أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دروست عزت - جدية العمل














المزيد.....

جدية العمل


دروست عزت

الحوار المتمدن-العدد: 4634 - 2014 / 11 / 15 - 16:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الجدية في العمل والإيمان به وقدسية الوقت ..
هذه هي الحياة من بداية تكوينها وحتى يومنا هذا وستبقى هكذا .. يبقى الإنسان ككرة بين أمواج القدر وحظوظه .. وكما تبقى بعض الأمم هي أيضاً بين حظوظها ومواجهتها لقدرها حسب المرحلة والظروف والإمكانيات الذاتية والموضوعية ..
كم من فاشلٍ أنقذته صدف الحياة إلى الأعالي بدون تعب .. وكم من أهل الشيَّم قذفتهم تيارات القدر إلى حيث لا يستحقونها وهم يسعون ويحاولون بالرغم من الجهد والتعب ..
وكم من الأرواح طارت وسارت في السعي للجمال وللمحبة وأُقتُنصَت بغدر القدر والقذرين .. وكم من قاماتٍ ماتت محرومة من لقمة العيش وهي ومليئة و غنية بالعطاء ..
وكثيرون أبتعدوا عن ترابهم وأُقتلعوا من جذورهم بدون عودة ٍ ولم يُثبتوا ولم يستقروا في الجديد كما كانوا يشتهون .. فأكلهم العمر والزمن .. وتغيرت كل ملامحهم وكأنهم غير من كانوا من ذي قبل .. غزتهم الشيبة بالبياض .. وتتبخر فيهم رطوبة الحياة ونشاطها .. وجفت فيهم كل الأطراف .. ورسمت تجاعيد الوجه بأثلام الهم والتعب .. وإذ بأيام عمرهم تتساقط كأوراق الخريف أمام عواصف الحياة وزوابعها .. وهم ينتظرون ساعة المعاد والرحيل .. ويكونوا كما لم يكونوا ..
وكم منهم عادوا إلى الجذور وإذ بهم لا ينسجمون بقديمهم .. ولا القديم يقبل منهم جديدهم فيبقون غرباء عن القديم والجديد .. فتتعطل فيهم الأفكار وينشلون أمام إتجهات السير .. فيعيشون في ضبابية مراحلهم الأخيرة .. ولهذا علينا أن نعرف كيف نتعامل مع الوقت إن كنا حقاً نؤمن بالرسالة التي نحملها للبناء وللجمال حتى ننجح و تستق نفوسنا في مأمن ٍ من الصعوبات والأخطار والفشل ..
فعلى كل فردٍ أن يعرف بأن عامل الوقت هو المهم والأهم .. وعليه أن يعلم بأن كل ما يخسره هو جزء من عمره وثروته الحياتية .. وكل يوم يخسره يقترب به من أجله المحتوم الذي لا بد منه .. فعليه أن يستفيد ويفيد .. وإلا سيكون كما لم يخلق وسيرحل دون أية معنى لوجوده الخالي من العطاء ..

فكل ثانية من العمر هي مكلفة على كل إنسان ٍ من الذين يؤمنون بالنضال والعمل لتحقيق أهدافهم السامية وما يصبوا إليها من تغيرات نحو الأفضل لمجتمعاتهم .. فتجارب الحياة هي لتصقيل الإنسان ... فمنها ما فادت وعلمت , ومنها ما دمرت وقتلت ..
فالشعوب التي ناضلت وأنتصرت كانت تعمل وتجتهد لبناء ذاتها لتصل إلى تحقيق أهدافها .. بالرغم من إن الكثير منها أستخدمت التحايل والخداع في سبيل أن تصل لغاياتها والكثير الأخريات أستخدمت القوة لترضخ غيرها وكانت تبيح لنفسها كل المبررات لتحقق أهدافها وغاياتها من أجل مصلحتها التي هي مكمونة فيها ذاك التحايل وتلك القوة والتي كانت خالية من الإنسانية والروح الحضارة ..

أما نحن الكورد بالرغم من إننا ندفع الدماء ونناضل من أجل حقوقنا وأرضنا وعلى أرضنا فمازلنا نترنح تحت نير الجهل السياسي والنزعات الشخصية .. ونتعامل في عصرنا الجديد بعقلية قديمة مستهترين بأنفسنا وبالوقت والواقع والعدو معاً .. فيرى كل منا كأنه المنقذ الوحيد والقاهر العدو .. وهو الذي يملك الحقيقة ولا غيره .. وهو المفكر وداهية زمانه .. فإذا تحزب فلم يرى أحد غير حزبه . . وإذا كان مستقلاً فيتهم الكل ممن يحيطونه من الحزبيين والمستقلين .. ويرى بأنه هو بوصلة الطريق هذا على مستوى الفرد .. أما على مستوى الأحزاب فتراها تهمش حليفها الكوردي عند أية سيطرة أو مجال للتحكم بالأمر أو بالوضع ويقصيه من العمل والحرية في التفكير إلا إذا كان ذاك من ضمن تفكيره هو فقط وتحت سلطته وتسلطه.. دون أن يدركوا بأن ما يفعلونه هو مرض يستعمرهم للعدو قبل أن يستعمرهم العدو .. وهو مرض الدونية .. مرض يمسخ الروح للأخرين وتتوحش على ذاتها ...

لو كان هنالك وعي ٌ قومي حقيقي لدى تلك الجهات ومعافية من الأنا المريضة .. لكانت فكرت بذلك ولأحترمت نفسها وأحترمت عامل الوقت والواقع لمواجهة عدوها الذي يهتك عرضه ويفتك به .. ولكانت قد أحتضنت بعضها البعض من الحزبيين والمستقلين معاً وإن أختلفت مع بعضها .. لأن الصراعات والنضال لتحقيق دول تحتاج إلى جهود الكل وبحرية الحركة للكل وبروح تفاني الكل من أجل القضية .. وبعيدة عن روح التحزب الأعمى الخاسر بالتأكيد ..
أما ما نراه اليوم .. إن روح الفردية والتحزب هي فوق القضية عند البعض .. وبدلاً من أن تخدم وتربي الأجيال وأنصارها من أجل القضية نراها تستخدمهم من أجل قهر جزءه الأخر من القوى الموجودة حتى لتتمكن من السيطرة على المجتمع و على أن تعمل على صهره في بوتقة روح التحزب الضيقة والمريضة المتخلفة ...
هنا علينا أن نعرف كم أخطأنا في حق شعبنا الذي هو الوحيد الخاسر من عملية التجاذبات والنزعات بين الأحزاب الموجودة .. دون أن تهتم تلك الأحزاب بقيمة الوقت وتربية الجيل وخطورة العدو عسكرياً وفكرياً وإقتصاديا ً على شعبنا الذي لم يرى يوما نفسه حراً من عدوه .. واليوم لا يرى من أحزابه نفسها .. بسبب روح التحزب لديها والتي زرعت الكره والحقد لدى الجماهير ..

دروست عزت / السويد
14/11/2014



#دروست_عزت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لعبة الدول وخبثها في قتل الأرواح .....
- إلى متى الغفلة .....؟
- من يعرف قيمة الوقت هو فقط من يعمل بالجد .....
- عقلانية التفكير وصواب الفكر في فهم الواقع المفروض
- من المسؤل عن العقوبات البالية التي يعاقب الأبرياء بها عند ال ...
- الحجج الضعيفة للمنافقين والعدل الصدوق من رب العالمين :
- الوطنية هي حب الآخر من أجل حماية الوطن وشريكه المواطن
- الميت في الفكر .. والحي في الفتن .. نزار نيوف نموزجاً ...
- من وراء كل هذا ؟؟؟؟؟؟؟.. !!!!!!
- القيادي بين التربية الصحيحة والكولكة الهزيلة المكشوفة
- الداعشية صناعتها وموتها ....
- إذا كان حزباً أو فرداً عليهم أن ينتبهوا إلى أخطائهم ....بدون ...
- أشباح الفكر وجهابذة الفتن
- رسالة من ضميرالعربي الموجوع إلى أخيه الكوردي الصابر
- التغير والتطوير سنة الحياة
- سموم القلم
- الإسلام ووجهه الكوردي
- إسرائيل والنظام الأب وإبنه بشار ودورهم في تفتيت الشعب السوري ...
- المسييرون المخنوعون
- قرارك أنت صاحبه وموقفك أنت مالكه فلماذا الرسن إذاً ؟؟ ...


المزيد.....




- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - دروست عزت - جدية العمل