أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تكليف العبادي/ ماذا حدث بعد منتصف الليل ؟















المزيد.....

تكليف العبادي/ ماذا حدث بعد منتصف الليل ؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 4541 - 2014 / 8 / 12 - 03:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتبت المداخلتين التاليتين، الأولى بعد الخطاب الذي ألقاه رئيس مجلس الوزراء المنقضي العُهدة نوري المالكي عند منتصف الليل، والثانية بعد قرار الرئيس معصوم تكليف نائب رئيس مجلس النواب حيدر العبادي بتشكيل الحكومة، وأنشرهما هنا معا لتوضيح دلالات ما حدث من وجهة نظري توسيعا وتعميقا للنقاش حول ما يحدث في بلادنا في هذه الأيام العصيبة:
المداخلة الأولى: خطاب منتصف الليل الذي ألقاه المالكي رغم دراماتيكيته وأجواء التحشيد الأمني الكثيف و المسرحي الذي سبقه ورافقه لا تخفي عدة دلالات منها:
- المالكي تصرف حتى الآن وفق دستور العملية السياسية الطائفية وهو دستور ملغوم واكتفى بتقديم شكوى للمحكمة الاتحادية ضد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بتهمة خرق الدستور وهي تهمة حقيقية من الناحية الشكلية ودعوة مجلس النواب الى مساءلة الرئيس حول هذا الخرق.

-بعض حلفاء المالكي في التحالف الوطني "الشيعي" وتحديدا الصدر والحكيم والجعفري وتابعهم الجلبي نجحوا في منع معصوم من تكليف المالكي ولكنهم فشلوا في تقديم بديل له، ولن يكون سهلا عليهم القيام بأكثر من هذا في الوقت الحاضر دون أن تأتيهم نجدة سياسية وقوية من تحالفي النجيفي وبارزاني قد تثمر عن كتلة كبيرة تكسر أكثرية دولة القانون الهشة و إذا اعتمد الثلاثي الشيعي هذا الخيار فهم سيخسرون مستقبلا حاضنتهم الشيعية .
- يمكن لنا أن نتوقع أن المحكمة الاتحادية ستحكم لصالح المالكي بيسر وسهولة، ولكن ذلك لن يشكل انتصارا نهائيا له وحتى إذا أجبِر معصوم على الاستقالة واستبدل بغيره وكلف البديلُ المالكيَّ فإن خسارة المالكي للثقة في التصويت داخل مجلس النواب ستكون ممكنة وقد يأتي هذا السيناريو ببصيص أمل فيجبر المالكي وائتلافه على التراجع والنكوص فإن تحرك سيكون للآخرين شأن آخر معه.

-هناك سيناريوهات أخرى محتملة، وبعضها خطير، قد ينتج عنه اقتتال "شيعي شيعي" أو تفكك الكيان العراقي أكثر مما هو مفكك حاليا، كما يمكن أن نتوقع نكسات عسكرية جديدة للقوات الحكومية في مواجهة داعش والبعث وانتقال القتال الى قلب بغداد كما يمكن أن نتوقع تدخلا مباشرا للدول الإقليمية وخاصة إيران وتركيا.

-كل هذه الثمار المرة هي نتيجة طبيعية ومتوقعة لكارثة العملية السياسية الطائفية التي شارك في إطلاقها وترسيخها الجميع ، نعم الجميع، والتي دخلت مرحلة التحلل والتفجر منذ بضعة أعوام ولكن الجميع، نعم الجميع، مع وضد المالكي، أغمضوا عيونهم وأغلقوا آذانهم وعقولهم إزائها ، وبقيت جيوبهم مفتوحة، ولا مندوحة من تكرار ما كررناه حتى السأم وهو أن الحل الوحيد للأزمة السياسية والمجتمعية والأمنية في البلاد هو في حل العملية السياسية الطائفية وإطلاق عملية سياسية وطنية : حلُّها في حلِّها ! فالوضع خطير والعراق يغرق والنخبة الحاكمة " والمعارضة" أصغر وأعجز وأفشل من أن تنقذه .. ولكن : لا حل إلا في حلها!

المداخلة الثانية: بين خطاب منتصف الليل الذي ألقاه المالكي وتغريدة حيدر العبادي التي نشرها على حسابه في "تويتر" أقل من ساعتين، أي أنه نشرها عند الساعة الثانية ليلا بتوقيت بغداد، وكأنه كان ينتظر خطاب صاحبه، فما الذي حدث خلال هذا الأقل من ساعتين؟ أميلُ إلى الاعتقاد أن شيئا خارقا لم يحدث بل جلّ ما في الأمر أن تنفيذا دقيقا قد طُبٍق لما تم التخطيط له من قبل قيادات التحالف الوطني " الشيعي" وبقيادة و مبادرة إبراهيم الجعفري، وموافقة من العبادي والشهرستاني الذي حضر مراسيم التكليف، أما زعيم بدر فيقال إنه صرح بعدم موافقته وهنا نضع اليد على أن إيران لم تكن موافقة تماما على طبخة منتصف الليل رغم أن الإيرانيين أكثر برغماتية مما يمكن تخيله وسيبتلعون تحفظاتهم بسرعة. يبدو أيضا أن مقترح استبدال المالكي بالعبادي قد طرح في اجتماع مجلس شورى حزب الدعوة الذي عقد قبل أقل من 48 ساعة وحضره المالكي أيضا، ولكن من الواضح ان المجتمعين لم يتوصلوا الى قرار حاسم، أو أن مجموعة مهمة منهم بقيادة العبادي قد توصلت الى قرار الاستبدال و أبلغت به الجعفري وسارع هذا الأخير لإبلاغ المعنيين عراقيا وغربيا " أميركيا تحديدا" به ثم توالت الأحداث بدءاً من التغريدة.

كل هذه التفاصيل لا تقدم ولا تؤخر في الاتجاه العام للتطورات، فالمالكي في وضع صعب، ولن يكون بمكنته أن يغير اتجاهها لصالحه ولا يمكنه الطعن بقرار معصوم، رغم قوله إنه سيقدم شكوى للمحكمة العليا ولكن ما نشر لم يكن شكوى بل مجرد استيضاحات، ثم أن معصوم لم يخرق مفهوم الكتلة الأكبر حتى بتفسير المالكي بتعيينه العبادي فهذا الأخير من الدعوة ومن دولة القانون.

الواضح أن مهمة الجعفري كانت سهلة بعد انحياز - كي لا نقول انشقاق العبادي والشهرستاني - لخطته وبهذا لم يكن الجعفري بحاجة الى نجدة عاجلة من النجيفي أو بارزاني أو غيرهما واستطاع جمع 127 صوتا كأغلبية جديدة تدعم العبادي.
بتكليف العبادي حقق العبادي وحلفاؤه في الوطني " الجعفري والحكيم والصدر" تم إصابة عدة عصافير بحجر معصوم الأخير فقد تم :

- تطمين بيروقراطية حزب الدعوة ودولة القانون في مؤسسات الدولة والتي يبلغ عديدها بضعة آلاف من مدراء ومدراء عامين ووزراء وسفراء و وكلاء، كما تم تطمين المؤسسة العسكرية والأمنية نسبيا بوجود العبادي، وهذا ما يشي ببعض التفاؤل من أن نكسة عسكرية متوقعة لن تحدث أو أنها إن حدثت ستكون بحدود مسيطر عليها.

- تم الاستغناء عن عون النجيفي و بارزاني حاليا وسيكون تصويتهم في جلسة منح الثقة في مجلس النواب أمرا نافلا لا شك فيه.

- تم إعطاء المحكمة الاتحادية العليا مبررات كافية لتفسير سلوكها المتردد والخجول والذي كان على حافة منح المالكي صفة الكتلة الأكبر ولكنها لم تجرؤ كفاية على ذلك صراحة وحسبت حساب الاحتمالات الأخرى كما يبدو .
- أما ما يقال من أن العبادي حاز على أكثر من خمسة آلاف صوت مقابل المالكي الذي حاز على 721 ألف صوت، وعن كونه يحمل الجنسية البريطانية، فهي أمور ثانوية في عرف وسلوك أهل العملية السياسية الطائفية. فالأصوات الانتخابية واحترام إرادة الشعب المعبر عنها في صندوق الانتخابات هو آخر ما يفكر به هؤلاء، أما الجنسية البريطانية إن صحَّ حيازة العبادي لها فليست مشكلة كبيرة عندهم فأغلبهم يحملون جنسيات أجنبية ويمكنه أن يتنازل عنها فعلا أو بشكل رمزي بعد حين.
ومع ذلك، فالطبخة التي تمت وسوقت بعد منتصف الليل لا تخلو من عوامل متفجرة لأنها لم تحسم أيا من التناقضات والمشاكل التي جاءت لحسمها وهي أبعد ما تكون عن حل أي من تفاصيل الأزمة والوطنية العامة أمنيا وسياسيا واجتماعيا.
خلاصة القول، إن ما حدث هو سباحة في بركة المحاصصة الطائفية الآسنة وليس خروجا منها الى المحيط الوطني الشاسع، و هي لن تؤدي إلا إلى المزيد من المعاناة والآلام للشعب العراقي وتقريب البلد ككل من الاحتمالات المشؤومة من تقسيم وتفكك واحتراب لأنها تحمل بذرة فشلها في أحشائها.. ولا حل إلا بحلها!



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج2/ فرانكشتاين بغدادي يلتهم جائزة -بوكر/ 2 من 2
- دلالات خطاب منتصف الليل للمالكي
- ج1/ قراءة في السياق :فرانكشتاين بغدادي يلتهم جائزة -بوكر/ 1 ...
- لا تغيير الخيول خلال المعركة!
- ج3/ الغربيون والجذور التاريخية لوصم العربي بعار العنف /3من9
- العنف الفردي و الجماعي في سرديات علم النفس الكلاسيكي / 2من9
- عودة الى باقر ياسين وكتابه: العنف لغةً واصطلاحاً وسياقاً / 1 ...
- بشرى سارة: أطماع تركيا في الرافدين أصبحت عدوانا بموجب القانو ...
- ج2/ الحرب الإعلامية والحلول المطروحة
- ج1/ شروط كيري وأحلام المالكي
- خلط فكري وانتهازية سياسية في بيان حازم صاغية
- هل يجرؤ المالكي؟ نصف الانتصار على داعش في طرد الخبراء الأمير ...
- الافتراءات الطائفية المتبادلة و صمت العرب السنة على ضم كركوك
- هدوء عسكري يسبق عاصفة تقسيم العراق
- بين المطلك و اليعقوبي والوقف السني
- كيف نفذ انقلاب الموصل وما مضاعفاته؟
- حين شكلوا مجلس بريمر للحكم سقطت الموصل والعراق
- أخطر جرس إنذار دولي قبل زوال الرافدين
- أردوغان يتركب أخطر جريمة ويقطع مياه الفرات
- نتائج متوقعة للانتخابات التشريعية العراقية


المزيد.....




- اصطدمت بسيارة أخرى وواجهته بلكمات.. شاهد ما فعلته سيدة للص س ...
- بوتين يوعز بإجراء تدريبات للقوات النووية
- لأول مرة.. دراجات وطنية من طراز Aurus ترافق موكب بوتين خلال ...
- شخصيات سياسية وإعلامية لبنانية: العرب عموما ينتظرون من الرئي ...
- بطريرك موسكو وعموم روسيا يقيم صلاة شكر بمناسبة تنصيب بوتين
- الحكومة الروسية تقدم استقالتها للرئيس بوتين
- تايلاند.. اكتشاف ثعبان لم يسبق له مثيل
- روسيا.. عقدان من التحولات والنمو
- -حماس-: اقتحام معبر رفح جريمة تؤكد نية إسرائيل تعطيل جهود ال ...
- مراسلنا: مقتل 14 فلسطينيا باستهداف إسرائيلي لمنزلين بمنطقة ت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - تكليف العبادي/ ماذا حدث بعد منتصف الليل ؟