أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - كلمة كافر يجب أن تموت















المزيد.....

كلمة كافر يجب أن تموت


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4577 - 2014 / 9 / 17 - 17:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طوال عمري وأنا أقرأ بالكتب وأستمع لنشرات الأخبار وللبرامج الثقافية التلفزيونية الوثائقية أو غير الوثائقية, ولم أقرأ كلمة (كافر) ولم أسمع كلمة (كافر) إلا من مساجد المسلمين ومراكزهم الثقافية ومحطاتهم وقنواتهم الفضائية, إنني أكاد أجزم بأن الصين مثلا لا تستعمل فيها الناس هنالك كلمة كافر, فلا أظن بأن جماعة تقوم بقتل إنسان أعزل لمجرد اتهامهم له بالكفر, ولا أظن بأن دولة مثل اليابان تستعمل كلمة كافر, فلا يوجد أحد يستعمل هذه الكلمة إلا العربُ المسلمون , فمعظم الثقافات والأديان والمعتقدات نسيت كلمة كافر وماتت في شوارعهم ومدارسهم كلمة كافر ودفنوها وصلوا عليها وألقوا عليها تحية الوداع وكسروا خلفها جرة فخارية, فقط نحن المسلمون من نستعمل كلمة كافر وبكثرة وهي سهلة عند المسلمين ويداولونها فيما بينهم كما يتداولوا الأرز والطبيخ , ونطقها أو سهولة النطق فيها سهلة جدا أسهل من شرب فنجان من القهوة العربية.

, هذه الكلمة هي سبب طرد المسيحيين الموصليين من الموصل في العراق2014م وهي سبب قتل الفلاسفة والأدباء والشعراء والمثقفين, وهي سبب محاربة ابن رشد الفيلسوف الأندلسي الشهير وهي سبب قتل(السهروردي) على يد طاغية مجرم مثل(صلاح الدين الأيوبي) , هذه الكلمة هي سبب أزمتي الحالية في الأردن, وهي سبب كل الحروب الدينية القديمة وبعض حروب العرب الجديدة , وهي سبب إراقة الدماء في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين ومصر, هذه الكلمة يجب أن نتخلص منها بأسرع وقت وإلا قضت علينا جميعا.

ثم أن الله وحده هو من يعرف من هو المؤمن ومن هو الكافر وليس نحن لأن كلمة كافر كلمة مطاطية ولها معنى لغوي وآخر اصطلاحي, لا أعتقد بأن الله أباح للمسلمين قتل الكفار,ولا حتى للمسيحيين, فالله لم يأمر اليهود بقتل الكفار, ولم يأمر المسيحيين بقتل الكفار, وعندي دليل يعترف به أو تعترف به كل الأديان والمعتقدات والفلسفات ولا تكذبه كُتب التاريخ مطلقا, والدليل هو أن الله عندما خلق الملائكة جميعا, وعندما خلق آدم أمر الملائكة بالسجود لآدم إلا إبليس أبى أن يسجد, وهنتا الله لم يرد أن يعاقب إبليس بالرجم, لا ولم يفكر الله بأن يعاقب إبليس بالسجن, ولم يعاقبه بالموت ولم يأمر آدم وهو أبو الأنبياء بأن يحمل بلطة أو سكين ليقتل آدم, في كل الكُتب السماوية وغير السماوية التي بين أيدينا لم نجد فيها دليلا أو قولا أو أمرا صادرا من الله بضرورة قتل آدم لإبليس, فالله لم يأمر أحدا بقتل إبليس عقابا له على جريمة العصيان أو الكفر, وأيضا آدم نفسه عندما خالف أوامر الله لم يأمر الله حواء أو أي مخلوقٍ آخر من المخلوقات التي خلقها بضرورة تكفير آدم وقتله, فهذه الأفكار وضعها البشر من أجل خدمة سياستهم ومن أجل أن تخدم أجنداتهم الخاصة, فمن غير المعقول أن يأمر الله زانيا برجم زانية كما يفعل أغلبية الناس اليوم, ومن غير المقبول منطقيا أن يحمل الله سيفا بيده ليقاتل البشر خدمة لدينه, فهل من المعقول أن الله غير قادر على تحويل الناس من معتقدٍ إلى معتقدٍ آخر؟ هل الله محتاج إلى البشر ليدافعوا عنه وعن دينه.

إنه من غير المعقول أن نخالف نواميس الطبيعة وأن نخالف الدين نفسه, هذا الكلام أعتقد أنا بأنه غير منطقي, فنواميس الطبيعة تُحرم القتل تحت غطاء التكفير أو بحجة التكفير, ولو كان الله أمر المسلمين فعلا بقتل اليهود أو المسيحيين بحجة أنهم كفار لأمر أيضا آدم بقتل إبليس لأنه كفر وعصى, فماذا كان رأي الله في إبليس عندما كفر؟ كان أن نفاه من السماء إلى الأرض , وقال له: أذهب وافعل ما تريده واغوي الناس وأفسدهم وأنا سأحاسبك يوم القيامة في آخر الزمان, إذاً عقاب الكافر أن يترك وشأنه كما ترك الله إبليس الشيطان لشأنه وأرجأ عقابه إلى يوم الدين لكي يدينه الديان, وبهذا الله لم يعط أي أحدٍ من البشر رخصة وإذنا بالمباشرة بقتال الكافر أو المرتد, عقوبة الكافر والعاصي والفاسق والمذنب بيد الله وليست بيد البشر تماما مثل الروح والرزق, فالروح بيد الله, والرزق بيد الله , وعقاب الكافر بيد الله, إن الله أراد لنا من خلال قصة آدم وإبليس أن يقول لنا بأنه لا يجوز لأحد أن يقتل أحدا بحجة الكفر ولو كان الله يريد ذلك لعاقب إبليس الشيطان بالقتل منذ أن بدأ الله بخلق ورواية قصة الإنسان وهو في السماء والأرض.

والحكمة الربانيسة من كل ذلك هو أننا من الصعب علينا أن نعرف من هو الكافر ومن هو المؤمن, فهنالك ظاهرة معروفة وهي أن كل دين لديه من الحجج والبراهين الكثير الكثير مما يدل على أن دينه هو الدين الصحيح وبأن دين غيره دينٌ ليس صحيحا, وكل أصحاب مذهب من مئات المذاهب أو لنقل من عشرات المذاهب المنتشرة في الأرض لديهم دلائل كثيرة تشير إلى أن مذهبهم وعقيدتهم اصح من كل المذاهب والأفكار والمعتقدات, وأيضا هنالك أناسٌ نقول عنهم بأنهم كفار ومع ذلك إذا راقبناهم فسنعرف فورا أن لديهم أعمال خيرية كثيرة مهمة, فهنالك أغنياء كثر يطعمون فقراء كثر, وهنالك كفار يعملون في مجال الإغاثة الدولية وينقذون كثيرا من الناس الذين تحاصرهم الكوارث الطبيعية, وهنالك كفار يخدمون الحيوانات ويرعونها ويخدمون البشر ويرعونهم , لا يمكن أن نصل إلى تعريف محدد وواضح لمعنى كلمة كافر أو من هو الكافر, نحن في الحقيقة لا نستطيع أن نحدد ونقرر بأن فلانا من الناس كافرا علما أنه يساعد المحتاجين وغير ذلك, كلمة كافر كلمة مطاطية ويصعب جدا تحديدها أو وضعها في إطارٍ معين, إن الكفر مسألة نسبية, وهي كلمة أيضا يجب أن تموت لأنه لم يبقى على وجه الكرة الأرضية أحد يستعمل كلمة كافر إلا المسلمون, ولذلك يجيب أن تموت وتختفي هذه الكلمة من قواميس اللغة ومن على ألسنة الناس, ومن الواجب علينا ملاحقة كلمة كافر ومصادرتها ومعاقبة كل من يتلفظ بها أو ينطق بها من على لسانه أو يجهر بها, ويجب أن نعاقب كل إنسان يتهم الآخرين بالكفر من أجل قتلهم أو مصادرة أفكارهم وآرائهم, كلمة كافر يجب أن نحفر لها قبرا وأن نعلقها من رجليها, كلمة كافر يجب أن تموت وأن تغادر بيوتنا ومنازلنا إلى الأبد, يجب أن نكافحها كما نكافح , هذه الكلمة ندفع سنويا بسببها أرواحا كثيرة تقتل, هذه الكلمة تتسبب لنا سنويا بأزمات حادة وحروب وقتال ليس فيه هواده.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإله الأكثري أو إله الحد الأقصى
- أقتل أباك وستنهض
- الأنبياء ليسوا فوق النقد أو القانون
- إبريق الوضوء
- مشغول في حب نادين البدير
- دين الآباء والأجداد
- من أسباب تخلفنا 2
- السلطة والدولة في الأردن
- المسيحيون فتحوا المدارس والمستشفيات في بلداننا والعرب المسلم ...
- الوطن العربي بيئة غير صديقة للإنسانية
- هزيمة حماس في الجرف الصامد
- إما التعددية وإما الكارثة
- حملة إعلامية لتذكير المسلمين بفضل المسيحيين عليهم
- أخشى أن أتحول إلى مسلم متعصب
- اشتقتُ إلى نادين البدير
- لماذا أرسل الله يسوع الفادي؟
- القتل في العراق على الملابس والأزياء الطائفية
- من الصعب على الأغنياء أن يدخلوا ملكوت الله
- المسيحيون يطعمون بالمسلمين والمسلمون يقتلون بالمسيحيين(في ال ...
- حياتنا مرمطة


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - كلمة كافر يجب أن تموت