أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - من أسباب تخلفنا 2















المزيد.....

من أسباب تخلفنا 2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4562 - 2014 / 9 / 2 - 16:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين جاء الاستعمار الغربي إلى الدول العربية جاء معه العلماء والأطباء وأهم شيء المطابع,وكان هم المسيحيين التبشير بالإنجيل, ولكن كل الذين كرهوا الإسلام لم يتحولوا إلى الدين المسيحي بل تحولوا إلى أحزاب اليسار الشيوعية, ونمت الثقافة أولا في لبنان على أيدي المسيحيين الليبراليين ومن ثم بفعل عدم استقرار السلام في بلاد الشام هاجر اللبنانيون من بيروت إلى القاهرة وهنالك ازدهرت صناعة الكِتاب والمجلات الشهرية والأسبوعية والصحف اليومية, والثقافة والسينما ولولا المسيحيون الذين تقبلوا بكل رحابة صدر النهضة والثقافة لبقينا نحن العربُ المسلمون متخلفون أكثر من التخلف الحالي إلى ساعة إعداد هذه المقالة , وكانت نية الليبراليين والأوروبيين منذ البداية انشاء حكومات ودويلات عربية مدنية علمانية, ولكن الهوى لم يأتِ كما يقال على سوى, فاتجه العربُ إلى الشيوعية وإلى أحزاب اليسار,مما خيب ظن الأوروبيين بهم ففكروا فورا بخلق ودعم دولة في الشرق الأوسط أسمها(إسرائيل).
أيضا من ناحية أخرى نمت ظاهرة العلمانيين في الوطن العربي وهؤلاء وصلوا إلى الإمساك بزمام السلطة الثقافية ووصلوا إلى أعلى المناصب الإدارية في أجهزة الدولة عن طريق الأحزاب القومية الاجتماعية ذات الطابع الاشتراكي,وتغلغلوا في الأجهزة البيروقراطية, ولكن لم تكن الأحوال لتستقر استقرارا شاملا يعود بالنفع وبالفائدة على الوطن العربي ذلك أن المد الشيوعي السوفييتي اخترق أفريقيا مصر وآسيا الشام وجزء من الخليج العربي وعلى رأس تلك الدول سوريا والعراق, فظهرت ظاهرة المد القومي الاشتراكي في المنطقة وظهرت الأحزاب القومية في العراق والشام ومنها القومي الاجتماعي والبعثي السوري ومن ثم العراقي, وبدل أن تتجه الدول العربية إلى الليبرالية وإطلاق الحريات العامة والسماح للأحزاب السياسية أن تمتد بجذورها في الوطن العربي, نع, أخذ هؤلاء القوميون يعتقلون كل معارض لفكرهم الاشتراكي وسجنوا المخالفين لهم بالرأي وسحلوا بالشوارع قادة الفكر الليبرالي الحر وقادة الجيش الأحرار, مما دفع إلى ظهور ظاهرة أخرى مأساوية جدا وهي ظاهرة (التعصب والتشدد) فظاهرة التعصب العقائدي والفكري لم تكن لتصيب الاتجاهات الإسلامية بل أصابت القوميين من البعثيين والاشتراكيين أولا مما دفع بأصحاب الفكر الليبرالي إلى فتح قنوات جديدة على الولايات المتحدة الأمريكية ولكن بصورة مختلفة عن الليبرالية الحقيقية فغذت الولايات المتحدة الأمريكية الجماعات الإسلامية بالمال عن طريق السعودية وظهرت ظاهرة الإخوان المسلمين وكانت أولا تعرف باسم(إخوان نجد) تحت قيادة رجل يدعى(حسن الساعاتي) الذي عُرف فيما بعد باسم(حسن البنا) وكان هدف تلك أو هذه الجماعة الوصول إلى السلطة وقمع الشيوعيين والاشتراكيين والماركسيين أي كافة أطياف وأحزاب ومؤسسات اليسار, فقامت بمساعدة الضباط الأحرار في مصر وعلى رأسهم جماعة عبد الناصر, ولكن الناصريين انقلبوا على الإخوان وانقلبوا على أمريكيا والنظام الليبرالي وفتحوا قناة اتصال بينهم وبين السوفييت وأمموا قناة السويس مما أدى إلى دعم دويلة إسرائيل لتكون القاعدة الوحيدة للأمريكان في ذلك الوقت, قاعدة يثقون بها أكثر مما يثقون بالعرب الذين كان يصفهم تشرشل -بالخونة-رئيس وزراء المملكة المتحدة, فنمت إسرائيل وانتعشت على حساب خيانة القادة العرب لأمريكا وللفكر الليبرالي الحر, وكان محمد نجيب من كبار الضباط الأحرار مع عبد الناصريسعى إلى إقامة دولة مدنية ليبرالية في مصر فسجنه عبد الناصر وانقلب عليه في ليلةٍ وضحاها, لهذا السبب بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تفكر بغزو الشرق الأوسط بتغذية الجماعات الدينية في الدول العربية فانتشرت ظاهرة بناء المساجد وتقليص وتحجيم الثقافة الليبرالية ذلك أن أمريكيا لم تعد تثق بالليبراليين العرب وكل ذلك على حساب البترول السعودي والكويتي والقطري والإماراتي وظهرت الجماعات الإسلامية المتشددة وتم توجيهها إلى أفغانستان, ومن ثم صرنا نعرف القاعدة.

إن ما حدث من صراع وتشدد كان كله بسبب خيانة الليبراليين العرب لبريطانيا المملكة المتحدة وبسبب خيانة هؤلاء القادة للولايات المتحدة الأمريكية, ومن يومها والفكر الديني يتغلغل فينا ويقود المجتمعات العربية إلى طريق الفكر الواحدي المتصلب والمتشدد, وأيضا قبل ذلك أراد الشيوعيون اعتقال كل مخالف لهم وأيضا هذا الفكر متصلب ومتشدد وحتى ننجو منه توجهت النخب المثقفة إلى الاحتماء بالأحزاب الدينية المتعصبة, فنحن وقعنا بين فكين, الفك الشيوعي المتصلب تحت غطاء القومية والبعثية, وثانيا تحت لواء الجماعات الإسلامية لذلك انتشر التخلف وانتشر الجهل وانتشر التعصب والتشدد والانحياز إلى الفكر الواحد, وحين ادعى بعض القوميين أنهم قوميون ومتحررون من التعصب الديني إلا أنهم هم أيضا انقلبوا على الليبراليين وعلى القوميين أنفسهم من نفس الحزب والجماعة, فانقلب الأسد على البعث وطارد قادته واستبدلهم بأقاربه وكذا حصل في البعث العراقي, وكأنك يا أبو زيد ما غزيت, مما دفع الأمريكان مرة أخرى إلى مد وتغذية الجماعات الإسلامية المتشددة والمتعصبة, فأصبحت مدننا وقرانا ساحة يلعب فيها المتعصبون, وبيئة مناسبة للإرهاب, والفقر والجوع وفساد البعث العشائري والبعث العراقي العشائري, وكل الحكام العرب الذين أطلقوا يد المفسدين في أجهزة الدولة ساعدت هي أبضا على الفقر والجوع وثراء فئة على حساب فئة مما أدى بالمتمردين إلى التوجه للجماعات الإسلامية المتشددة لكي تحصل منها على لقمة الخبز حتى وإن كانوا غير مقتنعين بالإسلام.
وبعد سقوط نظام صدام حسين في العراق الذي كان يجلد الشيعة ويستأثر بأقربائه من السنة الموالين له, ظهرت في العراق حكومة المالكي وهي جماعة أو حكومة طائفية كان النظام البعثي يجلدها ليل نهار فتحولت الشيعة من موقع المجلود والمظلوم إلى موقع الجلاد والظالم, وبدل أن تبني دولة القانون والمؤسسات عادت واستحدثت الاستبداد بصورة جديدة فجلدت السنة وأطلقت يد الشيعة في العراق وانتشر الفقر في المناطق السنية وأصبحت الجماعة السنية العراقية بيئة مناسبة وصحية لنمو الإرهاب, فظهرت جماعة داعش وهي دولة الخلافة في العراق والشام.

مواضيع ذات صلة لنفس الكاتب:

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=186690
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=377348

http://www.c-we.org/ar/show.art.asp?aid=304305
http://www.ssrcaw.org/ar/show.art.asp?aid=93062



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلطة والدولة في الأردن
- المسيحيون فتحوا المدارس والمستشفيات في بلداننا والعرب المسلم ...
- الوطن العربي بيئة غير صديقة للإنسانية
- هزيمة حماس في الجرف الصامد
- إما التعددية وإما الكارثة
- حملة إعلامية لتذكير المسلمين بفضل المسيحيين عليهم
- أخشى أن أتحول إلى مسلم متعصب
- اشتقتُ إلى نادين البدير
- لماذا أرسل الله يسوع الفادي؟
- القتل في العراق على الملابس والأزياء الطائفية
- من الصعب على الأغنياء أن يدخلوا ملكوت الله
- المسيحيون يطعمون بالمسلمين والمسلمون يقتلون بالمسيحيين(في ال ...
- حياتنا مرمطة
- جيهان السادات
- خاطرة بلون الدم
- أسلوب أمي في ضربنا ونحن أطفال
- الخمارات يفتحها المسيحيون ويشربها المسلمون
- هذا هو الاسلام
- قهوة العيد
- العالم الإسلامي


المزيد.....




- مصدر عراقي لـCNN: -انفجار ضخم- في قاعدة لـ-الحشد الشعبي-
- الدفاعات الجوية الروسية تسقط 5 مسيّرات أوكرانية في مقاطعة كو ...
- مسؤول أمريكي منتقدا إسرائيل: واشنطن مستاءة وبايدن لا يزال مخ ...
- انفجار ضخم يهز قاعدة عسكرية تستخدمها قوات الحشد الشعبي جنوبي ...
- هنية في تركيا لبحث تطورات الأوضاع في قطاع غزة مع أردوغان
- وسائل إعلام: الولايات المتحدة تنشر سرا صواريخ قادرة على تدمي ...
- عقوبات أمريكية على شركات صينية ومصنع بيلاروسي لدعم برنامج با ...
- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - من أسباب تخلفنا 2