أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم قلواز - التغطية الإخبارية ودورها في صناعة الأحداث















المزيد.....

التغطية الإخبارية ودورها في صناعة الأحداث


ابراهيم قلواز

الحوار المتمدن-العدد: 4620 - 2014 / 10 / 31 - 22:23
المحور: الصحافة والاعلام
    


الملخص:
أدى التطور الصناعي والتكنولوجي إلى ثورة حقيقية في مجال المعلومات والاتصال , ما انجر عنه تحول جوهري كبير في كافة أنماط الاتصال والإعلام ,بأساليب وأدوات تختلف عن صورة الإعلام التقليدي,حيث ظهرت مجالات جديدة وأساليب متطورة لمعالجة الأحداث والوقائع التي تشهدها الساحة في كافة الميادين, تماشيا ونمط الحياة السياسية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات, والمتميز بكثير من التعقيد والتداخل والمتسم بالسرعة والمرونة في وتيرة تطوراته.
كما أن البحوث والدراسات في حقل الإعلام والاتصال ,عملت ولعدة سنوات على إبداع وابتكار طرق وأدوات بحثية ,بغية معالجة الأخطاء والنقائص التي تفرزها أدوات البحث التقليدية, من اجل الوصول إلى المعالجة المثالية للأحداث ,والتغطية الحسنة للوقائع, لإفادة المتتبعين والمساهمة في صنع تحولات المجتمع .
وتعد التغطية الإخبارية للأحداث لب وجوهر الإعلام ,لما تمثله من قيم وتأثيرات على المتلقي وما تصنعه من ردود أفعال, نتيجة الأسلوب والتلوين الذي تسلكه التغطية للحدث .
الكلمات الدالة:
التغطية الإخبارية, ,الإعلام,الصحافة.
مقدمة:
تلعب التغطية الإخبارية للأحداث دورا مهما في تكوين الأفكار وصناعة الرؤى لدى أفراد المجتمع, ومن ثمة تكوين اتجاهاتهم ومواقفهم اتجاه القضايا المهمة والمصيرية في حياة المجتمعات ,وحتى تغطية الأحداث البسيطة تكتسي أهمية بالغة في توجيه وعي الأفراد بالتطورات والتحولات التي تشهدها البيئة التي يعيشون فيها.
حيث نجد أن التغطية الإعلامية والإخبارية وجدت منذ القدم وتطورت مع مرور الزمن وتطور وسائل الاتصال,فقديما كان الشعراء يصحبون المحاربين إلى المعارك, من اجل وصف المعارك والحروب ونقلها إلى القبائل, لتصل إلى الرأي العام,كما نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر مالك بن كعب وحسان بن ثابت لتسجيل المعارك ووصفها وصفا دقيقا.
بينما تطورت في العصر الحديث مع الحروب التي شهدها العالم, وكانت الحرب الأهلية الأمريكية مناسبة لتسجيل أول دخول للآلة الفوتوغرافية للتغطية من قبل مراسل اسوشيتد برس الأمريكية العام 1862وهو الصحفي ماتيور برادي.
وازدادت أهمية التغطية الإخبارية ودورها في تكوين الاتجاهات العامة إبان الحرب العالمية الثانية وبعدها ,وأحدثت ثورة في الاتصال والإعلام مع انتشار التقنيات الحديثة.
ففي ظل امتلاك وسائل الإعلام للمعلومات وحصرية نقلها للمتلقي بأي كيفية وطريقة, تبقى التغطية الإخبارية هي الإطار الذي توضع فيه الحقائق أمام المتلقي, الذي يكون زاده المعرفي عن الأحداث من خلال تلك التغطية, ويزود ذهنه وفكره من الصور التي تعكسها مرآة الوسيلة الناقلة لتلك التغطية.
ومن هنا نطرح الأسئلة التالية لتجيبنا كيف أصبحت التغطية الإخبارية مهمة إلى هذه الدرجة:
-ما مفهوم التغطية الإخبارية؟ما أنواعها ؟وما هي مراحلها؟

1-مفهوم التغطية الإخبارية:
يعتبر نورث كليف أول من عرف الخبر العام 1870 عندما قال أن الخبر هو الإثارة والخروج عن المألوف,وعرفه جيرالد جونسون بأنه وصف أو تقرير لحدث مهم بالنسبة للجمهور وقابل للنشر(1).
وعرفه كل من عبد اللطيف حمزة وأديب خضور بأنه الجديد الذي يتلهف الجمهور لمعرفته والوقوف عليه ,فهو يقدم وقائع دقيقة ومتوازنة وجديدة عن حدث مهم يهم هذا الجمهور(2).

أما مفهوم التغطية الإخبارية فهو يشير إلى العملية التي يقوم بموجبها الصحفي أو الإعلامي للحصول على المعلومات, عن التطورات والتفاصيل المتعلقة بالجوانب المختلفة للأحداث والوقائع والتصريحات ,كما أن مفهوم التغطية الإخبارية يشتمل أيضا على تقويم المادة الإخبارية وتحريرها, بأسلوب صحفي مناسب وشكل صحفي إخباري مناسب, من خلال الحصول على البيانات والتفاصيل لحدث معين والمعلومات المتعلقة به، والإحاطة بأسبابه ومكان وقوعه، وأسماء المشتركين فيه وكيف وقع، وغير ذلك من المعلومات التي تجعل الحدث مالكاً للمقومات والعناصر التي تجعله صالحاً للعرض(3).
ويمكن الوصول إلى كل هذه المقومات من تفاصيل وبيانات ومعلومات من خلال الإجابة على ستة تساؤلات هي:
1-من.....من الذي لعب الدور الأول في وقوع الحدث؟
2-ماذا؟....ماذا حدث؟
3-متى .....زمن وقوع الحدث؟
4-أين....مكان وقوع الحدث؟
5-كيف......تفاصيل الحدث؟
6-لماذا.....أوليات أو خلفيات الحدث؟

حيث أن هذه التساؤلات تختص كل منها بمعلومات معينة كافية في النهاية لتشكيل تغطية متكاملة للحدث(4).
2-أنواع التغطية الإخبارية:
هناك عدة أنواع للتغطية الإخبارية من حيث التوقيت,ومن حيث المضمون,
وتنقسم التغطية الإخبارية من حيث توقيت حدوثها إلى ثلاثة أنواع هي:
أولا-التغطية الإخبارية التمهيدية:وهى التي تهتم بالحصول على التفاصيل والمعلومات المتعلقة بحدث متوقع، أي حدث لم يتم بعد ولكن هناك مؤشرات تشير إلى احتمال وقوعه يتم تتبع تلك المؤشرات حول الحدث وانجاز تغطية بخصوصه ,من اجل الأسبقية في الوصول بالمعلومة للمتلقي.
ثانيا-التغطية الإخبارية التقريرية أو التسجيلية:تتم بعد وقوع الحدث فعلاً، وهى تتمة للأحداث المتوقعة, حيث يظهر فيها مدى الاتفاق بين ما كان متوقعاً حدوثه, وما حدث فعلاً وعلى هذا الأساس تعالج التغطية الإخبارية المادة الإعلامية المتوفرة .
ثالثا-تغطية المتابعة:بحيث تعالج نتائج أو تطورات جديدة في أحداث أو وقائع سابقة(5).
ب-من حيث اتجاه المضمون:
أولا-التغطية الإخبارية المحايدة:وفيها يقدم الصحفي الحقائق فقط، أي قصصاً إخبارية موضوعية خالية من العنصر الذاتي الشخصي، والتحيز، أي يعرض الحقائق الأساسية، والمعلومات المتعلقة بالموضوع، من دون تعميق أبعاد جديدة، أو تقديم خلفيات، أو تدخل بالرأي، أو مزج الوقائع، بوجهات النظر
ثانيا:التغطية الإخبارية التفسيرية:وفيها يجمع الصحفي المعلومات المساعدة، أو التفسيرية، إلى جانب الحقائق الأساسية للقصص الإخبارية بهدف تفسير الخبر، أو شرحه، وخدمة القراء، الذين ليس لديهم وقت كاف للبحث بأنفسهم، وتتضمن هذه التغطية وصف الجو العام، المحيط بالحدث، وذكر بعض المعلومات الجغرافية، أو التاريخية، أو الاقتصادية، أو السياسية، عن البيئة التي وقع فيها الحدث، وتحليل الأسباب، والدوافع والنتائج، والآثار المتوقعة، المبنية على الجهد والدراسة والربط بين الواقع والأحداث المشابهة، وعقد المقارنات(6).
ثالثا- التغطية الإخبارية المنحازة:وفي هذه التغطية، يركز الصحفي على جانب معين، من الخبر، وقد يحذف بعض الوقائع، أو يبالغ في بعضها، أو يشوه بعض الوقائع، وقد يخلط وقائع الخبر برأيه الشخصي، وهدف هذه التغطية هو تلوين، أو تشويه الخبر ومن الأمثلة على هذه التغطية (تغطية قناة فوكس نيوز للحرب الأمريكية على العراق2003 والتي وضعت لها شعار حرب الحرية وتحرير العراق(7).
3-مراحل التغطية الإخبارية:
تمر التغطية الإخبارية للأحداث بمجموعة من المراحل المتكاملة والمتناسقة والتي تشكل في النهاية معالجة مثالية للحدث وهذه المراحل يمكن حصرها تباعا على النحو الآتي:
المرحلة الأولى :هي مرحلة جمع المعلومات والحصول على المادة الإخبارية, ولكل وسيلة إعلام بالضرورة مجموعة من المصادر التي تعتمد عليها ,من اجل تغطية الأحداث ومتابعة تطوراتها وتختلف مصادر التغطية من وسيلة إعلامية إلى أخرى ,ويقصد بالمصادر الوسائل التي يحصل من خلالها الصحفي على المعلومات الضرورية والمهمة في وقتها وحينها, من اجل مواكبة الأحداث وتامين تغطية مستمرة لها,حيث تتنوع المصادر الأساسية للمعلومات وتنقسم إلى نوعين:
-المصادر الذاتية :من خلال إمكانات الوسيلة وطاقاتها المسخرة في هذا المجال من خلال مندوبيها ومراسليها في مختلف المناطق, ومبعوثيها إلى عين المكان لتغطية الأحداث(8).
-المصادر الخارجية:ويقصد بها المصادر الخارج إطار وسلطة وسيلة الإعلام من خلال الحصول على البيانات من شخصيات خارجي,ة وأطراف خارج نطاق وسيلة الإعلام ومن خلال مصادر أخرى كالقنوات الإذاعية والتلفزية, والمجلات الدولية, أو من خلال ابرز مصدرين وهما:
أولا:
-المندوب الصحفي:فهو الذي يحقق السبق الصحفي لمؤسسته الإخبارية ونجاحه ونجاحها متوقف على مهاراته وحنكته وذكائه وقدراته وعلاقاته الشخصية والاجتماعية ,وتسخير تجربته لأجل الوصول إلى السبق الصحفي, والمعلومة الاستثنائية التي يتطلع لها المتتبعون وينتظرونها(9).
ثانيا:
وكالات الأنباء: هي الممول الأول بالأخبار, وهي الوسيلة الرئيسية لتغذية بقية الأجهزة الإعلامية بالأخبار ومواكبة الأحداث وتطورها لحظة بلحظة.
تعود نشأة وكالات الأنباء إلى العصور الوسطى في فترة الحروب الكبرى ,وبدأت عبارة عن رسائل إخبارية, حين أسس الإخوان فروجرز مكاتب في باريس ولندن واستخدموا العبيد لجمع وتدوين الأخبار وتوزيعها وبيعها مع بداية القرن16م(10)
وفي هذا الإطار تبرز اكبر أربع وكالات أنباء عالمية, ذات تأثير كبير والأكثر اعتماد من قبل وسائل الإعلام المختلفة في العالم وهي:الاسوشيتد برس-الأمريكية التي تأسست العام 1848,ووكالة اليونايتد برس انترناشيونال الأمريكية التي تأسست العام 1958,وكالة أنباء رويترز البريطانية التي تأسست العام 1851,ووكالة الأنباء الفرنسية التي تأسست العام 1944 مع نهاية الحرب العالمية الثانية(11).
ورغم وجود وكالات أنباء إقليمية ووطنية محلية في كل دول العالم ,إلا أن الوكالات الأربع المذكورة سابقا تنفرد بالسيطرة على حركة نقل الأخبار العالمية نظرا للإمكانيات الهائلة المسخرة لها والقدرات الكبيرة التي تتمتع بها ,وخبرتها وتجربتها الطويلة في هذا الميدان, بحيث تعد الأقدم تاريخيا من حيث التأسيس, وتمتلك مكاتب ومراسلين في مختلف مناطق العالم وتتعاون مع وكالات الأنباء المحلية والوطنية ,بحيث أن تغطية هذه الأخيرة تعتبر مكملة لما تقدمه تلك الوكالات , ويتم الحصول على المعلومات والتفاصيل بخصوص الأحداث من قبل وسائل الإعلام من خلال التعاقد الذي تقيمه تلك الوسائل مع مختلف وكالات الأنباء العالمية.
تزداد أهمية المصادر الخارجية في الأحداث الطارئة والتي تحتاج إلى ضرورة السرعة في تغطية الحدث, كالانقلابات العسكرية والاضطرابات المفاجئة أو الكوارث ,وبالتالي تكون وسائل الإعلام مضطرة للاعتماد على المصادر الخارجية, سواء كانت قنوات أخرى آو وكالات أنباء ويمكن لوسائل الإعلام التي تعتمد على مصادر خارجية من اجل المحافظة على خط تغطيتها ,من خلال إرجاع المعلومة إلى مصدرها, ومن خلال متابعة واستكمال الخبر الذي انفرد به المصدر الخارجي, وإضافة المعلومات الخاصة إليه.
كما يمكن الاعتماد على مصادر أخرى لتغطية الأحداث كالمؤتمرات الصحفية ,والوثائق والنشرات الخاصة,الانترنت والمدونات الشخصية,تقارير الهيآت الرسمية (12).
المرحلة الثانية :بعد الانتهاء من جمع المعلومات تأتي مرحلة تقويم المادة الإخبارية من خلال تقرير إذا ماكانت المعلومات التي حصل عليها الصحفي مؤهلة للنشر,ومدى حاجتها للتنقيح والتعديل لكي تخرج في قالب مقبول.
وهناك مجموعة من المعايير التي يمكن من خلالها تقويم المادة الإخبارية, وتقييم مدى صلاحيتها للنشر,ومن هذه المعايير نجد:
-القيم الإخبارية:حيث تلعب القيم أهمية كبرى في انتقاء الأخبار, وتؤثر على ترتيبها وأولويات عرضها ويمكن تحديد مجموعة من القيم في هذا الإطار: الجدة، أو الحالية، والفائدة، والتوقيت، والضخامة، والتشويق، والصراع، والمنافسة، والتوقع، والغرابة، والشهرة، والاهتمامات الإنسانية، والأهمية، والإثارة(13).
-السياسة التحريرية:وهي ثاني معيار بحيث انه يتطلب نشر الخبر توافقه مع الخط الافتتاحي لوسيلة الإعلام, فحتى مع نيل الخبر لجميع القيم الممكنة في الخبر إلا أن أيديولوجية وسياسة التحرير الضمنية العرفية الغير مكتوبة تلعب دور في انتقاء الأخبار وتقديمها للجمهور(14).
المرحلة الثالثة:وهي مرحلة تحرير المادة الإخبارية
ويقصد بها صياغة المادة الإخبارية في شكل قالب فني مناسب ,فهي العملية التي بواسطتها يتم تهذيب المادة الصحفية، من خلال تصويب الأخطاء الإملائية والنحوية، وتجنب الوقوع في السب والقذف وتفادي الوقوع في مشاكل المتابعات القانونية(15).
ويلعب المحررين دورا كبيرا في تحقيق التوازن بين الالتزام والإثارة, من خلال اختيار القوالب الفنية المناسبة لتحرير الأخبار.
ومن ابرز القوالب الفنية التي تستجيب للجدية وتحقق الإثارة والذوق العام نجد:
قالب الهرم المعكوس,قالب الهرم المتدرج,قالب الهرم المعتدل ,قالب التتابع الزمني,القالب التشويقي,قالب السرد المباشر,القالب التجميعي,الدورق,بيضة الإوزة,القالب الماسي(16).

المرحلة الرابعة:وهي مرحلة مراجعة المادة الإخبارية
بعد مرور المادة الإخبارية على المراحل الثلاثة السابقة يتم عرضها على المراجعة الإخبارية لتكون صالحة للتقديم النهائي.
يعمل المحرر المراجع على دمج الأخبار المتشابهة والمتكاملة واختصار الأخبار الطويلة وتعديل البناء الإخباري, على مستوى فصول الخبر المشوهة ,وقد يلجا إلى إعادة تركيب الخبر من جديد ,بما يتواءم والعمل الفني الذي تعتمده وسيلة الإعلام.
ونظرا لأهمية كل هذه المراحل ,تعمل وسائل الإعلام المختلفة على تزويد أفرادها بالشروط والخطوات والإجراءات التي يجب إتباعها في جمع وتقويم وتحرير ومراجعة أي مادة إخبارية بغية المعالجة السريعة والمثالية للأخبار, وتقديم تغطية مشوقة مثيرة وصادقة للجمهور(17) .
دور التغطية الاخبارية في صناعة الاحداث:
يعرف العالم تغيرات مستمرة ومتسارعة شديدة التبدل والتغير في كامل الازمنة والاماكن ،خصوصا في الفترة الحالية مع ما شهدته ثورة المعلوماتية من الانبثاق الهائل والسلس لنظم معلوماتية متطورة ومرنة الى درجة كبيرة لم يعد معها الاعلام مقتصرا على تغطية الخبر والاكتفاء بنقل تفاصيله ،وانما امتدت العلمية لتسم ظاهرة شديدة الحساسية في التفاعلات المحلية الاقليمية والدولية؛ تتعلق بصناعة الاحداث والتدخل في ادارتها وتوجيهها لاغراض مصممة وصناعة قوالب وحقائق تتماشى والتوجهات الرسمية للجهات المعنية صاحبة الخلفية الاعلامية.
وقد لاحظ العالم بدايات هذه التطورات منذ نهاية الحرب العالمية الثانية مع اشتداد الحرب الباردة والحرب الاعلامية في جوهرها في القضايا الساخنة بين المعسكرين خاصة اثناء الانقلابات السياسية الكبرى والثورات الشعبية ؛وتطورت اكثر مع نهاية الحرب الباردة ،خصوصا اثناء فترة تفكك الاتحاد السوفياتي والتحولات الديمقراطية الثورية في اوروبا الشرقية مع اعدام الزعيم الروماني تشاوسيسكو.
وفي بداية الالفية الجديدة كان للولايات المتحدة الامريكية واسرائيل دور بارز جدا في ترسيم الصناعة الاخبارية ؛من خلال بناء الاحداث وصناعتها بعد احداث 11 سبتمبر وايجاد العدو اليومي العالمي ونعني به الارهاب ومحاولة الصاقه بالاسلام والمسلمين وما انجر عنه من حملات شرسة ضد المسلمين في العالم اصبحت صناعة سهلة للاحداث بمحتوى رديئ السمعة، وفاضح التوجه المغرض لصناعة اعلامية مقصودة لاستهداف العالم الاسلامي.
وبالموازاة مع احداث الثورات الملونة في اوروبا الشرقية ؛صعدت هذه العملية الى مستويات قياسية من النجاح بعد ان ساهمت بشكل كبير في تحويل المسارات السياسية والتاثير على محطات كبرى للتغيير في المنطقة، حتى عدت احدى الآليات الحاسمة لادارة التغيير في المنطقة خاصة في ظل الحشد الاعلامي الضخم المشارك في تغطية هذه الاحداث ؛باعتبارها تحول عالمي يوازي في حجمه وتاثيراته الى حد تفكك الاتحاد السوفياتي وتحول اوروبا الشرقية نحو النموذج الديمقراطي الغربي.
التجربة العربية وان كانت متاخرة بسبب التاخر في فتح مجال التعدد الاعلامي واقتصاره على الاعلامي الرسمي الذي لم يقدر على مواكبة التحولات الكبرى بدا هذا الاعلام دوره في تغطية الاحداث الكبرى والمساهمة في صناعة الاحداث بداية من تحديات مواجهة الدعاية الصهيونية المغرضة؛ خاصة مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الاولى ثم حرب الخليج الثانية ،وتاتي احداث 11 سبتمبر واحتلال افغانستان والعراق حيث بدا الاعلام العربي خطواته الاولى الفعلية من خلال القنوات الفضائية الخاصة ،ودخولها بقوة الى جانب الفضائيات الاجنبية ؛ولعبت هذه الفضائيات دورا كبيرا في تغطية الاجتياح الاسرائيلي للبنان العام 2006،ثم العدوان على غزة.
بينما تبقى احداث الثورات والانتفاضات العربية تسجل علامة فارقة في قدرة الاعلام العربي على نقل التغطية المثالية للاحداث ،وقدرته على لعب الدور الاساسي في توجييه وصناعة الاحداث الى الحد الذي جعل في كثير من الاحيان الربيع العربي صناعة اعلامية بامتياز كان للقنوات الفضائية العربية النصيب الاكبر في تشكيل مقاربتها.
من الواضح ان قضية التغطية الاخبارية لا تقتصر على مجرد نقل الخبر واعادة تركيب صور الحدث وعرضه على المشاهدين؛ وانما اصبحت تمتد الى حد المساهمة في صناعة الاحداث بكل مكوناتها، بل ان فنيات تغطية الخبر في حد ذاتها هي معالجة مقصودة للتاثير على الحدث، وتوجيهه نحو اغراض مقصودة ومهندسة مسبقا.

قائمة المراجع والهوامش:
1-محمد سلمان الحتو,مناهج كتابة الأخبار الإعلامية وتحريرها,عمان:دار أسامة للنشر والتوزيع,2012,ص22.
2-عبد الرزاق محمد الدليمي,الخبر في وسائل الإعلام,عمان:دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة,2012,ص 32.
3-محمد سلمان الحتو,مرجع سابق ,ص186.
4-عبد الرزاق محمد الدليمي,مرجع سابق,ص ص 33-34.
5-المرجع نفسه,ص ص 188-189.
6-المرجع نفسه.ص ص 187-188.
7-أمال إدريس, التغطية الإعلامية لحرب الخليج الثالثة قناة المنار نموذجا, رسالة ماجستير في علوم الإعلام والاتصال, تخصص وسائل الإعلام والمجتمع, جامعة الجزائر3, 2010, ص 103.
8-محمد سلمان الحتو,مرجع سابق,ص ص 104-105.
9-المرجع نفسه,ص ص 106-107.
10-محمد يوسف مصطفى,وكالات الأنباء بين الماضي والحاضر ,عمان:دار أسامة للنشر والتوزيع,ص25.
11-المرجع نفسه,ص 83.
12-عبد الرزاق محمد الدليمي, مرجع سابق,ص ص54-56.
13-المرجع نفسه,ص ص 35-41.
14-محمد سلمان حتو,مرجع سابق,ص197.
15-المرجع نفسه,ص ص 198-203.
16-عبد الرزاق محمد الدليمي, مرجع سابق,ص ص65-69.
17-محمد سلمان حتو,مرجع سابق,ص ص 204-206.



#ابراهيم_قلواز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استطلاعات الرأي ودورها في تحديد التوجهات العامة للمجتمع
- الاحزاب والنظام السياسي في اسرائيل
- المحددات التاريخية لعلاقات شرق غرب في حوض البحر الابيض المتو ...
- الدور المتنامي للمؤسسة العسكرية في الجزائر وعلاقتها بمسار ال ...
- الصحوة المدنية وبناء الدولة المدنية في تونس
- الدروس المستخلصة عربيا من مسار التحول الديمقراطي عالميا-مع ا ...
- ماذا تحقق من ديمقراطية الثورة في عيدها الستين
- الجزائر:نحو مقاربة امنية جديدة لتعزيز الاستقرار والامن الوطن ...


المزيد.....




- رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس ...
- مسيّرة للأمن الإيراني تقتل إرهابيين في ضواحي زاهدان
- الجيش الأمريكي يبدأ بناء رصيف بحري قبالة غزة لتوفير المساعدا ...
- إصابة شائعة.. كل ما تحتاج معرفته عن تمزق الرباط الصليبي
- إنفوغراف.. خارطة الجامعات الأميركية المناصرة لفلسطين
- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - ابراهيم قلواز - التغطية الإخبارية ودورها في صناعة الأحداث