أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - دموع شارون والقطعان : وحملة العلاقات العامة















المزيد.....

دموع شارون والقطعان : وحملة العلاقات العامة


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1293 - 2005 / 8 / 21 - 08:17
المحور: القضية الفلسطينية
    


في الوقت الذي يسوّق فيه شارون تفكيك المشروع الاستيطاني في قطاع غزة وشمال الضفة ، والخروج القسري لقوات الاحتلال من داخل القطاع إلى خط الهدنة الذي يفصل القطاع عن المناطق المحتلة عام 1948 ، على أساس أنه تضحية يقوم بها الكيان الصهيوني ، فإنه لا عجب بعد ذلك أن يتحدث ذلك النازي عن الدموع عندما يوجه خطابه الأيديولوجي إلى التجمع الاستيطاني على مساحة فلسطين التاريخية وهو يرى ذلك الحلم التوراتي الصهيوني يتفكك بدءا من القطاع .

وفي إطار توظيفه لما يجري في قطاع غزة يحاول رئيس وزراء الكيان الصهيوني أن يوصل رسالة تحمل بعدين ، أحدهما داخلي يتوجه به إلى كل الصهاينة في فلسطين من توراتيين وغيرهم يقول من خلاله من أن خطوته تلك فرضتها ضرورة حماية والحفاظ على أمن الدولة العبرية في مواجهة الكلفة البشرية والاقتصادية والسياسية جراء استمرار الاحتلال الصهيوني للقطاع وفي الوقت نفسه من أجل تركيز الاستيطان في الضفة بديلا عن إخلاء القطاع ، باعتبار أن ما جرى في غزة سيكون آخر التنازلات المؤلمة !!!، والآخر بعد دولي يريد شارون من خلاله أن يستخدم ما يسمى بالانسحاب كمبادرة صهيونية يتوجه بها إلى المجتمع الدولي وتحديدا إلى الإدارة الأمريكية من أجل إظهاره كرجل دولة يقدم تنازلات مؤلمة ويضحي من أجل السلام .

إلا أن الوجه الآخر للمشهد بكل تفاصيله ودلالاته في الواقع لا يمكن لكل حملات التضليل والعلاقات العامة التي يجيدها الصهاينة وتجد لها رواجا لدى الإدارة الأمريكية ولدى بعض المتعاطفين في الدول الرأسمالية الغربية أن تنخدع بها المجموعة الدولية ، ذلك أن حقائق القانون الدولي تتعاطى مع الوجود الصهيوني في الضفة والقطاع باعتباره واقعة احتلال ، ومن ثم فإنه لا يمنح سواء من قريب أو من بعيد المشروعية القانونية أو حق الوجود لتلك القطعان من المستوطنين العنصريين الصهاينة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 التي تم تكييفها وفق قرارات الشرعية الدولية على أنها أراض واقعة تحت الاحتلال مهما طالت مدة ذلك الاحتلال .

ذلك أن طول مدة الاحتلال وفق قواعد القانون الدولي لا تمنح المحتل وقطعانه من الصهاينة حقا في الأراضي المحتلة ، وهي في نفس الوقت لا تسلب الشعب الواقع تحت الاحتلال حقه في أرضه ، بل إنها تعطيه الحق القانوني في الدفاع عن ذلك الحق بكل الوسائل الممكنة من أجل إزالة ما لحق ذلك الحق من تدخل خارجي .

لأن وجود الاحتلال في الأساس هو عمل غير مشروع وكل ما يرتبه ذلك الوجود يدور في إطار عدم المشروعية القانونية ، لمخالفته لقواعد القانون الدولي وللشرعية الدولية ، الأمر الذي يفرض على كل الدول المنضوية في إطار منظمة الأمم المتحدة عدم التعاطي مع أي نتائج قد يفرضها أو يرتبها وجود الاحتلال في الأراضي المحتلة الواقعة تحت مسؤوليته بصفته قوة احتلال .

ومن ثم فإن محاولات رئيس وزراء الكيان الصهيوني ممارسة الدعاية والتمويه المفضوح من خلال تصوير أن إجلاء قطعان المستوطنين يتم عنوة من مستوطنات القطاع وبالضد من إرادتهم التي تستند إلى ما يسمى ب " حق الاحتلال " والتي جري ضخها بكل تلك الكثافة الإعلامية غير المسبوقة باعتبارهم " ضحايا " ، إنما تأتي في مجرى إيهام من لديه استعداد مسبق لذلك من القوى الدولية ، بأن المتشدد شارون يقوم بتقديم تنازلات جوهرية مؤلمة ، الأمر الذي يتطلب الحصول على مقابل لذلك من الطرف الفلسطيني .

ويبدو متعمدا أن يغطي ذلك الضجيج الذي خلقته واقعة الانكفاء الصهيوني من القطاع إلى أطرافه والذي يجري تسويقه صهيونيا وأمريكيا بامتياز باعتباره تضحية كبيرة يقدمها الصهاينة بتصوير ذلك الخروج على أنه تنازل عن حق تملكه تلك القطعان من المستوطنين ، على تصريح النازي شارون حول ديمومة واستمرار الاستيطان في الضفة وعن ضم الكتل الاستيطانية في الضفة الفلسطينية إلى الدولة العبرية وعن استمرار السيطرة على المعابر في القطاع وكذا على البحر والجو في رسالة واضحة الدلالة على رؤية الكيان الصهيوني لمستقبل العلاقة مع الفلسطينيين .

وكأني بالعدو الصهيوني يريد من خلال ذلك المشهد المسرحي الذي جري إخراجه وعرضه حيا عبر ذلك الكم الضخم من وسائل الإعلام إلى كل بقاع الدنيا ، حيث يصور هؤلاء الصهاينة العنصريين الذين احتلوا الأرض والماء والسماء على مدى ثمانية وثلاثين عاما عاثوا خلالها فسادا حيث نهبوا ودمروا وبما يخالف القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان ، وكأنهم أصحاب حق وضحايا قرار حكومة العدو الصهيوني تفكيك تلك المستوطنات في قطاع غزة ، (ومن ثم فهم ليسوا مغتصبين عنصريين !!!) ، ومن ثم محاولة تغييب وتجاهل السبب الحقيقي الذي فرض عليهم هذا الاندحار باعتباره النتيجة التي رتبها نضال الشعب الفلسطيني بكافة صوره وأشكاله طوال عدة عقود .

والنزاهة الفكرية والأخلاقية تفترض أن لا يجادل أحد من بعد في أن تفكيك الاستيطان واندحار القوات الصهيونية من داخل القطاع إلى حدوده مع المناطق المحتلة عام 1948 قد أنجزته مفاعيل كفاح الشعب الفلسطيني بكافة قواه ، دون أن يستطيع أحد الادعاء بنسبة ذلك إلى نفسه ، ومن ثم فهو بالضرورة ليس منحة من العنصري شارون ، ذلك أن هذا الانكفاء ليس وليد هذه السنوات الأربع فقط بل هو ممتد عبر السنين باعتبارة محصلة نوعية للتراكم الكفاحي الكمي لنضال الشعب الفلسطيني وقواه الحية على مدار سني الاحتلال منذ أن كانت حرب 1967 .

وإذا ما حاولنا قراءة المشهد الذي يدور في المستوطنات التي يجري تفكيكها من زاوية أخرى فإن صحيح القراءة يتيح لنا قياسا على ما جري ويجري في مستوطنات القطاع من أن الآتي أصعب وأكثر تعقيدا ، ولذلك فإنه ما من سبيل بعد ذلك للتعامل مع تلك القطعان من أولئك المهووسين من الأيديولوجيين الصهاينة في مستوطنات الضفة الغربية وفي أحياء القدس ، من أجل كنسهم من كل الضفة الغربي والقدس كمرحلة أولى إلا من خلال الشرط الذي يفرضه وجود الاحتلال وتلك القطعان من المستوطنين على أساس أيديولوجي ، وهو شرط الكفاح بكافة أشكاله .

ولذلك يصبح مصيريا عدم قراءة ما جرى ويجري في القطاع بمعزل عن مجمل المشهد الفلسطيني على كافة الصعد ، في كل مفردة من مفرداته سواء منها ما تعلق بالمستوطنات في الضفة والقدس أو ما تعلق منها بجدار الضم واللاجئين أو بالمعابر أو الإقليم البحري والفضاء الجوي باعتبارها وحدة واحدة لا تتجزأ ، وحتى لا ننسى ما هو آجل تحت ضغط ما هو عاجل .

ولذلك يجب عدم التفريط في أي مفردة من مفردات القوة التي يمتلكها الشعب الفلسطيني تحت أي دعوى كانت ، بل يجب توحيد وتنظيم كل ممكنات تلك القوة الفلسطينية وفق رؤية واحدة تستجيب لقانون الصراع الذي يحتمه استمرار وجود الاحتلال في الواقع الفلسطيني وأكثر من أي وقت مضى ، لأن شرط استمرار الاحتلال يفترض شرط استمرار المقاومة باعتباره حقا يصونه ويحميه القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ، ذلك أن محطة الصراع القادمة ستكون هي الأشرس في معادلة الصراع مع الكيان الغاصب .

والتجربة التاريخية لكل الشعوب التي خاضت الكفاح ونالت استقلالها أكدت دوما أن كلمة السر في هزيمة المشروع المعادي و تحقيق النصر هو في احتفاظها بكل عناصر قوتها دون أن تفرط في أي منها حتى تتمكن من كتابة السطر الأخير في نشيد نصرها واستقلالها ، ولنا في تجارب الآخرين قوة المثل ...



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروج من الجغرافيا : على طريق الخروج من التاريخ
- الإرهاب الصهيوني : يوحد المشهد الفلسطيني
- ما أروعكم ياأطفال وطني
- خطاب الجماعات الإسلامية : بين الواقع والمتخيل
- الانكفاء من غزة : والفرح المؤجل ..
- القوى الديمقراطية : ودور يبحث عمن يقوم به
- حماس : والكلمة الأعلى
- قضايا الحل النهائي : والسير معصوبي الأعين
- حذار: من النفخ في شرارة الفتنة
- حق العودة : وتصويب المفاهيم
- فتح ـ حماس : وفخ ثنائية الاستقطاب
- شجرة الفساد : من التقليم إلى الاجتثثاث
- الكيان الصهيوني ـ موريتانيا : مَنّ يستخدم مَنّ ؟
- ديمقراطية بوش : بئس المثل
- يانواب التشريعي : الزمن دوَّار
- سوريا : وسد الذرائع
- النظام الرسمي العربي : طريق التهافت
- المقدس بوش : ومربط الفرس
- حزب فرنسا : يلبس عباءة الحريري
- عباس : حدود المناورة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - دموع شارون والقطعان : وحملة العلاقات العامة