أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - خطة فاشلة لقيادة عاجزة














المزيد.....

خطة فاشلة لقيادة عاجزة


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4642 - 2014 / 11 / 24 - 12:54
المحور: القضية الفلسطينية
    



منذ أشهر تلوّح السلطة الفلسطينية ورئيسها بخطة فلسطينية من ثلاث مراحل، بعد أن أجرت مشاورات حولها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وتم تسريب بعض ملامحها في "محضر إجتماع قطر" الذي جمع أمير قطر ومحمود عباس وخالد مشعل وبعض مرافقيهم أثناء الحرب على قطاع غزة قبل أن تعرض على "إجتماعات القيادة" ويعلن عنها بشكل رسمي.

خطة الثلاث مراحل كما أعلن عنها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تقوم على "إعطاء الأميركيين فترة زمنية قد تمتد إلى 4 شهور من أجل ترسيم حدود الدولة الفلسطينية وجلب الاعتراف الإسرائيلي بها، فإذا قبل الطرفان تبدأ مفاوضات فورية محكومة بسقف زمني ويطلب فيها من إسرائيل عرض خريطة تحمل حدودها، أما إذا رفض الأمر أو فشل فإن القيادة ستذهب عبر المظلة العربية إلى مجلس الأمن لطلب إجلاء إسرائيل عن أرض فلسطين خلال فترة محددة زمنيا ومعروفة، فإذا أحبط الأمر، ستفعل القيادة الخيار الثالث وستنضم إلى جميع المنظمات الدولية بما فيما محكمة الجنايات وتباشر في محاكمة قادة إسرائيل" .

الإدارة الأمريكية أعلنت رفضها للخطة وعدم موافقتها على توجه السلطة إلى مجلس الأمن للتصويت عليها، وأعلنت في وقت لاحق أن تنفيذ المرحلة الثالثة من الخطة المتعلق بالإنضمام لجميع المنظمات الدولية بما فيها محكمة الجنايات سيكون بمثابة إعلان حرب على إسرائيل مما يعني قيام أمريكا بفرض عقوبات على السلطة وتخليها بالكامل عن حضانة الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" حسب بعض المواقف الرسمية و تحليلات بعض الساسة.

في 24 نوفمبر 1014 أعلن وزير الخارجية الفلسطيني أن القيادة الفلسطينية فشلت في الحصول على دعم تسعة أعضاء من مجلس الأمن الدولي لتقديم مشروع الخطة المقرر نهاية الشهر الحالي، وعلل ذلك بإنشغال الدول في الملف النووي الإيراني معلناً أن الخطة ستوضع على طاولة مجلس الأمن رغم معرفته بفشل نتيجة التصويت لصالح المشروع !

الخطة الفلسطينية ومراحلها الزمنية كشفت عن "بلاهة سياسية" منقطعة النظير تتمتع بها القيادة الفلسطينية، وتجاهلت تاريخ أمريكا في مجلس الأمن الدولي، بقدر تجاهلها لموازين القوى داخل مجلس الأمن الدولي وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة التي نخسر فيها عدد من مواقف الحكومات سنوياً بسبب فشل خطير في الدبلوماسية الفلسطينية ظهر في أكثر من محطة ولم تجر معالجته حتى الآن.

القيادة الفلسطينية التي تبنى خطتها إستناداً على عطف أمريكي أو رهان على خلل ما قد يطرأ على العلاقات الأمريكية الإسرائيلية يجعل أمريكا تغير سياساتها، هي قيادة لا علاقة لها بالواقع أو تتجاهله مع سبق الإصرار لإنعدام الخيارات في جعبتها وهذا الأرجح، وتقوم بمحاولات يائسة لإشغال فراغ سياسي خطير نتج عن فشل المفاوضات على طريقة وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، تترافق مع جرائم إسرائيلية متواصلة بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته خلقت بيئة جاهزة للإنفجار في أي لحظة وستكون لها تبعاتها على السلطة ورئيسها وإسرائيل.

أيّ خطة فلسطينية مهما كان نوعها لا تستند على تجميع عناصر القوة الفلسطينية والعربية والدولية، ولا تراع الأخطار والتحديات وتحصي الحلفاء والخصوم هي خطة فاشلة لقيادة تعودت على الفشل وأضاعت من أوراق قوّة الشعب الفلسطيني ما يكفي لإعلان رحيلها قبل الإنفجار.

الخطط والسياسة تبنى وفق تقديرات وموازين قوى داخلية وخارجية وتبحث الفرص والتهديدات، وأول هذه التهديدات ما يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني والبحث الجدّي في كيفية إنهاء الإنقسام وتعزيز الوحدة الوطنية المستندة إلى الشعب، وثانيها مواجهة إسرائيل وممارسات الإجرام اليومية حيث القتل والإستيطان وتهويد في القدس وحصار غزة وتحويل الضفة إلى معازل متناثرة وفرض وقائع تنسف الخطة الفلسطينية من أساسها إذا كان إدعاء مآلاتها إقامة الدولة الفلسطينية في العام 2016.

لا يمكن للفلسطينيين كسب المواقف العربية والدولية وتحقيق إنجاز سياسي ما دون تمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية وتعزيز صمود الشعب وبناء مؤسساته بإدارة رشيدة خاضعة للقانون والمحاسبة، ولا يمكنهم التقدم بخطوة سياسية واحدة دون قوّة فعل كفاحي شعبي على الأرض يعطّل ما تقوم به إسرائيل من إستيطان وتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية، يجعل مهمة الإحتلال صعبة ومكلفة بديلاً عن إستجداء التهدئة والعودة لعملية تفاوضية مجربة ذات مسار واحد ونهاية معلومة لا تغيب عن عقل أي فلسطيني.

يمكن للرئيس الفلسطيني أن يضع خططاً كثيرة بمراحل مختلفة، كما يمكنه التفرد في إدارة بقايا النظام السياسي الفلسطيني كما يشاء، وأن يمارس إشغلات عديدة للمجتمع الفلسطيني ويكسب وقت إضافي لممارسة الحكم، هذه طريقة مجربة مارستها كل الديكتاتوريات في العالم وكان مصيرها ما شهدناه في المجتمعات العربية، والسقوط المدوي لأنظمة الإستبداد العربي التي إختبأت خلف شعارات التحرر والقومية، ولحقها سقوط أنظمة إستبداد رجال الدين السياسي.

الإفلاس السياسي والمالي والعجز القيادي لا يمكن أن ينتج خطة وطنية صادقة، ولا ينتج تحرر وطني ولا يواجه تحديات كثيرة مع إحتلال يعيش في أفضل حالاته، تقدم له خدمات مدفوعة الأجر كالمفاوضات والتنسيق الأمني وتفتيت الحركة السياسية الفلسطينية ووأد أي حالة كفاحية، الفلسطينيون بحاجة لعملية تغيير حقيقية تؤدي إلى تعديل مسار الحالة الشاذة التي تهدد كل الشعب وقضيته الوطنية.


[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تعايش مع الإحتلال وشركات الحراسة الفلسطينية
- توافق اللص والحاكم
- مصيبة السياسة الفلسطينية في محاضر إجتماعات قطر
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- غباء أم عدم أهلية أم كلاهما معاً !
- الرئيس المسكون بالهواجس والمؤامرة
- أسئلة المعركة وما بعدها
- خمس حقائق تكشفها الحرب على غزة
- السلطة الفلسطينية من رافعة وطنية إلى غطاء على جرائم الإحتلال
- إلى جماعات ال NGO,s وبعض المثقفين الفلسطينيين
- حلقة جديدة من إشغالات عباس للشعب الفلسطيني
- من القاهرة أشرقت شمس العرب
- عباس يستبق نتائج إنتخابات الرئاسة المصرية
- نحو مبادرة عاجلة للإنقاذ الوطني الفلسطيني
- خطيب الفتنة سيرحل موقظها
- رئيس الفرصة الأخيرة
- بلاغ إلى جماهير الشعب الفلسطيني
- الأردن يضع القيادة الفلسطينية أمام مسؤولياتها
- وثيقة إستسلام وليست إتفاق إطار
- الرجوب يستكمل مهام فريق الصاعقة الرئاسي


المزيد.....




- حميميم.. قوات روسيا تحيي عيد النصر
- الروس يحتفلون بعيد النصر في باريس
- بايدن: -لن نزود إسرائيل بالأسلحة إذا قررت مواصلة خطتها لاقتح ...
- بوادر توتر جديد بين إيطاليا ومنظمات إغاثية ألمانية
- انفجار إطار طائرة -بوينغ- أثناء هبوطها بتركيا (فيديو + صور) ...
- تقارير غربية تؤكد توجيه الجيش الروسي ضربات مدمرة لعتاد قوات ...
- الحوثي: ضوء أمريكي أخضر للإسرائيليين في رفح واستعراض ضد الشع ...
- غالانت يرد على تصريحات بايدن حول تعليق شحنات الأسلحة الأمري ...
- -مواجهة متوترة- بين ستورمي دانييلز وترمب في نيويورك
- البرجوازية والبساطة في مجموعة ديور لخريف وشتاء 2024-2025


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - خطة فاشلة لقيادة عاجزة