أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد ابداح - الأشياء الحقيقية














المزيد.....

الأشياء الحقيقية


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4567 - 2014 / 9 / 7 - 13:49
المحور: المجتمع المدني
    


لطالما تسائلت عن مدى أهمية وضرورة وجود الجملة المطبوعة على المرآة الجانبية لسيارتي والتي ورد فيه بأن ( أبعاد الصور التي تبدو في المرآة ليس حقيقية ) ، فما يهم هو أن ترى الأشياء المتحركة أو الثابتة حول سيارتك كي تنتبه لها أثناء قيادتك وخصوصا عند المنعطفات، إلا أن موقفا حدث معي صباح الخميس الفائت جعلني أعيد النظر في التأمل بحقيقة الجملة السابقة، فقد توجهت إلى عملي في صبيحة ذلك اليوم وأذكر بانني قد أحضرت قهوتي معي للسيارة لأنني خرجت متأخرا قليلا فلم يتسنى لي احتساءها في المنزل ، فلست ممن يفضلون شرب القهوة في السيارة، وعلى أية حال فور دخولي لطريق المطار أسرعت قليلا في القيادة ، ولكن لاحظت بأن سيارة سوداء مسرعة خلفي تضيء لي الفلاشر ( الضوء العالي) بشكل متكرر وملفت للنظر ، وقد بدت لي كشبح أسود يطاردني، مما أربكني كثيرا ، وكان يطلق زامور سيارته أيضا ، مما أربكني الأمر فاعتقدت بأنه يحثني على الإسراع أكثر، ولكني لم اعره انتباها، ولكنه استمر في إطلاق زامور سيارته بشكل مستمر وإضاءة الفلاشر، فقمت بالإسراع قليلا في القيادة كي ابتعد عنه واختصارا لشره، وبعدها تخلصت منه ومن ازعاجه المربك حقاً، خفّضت سرعتي قليلاً ثم اشعلت سيجارة وانا افكر فيما حدث، محاولا تفسير تصرف ذلك السائق الطائش والمتسرع، وقبل أن أنهي سيجارتي كنت قد وصلت لأول إشارة مرورية فتوقفت عندها، وما إن فعلت ذلك حتى أصطف بجاني الأيمن ذلك الغراب الأسود ، وأطلق زعيق سيارته مجددا فنظرت إليه بغضب شديد وأشرت بيدي له وصرخت ماذا تريد ؟ ، فاشار إلي بيده أن افتح النافذة، ففعلت ذلك وأنا أجهز في عقلي بعض الألفاظ السيئة كي أرميه بها قبل أن تضيءالإشارة الخضراء، ولكن ما إن فتحت النافذة من جهة اليمن ، حتى بادرني بابتسامة قائل يا أخي نمرة سيارتك سقطت في وسط الشارع قبل خمسة أميال !!! ، وأحببت أن أخبرك بذلك !!
أضاءت الإشارة اللون الأخضر ، فذهب ذلك الشخص من أمامي ، وأدرت سيارتي عائدا من الناحية الثانية المعاكسة بعد الإشارة خمسة أميال أخرى بحثاً عن نمرة السيارة والتي لم أجدها ابداً، مما إضطرني للإبلاغ عنها في قسم الشرطة ، ودائرة السير لاحقا من أجل استخراج بدل فاقد.
ومن حينها كلما نظرت لمرآة السيارة الجانبية، تذكرت كم هي هامة تلك التفاصيل الصغيرة والتي لانلقي لها بالا، ومن بينها أن نحسن الظن بغيرنا وألا نتسرع في الحكم على الأشياء، ولكن الطريف في الأمر بأنني نظرت إلى نفسي بالمرآة طويلا بعد ذلك الموقف ، ثم قلت لنفسي .. لا ليس لهذه الدرجة فإنه حتما أنت الذي تبدو في المرآة وليس شخص آخر.
محمد ابداح



#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن الله لاينصر الأغبياء
- التجربة الإلهية !
- سمّار الكلجية !
- نشأة العبودية
- عبودية الأجر
- عباس
- أول مسابقة في التاريخ لملكات الجمال
- السماء لاتمطر حظاً ولكن الأرض تلد الأقوياء
- قصة جعلة
- على حسب وداد قلبي
- حلم سجين
- قوة الأفكار
- تحقيق الذات
- ثامن أيام الخلق
- يُحيى العظام وهي رميمْ
- قصيدة عنبر
- القلاع الورقية
- وادولتاه !
- قصيدة وادي السكون
- عضل النساء


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد ابداح - الأشياء الحقيقية