أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - بعد تحرير العراق …لن تكون خيارات الفاشست هي ذاتها خياراتنا















المزيد.....

بعد تحرير العراق …لن تكون خيارات الفاشست هي ذاتها خياراتنا


كامل السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 335 - 2002 / 12 / 12 - 01:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

حين يرحلون غير مأسوف عليهم ، فإننا في حلٍ من صداقاتهم كما عداواتهم …!

حين تغرب غيمتهم السوداء ، ستجر معها لاشك أذيالها ، رموز وشخوص وعلاقات وتحالفات وتاريخ ، لا شأن للعراق به ولا العراقيين ، فنحن… نحنْ أول ضحاياهم ، ونحن نحنْ آخر الضحايا …!

أقول هذا بمناسبة جدلٍ دار ويدور ، حول تصريح هذا المعارض أو ذاك بشأن العلاقة القادمة مع إسرائيل ، أو زيارةٍ قام بها هذا العراقي أو ذاك لإسرائيل ، أو آخر يريد إغلاق سفارة فلسطين في بغداد وطرد الفلسطينيين من بيوتنا التي استولوا عليها بعد نزوحنا الكبير بفضل بطل التحرير القومي صدام حسين ....!

نحن والعالم جميعه يعرف أننا كنا كما الكويتيين ضحايا لصدام حسين ولبعض الفلسطينيين ، ولا أقول كلهم .

لقد كان فلسطينيو جبهة التحرير العربية ، المخلب الصدامي كما غيرهم إبان انتفاضة شعبنا الباسلة في 1991 ، ولكن أهم الفلسطينيون وحدهم من عول ويعول صدام عليهم باستمرار ؟ لا …. فكل عربيٍ ضللته الشعارات وفصلت مقاسات ثوب وعيه مسلمات الأجداد والجدات ، وقف في الخندق الصدامي ، لأنه الأرخص والأوفر عطاءٍ ، والمتيسر ، إذ تتعسر الخيارات وتتعذر بحكم القبضة الحديدية لحكامنا في العالم العربي .

صدام حسين ، كان البهلوان الذي يرقص على الدبكة الفلسطينية في عرض الشارع ، وفوق هذا هو من يدفع لمتفرجيه من أموال شعبه المغيب والمنتهك والمسحوق ، فلم لا يؤيده المؤيدون ؟.

ولكن هذا لا يعني أننا سنعاقب الأبرياء بجريرة من أذنبوا ، لا .

وبذات الآن فنحن في حل من صداقة صدام حسين للفلسطينيين ، نحن في حلٍ من أخوة الدم ، والمصاهرة الغير شريفة بين فاشست البعث ومتلقو التبرعات من إرهابيو الداخل الفلسطيني …!

لقد كانت القضية الفلسطينية همّاً عراقياً لأكثر من نصف قرن ، همّ الشعب كما الحكام ..

وكانت على الدوام مطية الحكام لإذلالنا وابتزازنا وإسكات أصواتنا ، لأنه وحيث يكونوا على باطل في كل شيء ، فهم على حق في هذه ، وكان هذا أخطر مصائبنا وأكثرها إيلامنا ..!

وكما هو الحال عندنا ، فهو ذاته لدى الآخرين من أشقائنا العرب .

وأقسم إنها جيرت باتفاق ضمني خبيث بين الحكام من جهة ، وبين القوى العظمى وإسرائيل ذاتها من جهةٍ أخرى ، لإلهائنا عن اللحاق بعجلة التقدم والتنمية والديموقراطية .

لقد تركت القضية الفلسطينية ملفاً مفتوحاً ، يتسابق الطغاة على حفظ نصوصه والإضافة إليها وتجديد أوراقها ، كلما اصفرّت وبهت لونها واعتراها الذبول …!

تركت القضية الفلسطينية سوق عكاظ ، يتسابق القادة الإسرائيليون لإلقاء نصوص التوسل والبكاء من على منابرها مطالبين العالم الحر لإنقاذهم من العرب والمسلمون الذين يريدون إلقاءهم بالبحر .

فضللتهم المضلة الأمريكية والأوربية ، وتعهدت جنين ديموقراطيتهم حتى شب عن الطوق وقوي عوده وصار الجنين قوةٍ اقتصادية عظمى لا تقل قوة عن نضيراتها من صغار طيور السرب الغربي الحر ، كالسويد وبلجيكا والنرويج وغيرها …!

أما في معسكرنا ، فإن حكامنا فعلوا العكس ، إذ حجبوا شمس الحقيقة عنا إذ مرروها من النفق الفلسطيني الغير قابل وبإجماع كل الأطراف على أن لا يفتح ، أو ينسف …!

وشتان بين ما أراده حكامنا …وما أرادته إسرائيل …!

شتان بين استثمار لمصلحة الشعب اليهودي ، وبين استثمار لمصلحة حكامٌ متخلفون ، تحركهم من وراء الحجب الخفية ، نصوصٌ عتيقةٌ وطلاسم لا تجرؤ على مواجهة نور العقل ولا شمس الحقيقة ، فتنزوي في الخفاء لتبطش بكل معترض بقوة التكفير وسيف الله المزعوم .

ورحم الله السادات إذ قال هو حاجزٌ نفسي يجب أن يحطم ، وكان أول من فتح ثغرة في هذا الحاجز ، وكان أول ضحاياه …!

لماذا يراد لنا نحن الشعوب ، أن نستمر في عداء زائفٍ لإسرائيل ، عداءٍ كانت تريده إسرائيل إبان الحرب الباردة ، وكان ولا زال يريده حكامنا أو بعضهم زيفاً من أجل إعاقة تمونا الطبيعي أسوة بكل خلق الله …؟

لماذا يجيز الحكام لأنفسهم أن يتحالفوا تحت الطاولة ، ويتركونا كالبهلوانات نرقص فوق الطاولة على إيقاع الدبكة الفلسطينية …؟

لماذا يفرضون علينا طقوس عداوةٍ زائفةٍ ، ولا يسمحوا لنا بقراءة جديدةٍ عادلةٍ لنصوصهم وطلاسمهم ، بتجردٍ علمي وبدون خوفٍ أو ضغوطٍ من الوعاظ وسيف الوعاظ المسلول على رقابنا منذ أيام الفتح حتى يوم الله هذا..!

لماذا يريد لنا الحكام والوعاظ أن نظل عمياً عاجزين عن البحث عن زاد حر لوعينا بعيداً عن ما يلقوه علينا من فتات وعيهم المتخلف والعاجز والذي لا لون ولا طعم ولا نكهة له إلا نكهة الدم المحروق ، وتراب المقابر المتعفن …!

ولماذا نحن العراقيين بالذات …..ولماذا هو العراق بالذات من يريد له الآخرون أن يضل البعير الذي يحمل

كنوزاً ، وتحرم عليه كبشة حشيش ، لماذا …؟

 

أو ليس أولى بنا أن ننحاز ليهود العراق وهم أهلنا وكان لهم على هذا البلد فضل ويدٌ كريمة…

أهل بابل القدامى ، وسبايا ملوك بابل القدامى ، أحفاد إبراهيم الخليل ، أبا إسحاق ويعقوب والأسباط …

وإبراهيم كان هنا …كان في أرض ما بين النهرين ، ومنها خرج …!أ

أو ليس من المنطقي أن ننحاز لمسيحيونا العراقيين والعرب ، الطيبون المسالمون ، الذين حرموا من كثيرٍ من حقوقهم في أوطانهم الأصلية ، والذين لا تثقل أعناقهم نصوص العداوة لليهود ولا للبوذيين ، إذ ليس في المسيحية

تكفير وإقصاء للأخر …، ولا يدعون أن لديهم رسالة في إقامة مملكة الله على الأرض ، بل أن مملكة الرب في السماء كما قال المسيح…!

أو ليس أولى بنا أن نتصالح مع أنفسنا ، مع تاريخنا ، مع ضحايانا ، والذين صاروا لاحقاً أعداء لديهم أسباب القوة والمنعة ، إذ ملكوا نواصي العلم وعناصر التمدن ، والتي حرمنا منها بفضل أشياخنا وأشياخ أشياخنا الذين يحكمونا من قبورهم التي درست ، إلا في وعينا الجمعي وكتبنا المدرسية…!

وإذ نتصالح مع أنفسنا ، ونسوي الحساب مع الآخرين ، فأن القضية الفلسطينية التي غدت غولاً خرافياً ، مفرغاً من الداخل مثل طبل رهيب الحجم …أجوف ، ستأخذ حجمها الطبيعي ، وسينال الفلسطينيين إذا ما صلحوا حالهم فعلاً وكفوا عن أوهام تدمير إسرائيل ، سينالو حقوقهم في الأرض والدولة المستقلة…!

أود أن أقول أخيراً ، ليس من العدل تحميل الشعب العراقي المثخن بالجراح ،أي مسؤوليات جديدة…!

وليس لأحد بعد الآن ارتهان العراقيين وأموالهم وأرضهم لأي قضية خارج حدود الوطن العراقي ، وخارج اهتمامات عناصر الأمة العراقية ، من أكراد وتركمان وشيعة وآشوريين ويهود … وأكرر يهود …!

ستكون لإسرائيل سفارةٍ في العراق ، وليس هذا عيب ، بل هو أقل ما يمكن فعله للاعتذار لأنفسنا على الظلم التاريخي الذي وقع بحق يهود العراق ، ويهود المنطقة بأكملها …!

وسنزور إسرائيل ، بل وسنتحالف معها ، وسيفعل الجميع ، الأمر ذاته في القريب ، والقريب جداً ، وستنطوي صفحة العداوة ، وينكمش حراس العقيدة في جحورهم حتى يتعفنوا ..!

 

 



#كامل_السعدون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة لموقعنا الرائع بمناسبة سنويته الأولى
- نعوش ….ونعوش أخرى
- خريطة المنطقة العربية بعد سقوط صدام حسين
- الفتى الذي حارب الكفار وحده…!!
- على خلفية النشيد …
- استنساخ
- بحر ايجة
- كوابيس سلطانية


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - كامل السعدون - بعد تحرير العراق …لن تكون خيارات الفاشست هي ذاتها خياراتنا