أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحكيم عثمان - شروط وضوابط الجهاد في الشريعة الاسلامية.













المزيد.....

شروط وضوابط الجهاد في الشريعة الاسلامية.


عبد الحكيم عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4582 - 2014 / 9 / 22 - 00:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السلام عليكم ورحمة الله:

للجهاد في الشريعة الاسلامية ضوابط وشروط وهي كما يلي:

الشرط الأول: صلاح النية

من شروط الجهاد الشرعي: صلاح النية، بأن يقصد المرء بعمله وجه الله والدار الآخرة، لا يريد شيئا من الدنيا، ولا يكون جهاده من أجل حزب، ولا جماعة، ولا تنظيم، ولا دنيا يقصدها، وإنما يكون عمله لله -عز وجل-، يريد به وجه الله والدار الآخرة، كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه-: «سُئِلَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً، وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً، وَيُقَاتِلُ رِيَاءً، أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيَا، فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ»، قاتل لتكون كلمة الله هي العليا، وقد جاءت النصوص الشرعية بالترغيب في إصلاح النية في جميع الأعمال ومنها الجهاد، لتكون تلك الأعمال مقبولة عند الله -عز وجل- كما قال سبحانه: {مَن كَانَ يُرِيدُ العَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا} [سورة الإسراء {مَن كَانَ يُرِيدُ الحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [سورة هود ومن هنا فلا بد من تصحيح النية في جميع الأعمال لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى، فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَهِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ لِدُنْيَا يُصِيبُهَا، أَوِ امْرَأَةٍ يَتَزَوَّجُهَا، فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ»

الشرط الثاني: مراعاة المصالح والمفاسد

من الضوابط الشرعية التي جاءت بها الشريعة في باب الجهاد: مراعاة تحقيق المصالح ودرء المفاسد، فإن الجهاد ما قُرِّرَ إلا من أجل رفع كلمة الله -عز وجل-، فإذا كانت مقاتلة الإنسان لغيره ستؤدي إلى تسلط الأعداء، وتؤدي إلى جعل الناس يبتعدون عن شريعة الله ودينه، وتؤدي إلى جعل كل من سمع بدين الإسلام ينفر منه ولا يقبله، فحينئذ لا بد من مراعاة المصلحة الشرعية في ذلك.

الشرط الثالث: القدرة على قتال العدو

من الضوابط الشرعية فيما يتعلق بباب الجهاد أن يكون هناك قدرة على مقاتلة العدو، فإن لم يكن بالمسلمين قدرة على مقاتلة العدو، فإنه حينئذ لا يجوز لهم الدخول في هذا الباب حتى يكون لديهم القوة والقدرة، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- في أول الإسلام لم يشرع له الجهاد، بل قد نهي عن القتال لكون أهل الإسلام ليس لهم دولة ولا إمام، ولكون أهل الإسلام لم تكن قدرتهم مكافأة مع أعدائهم، فلو دخلوا مع أعدائهم في قتال لأدى ذلك إلى تسلط الكفار على المسلمين، وأدى ذلك إلى القضاء على أهل الإسلام، ويقطعون الخير الذي أنزله الله -عز وجل- على نبيه -صلى الله عليه وسلم-.

والقدرة تكون في الأموال والسلاح والأبدان، ولهذا أمر الله -عز وجل- بإعداد القوة كما قال -سبحانه-: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ } [سورة الأنفال : الآية 60].

الشرط الرابع: مراعاة العهود والمواثيق

ومن الضوابط الشرعية في باب الجهاد: مراعاة العهود والمواثيق التي يعقدها أهل الإسلام، فإذا كان هناك عهد وميثاق، فإنه لا يجوز نقضه باسم الجهاد، وإذا خِيفَ من العدو أن يقاتل المسلمين في وقت العهد والميثاق فإنه حينئذ يُبَلَّغُونَ بانتهاء العهد والميثاق، كما قال -سبحانه-: {وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ} [سورة الأنفال : الآية 58] يعني: حتى تكونوا جميعا على حال متساوية من العلم بإمكان غزو الآخرين لكم.

إن الشريعة نصت على وجوب التزام العهود والمواثيق في كثير من النصوص الشرعية، منها: قول الله -جل وعلا-: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} [سورة المائدة : الآية 1]، وقوله -سبحانه-: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ العَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا} [سورة الإسراء : الآية 34 ].

وجاءت الشريعة بالتحذير من الخيانة والترهيب منها، وبيان سوء عاقبتها في الدنيا والآخرة، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «يُنْصَبُ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيُقَالُ: هَذِهِ غَدْرَةُ فُلَانٍ»)، وجاء في الحديث الصحيح أن من خصال المنافق أنه: «إِذَا عَاهَدَ غَدَرَ»

الشرط الخامس: الجهاد يجب أن يكون مع إمام

من الضوابط المتعلقة بالجهاد: أن الجهاد لا بد أن يكون مع إمام، إذ لو لم يكن الجهاد مع إمام لكان ذلك فوضى، ولكان سببا من أسباب تفرق المسلمين، وتسلط العدو عليهم، لأنه لا بد في الجهاد من ولاية يرجع الناس إليها، ويستأمرونها، ويستأذنونها، وتجتهد في أحكام الجهاد، وتنظر ما يُصْلح المسلمين، وما يلحق السيئات والعواقب الرديئة بهم، ويعرف مكامن العدو، ولو لم يكن هناك ولاية وإمامة فلا يكون هناك جهاد، ويدل على ذلك النصوص الشرعية الثابتة منها: قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إِنَّمَا الْإِمَامُ جُنَّةٌ، يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيُتَّقَى بِهِ، فَإِنْ أَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ- وَعَدَلَ، كَانَ لَهُ بِذَلِكَ أَجْرٌ، وَإِنْ يَأْمُرْ بِغَيْرِهِ كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ»

الشرط السادس: استئذان ولي الأمر:

إذا تقرر هذا فلابد من استئذان الأئمة والولاة، فمن كان تابعًا لإمام وفي رعيته وجب عليه أن يستأذن إمامه في الجهاد قبل أن يقدم عليه، وهكذا كان حال الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- انطلاقا من النصوص السابقة، ولذلك جاء في الحديث عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، يَسْتَأْذِنُهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ: «أَحَيٌّ وَالِدَاكَ؟» قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: «فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ».

الشرط السابع: استئذان الأبوين

من ضوابط الجهاد: أنه لا بد من استئذان الأبوين في الجهاد، الذي يكون من فروض الكفايات، ولا يجوز لإنسان أن يخرج للجهاد والقتال، وهو لم يستأذن من أبويه، أو لم يستأذن من إمامه.

الشرط الثامن: ألا يقاتل غير المقاتلين

ومن ضوابط الشريعة فيما يتعلق بباب الجهاد: ألا يقاتل غير المقاتلين، فالنساء والصبيان والشيوخ الكبار ومن لا يقاتل، لا يشرع قتالهم، ولا يعد قتالهم من الجهاد الشرعي، وقد جاء في عدد من النصوص الواردة عن الأئمة: أبي بكر، وعمر، وعثمان -رضي الله عنهم- في إرسالهم للجيوش والسرايا أنهم يوصونهم: ألا يقتلوا وليدًا، ولا شيخًا فانيًا، ولا امرأة، ولا معتزلا في صومعة، وهم في هذا مقتدون بالنبي -صلى الله عليه وسلم فإنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ، وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: «اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا.

شرط التاسع: إعداد العدة والتخطيط له

ومن شروط الجهاد: أن الجهاد لا بد أن يكون بإعداد وتخطيط وبتجهيز مسبق، فإن لم يكن الأمر كذلك فإن هذا ليس مما يوافق مقصد الإسلام مما يتعلق بالجهاد، قال ابن قدامة: قال الإمام أحمد: “لا يعجبني أن يخرج المسلم مع القائد إذا عُرِفَ بالهزيمة وتضييع المسلمين، وإنما يغزو مع من له شفقة وحيطة على المسلمين”

الشرط العاشر: لا جهاد بغير علم

المقصود أن باب الجهاد باب شرعي لا بد فيه من مراعاة الشروط والضوابط الشرعية، ومن أدَّاه على غير وجهه لا يكون بذلك موافقا للشرع، وقد يكون فعله مما ينتج ضررًا وسوءًا وخطيئة أعظم مما يحققه من مصالح ومن تحقيق لمقاصد دين الإسلام.

ولكم التحية



#عبد_الحكيم_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناقض الفكري للكاتب سامي لبيب والكيل بمكيالين 2
- التناقض الفكري للكاتب سامي لبيب والكيل بمكياليين
- من أجنحة السوبر ماركت الاسلامي
- ليش سوبر ماركت؟,وليش تناقضات؟,وليش موائمات؟
- الكوكل والفس بك, كتابين ألكترونين
- هناك منهجين فكرين لدى المسلمين
- العصور الوسطى, وعلاقتها بالحجاب
- الدسقولية ,كتاب ديني ويحوي تعاليم وقوانين الاباء الرسل, وهو ...
- لايوجد للحجاب ستايل في الاسلام, ولايمكن تقيم الدين من خلال م ...
- بكيفهم وحسب مزاجهم وكيفيما يشاؤون ويشتهون
- أنه صراع فرض ارادات وكسر عظم, وليس له علاقة بصراع الحضارات أ ...
- ماتصنيفك لما يلي سيد سامي لبيب 2
- ما تصنيفك لمايلي سيد سامي لبيب
- حماس,أيضا على صحيح الدين
- اسباب تغول وتمدد الدواعش
- فهم معاصر لتفيذ حد السرقة
- احكام وشروط قطع يد الساق في الشريعة الاسلامية
- ليست المشكلة أن نؤمن بحق أسرائيل, ولكن كل المشكلة ان تؤمن اس ...
- هل مايطرحه الكاتب سامي الذيب؟ يدخل في باب الاجتهاد أو انه طر ...
- أين آثارهم بعد حين ياداعشيين


المزيد.....




- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الحكيم عثمان - شروط وضوابط الجهاد في الشريعة الاسلامية.