أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الحلم في دائرة الفهم العلمي














المزيد.....

الحلم في دائرة الفهم العلمي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4587 - 2014 / 9 / 28 - 23:04
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحلم في دائرة العلم

بحكم من ممارسة الطب النفسي وتعمقه بدراسة ظاهرة الأحلام ومن خلال البحوث النظرية والتجريبية سجل للأحلام تأثيرات وأهمية ذات بعد عميق في شكوى المرضى المصابين بالاضطرابات النفسية المختلفة الناتجة مثل القلق والاكتئاب والفصام، فالكوابيس ((الشكل السيء السلبي)) من الأحلام أو حتى ما يعانيه بعض المرضى من نمط من الأستحلامات الواعية ,كانت هي إحدى الشكاوى الرئيسية لمرضى القلق حيث تحول نومهم إلى معاناة أليمة لأنها دائماً تدور حول أحداث مخيفة تسبب فعلا نفسيا سيئا ينتج سلوكا عصبيا يصل إلى مراحل حرجة يؤثر تأثيرا مباشرا وحادا على الفرد في حياته اليومية.
وفي مرضى الاكتئاب النفسي وهو شكل متطور من الاختلالات النفسية الناتجة عن عدم تقبل الواقع المسبب لردة فعل عكسية تتمثل بميل طبيعي على تبني النظرة السوداء والتفسير السلبي لكل المواضيع التي يعيشها الفرد, بهذه الحالية المتأزمة, تحدث الكوابيس بصفة متكررة أثناء النوم ويكون محتواها في كل الأحوال أحداث تبعث على المزيد من السوداوية والسلبية الرافضة للواقع والمبررة أيضا له فيصحو المريض من نومه أو ينتبه من أسترسالاته التحلمية ليستقبل الواقع وهو في أسوأ حالاته النفسية .
أما مرضى الفصام أو ما نسميه بالشخصية المتباينة فتظهر في السرد الحلمي عندهم أو في الاسترسالات الحلمية صور تتميز بالتطرف السلبي في تصويرها على النحو التي تدفع بالشخص المريض لتبني رؤية الأشباح والأصوات المخيفة التي تطاردهم أو تحضر لهم أثناء تلبسهم بالشخصية المغايرة السلبية والتي شكلت شرخا في صورة الشخصية الأساسية التي تمثل عنده الحالة المرضية في حالة اليقظة .
لعل الخطأ الذي تداركته بعض المدارس والمناهج العلمية المهتمة بدراسة علم النفس والأنثروبولوجيا هو تجاوز التغييب القصدي لمدلولات الأحلام من دراساتهم، لتقع هذه المحاولات في اطار شمولية وعموم الدراسة البحثية الأكاديمية الرصينة والمتكاملة للخروج برؤية متكاملة عن ظاهرة الحلم والتحلم وتعطي إجابات شافية وكافية تحيط بالموضوع وتستوعبه بصورة أفضل وأدق.
إن هذا الجهد القصدي لدراسة مدلولات الأحلام أدى إلى تطور في دراسة العلاقة الحقيقية بين الأحلام وصورة الشخصية الذاتية في أطارها الخاص والطبيعي من خلال اهتمام هذه الشخصية بفكرة دراسة سيكولوجية الذات الشعورية كواقع أكثر من تقبلها لمفاهيم السيكولوجية اللاشعورية
كما أنه يمكننا أن نعطي منهجية ومؤشرات حدية للمساعدة في اعطاء دور للتفسير الحلمي بتعليلات علمية للحدَ من الفوضى التفسيرية لعالم الأحلام من قبل أشخاص يعتمدون على مداركهم الشخصية أو تجاربهم دون أن تكون محكومة بالدراسة العلمية مما يزيد من للغط والتشويش على مرضى والأصحاء معا.
للناس الكثير من المبررات التي تدعمها هواجس أو انفعالات لا يمكن تجاوزها عن مطلبية التفسير, بل أن كثيرا من الأفراد وعلى مستويات مختلفة من التجربة الأجتماعية أو على المستوى العلمي تهتم بالأحلام إيمانا منها ما بأن العقل الباطن يخاطبهم أو بأن هناك إرادة خارجية تحاول الوصول إليهم من خلال الحلم أو أن البعض يفترض أصلا أن الحلول الإعجازية تأتي له من خلاله.
فظهرت للوجود وهذا ليس حديثا أو نتيجة للتطور ظاهرة تفاسير الأحلام لتراها تتجسد في كتب و مقولات وأراء تمتد من سرير النوم لتصل إلى أرصفة الشوارع؟ وترى النساء والرجال والشباب يقبلون بشغف على تفسير أحلامهم ,أو محاولة إيجاد أجوبة محددة ترضي ميلهم أو تبرر تفاؤلهم أو تبدد خوفهم منها, فلماذا هذا الاهتمام الملحوظ ؟, أهو من باب الأزمة الإنسانية التي باتت بحاجة إلى تفسير فعلاَ نظراَ لما يعانيه في يومياته على ارض الواقع؟ أم هي حالة هروب للأمام ,وهنا يصبح الحلم متنفسه الوحيد لمعرفة حدود إشكاليته الوجودية.
المشكلة التي يواجها دارسوا ظاهرة الأحلام هو أن فهم البعض من أن تناول موضوعات وبحوثات الأحلام في دراسة سيكولوجية الشخصية عندهم لها مردود وتصور سلبي ,أو أنها ليست أكثر من محاولة ترفية يستهدف من وراءها المتعة أو لرفض أو تثبيت مغالطة اتجاهات تصورية أو قناعات راسخه عند الكثيرين ما يجعل الرفض أو القبول متوقف على النتائج الملموسة التي يستحصلها العلم من وراء الدراسة وتوافقها مع القبول العملي بها.
ما يهم الباحثين في سيكولوجية الشخصية هو دراسة التأثيرات العملية للأحلام على شخصية صاحبها وعلى مجمل سلوكياته وما تتركه من أثر في صياغات السلوكية الحسية الفاعلة والمنتجة التي تعيد تصور الشخصية على الواقع ومنه.
وما يهم في أبحاث الدراسة السيكولوجية نقطتين مهمتين تتمحوران حول الكيفية التي تتسبب بها العوامل النفسية والعقلية أولا ,والنتائج الحسية للحلم أو التحلم على الفرد في إعادة صياغة جزء من تصوراته أو منهجية هذه الإعادة, أي محور الميكانيكية لصيرورة الحلم والغائية منه, ومن خلال ما هو خارج الرؤية الحرفية للحلم واعتماد رمزية الحلم ومحتواه الباطن وآلية التعامل معه أي ردود فعل الشخصية في الواقع .
مثال عملي يقود إلى تساؤلات جديرة بالإجابة عليها دون أن نجزم بأن ما يمكن أن يكون في المثال هو الأثر العام فكثيرا من الأفراد يعتقدون أن تجاوز الأحلام وعدم المبالات بها انتصارا للعملية والعقلانية في ممارسة حياتهم بل أن البعض يرى فيها عوامل سلبية على الشخصية لو تمسكنا بها لأنها تتعارض أما مع معتقدهم الشخصي أو تكوينهم العلمي والعملي.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الأحلام بالعقل ونظامه التشغيلي
- الحلم ومحدد الزمن
- الأحلام صور عقلية منتجة
- إشكالية الحداثة في تجسيدها للواقع الما بعدي
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح1
- أزمة الفهم الديني وإشكاليات القراءة ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح2
- الولادة الفكرية وأزمة التكوين ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح1
- الحداثة وفلسفة تجديد الحياة ح2
- سلعو وشنه , قصة قصيرة
- التجديد الفكري واعادة قراءة الفهم الديني
- الكتب والصحف في النص القرآني
- مفهوم التناقض والتضاد
- الحاجة والضرورة اختلاف مفاهيم ودلالات
- النظام الأثري وقيمه
- التنظير و النقد الفكري
- مصطلح الأثرية
- الحوار ومبدأ التواصل ح1
- الحوار ومبدأ التواصل ح2


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الحلم في دائرة الفهم العلمي