أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (58)















المزيد.....

منزلنا الريفي (58)


عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .


الحوار المتمدن-العدد: 4570 - 2014 / 9 / 10 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


الكرزازيون بين الركون والاحتجاج

هل سبق للكرزازيين أن احتجوا يوما ما رافعين مطالب معينة ؟ هل سبق لهم أن تجمهروا في ساحات عامة ؟ هل الاحتجاج بنية متأصلة في تنشئتهم الاجتماعية والتاريخية ؟ ما علاقتهم كمجتمع بالدولة (المخزن) ؟ هل يساهمون في صنع قراراتها أم يطالهم التهميش ؟ وما هي علاقتهم بالقبائل المجاورة ؟
انطلاقا من الحكايات الشفوية، والواقع الفعلي يتضح أن الفعل الاحتجاجي كان متذبذبا، ولم ينهج مسارا واحدا، فالكرزازيون كمجتمع قروي لم يستقر في وضعية ثابتة، كما أن الحلفاء والخصوم يتغيرون في كل لحظة، إضافة إلى كون علاقتهم لا تتوقف عند حدود الدولة، بل لديهم علاقات أفقية مع قبائل أخرى في احتكاك مباشر معها. تقول الرواية الشفهية المحلية أن الكرزازيين كانوا عبر تاريخهم عبارة عن قبائل رحل، لكنهم فيما بعد سيمزجون بين النجوع والاستقرار، خصوصا في الوقت الذي استقروا فيه بمحاذاة وادي نهر النفيفيخ، وهكذا كانوا يستقرون إلى جانب مواشيهم في الضفة اليسرى للوادي أثناء الصيف، سرعان ما يحملون خيامهم على متن الدواب، ويرحلون صوب الساحل (الشمال) خلال الخريف والشتاء والربيع مع الاهتمام بالزراعة جانب الوادي، وحينما يحل الصيف ترى مجموعة من الأفراد يقصون الفدادين بشكل مشترك تحت شمس قائظة، وفيما بعد يحملونها صوب البيدر على متن الجمال، فيدرسون المحاصيل بواسطة الحمير والبغال والخيول التي تتحرك بشكل دائري بتوجيه من شخص يحمل سوطا، بينما يعمل أشخاص آخرون على رمي المحاصيل بين الفينة والأخرى نحو الدائرة التي تدور فيها الدواب، قد يستغرق الدراس عدة أيام، وفي الأخير يقوم الدراسون بالدرية قصد غربلة الزرع من الشوائب. أثناء الانتهاء من عملية الدراس، يتم تشييد النوادر على شكل أسطواني، ثم ترمم بالطين الذي يحمي التبن من المواشي، إضافة إلى إحاطة النوادر بالسدر الجاف، أما فيما يخص الزرع، فإنه يوضع في السلال التي تبنى بأعواد الكالبتوس مرفوقة بالتبن الذي يحاط بالطين، وهناك من يضعه في المطمورة التي تكون عبارة عن حفرة عميقة تحفر بواسطة الفؤوس، هذه الطرق تحمي المحاصيل عدة سنوات دون أن يطالها أي خطر.. ينتفي الخطر أثناء الاستقرار!! لكن رغم ذلك، كان الكرزازيون عبر تاريخهم محطة ابتزاز من طرف الشيوخ والمقدمين، لقد كان من الواجب عليهم أن يدفعوا ضرائب سنوية إلى المخزن، كما كان من الواجب عليهم أن يشاركوا في التويزة، أي العمل في الأشغال كأقنان لمصلحة الشيوخ ومالكي الأراضي والقياد، ومن ثمة فما كانوا يجمعونه طيلة السنة كان يتبدد في يوم واحد، لقد كان الشيوخ وزبانيتهم ينتقلون من خيمة إلى أخرى سارقين كل المحاصيل والمواشي، بينما يظل الدوار بأسره يتجرع الفاقة والجوع والمرض، كما يتعرض لكافة الجوائح والأوبئة، فتحصد الأطفال والشيوخ والرجال والنساء، فكانوا يحفرون الحفر ويضعون فيها الأموات...كما كانت القبائل الأخرى تغير عليهم، ولاسيما قبيلة البيض، فهي سيئة السمعة في أذهان الكرزازيين، وفي هذا الصدد تخبرنا الرواية الشفهية المحلية أن لصوصا بيضيين هاجموا كرزازيا يدعى بوعسرية في ثلاثينات القرن العشرين، ثم فيما بعد أردوه قتيلا في الوقت الذي عرف فيه هويتهم، وتفيد الرواية الشفهية أن هؤلاء اللصوص كانوا مدججين بالأسلحة، وكانوا ممتطين للأحصنة، وأرادوا سرقة المحاصيل والمواشي، لكن المسروق استفاق، وحاول صدهم، لكنهم تمكنوا منه، وجذبوه نحوهم، فأشبعوه ضربا، وفي الوقت الذي صرح فيه بمعرفتهم، رجعوا إليه وأردوه قتيلا. إن هذه الرواية لازالت محفورة في الذهن الكرزازي، وتحضر في كل العلاقات التي تجمع القبيلتين، سواء في المدرسة أو في الملعب..، فدائما نجد الصراعات الحادة من كلا الجانبين، فتهمة السرقة موصومة على جبين البيضي، وفي هذا السياق يقول الكرزازيون أنهم يدفعون مواشيهم من أجل الرعي في حصيدات التيرس (الضفة اليسرى للوادي)، وكثيرا ما يسرق البيضيون المواشي، ويبيعون إياها في الأسواق، لكن ما يلاحظ حقا أن الكرزازيين مستهترون، ففي غضون الصباح يدفعون مواشيهم إلى المرعى، ثم يعودون لإتمام نومهم، ولا يراقبونها إلا عند غروب الشمس. ويلاحظ أيضا أن هذه المواشي لا تنال العناية اللازمة، وكثير منها تمرض أو تموت من جراء الحرارة المفرطة خلال الصيف، أو في غضون الخريف حيث تهب رياح جافة تكنس الحصيدات من غلالها، فتترك الأرض عارية، عندها تهلك المواشي...صحيح أن حصيدات الكرزازيين شاسعة، كما أنها لا تخضع لسياسة التحراز (المنع)، فإن هذا لا يمنع المواشي من اختراق دواوير أخرى، وخاصة دوار ولاد البهلول، فتترك عرضة للافتراس، وهكذا قضت عدة مواشي نحبها من جراء إهمال أصحابها الذين يفضلون النوم والتكاسل. كرزازيو اليوم ليسوا هم كرزازيو الأمس، كان كرزازيو الأمس أكثر هيبة، كما كانوا يتسمون بحس قبلي متين، والأمر يعزى في هذا الإطار إلى تنظيم الجماعة، ومن ثمة فإذا أصيب كرزازي بالسوء من طرف أجنبي، كانت الجماعة تهب لمساندته، ولا يقتصر دورها عند هذا الحد، بل تهتم بتدبير المنازعات الفلاحية، عقد صفقات الزواج، والتكفل بعائلة الميت أثناء طقس الموت، وتنظيم الأعراس، وتنظيم الشرط مع الفقيه الموكول إليه تأميم الناس، لكن رغم ذلك بقيت الجماعة فاشلة في إدارة الفعل الاحتجاجي ضد الدولة، فهؤلاء الذين كانوا يستحوذون على إدارتها عملوا إلى جانب الاستعمار الفرنسي، وحينما رحل هذا الأخير، أصبح هؤلاء بمثابة عملاء للمخزن، فالمقدم المدعو (م ح) كان أول مقدم في زمن الاستقلال، ولكنه كان مقدم للاستعمار، كانت مهمته في ذلك الوقت تقديم الوشاية للمحتل الفرنسي وذلك في أوج المقاومة المغربية المسلحة، ولهذا كان من السهولة على الفرنسيين أن يعرفوا من حرق المحاصيل، ومن قطع الأسلاك الكهربائية، وأسلاك الهواتف، ومن لديه الكلاب، ومن يتعاون مع الوطنيين الذين يجوبون الدوار ليلا لضرب الأهداف الاستعمارية. إن الفعل الاحتجاجي لم يكن غائبا بالمرة، فبني كرزاز جاءت عند ملتقى الطرق، ولهذا فالمكان كان حيويا بالنسبة لفرنسا، فبنت كانتينة كان يتردد عليها الضباط الفرنسيون ليتجرعوا الخمر، ويتدارسوا آخر التطورات الجارية في القبائل. صحيح أن الجماعة كانت مخترقة من قبل الفرنسيين، لكن رغم ذلك كان الكرزازيون في تماس مباشر مع الوطنيين، فكانوا يقدمون إليهم المبيت والأكل والشرب، وتبقى حادثة ولد علي هريمش مثالا ساطعا للروح الوطنية العالية، لقد كان هذا الشخص يقدم كل المعونات للوطنيين، وذات يوم وصلت الوشاية للمعمرين، فجاء المقدم مخبرا إياه بالاستعداد للسجن، فما كان من ولد هريمش إلا أن شنق نفسه. لم يهضم الوطنيون هذا الحادث المأساوي، فحملوا بنادقهم وتوجهوا نحو منزل الواشي، تقول الرواية الشفهية أن الواشي في اللحظة التي سبقت مقتله كان يحمل طفلا، فتريث الوطنيون حتى أبعده عنه، ثم صوبوا بنادقهم نحوه، فأردوه قتيلا، حتى الدماء التي انهمرت من جسده الذميم لن تغسل عمالته الخسيسة للعهر الاستعماري .
كانت بني كرزاز في أوج المقاومة الشعبية المسلحة مخبأ للسلاح، فمازال هناك العديد من الخنادق، كما كانت أرضا للضيافة، فهؤلاء الذين قتلوا ذلك العميل، فروا نحو المسالق (جنوب بني كرزاز)، وهناك استضافوهم الأهالي وزودوهم بالأكل والشرب...في خمسينيات القرن الماضي ضربت المدفعية الفرنسية قنطرة وادي نهر النفيفيخ بعد مقتل فرنسي لازال مدفونا حتى الآن في منطقة القبيبات، وساهم هذا الفعل الفرنسي في نزوح جماعي للكرزازيين خارج الدوار، وتقول الرواية الشفهية أنهم توجهوا غربا، هناك نصبوا خيامهم حتى جلاء الحصار الفرنسي، وردعا للكرزازيين قامت فرنسا بترحيل سكان جدد صوب بني كرزاز، نالوا حيزا عظيما من الأراضي مقابل الوشاية للاستعمار، في هذا السياق تقول الرواية الشفهية أن السكان الأصليين هم المحمديون يتحدرون من جد يدعى محمد استقر جوار وادي النفيفيخ حوالي القرن 14 الميلادي، وهناك شيد قبيلة بني كرزاز، لكن رغم ما تقوله هذه الرواية، هناك رواية أخرى على النقيض من ذلك، تقول أن هؤلاء الكرزازيين برتغاليون استقروا بالمنطقة حينما استولى الاحتلال البرتغالي على الشواطئ المغربية، بيد أن هذا الصراع لم يعق الكرزازيين في التصدي ببسالة للإقطاعيين وعملاء الاستعمار الذين أرادوا تجريد الفلاحين من أراضيهم، لقد توحدوا بخيولهم وعتادهم كيد واحد ضد هذا العدوان الغاشم، لكن لم يحصلوا على الأرض بالتساوي، فالإقطاعيون أخذوا النصيب الأكبر، وحتى البقية الكادحة باعت أرضها لبورجوازي يدعى الجامعي سنة 1987، وفضل العديد من الكرزازيين الرحيل صوب المدينة، فرغم توفر المنطقة على الوادي، فإنه يتم التعويل على السماء، فيبقى النشاط الفلاحي مرتبطا بالأحوال الجوية، والمنطقة لم تنجو من الجفاف الذي كان يضرب العالم القروي من حين للآخر، لقد كان يموت البشر والحيوان من أجل ذلك، لكن رغم هذا لم ينتفض الكرزازيون نتيجة الجفاف يوما ضد الدولة، حتى وإن كان مسؤولوها يرفعون شعار المغرب الأخضر، أو تنمية العالم القروي، أو تشييد السدود . أو شيئا من هذه التفاهات، الشعار تفاهة . لم يستفد من هذا التخربيق سوى من يملك حيازات واسعة، أي كبار الإقطاعيين . أما الجماهير القروية التي قادت ثورة شعبية ضد الاستعمار من أجل دولة شعبية تراعي حقوق الشعب، فإنها ظلت مهمشة ومغبونة يتم استحمارها من حين لآخر بمواسم تافهة تحمل في طياتها الشطيح والرديح. البورجوازية المغربية خانت الثورة الشعبية التي قادها الشعب في خمسينات القرن الماضي، ووقعت اتفاقية إكس ليبان التي حملت في طياتها تبرئة لفرنسا حيال جرائمها في المغرب، وتضمنت تبرئة للإقطاعيين الذين استعبدوا الشعب المغربي، وتزوير تاريخ المغرب، فالثورة كانت ثورة شعب قاد المقاومة من الأرياف والجبال وأحياء الصفيح، ولم تكن مقاومة من داخل القصور والفيلات، فالذي يعيش في القصور لا يقاوم، بل يوقع على الظهائر التي تخدم أجندات الاستعمار، كما هو الحال للظهير الذي وقع سنة 1913م من طرف السلطان يوسف القاضي بتجريد الفلاحين من أراضيهم ومنحها للمعمرين الفرنسيين.
يحمل الكرزازيون حقدا على كل ما يمت للمخزن بصلة، فلطالما كان الكرزازيون يقطعون الطريق رقم 305، أو يغيرون على مرتاديها، وخاصة الشباب العاطل والمهمش الذي قذفته المدرسة بعيدا، ففي عقبة سيدي دبي كان الشباب في السبعينات يسطو على الشاحنات المحملة للفواكه، حتى الدرك لم يكن يستطيع ولوج الدوار، كان يخاف من الشباب الذي لم يكن لديه ما يخسر، فالدولة بنت مدرسة مهترئة ورحلت، وكل قروي أراد أن يعمل تطلب منه الجهة التي سيعمل لديها شهادة الحياة، إن المغربي ميت في نظر الدولة، كيف تطلب من شخص شهادة الحياة وهو حي ماثل أمامك؟؟ هذه هي مفارقة المفارقات . لما كان التلاميذ الكرزازيون يدرسون بالمدينة كان رجال الدرك يعترضون سبيلهم سائلين إياهم ما إن كانوا كرزازيين، وإن ردوا بالإيجاب يفرغ رجال الدرك عجلات الدراجات من الهواء ويحثونهم على إتمام طريقهم مع عجلات دراجاتهم المثقوبة، وذات مرة وصل الدركيون إلى كنتينة، فتركوا سيارتهم وتوجهوا لكي يتجرعوا الخمر، فإذا بكرزازي يصعد إلى السيارة ويتبرز فيها، وحينما خرجوا أحسوا بحنق عظيم، بحثوا في جميع الجهات ولم يعثروا على أحد . تلك هي لعبة القط والفأر بين الكرزازيين والدرك.
تبقى هذه الممارسات الرافضة للسياسات المخزنية عاجزة عن وعي ذاتها، ولا تعبر إلا عن مبادرات فردية تنم عن رد فعل وليست فعلا واعيا. فالمطلوب هو التحرك بشكل جماعي وسلمي من أجل المطالب الأساسية حتى لا يتم احتواء هذه المطالب، ويتم تحريفها عن مسارها كون النضال من أجل التنمية له جذور تاريخية، ولكن تم تناسي هذه الجذور، فالتاريخ الذي يدرس في المدرسة تجريدي وعام، ويحكي عن تاريخ السلالات التي استعبدت المغاربة، و ليس تاريخا شعبيا يولي أهمية للبعد المحلي، ويترك الفرصة للتحليل والتأمل والتفكير، ولهذا يتم تعليم التلميذ القروي أن التاريخ هو الحفظ والاجترار والتكرار، مع العلم أنه ليس كذلك، أذكر وأنا تلميذ صغير، أحفظ الصفحات دون أن أفهمها، ويتم وسمي بالتلميذ النجيب !! لا يا حضرة المعلمين، أنا لست نجيبا، النجيب هو من لديه القدرة على التحليل والتركيب، والتساؤل عن المنسي والمكبوت والمخفي. لقد كانوا يمارسون التعتيم للحيلولة دون فهم واقعنا، فاستنبتوا المدرسة في قريتنا من أجلهم هم، وليس من أجلنا نحن، وإلا لماذا لم يزودوها بمكتبة ؟ ولماذا لم يدرسوننا واقعنا ؟ كلا إنهم يريدون أن يدجنوننا، وأن نتوجه بنظرتنا نحو ما تعيش فيه الطبقات المدينية من بذخ، ونردد : (تبرك الله، عيش ومتحظيش، شوف وقيس)، هذا ما يريدوننا ترديده كأن التفاوت الطبقي طبيعي، وليس صناعة تاريخية –اجتماعية، كما يسعون إلى إبعاد التساؤل التالي : لماذا القرويون والكادحون قاوموا الاستعمار ويعيشون في الكدح؟ والبورجوازيون المدينيون درسوا أبناءهم ولم يقاوموا ويعيشون في الرفاهية ؟ يبقى هذا التساؤل مغيبا ومستعبدا، بل حتى فكرة طرحه، أذكر أن أستاذ التاريخ في المرحلة الإعدادية كان لا يقبل أن يطرح عليه أحد سؤالا، بل يحب فقط الإجابات، وكان بدوره يكرر ويجتر ما يوجد في المقرر، بمعنى أن الدرس لم يكن تأمليا مع العلم أن التاريخ ينتمي إلى العلوم الإنسانية، وما يبنى عليه يبقى نسبيا قابلا للدحض والتفنيد والمراجعة على اعتبار أن الإنسان يبني حقائق جديدة على ضوء التغيرات التي تطرأ على الواقع، ومن ثمة فالمجتمع يكون ديمقراطيا كلما أعاد كتابة تاريخه بالمراجعة الدائمة والنقد. لكن كتب التاريخ عندنا مازالت رجعية وفاقدة لأية مصداقية كونها تزيف تاريخ المغرب، ولم تولي أهمية للمهمش والمنسي.
لقد كان الكرزازيون عبر تاريخهم موسومين بالحركة، تمثلت هذه الحركة في علاقتهم الدائمة بالدولة وبالقبائل المجاورة، وهكذا تفيد الرواية الشفهية أن هذا المجتمع لم يكن منعزلا، فقد شارك في الثورة الشعبية المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي، وعبر عن رفضه لسياسات التهميش التي تنهجها الدولة حيال العالم القروي بسلوكات فردية وجماعية، لكن ذلك لم يصل إلى درجة الاحتجاج السلمي الواعي كون المدرسة كمؤسسة ثقافية هي أداة هيمنة طبقية ومجالية تحمل رسالة تضليل ولا تحمل رسالة تنوير، ومنذ القرن 14م عاش القرويون الكرزازيون حياة النجوع التي تمزج بين الزراعة والرعي، وزاوجت حياتهم بين الاستقرار والاضطراب، فكانوا في علاقات متوترة مع المخزن والقبائل المجاورة، ناهيك عن الجفاف الآتي من الطبيعة، فهل كل هذه المعوقات قادرة على الدفع بالقرويين نحو الثورة على بؤسهم ؟

عبد الله عنتار/ 10 شتنبر 2014/ بنسليمان - المغرب



#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منزلنا الريفي (57)
- رحلة إلى فضالات ...غبن يرتدي معطف الاستحمار
- منزلنا الريفي (56)
- رحلة إلى بوزنيقة ...رحلة بين أحضان الرعاع
- على شاطئ الموت
- دموعي من دموع غايا *
- أحلامي المقصوصة - قصيدة شاعر كرزازي مجهول
- منزلنا الريفي (55)
- رحلة بطعم الهدر
- قريتي العائمة
- أولى المحاولات
- رحلتي أنا و زيزو : بحث عن المواطنة الضائعة
- هارب من المنفى
- سطوة الأفول
- لا تثق فيهن
- البون الذي ينزف دما
- فلتكبري في حلمي
- منزلنا الريفي (54)
- إسفين على جرحي الثخين
- لأن عيوني ماتت


المزيد.....




- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله عنتار - منزلنا الريفي (58)