شكل كلمات المصحف

داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 15:42
المحور: الادب والفن
    

شكل كلمات المصحف
داود روفائيل خشبة

متى نصارح أنفسنا؟ متى نحتكم لعقولنا؟
تصفحت كتاب اللغة العربية الخاص بحفيدتى (الثالثة الإعدادية) فأيقنت أننا لا نريد لأبنائنا أن يكتبوا كتابة سليمة ولا أن يقرءوا قراءة سليمة.
يبدأ الكتاب بآيات من القرآن الكريم. تسغة أسطر فيها ضعف هذا العدد من كلمات مكتوبة بهجاء غير الهجاء الذى نريد لأبنائنا أن يتعلموه، وعديد من كلمات تأتى بمعنى غير المعنى الذى نستخدمها له الآن.
أنا لست مسلما ولا أريد أن أقترب من شىء يمس العقيدة من قريب أو بعيد. لكن شكل كلمات المصحف، بأى منطق نضفى عليها قدسية؟ المسلمون يؤمنون بأن آيات القرآن أوحى بها إلى النبى منطوقة، ونعرف من التاريخ ومن التراث أنه جرى تدوين الآيات فى أوقات لاحقة، ويقضى العقل والمنطق أن شكل الكلمات كان نتاج زمان كانتىانكتابة العربية فيه بعيدة عن الكمال. فشكل كنمات المصحف وليدة زمنها ووليدة البيئة الثقافية التى كتِبت فيها. وكلنا نعلم أن التنقيط والتشكيل أضيفا فى وقت لاحق.
إننى أفهم أن يكون لمصحف عثمان قيمة عاطفية عند المسلم، بل إن له قيمة تراثية حضارية عند كل مثقف أيا كانت عقيدته. لكن العقل يقضى بأن القرأن يمسب كثيرا ولا يخسر شيئا إذا كتبنا كلماته بالشكل الذى استقرّت غليه فى لغتنا المعاصرة،ولا أريد الآن أن أمضى لأبعد فأقول إن الكتابة العربية لا توال فى حاجة لمزيد من التطوير. وفى كل الأحوال سيبقى مصحف عثمان مصونا مكنونا للباحثين والدارسين.
فى أقل القليل، يمكننا كحدّ أدنى، أن نورد آيات القرآن فى الكتب المدرسية مسبوقة بعبارة "جاء فى القرآن الكريم ما نورد معناه فى النص التالى"، ثم نأتى بالنص بأقل قدر ممكن من التغديل فى الهجاء وفى المفردات.
دعومى أخرج قليلا إلى موضوع جانبى. إن حفظ القرآن عن ظهر قلب لا يضمن أن يجيد الحافظ التخدّث بلغة سليمة. نحن نرى شيوخنا الأجلاء يتحدثون طويلا، لكننا إن تأملنا حديثهم وجدناه كنه نصوصا محفوظة، فإذا أراد أحدهم التعبير عن معنى جديد أو توضيح مفهوم جديد رأينا عباراته ئنقصها الكثير، ولا أريد فى هذا الموضع أن أزيد.
ارحموا أبناءنا إن أردتم لهم فى أقل القليل أن يجيدوا لغتهم.
القاهرة، 17 أكتوبر 2014

#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل