أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مصطفى محمد غريب - رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة















المزيد.....

رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1285 - 2005 / 8 / 13 - 08:43
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


" رحلة البحث عن الذات " وصلتني بالبريد الاعتيادي من سلطنة عُمان وهي رواية اشير لها في مقدمة الغلاف الخارجي ركنتها في وقتها لأنني كنت مشغولاً ببعض الامور وكذلك وجدت ان الوقت القصير لايكفي للقراءة والخروج برأي او استنتاج وامهلت نفسي ولحين دخولي القريب الى المستشفى في شمال البلاد قريباً من القطب الشمالي، وكانت الرواية معي وكتب أخرى تسلي وحدتي وتزيد اطلاعي هناك لأن الكتاب احسن جليس فهو يعطيك المتعة والمعرفة مجاناً..
الكاتب حسن اللواتي من سلطنة عُمان وللحقيقة لم أقرأ سابقاً له سوى ما كتب عنه وهو قليل جداً ولهذا شدني فضول من نوع خاص كي اعرف عن الرواية في عُمان ومدى تأثير وتأثر هذه الرواية بما حولها وكيف يمكن ان اجد الطريق للكتابة عنها وبخاصة هو كاتب لم أقرأ له سابقاً مثلما أشرتُ وهذه النية الحسنة ربطتها بمقولة إذا وجدت انها تستحق الجهد والكتابة .
منذ بداية الصفحة الاولى حيت جابهتني " المقدمة " برباعية معمي نوائي " ايتها السماء اللازوردية../ اصدري حكمك العادل فيسر واحد من اثنين: شمس دنياك القادمة من الشرق/ او قمري السواح القادم من الغرب " وانتقلت تدريجياً حيث بدأت اشعر بغرابة المنهج الذي انحنى على نوع غريب من الغزل " كانت الظلمة في كل مكان، كل شيء ساكن، وفجأة سمع صوناً قادماً من مكان بعيد " ثم " وجاءت الساحرة العجوز من بلاد الدجال، وضعت مكنستها على الأرض وقالت له: إنه حبّ محرم ولكنه يموت، سيفتح كوردة جميلة وستنمو بجواره الأشواك ص5" لقد كانت الغرابة غير كافية لأن الرواية تحتاج الى جهد غير قليل لفهمها كعمل روائي اعتيادي ومعرفة محطاتها المتنوعة، فهي ظهرت منذ اللحظات الاولى للذات حصراً ثم الانطلاق لذات الآخر وهو تقاربي ما بين الشعور بالألم وباللذة في آن واحد.. يضفي عليها الطابع رومانسية تمتزج في الوقت نفسه قليلاً بواقعية الاحداث في تداخل مقاطعها التي تنتهج مع " نشيد الاناشيد " لسليمان النبي وبخاصة غزلها الصوفي الذي يشبه عشق الرب والتغزل فيه وفي محاسنه من خلال الموجودات المحيطة لكن الذي يثير الدهشة في تتابع الجمل الغزلية طرف المعادلة الآخرى التي تنقل الغزل للذكر وهو واضح وعجيب، ثم باطني يدل على البحث في هذا الحبّ المحرم لكنه ينتقل الى فسحة اكثر شمولاً، الله عز وجل وقدرته وبخاصة الرجوع اليه بعد المعصية او الضعف البشري، الانسان آلامه، تعاسته، قدره، وهنا يدلنا الكاتب حسن اللواتي على نوع من الايمان بالقدرية لكنه يصبغها بصيغ جمالية رشيقة.
" اين أنتَ أيها الحبيب الشاب ذو الوجه النظر؟ / أين أنت بعينيك المزججتين بالحكل؟/ لقد بلغت روح طاهر الحلقوم/ فأين أنت يا عزيزي في لحظة الوداع هذه ص10؟"
من هذه المناجاة التي يجلبها اللواتي على لسان عريان طاهر الهمداني بطل روايته يتخيل المرء متاهات الولوج الى عالم لقارئ آخر غير الذي تَعَوّد عليه وهو يتداخل مع من النفس البشرية " أما الانسان الحكيم فإنه يبحث في دواخل نفسه ليعثر على نقاط الضعف وهواجس اليأس أو الشر" ثم لا ننسى ان المقدمة زاخرة بالاقوال والاحكام لكتاب وفلاسفة كثيرين معروفين لا نحتاج الى ذكرهم جميعاً ويخطأ من يعتقد انه سوف يتخلص منهم بعد ان ينتهي منها.
الرواية مقسمة على شكل مقدمة و سبع رحلات ورحلة أخيرة وخاتمة في هذه الرحلات ارتباطات ما بين الحدث المخفي والبحث المضني .
فمنذ " الرحلة الاولى " من تسمية ما بعد المقدمة يُظهر لك اللواتي رأيه في قضية عدم الرؤيا هو عيب الذين لا يفهمون سر مرآة الذاكرة " الويل للإنسان الذي لا يرى سوى القناع، الويل للإنسان الذي لا يرى إلا ما هوَ مخبأ تحته، ان الإنسان الوحيد ذا الرؤيا الصادقة يرى اللحظة نفسها ص11" هو ينطلق الى عالم غريب موحش يقول عنه انه بعيد عن الواقع ويصعب فك طلاسم الاقنعة التي حوله ، وفيها نرى الحوار بين أحمد وطاهر فيقول الأول " ــ فأنا لا أحب أن أغلق السماعة في وجه شاب لطيف صوته جميل. كأنه يطلب البقاء مع صوتك للأبد، وجملته الأخيرة سقطت كقطرة ماء في كوب فارغ شفاف لا يحتاج الى اي أضواء لفضح قاعه العاري ص42 " وبعد عدة اشواط من التنقل ما بين الأنا والهوَ يحط على فكرة الخروج أي الهروب كسبيل للخلاص ولكن الى اين؟ في غمرة تواصله مع نفسه يسلمها لحمامة الطيران التي تخلع الارض برفقة رفيقها .. وعندما يصل الى نهاية التداخل تنتهي رحلته الاولى بفتح النافذة وشجرة الياسمين والعنكبوت الذي بنى بيته وتركه.. بالمعنى الحقيقي للخروج من دائرته الموضوع فيها بدون رأي منه ولا قناعة.
الرحلة الثانية تبدأ مثلما اشرت بالعدد من الاقوال والمقولات تكمن فيها اسئلة وارشادات ووصايا تقترب في لهجتها من الصوفية ففي استشهاده بمحمد إقبال الذي قلما لا يستشهد باقواله " المربد الهندي/ تعلمت علم الشرق والغرب/ وماتزال روحي مفعمة بالأسى والقلق/ المعرفة من عين المبصر يفيض نهر من دم/ المعرفة المعاصرة ألقت قناعاً على الدين واتخذته مهجورا. المرشد الرومي/ ً ضَعْ المعرفة في خدمة الجسد تنقلب الى ثعبان/ ضع المعرفة في خدمة القلب تنقلب الى صديق " محاولة باهتتة للتخلص من العقل وكأن الجسد والقلب دون العقل يتحركان ويقرران.. لا اعرف بالضبط ماذا يري اللواتي من تنقلاته السريعة التي تغدو في بعض الاحيان غير مفهومة وبدون روابط أحياناً تقترب في الرمز من اسلوب الكاتب الكولومبي جابريل جارثيا ماركيز وبخاصة مئة "عام من العزلة" وروايته الأخيرة "ذكريات عن عاهراتي الحزينات" مع الفرق الشاسع ما بين الافكار وتوزيع الادوار والهدف، الانتقال بين الاحكام والحكم، القفز في الحوار الداخلي والحوار مع هوُ الآخر او التقصي كمحاكاتي يعد الشخصيات بما فيها ضبابية العلاقات ونوعها " كل شيء يختفي ويتلاشى كالسراب ولا ادري ماذا اقول لك، لكنني أحس براحة كبيرة بعد التحدث إليك، وقد زال ذلك الثقل الكبير عن صدري وأريدك أن تسمع هذه الكلمات الجميلة من قصيدة الامام الشافعي ـــ سافر تجد عوضاً عمن تفارقه/ وانصب فإن لذيذ العيش في النصب/ اني رأيت الماء يفسده/ إن ساح طاب، وان لم يجر لم يطب.. الخ" وهنا تبدأ المفارقات والتناقضات فيما يريد اللواتي الوصول اليه وهذا النهج يستمر عنده في الغزل الذكوري في رحلاته( الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة" وقمة استشهاداته تأتي من محمد شكري " الخبز الكافي ص61" " الله وحده يعرف / نحن لا نعرف/ لا ينبغي ان نسأله عما يعرف هو خير منا "
محاكاة للذات والخروج بتصور فطري الى عالم المحيطات القريبة والبعيدة، الاحساس بالأخرين حسياً شعورياً وجودياً أحس أنت موجود، فأنت موجود وان لم تكن في المكان والزمان المعينين " وأحست العمة بوجودك في الشرفة وانطلق صوتها ص62" هي صورة " فلاش باك" تتجسد في الحاضر الحسي فقط دون المادي، كأنه استرسال الذات لتأخذ مساحة للتصوير والتصوّر، هذه المراحل.. النقاش مع الآخرين المغيبين والأنا والهوُ الآخر يأخذ طابعاً تراجيدياً في اكثر الاحيان.. الألم، المأساة، الهُوه، الحزن، واللذة بإبتسامة السلطان، والببغاوات المرددات، والامير وريح الشرق ، كل ذلك لتدخل عالم محاط بالرومانسية المتداخلة مع حبّ الروح وشهوة الجسد، انظر كيف يرى اللواتي " وبالمادة يمكن شراء المتعة الجسدية، ولكن الحبّ لا يمكن شراؤه، ان القلب الخالي من الحبّ يعيش في لعنة أبدية " ويتفاجأ القارىء من انتقالاته التي اعتبرها غير موفقة الى مقولة لأبو حيان التوحيدي " لا تفصح عما تكون الكتابة عنه أستر للعيب وأنفى للريب، الكلام صلف، وخطره كثير" كأن الباطن هو الحقيقي وفقط بالصمت " اضع رأسي على صدركَ، وافكر بصوت عال" ونكتشف في هذه الرحلات عما يخالج الكاتب حيث الخوف من ايديولوجيات الغرب حتى لايكون هناك انحرافاً في السلوك وهو تناقض ما بين رؤيته للغزل الروحي الذكوري الذي قد يرد علينا بعد ذلك انه يصوره بذات الله كما حال الصوفيين، وحسن اللواتي يذهب ابعد من تصوراته فهو يحس " واتمنى ان لا تفرض الايديولوجيا الغربية نفسها على مجتمعاتنا فنقع في الفخ نفسه، وتحلل ما حرمه الله" لا نعرف نحن الذين نملك خبرة غير قليلة ومعرفة لا بأس فيها بالثقافة وبالغرب بشكل عام وخاص ايضاً لم نطلع على ايديولوجية تسمى غربية صرفة محصورة بالغرب فمن اين جاء اللواتي على لسان احد شخوص الرواية بهذا الاصطلاح وكيف يجري فهم ان كل المحرمات في الاسلام يحللها الغرب وهو مفهوم خاطئ لتشويه وعي الاميين بالمعرفة الانسانية وغلق عقولهم بمقولات التطرف الاسلامي، والمعروف معرفياً ان الايديولوجيا " نسق من الآراء والأفكار والنظريات السياسية والحقوقية والدينية والاخلاقية والجمالية والفلسفية وكونها جزء من الوعي الاجتماعي تتحدد بظروف حياة المجتمع المادية، وتعكس العلاقات الاجتماعيةـــ الموسوعة الفلسفية " وهي قد تكون شرقية او غربية او شمالية او جنوبية المنشأ لكنها انسانية قبل كل شيء اي من وضع الانسان كإنسان ان هذا التناقض يجعل الاستفسار عن كيفية التطابق مع التطور الحاصل في العلوم عند الغرب وما شكل المحرم من قبل الخالق حلله الغربيون" الا اللهم فيما يخص الطعام والشراب وهناك في الغرب من يلتزم بهذه القاعدة اكثر من بعض المسلمين المتواجدين في الغرب ولقد وجدت وبخاصة سواد الناس في الغرب يبتعدون عن الكذب والغش والسرقة والفتنة وذم الآخرين من وراء ظهورهم ووو ... الخ، ثم كيف يمكن تفسير استخدام اختراعاتهم وعلومهم من قبل الشرق وبخاصة العربي والاسلامي لكن الكاتب اللواتي ومع استغرابنا يلغي كل الاجابات التي توصل اليها بعجالة " ولقد حاولت البحث عن جذور هذه المشكلة بداخلي ولم أعثر على الاسباب المنطقية التي ادت بي الى هذا الوضع، وكلي تساؤلات ان كنا مسيرين او مخيرين " لكن لا ضير من الحديث عن العلاقة المحرمة، علاقة حبّ الرجل للرجل بينما يريد ان يستعين بالدين الاسلامي للتخلص من هذه العلة " سأجد الطبيب المناسب الذي سيساعدني على التخلص من هذه المشكلة نهائياً انشاء الله" هو يجيب عن تساؤولاته مخيرين ام مسيرين فقد قالها " انشاء الله " وبهذا فهو لن يستطيع حتى لو بواسطة طبيب اذا كان قدره هكذا " المكتوب على الجبين لازم تشوف العين " الكاتب يعرف جيداً ان لا مشكلة في اكثرية بلدان الغرب علاقة رجل برجل وامرأة بامرأة تحت طائل الحرية الشخصية والجنسية وقد سن لها قوانين معترف بها قضائياً، وهو يعلمُ علم اليقين ان هذه العلاقات المحرمة في الاسلام موجود في الدول العربية والاسلامية ولكن بشكل سري وليس بقليل بسبب الكبت الجنسي وبالوقت نفسه مكشوف اما قضية البغاء وغيرها من الموبقات فهي موجودة بطرق واخرى تمارس عينك عينك وقسماً منها تحت تسميات مختلفة " المتعة، المسيار، العرفي وغيرها" يستغل فيها الدين استغلالاً بشعاً.
ان المفارقة ما بين البقاء والرحيل ديدن علاجه للخلاص هذا ما يشير اليه احد شخوص الرواية .. والرحيل بمعناه الحقيقي الهروب للغرب على الرغم من مثالبه حسب الفكرة للتنفس وليس كما يدعي الخلاص من الآفة، آفة علاقة رجل برجل، بالمعنى الواضح حبّ رجل لرجل" انت متأرجح بين الرغبة ورفضها وفي خوف دائم، يجب عليك ان تتغلب على ذلك" ثم " وعندما كان عمري احدى وعشرين سنة طلب مني والدي ان انظم لمجموعة من الرهبان في قرية ب النائية، وفعلت. وبعد ثلاث سنوات حصلت على فرصة ممارسة الجنس مع احد شباب تلك القرية، وقضيت وقتاً ممتعاً معه" وهكذا يستطرد اللواتي في سرد ما يلخلج صدور شخوصه فهو يقول له بعد ان طلب منه رئيس المجموعة التوقف عن هذه الممارسة ولم يطرده فالسبب يعود انه كان ايضاً يمارس العلاقة نفسها مع احد الرهبان بل العديد منهم " والعديد من الرهبان الذين كانوا معنا لديهم تجارب مماثلة، انهم يتوعدوننا بنار جهنم لخطايا وآثام لا يتورعون عن ارتكابها ( المعصية ) واعتقد ان رجال الدين ليدكم على نفس الشاكلة ص94" ثم " الا متى تبقى راهباً يا باسل ص95 "
في رحلات الكاتب حسن اللواتي تتداخل رسائل من نوع خاص تذيل باسم باسل الى طاهر وعلى الرغم من اشكاليات الموقع المرسل منه لكنه يختلف عنما يجري في الموقع الآخر ولهذا قد يتسآل القارئ هل الموقع سلطنة عُمان أم مكان آخر يفسح المجال عن حرية اوسع ، اي المكان الذي رحل منه باسل واراد الوصول الى الحقيقة وهو صراع داخلي ليس موجود في ذات باسل وانما أكثرية شخصيات الرواية " ورأيت علامات الحزن العميق في عينيه وتفحصت تقاطيع وجهه وكأنه مثال جميل نحت بدقة ما بعدها من دقة" بعد هذا الوصف المختصر لكنه العميق في ادراك الوصف الجمالي.. " وترك يدي وأكمل حديثه قائلاً: كنت مصراً على نسيان هذه الذكرى ولكننني لم اقدر ص107"
الرحلة الأخيرة التي لا تتميز عن باقي الرحلات تبدأ ايضاً باقوال ومقولات الآخرين وعلى ما يبدو ان اللواتي متأثر جداً بمحمد اقبال كما أسلفت فهو استشهد به في العديد من المرات وهاهو ينقل لنا " بداية الحبّ غريبة، نهاية الحب عجيبة/ انه يقتنصك بالحيلة حيناَ ويجذبك بالقوة حيناً ص114" بينما يختم الرحلة الكاتب " عثرت على مرآة صغيرة معلقة على جدار السماء ووقفت امامها. ابتسم القرين قائلاً: اقسم انه سوف يعود. فأجبته: ليته يفعل"
الخاتمة التي يختم بها الكاتب رحلاته تتصدرها الاستشهادات ايضاَ من عدة كتاب ومصادر وهي اقوال زاخرة بتعريف الحب والألم واللذة وعندما كنت أقرأ تذكرت ذلك الكتاب الذي قرأته في مكتبة الخلاني في الستينيات " الألم واللذة لفيلسوف يوناني على ما اتذكر اسمه ارسطبوس يفلسف الاثنين بشكل آخاذ ويوصلك وهي بدهية الى ان اصل الموجودات وجوهر الحياة يعود الى الألم واللذة" وبين الذات وحبها للآخر المتناقض بالتركيب السيكولوجي .. وتعتبر وكأنها رسالة الغفران يقدمها عن تلك الافكار والممارسات المحرمة عندهم وقد وقع في تناقضه الذي اشرنا اليه منذ البداية، فرسالة الغفران والخاتمة والمقولات والآيات القرآنية الكريمة لم تكن لتمحي تلك التداعيات والافكار التي مارسها الكاتب حسن اللواتي في شخصيات روايته وبخاصة تلك العلاقة المحرمة في عرف القوانين المعمول بها في الكثير من البلدان العربية والاسلامية .. ومهما قال وكتب فهو يصل في آخر المطاف " الهي أعنا على انفسنا وعلى كبح جماح اهوائنا، الهي! دسائس الشيطان خفية غامضة في نفس الانسان، فوفقنا لمعرفتها امين رب العالمين ص121 " الا ان هذا الدعاء والطلب لن يمحي من ذاكرة القارئ المتفحص ما تابعه من وصف رومانسي وعلاقات تتعارض والشكل وتتداخل في المضمون في قضية تعتبر من القضايا الخطرة في بلاده على ما اعتقد والنظرة الدينية لها.
للعلم ان الرواية وان تكن رمزية في اكثرية حوراتها وسردها ليس لها حدود زمنية وهي عبارة عن خواطر ورسائل وحوارات داخلية استطاعت ان تجعل الاحاس بقضية هذه العلاقات ضروري للقراء لكنها مع هذا محاولة وجهد غير قليل بذله الكاتب حسن اللواتي لتكون الرواية باحداثها جديدة في الاسلوب لكنه مع شديد الاسف وقع في التبعية لاساليب روائية سبقته..
الرواية طبعت في دار أزمنة/ عمان الاردن بــ 136 صفحة من الحجم الوسط تخللت الصفحات الاخيرة من 125 الى 136 رسموم لشباب ذوي وجوه جميلة تبدو كوجوه الملائكة وتكاد ان تحكي مضمون فكرة حب الذكورية لعدم وجود اية صورة لامرأة معينة وهي من لوحات للفنا الباكستاني بابر وكذلك لوحة الغلاف الخارجي..
ملاحظة أخيرة وجود بعض الاخطاء اما لغوية او مطبعية بخصوص المذكر والمؤنث وبالعكس.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليكن الدستور القادم عراقياً فدرالياً تعددياً كي يبقى العراق ...
- الطائفية المبررة في طلب الحصانة ومساعٍ أخرى للتشابه بثوب جدي ...
- لتكن حقوق المرأة في الدستور مسؤولية كل الضمائر الحية
- دعـــــاء زكيـــة
- ايتها الدول العربية ايتها الحكومات العربية هذا هو الارهاب
- المحـاولة الثانية لإغتيال الزعيم عبد الكريم قاسم
- نهــج جديد لكنه في الجوهــر من الرحم القديم
- التطرف الديني ـــ السلفي، الاصولي.. وصنوهما الارهاب الحالي
- الجمهوريــة العراقية الاسلامية الاتحادية الى أين؟
- ثمــة سكون.. ثمــة حركة في البار الصيني
- هل كانت ثورة 14 تموز انقلاباً عسكرياً منعزلاً عن الشعب العرا ...
- المحاصصة الطائفية والقومية الضيقة مالها وما عليها
- كركوك بموقعها الجغرافي وتطبيع الاوضاع فيها
- مخططان مختلفان شكلاً حققا الهدف المرسوم
- هل المليشيات الشيعية العراقية ومليشيات الباسيج شكلان لهدف وا ...
- الإنتخابات الإيرانية وغروب رفسنجاني البراغماتي بفوز محمود أح ...
- لو كنت في مكـــان صدام حسين والعياذ بالله ماذ كنت ستفعل؟
- لأنـــهُ كان العراق.. لأنـــهُ كل العراق
- الانتخابات البرلمانية القادمة وضرورة انجاز الدستور الاتحادي ...
- الاصلاحات حسب مفهوم التيار الوطني الديمقراطي


المزيد.....




- بايدن يصرح لـCNN بنصيحة أوباما له بشأن الانتخابات المقبلة
- مناورة -غير عادية- لمقاتلات روسية قرب أمريكا.. ومصدر يوضح ال ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي دفن فلسطينيين في مقبرة جماعية داخل مجم ...
- الاتحاد الأوروبي يعلن عدم تجديد تفويض بعثة تابعة له لتدريب ا ...
- الرئيس الأمريكي يحذر إسرائيل من تعليق بعض شحنات الأسلحة إلى ...
- 5 دول تتجه للاعتراف قريبا بدولة فلسطين
- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مصطفى محمد غريب - رحلـــة الكاتب حسن اللواتي للبحث عن الذات في الألم واللذة