أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - السلطة والدولة في الأردن














المزيد.....

السلطة والدولة في الأردن


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4561 - 2014 / 9 / 1 - 16:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في معظم الدول الأوروبية الصناعية المتحضرة لا يمكن أن نجد تمييزا بين السلطة والدولة, فالدولة هنالك تملك السلطة, والسلطة جزء من مكونات الدولة, وتتكون الدولة في العوالم الصناعية المتحضرة من: المواطن, والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بإشراف حكومي عليها, ووزارات ذات سيادة, والبوليس...إلخ, أما في عموم أرجاء الوطن العربي فإننا لا نجد دولة بكافة مكونات الدولة, فعندنا الدولة غائبةً قولا وعملا , فنحن مثلا في الأردن عندنا (سلطة) ولكن لا توجد عندنا دولة بمعنى الشمولي لكلمة دولة, نحن هنا نملك(سُلطة) والسلطة لا يوجد معها مكونات أخرى من مكونات الدولة المحترمة, فنحن نفتقر لمؤسسات الحكم مثل: مؤسسات المجتمع المدني, وهذه المؤسسات غائبة عن الوجود وحتى إن وجدت يكون وجودها وجودا صوريا فقط لا غير أي وجودا شكليا, وهو عبارة عن حركة تجميلية, مثل الأدوات والمناظر التي نضعها في بيوتنا للزينة وليس للاستعمال الشخصي أو الجماعي, فأنا مثلا يوجد في بيتي عدة أشجار أغلبهن بدون ثمر وهن فقط للزينة لكي يشاهد الناظر أن في بيتي أشجار زيتون, أو ليمون أو أسكي دنيا, ويوجد في بيتي أشياء كثيرة للزينة فقط لا غير دون أن أستفيد منها أنا شخصيا, وإذا أخرجتها من بيتي فسيكون منظر بيتي مقرفا لذلك أنا أحافظ على تلك المناظر الطبيعية من أجل الزينة والمباهاة والمفاخرة فيها.

وهذا ما ينطبق على مفهوم وجود مؤسسات المجتمع المدني في الأردن, فمعظم المؤسسات هذه موجودة فقط للزينة لكي يشاهدها الناس ويستمتعوا بمنظرها وهي غير فاعلة في الوطن وغير مؤثرة وليس لها أي أنشطة أو أي مخرجات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي, والمشكلة الأخرى والتي تتأرجح بين مفهوم الدولة والسلطة هو أننا أو أن هنالك جماعة مشكلة من جيوب العشائر القبلية بيدها السلطة وهذه السلطة تتنقل من يد عشيرة إلى يد عشيرة وقبيلة أخرى, فمرة تكون السلطة بيد العشيرة الفلانية ومرة تنتقل إلى عشيرة أخرى داخل المملكة ولهذه العشائر سلطة على الوطن والمواطن, وكما قال غاندي( كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن) فعندنا أناسٌ كثر من العشائر والقبائل كلهم يحيطون بالسلطة ويمسكون بزمامها ولكن لا يمكن أن نجد هؤلاء حول الوطن والمواطن ومصلحة الوطن, إن السلطة إحدى مكونات الدول ة ولكنها ليست الدولة بالكامل أو بالمفهوم الشامل للدولة, فالدولة تتكون من عناصر ونقاط كثيرة تخدم الوطن وتخدم العقل والعقلانية وتنهض بالأمة إلى مستويات مختلفة من النمو والازدهار.
هنا نحن قابعون تحت سلطة الدولة نمشي والعصا على رقابنا والجلاد من خلفنا, هنا سلطة تحكم بالحديد وبالنار ولا يوجد عندنا لا أحزاب سياسية ولا مؤسسات مجتمع مدنية , والمصانع هي التي تتكون من مخرجاتها مؤسسات المجتمع المدني ذلك أن المصانع تفتح أبوابها للمرأة وللرجل فيقفون خلف خطوط الإنتاج لينتجوا ويعملوا وبذلك تتأسس من أجلهم القوانين الجديدة والنقابات والجمعيات وتنشر تلك المؤسسات ثقافة حقوق الإنسان وحقوق المرأة العاملة , وتنتعش الطبقة الوسطى فيستهلكون منتجات السوق والمنتجات التي ينتجونها وتنتج عن ذلك أرباح مالية كبيرة جدا فتقطع الدولة منها الضرائب التي تعود بالنفع وبالفائدة على السلطة فتدعم السلطة مؤسسات المجتمع المدني من تلك الأرباح وتنتشر الثقافة والمؤسسات الحقوقية والمهتمة أيضا بحقوق المرأة وتمكين المرأة, وتتجه الناس لحضور المسارح ومشاهدة السينما والأفلام وتكثر الألسن المطالبة بالتغيير وعلى رأس قائمة التغيير تحرير المرأة لتمارس الفنون والأدب والثقافة بكل أشكالها وألوانها وبذلك تكبر وتتعاظم مؤسسات المجتمع المدني وتظهر عندنا الدولة وتتحول الدولة من مجرد سلطة تحكم بالحديد وبالنار وتتحول من مفهوم الدولة البوليسية إلى مفهوم : دولة القانون والمؤسسات.
إن المصانع غائبة ولذلك مؤسسات المجتمع المدني غائبة فعلا عن الوجود وفي الوقت الراهن عندنا سلطة تحكمنا ولا يوجد عندنا دولة ترعانا وتهتم بحقوقنا وواجباتنا, والفقر عندنا خطة تنتهجها السلطة ومؤامرة حقيرة تديرها أجهزة السلطة على المثقفين وعلى المطالبين بالتغيير ذلك أن النهضة تتكون من المثقفين ومن الحقوقيين المطالبين بالتغيير لكي تحصل الناس على الحرية والانطلاقة النوعية لبناء مؤسسات الدولة, والفقر مخطط له بصورة بشعة جدا ومعظم الذين يملكون المال من الجهال والأغبياء و(المنايك) الذين لا يفقهون شيئا في فقه الدولة الحديثة القائمة على مؤسسات المجتمع المدنية, عندنا مؤامرة إضعاف المثقفين وكسر عظامهم وتحطيم جماجمهم من أجل أن لا يصحو المجتمع أبدا, إن التغيير الشامل والتنمية الشاملة مخطط من مخططات النهضة وهو المطلب الأساسي للمثقفين ولذلك عزيزي القارئ إذا نظرت خلفك أو أمامك فإنك لن تجد مثقفين حقيقيين بل أغلبهم متورطون مع السلطة والسلطة تقمعهم إما بالسجون وإما بتوريطهم بقضايا مالية وديون تؤدي بهم في النهاية إلى أن يجلسوا خلف القضبان.

إننا نمتلك أو تملكنا وتحكمنا هنا السلطة وليس الدولة, والدولة في الأردن لا وجود لها من أساسه, وجهاز الحكم الإداري في الأردن مرتبطٌ إرتباطا وثيقا بمؤسسة القبيلة والعشيرة التي تقمع كل فنون التغيير والنماء والازدهار, فأين هي الدولة وأين هم المثقفون وأين هم الغوغاء,أي(الطبقة الأولغارشية), المثقفون لا يملكون ثمن الخبز والجهال والأغبياء والمتخلفون بأيديهم رؤوس الأموال.





#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون فتحوا المدارس والمستشفيات في بلداننا والعرب المسلم ...
- الوطن العربي بيئة غير صديقة للإنسانية
- هزيمة حماس في الجرف الصامد
- إما التعددية وإما الكارثة
- حملة إعلامية لتذكير المسلمين بفضل المسيحيين عليهم
- أخشى أن أتحول إلى مسلم متعصب
- اشتقتُ إلى نادين البدير
- لماذا أرسل الله يسوع الفادي؟
- القتل في العراق على الملابس والأزياء الطائفية
- من الصعب على الأغنياء أن يدخلوا ملكوت الله
- المسيحيون يطعمون بالمسلمين والمسلمون يقتلون بالمسيحيين(في ال ...
- حياتنا مرمطة
- جيهان السادات
- خاطرة بلون الدم
- أسلوب أمي في ضربنا ونحن أطفال
- الخمارات يفتحها المسيحيون ويشربها المسلمون
- هذا هو الاسلام
- قهوة العيد
- العالم الإسلامي
- الأضحية بين الإسلام والمسيحية


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - السلطة والدولة في الأردن