أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - قطع الرؤوس سياسة أموية














المزيد.....

قطع الرؤوس سياسة أموية


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 4596 - 2014 / 10 / 7 - 14:02
المحور: كتابات ساخرة
    



لا شك أن داعش تتكون من مافيا وقراصنة لا يحترمون الإنسان من حيث هو إنسان، أفعالها تضاهي أفعال المغول والنازيين، تدّعي أنها تقاتل في سبيل الله، وأنها تجاهد باسم الإسلام، والإسلام يدعوها إلى احترام إنسانية الإنسان وهي تخترق هذا المبدأ في أبشع الصور والجرائم، فليس هناك مسلم يقطع رأس إنسان وإن كان يهوديا أو نصرانيا ذلك ما كان يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم بناء على أوامر إلهية، ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين، كما أمر الله عز وجل نبيه بأن يحسن معاملة الأسرى وأن لا يجهز على جريح من أعدائه ولا يمثل بجثث الأعداء، رغم ما فعله الأعداء بهم، بل أمره أن يدعوهم للإسلام فإن أبوا تركوا في الدولة يدفعون الجزية وهم صاغرون، ولكن ما نراه اليوم من تصرّف أهوج وأعوج من فئة لبست لبوس الإسلام وادّعت أنها تسير أعمال الناس متخذة من البغدادي خليفة على المسلمين وكل من رفض البيعة يُقطع رأسه بسكين، هل هو جنون العظمة أم هيستيريا القتل والتقتيل وفوبيا الظهور الإعلامي الكئيب الذي يعيشه هؤلاء الناس، هم يزرعون الرعب والخوف في قلوب العباد الآمنين، ويرتكبون الجرائم البشعة كل يوم، ولا يبالون ويعدون ذلك جهادا في سبيل الله ويمنّون أنفسهم بالجنة الغالية والحور العين ولا يدرون أنهم بأفعالهم هذه يحاربون الإسلام نفسه، إنهم مرتزقة النظام العالمي الجديد الذي صنعته كونداليزا رايس ورئيسها جورج بوش بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م، ولعلكم تذكرون المصطلحات التي ظهرت مع هذين الصعلوكين من فوبيا الإسلام والشرق الأوسط الجديد والفوضى الخلاقة ونشر الديمقراطية في العالم الإسلامي، غطاءات وهمية لمحاربة الإسلام في كل مكان، طريقة يهودية في التعامل مع بني الإسلام.
فسياسة قطع الرؤوس ليست وليدة اللحظة، إنما هي سياسة قديمة تعود فصولها إلى عهد يزيد بن معاوية حينما قطع رأس الحسين بن علي الذي رفض خلافة يزيد على المسلمين بعد أن ظهر كفره للعيان ففي السنة الاولى لخلافته المشؤومة قتل يزيد بن معاوية سيد الشباب وسبط الرسول الحسين وأصحابه في كربلاء، ولم يسلم من القتل حتى الطفل الرضيع، وسبى النساء من كربلاء الى الشام. أما في السنة الثانية فقد أرسل جيشاً استباح به مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة ثلاثة أيام، وفي السنة الثالثة رمى الكعبة المشرفة بالمنجنيق.
أما تاريخه فإليك بعض أقوال المؤرخين فيه، فقد روى أبو الفرج الاصفهاني الانمائي ج 16 ص 68: (كان يزيد بن معاوية أول من سنّ الملاهي في الاسلام، وأظهر الفتك وشرب الخمر)، وروى مثله البلاذري في انساب الاشراف وابن كثير في البداية والنهاية وقال الجاحظ في رسائله ص 298 الرسالة الحادية عشرة في بني أمية: (المنكرات التي اقترفها يزيد من قتل الحسين وحمله بنات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبايا وقرعه ثنايا الحسين بالعود واخافته أهل المدينة وهدم الكعبة تدل على القسوة والغلظة والنصب وسوء الرأي والحقد والبغضاء والنفاق والخروج من الايمان فالفاسق ملعون ومن نهى عن شتم الملعون فملعون)، هذا غيض من فيض من اقوال المؤرخين والمؤلفين من المتقدمين والمتأخرين في يزيد، عدا قصص الخلاعة والمجون وأشعاره التي صرح فيها بكفره ومجالس اللهو التي كان يقيمها والتي لا يسعنا ذكرها فهي تحتاج الى فصل مطول.
فسياسة قطع الرؤوس سياسة أموية بحتة لها تاريخها الضارب في القدم، فمنذ عهد يزيد بن معاوية لا رضي الله عنه، انتشر الفساد في الدولتين الأموية والعباسية وكان على أشده إذ مارس الخلفاء الأمويون والعباسيون أبشع أنواع الجرائم ما عدا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه الذي تميز عهده القصير بالعدل والمساواة، وعاش المسلمون في كنفه آمنين مطمئنين، غير أن وجوه الفساد لا تترك للخير منفذا وشاع بعده اللهو والمجون والقتل والتقتيل حتى ضعفت الدولة الإسلامية وقضي عليها وبقي المسلمون يتجرعون آلام ومرارة الحكمين الأموي والعباسي إلى اليوم، وقد جاء اليوم الذي يحيي فيه البغدادي وأتباعه هذه السنة السيئة والبدعة الضالة بإيعاز من أمريكا وإسرائيل وبعض الدول العربية كقطر والسعودية وغيرهما لمحاربة النظام القائم في سوريا والإطاحة ببشار الأسد، لكن راوغ الكلب مالكه فعضّه، وارتدّ عليه يأكله من شدة الجوع أو من سوء المعاملة، وكأنّ الكلب كان ينتظر الفرصة للانقضاض على مالكه والثأر منه وها هو اليوم يجني المالك جزاء ما صنع.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جربة تنتفض على وقع النفايات
- أبو سرور الذي لم يمت
- هل هذه هي الحرية التي يريدها العرب؟
- المرأة وأزمة الاستعباد
- المرأة وأزمة الاستعباد
- أوباما يصرخ في الحادي عشر من سبتمبر
- آلآن وقد عصيتِ قبلُ
- الاهتمام بأمور المسلمين
- أمتنا في خطر
- لماذا تتزين المرأة؟
- -داعش- المحبوبة الملعونة
- جنون الكرة ( كأس العالم نموذجا)
- الانتروبولوجيا الإباضية أو الانتروبولوجيا والإباضية
- نام البابا واستيقظ
- غض البصر كيف نفهمه؟
- هل للعمال عيد؟
- اتفاق على المحك
- صبرا آل غرداية
- حمة الهمامي رئيسا لتونس
- المرأة لماذا لا تستر نفسها


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - قطع الرؤوس سياسة أموية