عماد ورغد .. حلقة 4

حبيب هنا

الحوار المتمدن-العدد: 4584 - 2014 / 9 / 24 - 16:39
المحور: الادب والفن
    

مشهد(31 ) نهاراً داخلي
أبو عماد يحفر داخل المطبخ في نفس المكان الذي تسربت منه المياه، ينزل في الأرض عميقاً حتى يتمكن من إصلاح الماسورة. هدى تقف إلى جواره لمساعدته، ترى طرف كيس نايلون أسود. تلفت نظر أبيها إليه.

موسيقى

( خان يونس البيت)
هدى: أنظر يا أبي إلى الكيس الأسود.
أبو عماد: ما به يا بنيتي؟
هدى: أحفر عليه قد يكون بداخله شيء.
أبو عماد: وقد يكون جاء مع
ردم الأرض قبل البناء عليها.
هدى: ممكن،ولكن من أجلي أحفر ليطمئن قلبي.
أبو عماد: من أجلك أفعل أي شيء.
(يحفر، يمتد الحفر عميقاً، يفتح باب الكيس، ينظر إلى داخله ثم يسحبه إلى أعلى، تمسك هدى طرفه وتساعد أبيها. يصل أرض المطبخ ويستقر فوقها.)
هدى: يوجد فيه قمقم بلاستيكي.
قطع

مشهد(32) نهاراً عصراً داخلي
عماد ورغد يجلسان على مقعد الأرجوحة في حديقة الفيلة يتبادلان الحديث والضحك. الحاج ينظر إليهما من الشباك، تأتي زوجته وتقف إلى جواره. يداهمها إحساس غريب تحاول عدم الإفصاح عنه، يلكزها الحاج بيده وهو ينظر إليها.

موسيقى

(غزة فيلة الحاج)
الحاج: رغم صغرهم فهم مناسبين لبعضهم أليس كذلك يا حاجة؟
الحاجة: مازالا صغار على هذه الأمور.
الحاج: ها نحن ننتظر حتى يكبران.
الحاجة: وهل ستبقيه عندنا؟
الحاج: لا أخفيك مازلت محتاراً بين إعادته إلى أهله وإبقاءه عندنا!
(يخرج من الغرفة ويتجه صوبهما. تلحق به الزوجة)
الحاج: كيف عماد يا رغد؟ هل يتعبك أم يريحك؟
رغد: إنه صديقي وأنا أحبه!
(ضحك الحاج وهو يقول)
الحاج: هيا بنا يا عماد حتى نزور الدكتور في عيادته الخاصة للمراجعة وسماع الإرشادات التي نتبعها.

قطع

مشهد(33) نهاراً عصراً داخلي
رغد مازالت جالسة مكانها على مقعد الأرجوحة. خليل يجلس إلى جوارها في المكان الذي كان يجلس فيه عماد.
موسيقى

(غزة فيلة الحاج)
خليل: لماذا كنت تضحكين مع عماد؟
رغد: وما دخلك أنت. إنني أحبه أكثر منك، وإياك أن تبقى جالساً مكانه عندما يحضر.
خليل: تحبيه أكثر مني وتهدديني من البقاء جالساً مكانه. حسناً، عندما يأتي سأطرده من البيت!
رغد: عندما يأتي أبي سأقول له.
خليل: هذا البيت بيتنا ولن أبقيه فيه وقولي لأبيك ما تشائين وأنا سأفعل ما أشاء!
قطع

مشهد(34) ليلاً خارجي
الشرطة تداهم الحوش وتبدأ بتفتيشه. عدد منهم يقوم بالتفتيش بين زكائب حديد الخردة وآخرين في غرفة مبيت الحارس.
الحارس مرتبك وهو يراقبهم، وكلما حاول الحديث أو التحرك منعه الشرطي الذي استمر واقفاً عنده، وعندما وجدوا ما يبحثون عنه وضعوه في السيارة، وقبل أن يقتادوه إلى المركز قال له الضابط: أرأيت عما كنا نبث؟ هناك ستتحدث عن كل شيء.


موسيقى

(غزة شارع صلاح الدين)
الحارس: فقط أبلغوا صاحب الحوش حتى يحرس حوشيه.
الضابط: لا تقلق سنبقي شرطيين للحراسة وعندما نصل المركز نتصل به نبلغه أيضاً أنك تروج الحبوب المخدرة !

قطع

مشهد(35) نهاراً داخلي
المحقق يستجوب الحارس في حين الحاج يجلس في قاعة الانتظار. الحاج قلق لا يعرف أسباب استدعائه، كل ما يعرفه هو ما جاء بالهاتف: عليك الحضور إلى مركز الشرطة في الساعة العاشرة. وها هو مازال ينتظر حتى يتفضلوا بلقائه ووضعه في صورة الأمر.


موسيقى

(غزة مركز الشرطة)
الحاج: مازلت أنتظر لوضعي في صورة طلب حضوري إلى المركز، فهل تفضلتم بإبلاغي ما الأمر؟
الشرطي: حين يطلبوا مني إدخالك سأفعل!
الحاج: وراءي مصالح ولا بد من انجازها، فأنا لست عاطلاً عن العمل ولا أستطيع إضاعة وقتي هكذا.
الشرطي: ليت الأمر بيدي حتى أنهيه بسرعة. الحاج: إذن سأغادر إلى عملي وحين يفرغوا لي اتصل بي كي أحضر.
الشرطي: لا تستطيع، أبلغوني بوجوب بقائك هنا حتى يلتقوك.

قطع

مشهد(36) نهاراً ظهراً داخلي
الحاج مازال في حالة قلق يتفاقم كلما مضى الوقت. يتساءل: الشرطي يقطع عليه التفكير بعد رنين الهاتف.
موسيقى

(غزة مركز الشرطة)
الشرطي: تفضل بالدخول للغرفة رقم 4 الموجودة في نهاية الممر.
(الحاج يدخل الغرفة ينهض الضابط)
الضابط: نحن آسفون على تأخيرك عن مصالحك ولكن للضرورة أحكام.
الحاج: أرجو أن تطلعوني ما الأمر؟
الضابط: لا تقلق. داهمنا ليلة أمس الحوش الخاص بك بعد ورود معلومات عن وجود حبوب مخدرة فيه يتم الاتجار بها، وحين حققنا مع الحارس تبين أنه هو من يروجها دون علمك ولا علاقة لك بالأمر، وقد تم اعتقاله وإحالته إلى النيابة العامة. والآن اطمئن أنت وبإمكانك الذهاب إلى عملك.
الحاج: ومن سيعوضني عن سرقة الحوش والمس بسمعتي ومكانتي بين الناس.
الضابط: بالنسبة إلى الحوش أبقينا شرطيين حتى هذه اللحظة من اجل المحافظة عليه. وأما سمعتك لم يمسسها أحد بدليل أننا لم نداهم بيتك أو نقتادك بسيارة الشرطة وطلبنا منك الحضور تلافياً للشبهات.

قطع
مشهد(37) نهاراً عصراً داخلي
الضابط المسئول يترأس اجتماع الطاقم المشرف على التحقيق لمناقشة ملف القضية. الضابط يخرج بنتيجة وجوب متابعة الحاج خوفاً من أن يكون ضالعاً بعملية ترويج المخدرات والحارس تستر عليه تبعاً لاتفاق سابق بينهما.
الضابط يعطي تعليماته لتشكيل من بغرض المتابعة ورصد تحركات الحاج وتقديم تقريره أولاً بأول.
موسيقى

(غزة مركز الشرطة)
قطع

مشهد(38) نهاراً عصراً داخلي
الحاج يجلس على مقعده خلف المكتب في غرفة الحوش، يجري بعض الاتصالات مع المعارف يسألهم عن حارس جديد يعمل لديه يكون أميناً وذو خلق حسن.


موسيقى

(غرفة الحوش)

قطع

مشهد(39) نهاراً خارجي
أبو عماد جالساً في السيارة ينظر إلى المباني والأشجار والورش التي يمر عنها، يتأمل الورود المتفتحة في الأراضي الخالية مع بدايات الربيع، يستوقفه قطيع الماشية الذي يلتهم الحشائش التي حرم منها طوال فصل الشتاء بشهية مفتوحة لا تعرف التوقف. يضحك في سره ويسأل نفسه. موسيقى
(شارع صلاح الدين في السيارة)
أبو عماد: إلى أين أنا ذاهب؟
آه.. تذكرت!

قطع

مشهد(40) نهاراً خارجي
أبو عماد يسير على الأقدام باتجاه السوق صوب بوتيك أبو العبد الرجل الذي أسكنه في بيته المهجور في خان يونس، يحدث نفسه: كل شيء تغير حتى هنا خلال العامين الماضيين. لم يكتف التغير بالمقبرة الشرقية في الشجاعية بل أيضاَ وصل كافة المناطق. عمارات هدمت وأخرى شاهقة ارتفعت مكانها، محلات كثيرة استبدل عملها وأناس آخرين انتقلوا للسكن هنا
أو للعمل. أبو عماد يصل بوتيك أبو العبد، يدخل إلية، ينهض عبد ويستقبله.

موسيقى

(غزة حي النصر)
عبد: (يسلم عليه) أهلاً عمي أبو عماد.
أبو عماد: يا ابني عبد، كيف حالك وحال أبيك.
عبد: حالي والحمد لله، وأما أبي فرحمة الله على روحه.
أبو عماد: عظم الله أجركم. والله يا ابني لم أكن أعلم وإلا لما تأخرت عنكم.
عبد: أعرف ذلك يا عمي. ولكن كيف حالك أنت وحال الأولاد؟ هل سلكت أمورك؟
أبو عماد: نحمد الله.
عبد: هل تحتاج شيء يا عمي؟
أبو عماد: كنت أنوي سؤال أبيك إن كان يرغب في بيع البيت الذي نسكنه.
عبد: كان أبي يقول أذا جاء أبو عماد يطلب البيت فهو له بنصف ما يدفع الناس، وأنا سأعمل بوصية أبي.
اسأل ويكفي منك نصف ثمنه.
أبو عماد: بارك الله فيك يا ابني.

قطع

#حبيب_هنا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات