدى تاريخ النضال ضد الاستغلال.
لقد تملمت الحكومة نحو الاستجابة لمطاليب العمال، وذلك بالموافقة على دفع راتب شهر واحد. وربما كان ذلك قد يقنع العمال كحل وسط، نظراً للظروف المالية الصعبة التي تمر بها الحكومة. ولكن هذا القرار الموارب تعثر ولم ينفذ. ولا غريب في الامر، لان اساس امتناع الجهات المعنية عن دفع رواتب عمال "شركات التمويل الذاتي" قد بني وفق رؤية خاطئة، مستندة على مفهوم " التمويل الذاتي" في حين لا وجود له كنتيجة حتمية وواقعية لتوقف هذه المصانع عن العمل منذ امد بعيد. وتعزو الحكومة اقدامها على عدم دفع رواتب العاملين في هذه الشركات الى عملية تقشف. لكن الذي يدير مسار التقشف لم ير غير رواتب العمال الشحيحة اصلاً ليغتصبها. مستكثراً عليهم لقمة عوائلهم التي تعيش في حالة تقترب من الكفاف، الا انه في ذات الوقت اغمض عينيه عن الفساد والنهب الجاري بلا حدود للاموال العامة. هذا وناهيك عن الرواتب والمخصصات الضخمة غير المبررة لـ"علية المسؤولين".
مظاهرات العمال لها نكهة سياسية خاصة، كما لها معنى يصيب كبد واقع العملية السياسية، حيث يقدم شهادة صحية عن اصابة هذه العملية بعلة قاتلة، اذا ما بقيت ستؤدي بها عاجلاً وليس آجلاً الى الموت لا غيره. فاية ديمقراطية واية عدالة اجتماعية، واية عملية سياسية هذه. التي لم تتوانى عن اعطاب قوى الانتاج وصانعي الخيرات المادية، وتجحف بحقهم وذلك من خلال قطع فتات قوت الزنود السمر العاملة في القطاعات الصناعية تحديداً، وليس غيرها لتطلق رصاصة الرحمة على هذا القطاع الذي يعتبر عماد التطور الاول في اية دولة تسعى الى النهوض والتنمية.
يبدو في هذا التصرف حيال الشركات الصناعية موقفاً ايدلوجياً جلياً. لكون الصناعة هي منشأ الطبقة العاملة، وفيها ينمو الوعي الطبقي، لا بل ويفتضح الاستغلال بشكل سافر، كما تُكبح الطفيلية الاقتصادية، وان التصنيع الوطني يقيّد جماح "الكمبورادورية " التجارية المرتبطة عادة بالرأسمال الاجنبي. وبالمناسبة ان هذه الطبقة تستحوذ الان على مفاصل السوق العراقية بصورة منفلتة. وهي النافذة النازفة للعملة الصعبة، من خلال صفقاتها التجارية الوهمية. سيما وان اقتصاد البلاد ذات طابع ريعي كفيف النظر، اذا جاز هذه التعبير. مما يتيح لها الاعتياش على افرازاته السيئة.
ولعل ما يتم من صمت اعلامي حول الاضرابات العمالية يشكل دليلاً لا لبس فيه، بان الطبقات الطفيلية الحاكمة المالكة لوسائل الاعلام. لا ترى ما يجمعها اي جامع مع الصناعات الوطنية وقوى الانتاج فيها ، ومنه ينعدم الاحساس لديها بمصائر عوائل العاملين في شركات التمويل الذاتي، التي حالها قد يضاهي حال النازحين من جراء الارهاب، وليس هذا فحسب، انما اعضاء البرلمان هم ايضاً لا يرف لهم جفن، وكأن ذلك لا يعنيهم قطعاً. خلاصة القول ان اوضاع العمال اليوم تسجل حدثاً ينبغي ان يحفظ جيداً لدى هذه القوى العاملة لتختار طريقها لتحرير نفسها بنفسها.



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غدت حتى حركة عقارب الساعة تلدغ المهجرين.!!
- المعادلة العراقية .. لمن الغلبة للسيادة ام للبشر..؟
- مظاهرات انصار المالكي.. ورفسة المذبوح !!
- تشكلت الحكومة العراقية.. ولكن
- شبح المحاصصة متلبد في محادثات تشكيل الحكومة
- الوضع العراقي ما بعد التكليف .
- مسيحيو العراق هم اصلنا واهلنا
- حل الازمة العراقية بعهدة التحالف الوطني
- غصة البرلمان.. بوحدة التحالف الوطني ام بوحدة العراق.؟؟
- اية حرب دفاعية هذه .. بلا حكومة وحدة وطنية..!؟
- من ام المعارك الى ام الازمات.!!
- البقاء دون تغيير ممنوع والعتب مرفوع
- التحالف المدني الديمقراطي.. وهج جديد في المشهد العراقي
- التحالف المدني .. بديل التغيير في عراق اليوم..
- كملت الحسبة .. القاتل كردي!!!
- هل تجري انتخابات في ظل حكومةاقصاء وهيمنة..؟
- فريق سياسي فاشل .. وفريق كروي فائز..!!
- في ذمة الخلود المناضل ستار موسى عيسى
- نصف اعتراف جاء في نهاية المطاف..!!
- شؤون السياسة الدولية


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - علي عرمش شوكت - الطبقة العاملة ..ّ تحرر نفسها بنفسها