أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سلام ابراهيم عطوف كبة - عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 13















المزيد.....



عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 13


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 4595 - 2014 / 10 / 6 - 08:54
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في 26/10/2014 يكون قد مضى عقد كامل على رحيل الدكتور ابراهيم كبة،العالم الاقتصادي المعروف والباحث الاكاديمي والمربي الاجتماعي والوزير السابق في اول حكومة بعد ثورة 14 تموز 1958.ولاطلاع الرأي العام العراقي على دوره السياسي والاقتصادي والاكاديمي في بلادنا نلقي الاضواء على جوانب هامة من نشاطاته ومؤلفاته!
-;- ما هي الأمبريالية؟
-;- اشراك الحزب الشيوعي في مسؤولية الحكم عام 1959
-;- حول الترقية والعزل السياسي/ رسالة مفتوحة الى مجلس قيادة الثورة من الاستاذ ابراهيم كبة


-;- ما هي الأمبريالية؟

ترجم ابراهيم كبة(خلدون) عن الالمانية عام 1960 كراس "ماهي الامبريالية" لمؤلفه ارزومانيان،وطبعته في حينها مطبعة الرابطة في بغداد،واهداه "الى اعداء الامبريالية اينما كنتم على هذا الكوكب"!لقد ظهرت هذة الدراسة لاول مرة بالروسية في موسكو عام 1954 ثم ترجمتها دار نشر ديتز في برلين بالالمانية عام 1955 وعن هذه الترجمة ثم تعريب الكراس!وفيما يلي بعض من مواده!

محتويات الكراس

مقدمة
الفصل الاول- ما هي الرأسمالية؟
القصل الثاني- الخصائص الاقتصادية الاساسية للامبريالية.
1. تركز الانتاج وتكون الاحتكارات.
2. التركز والاحتكارات في المصارف.
رأس المال والاويغارشية المالية.
3. تصدير رأس المال.
4. تقسيم العالم الاقتصادي بين الاتحادات الرأسمالية.
الاحتكارات الدولية.
5. انهاء التقسيم الاقليمي للعالم بين الدول الكبرى،والكفاح من اجل اعادة تقسيمه.
الفصل الثالث- مكان الامبريالية في التاريخ.
1. الامبريالية،باعتبارها المرحلة الاخيرة والاحتكارية للرأسمالية.
2. الامبريالية،كرأسمالية طفيلية او متفسخة.
3. الامبريالية،كرأسمالية محتضرة.
الفصل الرابع- الازمة العامة للرأسمالية.



المقدمة

لقد عاشت الانسانية في جيلنا فقط حربين عالميتين،كانتا من بين جميع الحروب التي حدثت في التاريخ اكثرها تدميرا واشدها تخريبا.
فالحرب العالمية الاولى 1914- 1918 ابتلعت من حيوات الانسان بقدر ما ابتلعت جميع الحروب الاوربية خلال الالف سنة الاخيرة. فقد هلك فيها في المعارك الحربية قرابة العشرة ملايين نسمة،كما ان الحرب خلفت ملايين من الارامل والثكالى،وقد كلفت حسب بعض التقديرات الحذرة 208 مليار دولار.
على ان الحرب العالمية الثانية 1939- 1945 كانت اكثر تدميرا وتخريبا،فبلغت خسائرها في الارواح حوالي الخمسين مليون نسمة،أي خمسة اضعاف خسائر الحرب العالمية الاولى كان من بينها عدد كبير جدا من السكان المدنيين،وبلغ عدد جرحاها حوالي الخمسة والثلاثين مليون نسمة، اما نفقاتها فقد بلغت اكثر من الف مليار دولار.
وخلال هاتين الحربين العالميتين دمرت مقادير هائلة من القيم التي خلقتها اجيال بشرية متعاقبة:لقد خربت مساحات واسعة من الاراضي التي نشبت فيها المعارك تخريباً مريعاً بلغت خسائرها في الحرب الاخيرة في اوربا فقط حوالي 260 مليار دولار،كما رميت الحرب شغيلة البلدان الراسمالية في احضان الفقر والفاقة،بينما ملأت خزائن الرأسماليين بالارباح المفرطة.لقد كدس الرأسماليون ثروات هائلة على حساب دماء الشعوب وآلامها وفقرها وجوعها.وقد اغتنت خاصة بورجوازية الولايات المتحدة خلال الحربين العالميتين.وبالجملة لقد كانت الحرب نعيماً للرأسماليين وجحيماً للشغيلة.
فمن هو المسؤول عن هذه الحروب الدموية الفظيعة؟انهم الامبرياليون.لقد كان المسؤول عن الحرب العالمية الاولى من جهة كتلة الامبرياليين الالمان والنمسويين،ومن الجهة الاخرى كتلة الامبرياليين الانكليز والامريكان والفرنسيين،والتي انضمت اليها القيصرية الروسية.
كذلك هيأت الحرب العالمية الثانية القوى الامبريالية الدولية،ففي الغرب اشعلها الامبرياليون الالمان،وفي الشرق اشعلها الامبرياليون اليابانيون،وما كادت اسلحة الحرب العالمية الثانية تلوذ بالصمت حتى ابتدأ امبرياليو الولايات المتحدة في تأجيج الحرب العالمية الثالثة.
اين تكمن جذور هذه الحروب العالمية؟في سيطرة الامبريالية.ان الامبرياليين يثيرون الحروب العالمية للاستيلاء على الاراضي الاجنبية واستبعاد شعوب الاقطار المفتوحة،ومضاعفة ارباحهم بهذه الوسيلة.ان ثروات المجتمع الرأسمالي تخلقها الشغيلة.والطبقة العاملة هي القوة الانتاجية الرئيسية في هذا المجتمع اي القوة الرئيسية التي تخلق جميع الثروات،انها تشغل المعامل والمنشآت،وتنتج المكائن،وتصنع المواد الغذائية والالبسة والاحذية،وتبني المساكن.ومع ذلك فأن هذه الطبقة التي تخلق ثروة المجتمع الرأسمالي،محكوم عليها بالجوع والفقر والبطالة والبؤس وبالكبت السياسي واقسى انواع الاضطهاد.هذا هو نصيب الطبقة العاملة وكافة الشغيلة في البلدان الامبريالية،على انه بنفس الوقت تحيا طبقة الرأسماليين التي تكدس ثروات خيالية من الاستثمار الفظيع للطبقة العاملة وكافة الشغيلة،حياة من دون عمل،حياة طفيلية.انها تملك بايديها الجيش والشرطة والمحاكم والسجون ومجموع اجهزة العنف،التي تستعين بها على استثمار الشغيلة ووضعها تحت رحمتها.
اين تكمن جذور هذه الحالة المجانفة للعدالة؟في سيادة الامبريالية في النظام الرأسمالي.
ولا يكتفي الامبرياليون باضطهاد واستثمار اغلبية شعوبهم.فالعالم الرأسمالي الحديث مقسم الى حفنة من البلدان البورجوازية(المتقدمة)،وعدد كبير من البلدان الكولونيالية والتابعة:عدد قليل جدا من البلدان الامبريالية فتح المستعمرات وانتزع منها استقلالها.ان المستعمرين الرأسماليين يمعنون في استثمار واضطهاد المستعمرات بكل الصور،من سلب اراضي الفلاحين،الى تخفيض الاجور الى حد التفاهة،الى الضرائب التي لاتطاق،الى البطالة،الى الاستبعاد القيصري والقومي،الى اضطهاد الثقافة الوطنية،الى العنف والتعسف.ان التخلف الاقتصادي والعمل الاسترقاقي الباعث على الاعياء،والفقر الباعث على اليأس،والتجهيل وارتكاب الاعمال المنافية للقانون..ان هذه كلها هي نصيب شعوب هذه البلدان في ظل الامبريالية.
اين يجب البحث عن جذور اضطهاد هذه الشعوب؟من يتحمل مسؤولية هذه الآلام الممضة للشعوب في البلدان الكولونيالية والتابعة؟ان جذور النير الامبريالي الماسك بخناق الامم،ان جذور الآلام والكوارث لسكان الاقطار الكولونيالية والتابعة، يجب البحث عنها في نظام الامبريالية.
لقد كان النظام الامبريالي مصدر كل الحرمانات وسبب جميع مصائب الشغيلة ومجموع الانسانية،وفي القضاء على الامبريالية يكمن انقاذ البشرية ورجوع السعادة لحياتها وازدهار وتطور ثقافتها.ولقد سبق اثبات هذا في العمل والتطبيق لدى الشعب السوفياتي الذي استطاع في ثورة اكتوبر 1917 تحرير الشعب السوفياتي من نير الامبريالية وتحطيم هذا النير وبناء الاشتراكية.كذلك ثبتت هذه الحقيقة مرة اخرى في التطبيق لدى شعوب بلدان الديمقراطيات الشعبية الاوربية والآسيوية،التي احتذت حذو الشعب السوفياتي،فالقت عنها نير الامبريالية،وشيدت لنفسها حياة جديدة سعيدة.
على الشغيلة ان تعلم ماهي الامبريالية،ان هذه المعرفة تخدمها في الكفاح من اجل السلم ضد شن حرب جديدة،في الكفاح من اجل تحرير الطبقة العاملة وسائر الشغيلة مع شعوب المستعمرات من نير الامبريالية.وبدون دراسة الامبريالية ومعرفة جوهرها الحقيقي،لا يمكن للمرء تحديد اسباب الحروب الحديثة واكتناز جوهر السياسة الجديدة للدول الرأسمالية.من دون دراسة الامبريالية وفهم مغزاها الاجتماعي والسياسي،لا يمكن التقدم خطوة واحدة للامام في حل المهام العملية للحركة العمالية في البلدان الرأسمالية،وفي حل مهام الثورات الكولونيالية والوطنية.
فما هي الامبريالية؟ولماذ تكمن بالضبط في الامبريالية وليس في محل اخر اسباب الحروب العالمية الحديثة،اسباب الآلام الفظيعة والكوارث المريعة للبشرية؟
لقد قدم لينين لاول مرة،استنادا الى نظرية ماركس وانغلز،تحليلا علميا للامبريالية،لم يستطع ماركس وانغلز نفساهما القيام بذلك لانهما لم يعودا على قيد الحياة في زمن نشوء وتطور الامبريالية.وقد عرضت نظرية لينين في الامبريالية في جملة من كتبه ومؤلفاته.وبعد وفاته طورت هذه النظرية في مؤلفات تلامذته وخاصة ستالين،وكذلك في وثائق الحزب الشيوعي للاتحاد السوفياتي.ويحتل كتاب لينين(الامبريالية اعلى مراحل الرأسمالية)المكان الاول بين مؤلفاته حول الموضوع.لقد كتب لينين هذا الكتاب في ربيع 1916 في غمرة الحرب العالمية الاولى،وطبع لاول مرة في ربيع 1917.
ويظهر من مجرد عنوان الكتاب بان الامبريالية هي مجرد مرحلة من مراحل الرأسمالية،وهذا يعني ان الامبريالية ماهي الا الرأسمالية نفسها في طور اعلى من اطوار تطورها.ولذلك فلابد لفهم ماهية الامبريالية من الابتداء بتوضيح السمات المميزة والخصائص الرئيسية للرأسمالية نفسها،ذلك لاننا ان لم نضع الجواب على سؤال(ماهي الرأسمالية ؟)لن يكون بوسعنا ادراك جوهر الامبريالية.

الفصل الاول
ماهي الرأسمالية ؟

في نظام الرأسمالية ينقسم المجتمع الى حفنة صغيرة من الرأسماليين،وعدد كبير جدا من العمال الاجراء،من البروليتاريا.والى جانب هاتين الطبقتين الرئيسيتين في المجتمع الرأسمالي،توجد ملايين من جماهير الفلاحين واصحاب الاعمال اليدوية الذين يضطهدهم الرأسماليين وملاكو الارض.
يعمل البروليتاريون ليل نهار،ومع ذلك فيبقون على الدوام نهب الجوع والفقر.اما الرأسماليون فلا يعملون،ومع ذلك فهم اغنياء ينعمون بالوفر،لانهم ينتزعون لانفسهم ثمرات عمل البروليتاريين او بعبارة اخرى لانهم يستثمرون البروليتاريين.
ولكن لماذا لايحصل العمال انفسهم على ثمرات عملهم بل ينتزعها الرأسماليين منهم؟ذلك لأن ادوات الانتاج،المواد الخام والنقود هي في ايدي الرأسماليين في النظام الرأسمالي.فاليهم تعود المعامل والمناجم والسكك الحديدية والبنوك والاراضي.ان هذه جميعا هي ملكية خاصة للرأسماليين.ولكن ماذا يملك العمال اذن؟ان العمال لايملكون اي شيء عدا قدرتهم على العمل.انهم لايملكون النقود ولا وسائل الانتاج ولا المواد الخام.فماذا يبقى للعامل في مثل هذه الظروف ان يفعل؟لاجل ان لايموت العامل جوعا ولاجل ان يسد رمقه ورمق عائلته،يتحول الى عامل اجير لدى الرأسماليين.يذهب العامل الى المعمل ويضع نفسه تحت تصرف الرأسمالي،لان هذا الاخير يملك وسيلتين من وسائل الضغط ترغمان العامل على الطاعة:الاولى جوع العامل وبطالته،والثانية الحكومة بجيشها وشرطتها وسجونها.
لماذا يشغل صاحب المعمل العامل لديه؟ان الرأسمالي يشيد المعمل لانتاج المنتوجات للبيع،اي لانتاج السلع.وفي المجتمع الرأسمالي تنتج جميع المنتوجات تقريبا لاجل البيع،كالخبز واللباس والحذاء والحديد والفحم والمكائن..الخ.وجميع هذه المنتوجات من عمل الانسان.وقليل جدا مما يحتاجه الانسان هو من عمل الطبيعة وحدها كضوء الشمس والهواء والماء..الخ.ولذلك لايدفع الانسان عن هذه نقودا.اما جميع الاشياء الباقية فهي من عمل الانسان.ان الرأسمالي يشغل العامل لان هذا الاخير يستطيع استخدام المكائن لنسج المنسوجات وصنع الاحذية وخياطة الملابس..الخ.ان الرأسمالي يحتاج لقوة العامل ومهارته،انه يحتاج قوة عمله.وبدون قوة العمل هذه لا يستطيع الرأسمالي عمل اي شيء..وهكذا تصبح قوة العمل في النظام الرأسمالي موضوعا للشراء والبيع،تصبح نفسها سلعة من السلع.ان العامل يبيع قوة عمله كسلعة من السلع.ان العامل يبيع قوة عمله كسلعة من السلع والرأسمالي يشتريها.
ويعمد الرأسمالي بعد شراء قوة العمل الى استعمالها،اي الى ارغام العامل على العمل طيلة النهار،ولنقل مثلا 12 ساعة.وخلال هذه الساعات الاثنتى عشرة،ينتج العامل عددا معينا من المنتوجات تنتقل جميعها الى حوزة الرأسمالي.ومقابل العمل طيلة هذه المدة يتسلم العامل مقدارا من الاجر النقدي.ولكن كم يستلم؟انه يستلم فقط من الاجر ما يكفي لسد رمقه ورمق عائلته.ان العامل يستلم هذا الاجر لامكان تجديد قوة عمله،ومواصلة العمل في اليوم التالي.
يظهر من ذلك بان العامل ينتج بعمله خلال يوم العمل قيمة اعلى من قيمة قوة عمله،ان العامل لمجرد انتاج القيمة الضرورية لاعالته وعائلته،يحتاج للعمل فقط ست ساعات مثلا.ولكنه يعمل في الواقع 12 ساعة كما ذكرنا في المثال السابق،فاين تذهب قيمة العمل المنتجة من قبل العامل خلال الساعات الستة الباقية من عمله اليومي؟ان هذه القيمة تذهب لحوزة الرأسمالي مجانا.
خذ هذا المثال على ذلك:انتج العمال في الصناعة الرأسمالية الروسية عام 1913 ما قيمته 5621 مليون روبل.وقد بلغت نفقات المواد الخام والوقود والمكائن 3664 مليون روبل.فاذا طرحنا هذه التكاليف من مجموع القيمة المنتجة يكون الرأسماليون قد حصلوا من القيم الجديدة على ما قيمته 1957 مليون روبل.ان هذه القيمة الجديدة هي التي خلقها الروس بعملهم الحي عام 1913.على ان العمال لم يستلموا من هذه القيم التي تبلغ حوالي الملياري روبل الا نصفها.بينما انتزع الرأسماليون لانفسهم نصفها الآخر.ان الرأسمال يحوز لنفسه الفرق بين الاجر الذي يستلمه العامل وبين القيمة التي ينتجها خلال مدة العمل المحدودة كيوم او اسبوع او شهر.ان هذا الجزء من القيمة غير المدفوعة الذي يخلقه العامل يسمى(فائض القيمة).او بكلمات اخرى ان فائض القيمة هو القيمة التي ينتجها العامل الاجير اكثر من قيمة قوة عمله،والتي يحوزها الرأسمالي لنفسة مجانا.وفي هذا الانتزاع من قبل الرأسمالي لفائض القيمة الذي يخلقه العامل الاجبر يكمن جوهر الاستشمار الرأسمالي.وهذا الاستثمار هو الآخر يكون مصدر الارباح للرأسماليين.
لقد اكتشف سر الاستثمار الرأسمالي معلم وقائد البروليتاريا العالمية كارل ماركس.وبهذا الاكتشاف لفائض القيمة اكتشف ماركس القاعدة الاقتصادية للكفاح الطبقي بين البروليتاريا والبورجوازية،وفسر تعارض المصالح المطلق بين هاتين الطبقتين،ومنح الطبقة العاملة السلاح الاول العظيم في كفاحها من اجل مواجهة الرأسمالية.وهكذا فان وسائل الانتاج- ادوات الانتاج والمواد الخام - هي ملكية خاصة للرأسماليين في النظام الرأسمالي.اما العمال فهم مسلوبون من وسائل الانتاج،وليس عليهم تفاديا من الموت جوعا الا بيع قوة عملهم للرأسماليين.وعليه فان البورجوازية هي طبقة تمللك وسائل الانتاج وتستعملها لاستثمار العمال،اما البروليتاريا فهي طبقة العمال الاجراء التي،وقد حرمت من ملكية وسائل الانتاج،مضطرة الى بيع قوة عملها او وضع نفسها تحت نير الاستثمار.
ماذا يفعل الرأسمالي بفائض القيمة؟انه يحتاج قسما منه لحياته،حياة البطر والفراغ،ولاعالة حاشيتة وخدمة الكثيرين.ويحول القسم الآخر منه ثانية لرأس المال،اي انه يشتري من جديد المكائن والمواد الخام ويشغل عمالا جدد لتوسيع انتاجه وينتزع بهذه الوسيلة مقادير اعظم من فائض القيمة،اما العامل فانه يخرج من محل العمل تماما كما دخله،لأن اجره الزهيد لا يكاد يسد منه الا الرمق،ولأجل عدم الموت جوعا يجب عليه ان يعود على الدوام لعرض قوة عمله على الرأسماليين.ان ملكية وسائل الانتاج هي التي تمكن الرأسمالي من انتزاع ثمرات عمل الغير على الدوام.وكلما زاد ما يحصل عليه من فائض القيمة زاد رأسماله.وهكذا فتنحصر بأيدي حفنة صغيرة من الناس والاراضي والمكائن والمواد الخام والنقود،وتصبح بأيديهم اداة للاضهاد ووسيلة لاستثمار الشغيلة.
ان الرأسمالية تستخدم جميع مكاسب العلم والتكنيك ضد العامل.انها لا تسهل من عمل الشغيلة،وان كانت الماكنة بحد ذاتها اكبر اداة لتسييرالعمل الانساني،وبمساندة الماكنة يطبق الرأسماليون ادق الوسائل والحيل لأمتصاص قوة العامل.ويصبح العامل في النظام الرأسمالي مجرد ملحق للماكنة،وتعمل الرأسمالية على ابتلاع جيل بعد آخر من العمال بفرض اقصى انواع العمل على كواهلهم وتدمير حياتهم وصحتهم.
ان الرأسمالي يطيل يوم العمل ويسلب من العامل حتى راحته الليلية.ولما كانت الماكنة تتطلب عمل جسمياً وعقلياً اقل من العامل،يعمد الرأسمالي الى استخدام الاطفال والنساء الذين يدفع لهم اجوارا اقل بكثير من اجور الرجال.ولما كان عدد العمال المحتاج اليهم في الانتاج الآلي اقل،يعمد الرأسمالي الى طرد العمال الزائدين،ويكون هؤلاء العمال الملقي بهم خارج العمل جيشا احتياطيا كبيرا هو جيش العاطلين الذي يخفض من اجور العمال المستخدمين ويؤدي الى القلق المستمر حول مصير الغد.يستقي الرأسماليون في فترات اتساع العمل قوى العمل الضرورية من صفوف هذا الجيش،ولكن ما يكاد العمل يتقلص بعض الشيء حتى يقذفوا من جديد باعداد كبيرة من العمال الى الشارع.
كذلك يملأ الفلاحون والحرفيون اليدويون الذين يعانون اشد انواع المعاناة في النظام الرأسمالي جيش العاطلين الاحتياطي.ان البطالة هي افظع ما يقاسيه العمال في البلدان الرأسمالية.ان حياتهم عسيرة لحد لا يطاق،خالية من الفرح والامل.وفي عدد قليل جدا من البلدان الرأسمالية وجد نظام المساعدات الحكومية للعاطلين،وهو على كل حال لا يشمل جميع العاطلين،ومساعداته تافهة جدا،ويتكسع مئات آلاف العمال العاطلين يبحثون عن الصدقات وعن العمل سدى.
ان الرأسمالية تؤدي الى املاق الاغلبية الساحقة من الشغيلة،وكلما زادت الرأسمالية من تطورها،ازداد ثراء حفنة قليلة من الرأسماليين،وازداد املاق اعداد العمال الهائلة...وبلغ الفلاحون مستوى الحضيض.ان الرأسمالية هي نظام معاد لمصالح جماهير الشعب من القمة حتى الاخمص.انه نظام استثمار واضطهاد الشغيلة،نظام العنف المفروض من قبل حفنة تافهة من الاغنياء على الشعب العامل.
تؤلف البورجوازية والبروليتاريا الطبقتين الرئيسيتين للمجتمع الرأسمالي.ولا تستطيع البورجوازية الحياة والاثراء،من دون استثمار الرأسماليين لها،كما ان البروليتاريا لا تستطيع الحياة من دون تشغيل الرأسماليين لها،وشراء قوة عملها.ان البورجوازية والبروليتاريا طبقتان معاديتان لبعضهما،وان مصالحهما غير قابلة للتوفيق.
لقد بنت الرأسمالية مشاريع واسعة،يعمل فيها مئات الوف العمال،وتستخدم فيها اعقد انواع المكائن.وترتبط فروع الانتاج المختلفة ببعضها اشد الارتباط.ان كل منتوج هو في الحقيقة نتاج عمل عدد كبير من الناس.فلأنتاج سيارة مثلا في معامل فورد الاميركية،يحتاج الامر لقوى عمال الفحم والبترول والمناجم والفنيين الكهربائيين والعمال الزراعيين في حقول الكاوتشوك..الخ.
وهكذا يكتسب العمل والانتاج يوما بعد آخر طابعا اجتماعيا متزايدا على الدوام،ومع ذلك فان هذا العمل الاجتماعي يخدم عددا صغيرا من الناس هم اصحاب المشاريع الفردية، الرأسماليون.ليس المجتمع هو الذي يتصرف بهذا العمل وليس اليه يعود الانتاج الضخم.ان المعامل والبنوك والاراضي تعود جميعا الى المالكين الفرديين،وهي تستخدم لمصالح فئة صغيرة من الرأسماليين تحوز لنفسها على نتاج عمل الملايين من البشر.ان المنتوجات يخلقها المجتمع كله،بمجموع قواه الجماعية،ولكنها تعود الى عدد قليل من الملاكين الخاصين الذين مع ذلك لا يعملون بانفسهم ولا يساهمون في انتاج هذه المنتوجات.ان هذا التناقض بين الطابع الاجتماعي للانتاج وشكل الملكية الرأسمالية الخاص،هو التناقض الرئيسي للمجتمع الرأسمالي.ومع تطور الرأسمالية،يتعمق هذا التناقض اكثر فاكثر.وينتج عن هذا التناقض فضلا عن ذلك النتائج التالية:ان الطابع الاجتماعي للانتاج يتطلب تخطيط العمل وتصميمه،الا ان الانتاج المصمم لا يمكن ان يتم الا اذا كانت وسائل الانتاج اي المعامل والمناجم والاراضي والبنوك ملكية اجتماعية،اي بأيدي المجتمع كافة،بحيث يستطيع هذا المجتمع نفسه طبقا لحاجاته وامكانياته الخاصة،تحديد حجم الانتاج وانواع المنتوج..الخ.ولكن هذا لا يحدث ولا يمكن ان يحدث في النظام الرأسمالي،وان الملكية الخاصة تستبعد امكانية تصميم الانتاج.
ان الرأسماليين لا يعلمون ولا يستطيعون ان يعلموا ماذا يجب ان ينتجوا وكم يجب ان يكون ذلك،لانهم لايفعلون ذلك لتحسين المستوى المادي للشغيلة،او لمنفعة المجتمع برمته،بل كل ما يهمهم في الانتاج هو اعتصار الحد الاقصى من الارباح.يوسع الرأسماليون انتاجهم سعيا وراء الارباح العالية.انهم يشغلون مكائن جديدة،ويزيدون في حدة استثمار العمال،ويطرحون اعدادا متزايدة من السلع في الاسواق.ومع ذلك فان نمو الانتاج لا يصحبه نمو مقابل في القوة الشرائية للشغيلة.ان الرأسماليوين على العكس يحاولون بكل الوسائل رغبة منهم في زيادة الارباح تخفيض هذه الاجور،وتقليل دخول الفلاحين.وهكذا مع نمو وزيادة الانتاج تبقى القوة الشرائية للعمال والفلاحين منفخضة.
وينتج عن كل ذلك حصول الازمات الاقتصادية الدورية بصورة حتمية في البلدان الرأسمالية.وتظهر الازمة الاقتصادية بوجه عام بشكل زيادة عامة في انتاج السلع – فترى الدكاكين والمخازن ملأى بجبال من السلع لا تجد لها ميدانا للتصريف.ومع ذلك فان هذه الزيادة في السلع هي بالنسبة للقوة الشرائية فقط وليس بالنسبة لحاجات الجماهير الشغيلة.ان حاجة الانسان للسلع حاجة عظيمة جدا،ومع ذلك فان اشد الناس حاجة اليها – العمال والفلاحين الذين يكونون غالبية السكان العظمى – لا يملكون النقود ولا يستطيعون من اجل هذا شراء هذه السلع.ان وفرة السلع اثناء الازمات الاقتصادية هي مصدر نقمة عظيمة للجماهير الشعبية،وخلال هذه الازمات تغلق المعامل،وتقل وتائر البناء،وتتضخم البطالة،وتهبط الاجور.من جهة ترى جبالا من السلع،والى جانبها يموت الناس من الجوع.وهكذا تقضى الازمات الاقتصادية،التي تحطم الانتاج الرأسمالي بصورة دورية،على منتوجات العمل البشري وتحيلها هباءا منثورا.
ان الازمات الاقتصادية تظهر بجلاء بأن الرأسمالية غدت عقبة في سبيل متابعة التطور الاجتماعي،ولاجل استمرار الانتاج الاجتماعي في الزيادة والتطور،يجب استبدال النظام الاجتماعي القائم على الملكية الخاصة الرأسمالية،بنظام جديد يقوم على الملكية الاجتماعية للشغيلة نفسها.ومثل هذا الاستبدال بمجتمع بآخر لا يمكن ان يتم الا بطريق الثورة.
ولكن من يستطيع القيام بهذه الثورة؟الطبقة العاملة بالتحالف مع شغيلة الفلاحين.ان الطبقة العاملة هي الطبقة الثورية.انها ذات المصلحة الاولى بالغاء النظام الرأسمالي الذي حكم عليها بالبؤس والجوع والبطالة،واشكال لا تصدق من الحرمانات والكوارث.ان تطور الرأسمالية نفسها يدفع بالطبقة العاملة الى تحطيم الرأسمالية.
ويبدأ كفاح البروليتاريا ضد البورجوازية مع بداية ظهورها كطبقة.ومع ذلك فان الطبقة العاملة كان عليها ان تطرق طريقا طويلا في الكفاح قبل ان تصل بمساعدة حزبها الخاص،لمستوى الادراك الطبقي لحقيقة ان القضاء الثوري على الرأسمالية هو وحده الكفيل بوضع نهاية لاستثمار الانسان للانسان.
ان العمال يتركزون باعداد كبيرة في المشاريع الكبرى،وهناك يتعودون على العمل المشترك والتنظيم والضبط،ويتدربون في مدرسة الكفاح الصعب ضد الرأسماليين.وفي خضم هذا الكفاح يشتد وعي العمل وتنظيمهم وشعورهم بالمصير المشترك واقتناعهم المتزايد بمسؤولية النظام الرأسمالي عن جميع آلامهم ومصائبهم.ان انهيار البورجوازية وانتصار البروليتاريا،كلاهما امران في منتهى الحتمية على السواء.وبمجرد تحرر البروليتاريا من استعباد الاجور،يتم تحرر كافة الشغيلة من الاستثمار.ان لبروليتاريا مدعوة على الصعيد التاريخي لان تكون حفارة القبر للنظام الرأسمالي،وبناءة المجتمع الاشتراكي الجديد.
لقد انتهينا توا من ملاحظة الخصائص الرئيسية للرأسمالية،على ان الرأسمالية لاتكف عن التطور،وكما سبق ان ذكرنا،تكون الامبريالية دورها الأخير او دورها الأعلى.ولكن ما هي خصائص هذه المرحلة الجديدة في تطور الرأسمالية؟

-;- ردا على سؤال صحيفة عراقية حول الرأي في اشراك الحزب الشيوعي العراقي في الحكم عام 1959 اكد ابراهيم كبة وزير الاصلاح الزراعي مايلي:
"لا نعتقد ان مطلبا سياسيا ظفر باجماع جميع الاحزاب السياسية والمنظمات الشعبية والديمقراطية وجميع الوطنيين والمستقلين على اختلاف عقائدهم فضلا عن الجماهير الغفيرة للعمال والفلاحين كمطلب اشراك الحزب الشيوعي في مسؤولية الحكم فما هو الداعي لهذا الاجماع من قبل الجميع؟
ان الاجابة على هذا السؤال تتطلب دراسة الوضع السياسي في العراق والشرق الاوسط بل وفي العالم بالمرحلة الحاضرة دراسة موضوعية مما لا يمكن اجراؤه بهذه العجالة.ولكن يمكن تلخيص اهم الاسباب الموضوعية التي تبرر مثل هذا الطلب الحيوي العاجل بما يلي:
1. ان اشراك الحزب الشيوعي في سلطة الحكم تستلزمه طبيعة ثورة 14 تموز الخالدة وطبيعة النظام الجمهوري الذي انبثق عنها.
من المعلوم ان ثورة 14 تموز هي ثورة وطنية تحررية ومثل هذه الثورات لا يمكن ان تنجز اهدافها الا بطريق واحد هو الكفاح الدائب الذي لا يهادن ابدا من اجل ظفر الشعب باهدافه.ومن الحقائق البديهية ان الحزب الشيوعي يلف حول رايته العمال والفلاحين وفئات متزايدة من احرار البورجوازية الوطنية والمثقفين.فهل يمكن ان تحقق الثورة اهدافها من دون مشاركة هذا الحزب الجماهيري وهو اكفأ واقدم الاحزاب الوطنية في السلطة؟
2. ان اشراك الحزب الشيوعي في الحكم عامل حاسم في توفير مستلزمات ترصين كيان الجمهورية.
لا يمكن ترصين كيان الجمهورية في مرحلتنا الحاضرة الا بالاتحاد الفولاذي بين قوة الجيش بسلاحه ووعيه وتطهيره من عناصر التآمر والخيانة وقوة الشعب المتحد المتمرس بمقاومة الاستعمار واعوانه،وما الجيش في حقيقة الامر الا فصيلة امينة منبثقة عن الشعب.ولكن ماهي مستلزمات هذه القوة المتينة،قوة الشعب والجيش؟
ان الاجابة على هذا السؤال تتطلب معالجة نقاط الضعف في الكيان الداخلي للجمهورية على الفور:تتطلب اولا المزيد من الحزم تجاه العناصر الموتورة المليئة بالحقد على ثورة الشعب وانطلاقته،وتتطلب ثانية تطهير اجهزة الدولة تطهيرا شاملا من عناصر الخيانة والتآمر والفساد والضعف واستبدالها بالايدي النظيفة الكفوءة المخلصة الى النهاية للجمهورية وللشعب،وتتطلب ثالثة تطبيق قانون الاصلاح الزراعي تطبيقا حازما جريئا لمصلحة جمهرة الفلاحين ولاسيما المعدمين منهم والاعتماد على نشاطهم الجماهيري وتنظيماتهم المهنية.وليس هناك شك في ان الحزب الشيوعي اقدر الاحزاب الوطنية على المساهمة الفعالة المسؤولة في توفير مستلزمات هذا الهدف الاساسي،هدف ترصين كيان الجمهورية واشتراكه في مسؤولية الحكم سوف يكون عاملا حاسما لبلوغ الهدف المذكور.
3. ان اشراكه في الحكم سوف يعزز النهج الديمقراطي للجمهورية العراقية ويساعد لحد كبير في استكمال استتبابه وبذلك يكون عاملا هاما في ضمان مساندة الشعب والرأي العام العربي والرأي العام الديمقراطي العالمي لجمهوريتنا.
كان النهج الديمقراطي الثوري لقيادة الحكم وخاصة بفضل الدور القيادي الذي كان ولا يزال يلعبه زعيم ثورتنا ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم من اهم عوامل القوة والصيانة لجمهوريتنا وتوفير امكانية استمرار سيرها الظافر عبر المؤامرات والازمات والمشاكل.كما ان هذا النهج الديمقراطي نفسه كان المصدر الحقيقي لالتفاف جماهير الشعب العراقي والشعوب العربية وجميع القوى الديمقراطية في العالم حول الثورة.وقد لعب الحزب الشيوعي اهم دور لتثبيت وتدعيم وتعميق النهج الديمقراطي الثوري لسياسة الحكم بالرغم من عدم اشتراكه حتى الآن في مسؤوليته.ولكن بقي هذا النهج حتى الآن ناقصا لم يستكمل جميع شروطه الضرورية بسبب عدم شمول تمثيل السلطة السياسية(الوزارة)لمجموع ارادة الشعب بسبب عدم تمثيلها لمجموع القوى الوطنية وخاصة الحزب الشيوعي،اهم الاحزاب السياسية الجماهيرية من دون منازع.اننا نعتقد بان الموقف السليم من الديمقراطية انما يحدده في الوقت الحاضر على وجه الدقة الموقف من الحزب الشيوعي وان المحك الصحيح للسياسة الديمقراطية الاصيلة هو الموقف الايجابي من اشراك هذا الحزب الطليعي في سلطة الحكم لتقويم وضعها بما يؤمن لها المزيد من عوامل القوة والانتصار.
4. ان اشراكه في الحكم يسهل اعادة بناء الجبهة الوطنية الديمقراطية على اوسع نطاق منظم وطيد بحيث تمثل جميع الاحزاب الوطنية الديمقراطية والمنظمات الشعبية الجماهيرية تحقيقا لمبادئ الديمقراطية الموجهة.
5. ان اشراكه في الحكم يمزق تهويشة(الخطر الشيوعي في العراق)التي يزداد زعيق وعويل الاستعمار بها لتغطية اعماله العدوانية والتآمرية من جهة وشن حرب نفسية مركزة لأبعاد الشيوعيين عن الحكم من جهة ثانية وشق صفوف القوى الوطنية من جهة ثالثة واضعاف ثقة الشعب بالحكومة من جهة رابعة وحرف السلطة عن اتجاهها الديمقراطي المعادي للاستعمار من جهة اخرى.من الضروري جدا ان يفهم الجميع بان العلاج الوحيد لتمزيق هذه التهويشة واخراس الاستعمار الى الابد واحباط مساعيه العدوانية انما هو بالضبط الاسراع في اسهام الحزب الشيوعي في الحكم لا استنادا الى اعتبارات حزبية ضيقة بل استنادا الى مستلزمات المصلحة الوطنية العليا دون التأثر بضغط المستعمرين واعداءهم الرجعيين في هذا المجال.
6. ان اشراكه في الحكم هو السبيل الوحيد لمعالجة مايسمى احيانا بحجة(استفزاز الاستعمار).ان الاستسلام لهذه الحجة يدل في احسن التقديرات على جهل تام بالقوانين الموضوعة لنظام الاستعمار المبني بطبيعته على الاستغلال والاستعباد.ان العلة في استفزاز الاستعمار لا علاقة لها اطلاقا بالشيوعية والشيوعيين بل سببها الوحيد هو سياسة ثورتنا الوطنية الديمقراطية المعادية للاستعمار.ولذلك فان مساهمة الحزب الشيوعي في الحكم لن يضعف سلطة الحكم امام الاستعمار بل سيوفر لها حتما المزيد من اسباب المنعة والتحدي والانتصار على الاستعمار.
7. ان اشراكه في المسؤولية هو عامل هام ايضا على ظاهرة(العفوية)التي تظهر احيانا في نشاط بعض المنظمات الشعبية وتظهر اكثر في سياسة الحكم نفسه.تعكس هذه الظاهرة في الحقيقة قلق الجماهير من وجود الثغرات الهامة في بعض مؤسسات الحكم او بعض نقاط الضعف في تركيب السلطة نفسها.وقد ظهرت للاسف بعض ردود الفعل السلبية من هذه الظاهرة في بعض الاوساط الوطنية حسنة النية،ولكن العلاج الحقيقي لكل ذلك لا يتأتى الا عن طريق معالجة نقاط الضعف وتصحيح اوضاع السلطة على اساس استيعابها لجميع القوى الوطنية المؤمنة حقا بالثورة والمستوعبة فعلا لمطامح الشعب المشروعة الملتهبة في الحرية والرفاه والازدهار.
8. واخيرا ان اشتراك الحزب في الحكم ضروري،خاصة في هذه المرحلة الانتقالية،مرحلة انتزاع السلطة من ايدي الطبقات المدحورة واقامة الشكل الجديد لنظام الحكم الديمقراطي.
ولا يخفى بان من اهم مستلزمات هذه المرحلة اولا شل نشاط العدو وخاصة في الداخل،وثانيا تعزيز المؤسسات الاهلية الديمقراطية لتكون الاساس المتين للمؤسسات الديمقراطية الرسمية.ان المطلب الاول يتبلور في شعار صيانة الجمهورية كما ان المطلب الثاني تبلور في شعار اطلاق العمل للمنظمات الديمقراطية الشعبية.وبالرغم من ان قيادة الحكم سارت في هذه الطريق السليمة خطوات كبيرة مشرقة جدا فلا تزال هناك بعض النواقص في مستلزمات مرحلة الانتقال هذه،ولعل من اهم هذه النواقص اكمال التطهير الجذري في اجهزة الحكم واطلاق حرية النشاط القانوني للاحزاب الوطنية الديمقراطية.وليس هناك ريب في ان مهام هذه المرحلة الخطيرة التي تعقب جميع الثورات الشعبية لا يمكن ان تقوم بها الحكومة وحدها باي شكل كان بل لابد من التفاعل الخصب المستمر بينها وبين جماهير الشعب ممثلة في احزابها الوطنية وخاصة الحزب الشيوعي وباشراكها بسلطة الحكم.
هذه افكار عابرة تقفز الى الذهن حالا عند محاولة الاجابة على سؤال صحيفتكم حول الرأي في اشراك الحزب الشيوعي العراقي في الحكم.ونعتقد ان في هذا الكفاية.كما اننا لا نشك في ان القيادة الحكيمة لزعيمنا الديمقراطي الفذ مدركة لجميع المستلزمات الموضوعية التي تبرر تحقيق هذا المطلب الشعبي الواسع،مطلب اشراك الحزب الشيوعي في مسؤولية الحكم".

-;- حول الترقية والعزل السياسي

السادة رئيس وأعضاء مجلس قيادة الثورة المحترمين

بتاريخ 1-1-1962 تمت ترقيتي من مدرس إلى أستاذ مساعد في جامعة بغداد وبتاريخ شباط 1963 تم عزلي من الجامعة لأسباب سياسية ، وفي بداية العام الدراسي 1968 تمت إعادتي إلى الجامعة (بناء على أعمالي العلمية القيمة) كما يشير أمر إعادة التعيين . وفي خلال هذا العام طلبت ترقيتي إلى مرتبة الاستاذية وأيد القسم العلمي في كليتي استحقاقي لها ، وأيدت عمادة كلية الإدارة والاقتصاد ذلك وعندما أحيلت القضية إلى (لجنة الترقية) في جامعة بغداد ، اجلت هذه اللجنة النظر في قضيتي ، مقترحة على (الهيئة العلمية) في الجامعة الموافقة على إكمال مدة الترقية جزئياً من مدة العزل السياسي بمقدار عام واحد ، فأحالت الهيئة المذكورة الاقتراح إلى (مجلس الجامعة) للبت فيه من الناحية المبدئية ولكن مجلس الجامعة بدل البت في هذه القضية المسبقة ، ليتسنى للجنة الترقية البت في القضية في ضؤ قرارها المبدئي ، أمتنع المجلس عن البت في ذلك ، ولم يكتف بهذا ، بل سحب القضية من لجنة الترقية ، خلاف كل الأعراف القانونية والجامعية ، وبت فيها بالرفض دفعة واحدة بحجة عدم إكمالي المدة القانونية وبذلك تجاوز المجلس كل الإجراءات الأصولية للنظر في القضية في مراحلها المختلفة في ضؤ التقارير المقدمة والسوابق الجامعية .

السادة رئيس وأعضاء مجلس قيادة الثورة المحترمين

أن السبب الذي حملني على طرح القضية أمام الرأي العام وأمامكم علناً هي أنها قضية عامة تتصل مباشرة بموقف الحكومة من آثار العزل السياسي ومن قضية الذهنية التي تسير جامعة بغداد وقضية مستقبل التعليم العالي في هذا البلد . إنني كما يعلم الجميع في غنى عن تزكية البعض لتقييم أعمالي العلمية . لقد ألفت منذ ترقيتي الأخيرة قبل عشر سنوات تقريباً عشرة مؤلفات علمية وكتبت عشرات الدراسات المعروفة ، وقد عقدت ندوة علمية خاصة في جامعة القاهرة مؤخراً لتثمين أحد مؤلفاتي الاقتصادية الأخيرة ، ولي من تقدير عشرات الألوف من تلاميذي وعشرات النقاد المعجبين في الداخل والخارج ما يشرفني ، ولكنني أسأل مجلس قيادة الثورة المحترم ، أبهذه الذهنية المسيطرة على بعضهم تريدون إصلاح التعليم العالي ، وهل أن في سياسة الحكومة فعلا اعتبار العزل السياسي عقبة تحول دون ترقية العلماء والأساتذة ؟ ولماذا سبق للجامعة أن قامت بترقية أساتذة آخرين بالرغم من عزلهم السياسي كحالة الدكتور تحسين معلة مثلاً ؟ إنني لعلى يقين بأن رسالتي هذه لن تذهب هباء وأن المجلس المحترم سوف يبادر لتصحيح الأوضاع في الجامعة بما ينسجم مع السياسة العامة في تعزيز الفكر العلمي فيضع حداً لتقاليد كنه والجمالي سيئة الصيت ، ويقضي على عقدة مستعصية هي عقدة مقاومة الاشتراكية لا بالعلم والجدل العلمي بل بتعريض أصحابها إلى الإهانة المعنوية والإيذاء المادي .
وشكراً

ابراهيم كبة
استاذ مساعد في جامعة بغداد



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 12
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 11
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 10
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 9
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 8
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 7
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 6
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 5
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 4
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 3
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 2
- عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 1
- العلوم والتكنولوجيا في العراق
- التهجير القسري في الادب السياسي العراقي الراهن
- القوات المسلحة العراقية اليوم الوليد الضال للشعب العراقي
- عن احوال العراق اليوم ماذا كان سيكتب غائب طعمة فرمان؟!
- مهام مركبة تنتظر الحكومة العراقية الجديدة
- حركية اليسار الرث في العراق
- استئصال اللغو وترك الحنقبازيات مهمة اساسية
- ماذا ينتظر حكومة ما بعد انتخابات 30 نيسان البرلمانية؟


المزيد.....




- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل متظاهرين خلال احتجاج في القدس للمطا ...
- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سلام ابراهيم عطوف كبة - عقد كامل على رحيل عالم اقتصادي متميز- 13