أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تحالف النجيفي يستثمر أسهم داعش ويفتح فرعا للمكون-الوطني-!














المزيد.....

تحالف النجيفي يستثمر أسهم داعش ويفتح فرعا للمكون-الوطني-!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4560 - 2014 / 8 / 31 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بلغ الخطاب الطائفي السني والشيعي ذروة الابتذال والانحطاط والخطورة هذه الأيام ( سنتوقف عند مثال من الجهة الأخرى من الخندق الطائفي قريبا، بمناسبة آخر مؤتمر صحافي لزعيمي حزبي آل الحكيم و آل الصدر، تبرأ فيه الأول من تأييد جماعته لمخطط بايدن مع أن حزب عائلته هو من اخترع " إقليم الجنوب والوسط الطائفي"، ودافع فيه الثاني عن تحالف "شيعي سعودي"!). وقد جاء الخطاب المشؤوم والموتور الذي ألقاه النائب السابق حيدر الملا من على شاشة قناة الشرقية يوم أمس الجمعة 29 آب ليعطي لهذه الذروة تجسيدها العملي والكارثي. لقد كان خطاب الملا إعلانا صريحا لحرب أهلية طائفية وشيكة، أو لنقل، كان إعلانا باسم حزب من قبل أحزاب العوائل وزاعمي تمثيل الطوائف هو ائتلاف "اتحاد القوى العراقية كما يسمى تارة والوطنية تارة أخرى" للحرب على المجتمع العراقي برمته. هذا المجتمع الذي ما يزال يلعق جراحه جراء المجازر الإجرامية الشنيعة المتوالية التي ارتكبها تحالف داعش والبعث الصدامي في سجن بادوش وسبايكر وجبل سنجار وغيرها، ومن المجازر الثأرية والرد فعلية المدانة كمجزرة "مسجد مصعب" وتصفية عشرات السجناء في أكثر من مكان خارج نطاق القانون.

حيدر الملا كان – للأسف، وأقول للأسف لأنه ظهر في أكثر من مناسبة بصورة السياسي الهادئ و المتفهم - كان فجاً وصادماً لدرجة انعدام الشعور بالمسؤولية في أبسط صورها، فراح يلقي بتهديداته وشروطه على خصومه الطائفيين ( مع أنه شيعي أصلا ويبدو أنه كُلِف بإلقاء إعلان الحرب الأخير لهذا السبب) وحتى بحركات يديه وتعبيرات وجهه المسرحية والمفتعلة، ولعل أغرب وأسخف ما قام بنقله الملا من قيادته في ائتلاف آل النجيفي إلى الرأي العام هو مطالبتهم بنسبة 40% من حكم المحاصصة الطائفية ( في مجلس الوزراء وفي جميع مؤسسات الدولة) وعند "تفصيخ" هذه النسبة يوضح الملا بأنها حق غير قابل للمساومة للمكون "العربي السني" و"المكون الوطني" وقد هدد الملا صراحة بأن عدم موافقة القائمين على الحكم على الشروط و المطالب الجديدة والتي وصفها بعبارة لها دلالاتها وهي " حقوق الأرض الغاضبة" ستجعل الحكام محجوزين في المنطقة الخضراء (لا يستطيعون التجول في شوارع بغداد ورؤية ابتسامات الناس)..و لا أدري إن بقي هناك من يبتسم في بغداد حيدر الملا اليوم!
بهذا المطلب المضحك وغير المسبوق في عالم السياسة فتحت شركة آل النجيفي وشركائه فرعا جديدا باسم " المكون الوطني" وها قد أصبح الوطنيون طائفة إلى جانب الطوائف الأخرى في المجتمع العراقي، وها هو حيدر الملا يطوب نفسه بمثابة المرجع الأعلى والكاهن الأقدس للطائفة الوطنية أو ربما سيكون هو الناطق الرسمي باسم المرجع الوطني الأعلى تاركا المرجعية لعلاوي أو المطلك!
في الواقع لم يشهد الخطاب السياسي، ولا حتى الطائفي الصريح، على مرِّ العصور في العراق بل وفي الشرق بعامة بذاءة و وقاحة أشد من هذه البذاءة والوقاحة. والعجيب أن الأطراف والأحزاب التي تحسب نفسها على ملاك الوطنية، وبعضها بلغ من العمر عتيا، سكتت على مصادرات الملا ومن خلفه فلم نقرأ تصريحا نقديا أو كلمة استنكار أو اعتراض حتى من باب الدفاع عن " الماركة الوطنية المسجلة " لا من الشيوعيين ولا من اللبراليين ولا من القوميين العروبيين أو من بقي منهم فهل نسوا أنهم يمتون بصلة لهذه الماركة أن تناسوا ذلك لغرض في نفس يعقوب؟

ترى بأي حق، و وفق أي منطق يصادر الملا ومن خلفه ائتلاف آل النجيفي وشركائه تاريخ واسم الحركة الوطنية العريقة والمضادة لتوجهاتهم الطائفية التي دمرت العراق والعراقيين؟ ومن سمح له بأن يجعل الوطنية و ربما الثورية مجرد " تثقالة" في ميزانهم السياسي للحصول على المناصب والامتيازات؟ ثم، ألا يكفي الملا ومن معه أن يتاجروا علنا هم وخصومهم الطائفيين الشيعة في التحالف الوطني بدماء العراقيين وآلامهم فيتصارعون على الكراسي بوقاحة وعلنا في حين أن آلاف الأسر العراقي لم تعثر على جثث أبنائها حتى الآن، و فيما يواصل التحالف الداعشي الصدامي تدوير مطحنته البشرية في ظل عجز وجبن وقلة تدبير من حكومة المحاصصة الطائفية على مواجهته واستئصاله؟ أ ليست مطالب آل النجيفي وشركائهم هي محاولة مكشوفة ورخيصة لتجيير "الانتصارات الميدانية" لداعش وحلفائه بعد سقوط الموصل وهروب آل النجيفي منها مذعورين؟ وأخيرا، ما قصة حق الفيتو التي طلع بها علينا حزب النجيفي؟ وفي أي الديموقراطيات الغابرة أو القائمة وجد الفيتو؟ أم أنها محاولة جديدة للحصول على نسخة من " الفيتو" الذي حصل عليه تحالف آل بارزاني وطالباني عند بدء العملية السياسية الطائفية المشؤومة بعد سنة 2003 وتمت دسترته في صورتين الأولى هو الفيتو الرئاسي ( مع أنه رئيس بروتوكولي لا صلاحيات له ولكن طرائف ديموقراطية الطوائف لا نهاية لها!) والصورة الثانية هي فيتو المحافظات الثلاث عند التصويت على الدستور أوتعديلاته!

الأتعس من كل هذا هو أن ائتلاف الجعفري وشركائه قبلوا المنازلة على هذه الأرضية وردوا على التحية بأحسن منها ردا من ذات الطينة الطائفية الوسخة فعرضوا على آل النجيفي نسبة معقولة من وجهة نظرهم وهي 31%، وكأي تاجر خيول فطين، رفض الطرف الآخر هذا العرض وستستمر المفاوضات و( بين البائع والشاري يفتح الله).. فإلى أين ستنتهي هذه المبارزة بأضلاع وأرواح العراقيين؟ وهل يمكن لمن هم جزء تأسيسي من المشكلة أن يحلوا أية مشكلة؟
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج5/ شعب العراق ضحية لظاهرة العنف أم جلاد ؟ /ج5 من 9 ج
- الحديقة العراقية تنهض ضد غربان داعش
- ج4/ العنف العراقي عند باقر ياسين: شتائم بالجملة ضد الشعب الض ...
- أيهما أدق: إقناع أم اقتلاع المالكي؟
- مجرم نعم.. لكنه وسيم!الانقلاب على دستورهم
- تكليف العبادي/ ماذا حدث بعد منتصف الليل ؟
- ج2/ فرانكشتاين بغدادي يلتهم جائزة -بوكر/ 2 من 2
- دلالات خطاب منتصف الليل للمالكي
- ج1/ قراءة في السياق :فرانكشتاين بغدادي يلتهم جائزة -بوكر/ 1 ...
- لا تغيير الخيول خلال المعركة!
- ج3/ الغربيون والجذور التاريخية لوصم العربي بعار العنف /3من9
- العنف الفردي و الجماعي في سرديات علم النفس الكلاسيكي / 2من9
- عودة الى باقر ياسين وكتابه: العنف لغةً واصطلاحاً وسياقاً / 1 ...
- بشرى سارة: أطماع تركيا في الرافدين أصبحت عدوانا بموجب القانو ...
- ج2/ الحرب الإعلامية والحلول المطروحة
- ج1/ شروط كيري وأحلام المالكي
- خلط فكري وانتهازية سياسية في بيان حازم صاغية
- هل يجرؤ المالكي؟ نصف الانتصار على داعش في طرد الخبراء الأمير ...
- الافتراءات الطائفية المتبادلة و صمت العرب السنة على ضم كركوك
- هدوء عسكري يسبق عاصفة تقسيم العراق


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تحالف النجيفي يستثمر أسهم داعش ويفتح فرعا للمكون-الوطني-!