أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - السياسة الدينية والدول العلمانية














المزيد.....

السياسة الدينية والدول العلمانية


فهد المضحكي

الحوار المتمدن-العدد: 4531 - 2014 / 8 / 2 - 16:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عالم المعرفة الكويتية ترجمت في يوليو الماضي كتاب «السياسة الدينية والدول العلمانية مصر والهند والولايات المتحدة الامريكية» تأليف سكوت هيبارد.

يُبّين الكتاب تصاعد العنف الاسلامي في الشرق الاوسط وشمال افريقيا ومنطقة جنوب آسيا نتيجة عودة المجاهدين السابقين من الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة في افغانستان الى ديارهم واستكمال الجهاد داخلها.

يتساءل الكاتب لماذا كانت التفسيرات المحافظة او الرجعية للدين شائعة للغاية ــ وفعالة الى هذا الحد ــ في سياسة ثلاث مجتمعات علمانية على نحو ظاهري؟

حول هذه الاشكالية يحدد هيبارد رأيه في ثلاثة جوانب اساسية وهي اولاً: يعتبر الدين جزءاً مهماً من تكوين الهويات الجماعية ولذلك فهو يمنح قاعدة مهمة للتضامن الاجتماعي والحشد السياسي ونتيجة ذلك فقد كان الدين اداة جوهرية بالنسبة للخطاب المعاصر للقومية الحديثة وامور اخرى متفاوتة تتعلق بالطائفة السياسية.

وثانياً يوفر الدين اطار عمل معنوي لتفسير السياسة الحديثة والتعبير عن الغرض الجماعي واخيراً فان المسؤولين بالدولة جنباً الى جنب العاملين في مجال السياسة قد تلاعبوا على نحو متسق بمثل تلك الهويات، والاكثر من ذلك خلال السنوات القليلة الماضية انهم وجدوا الفائدة من الترويج لتفسير محافظ للدين كأساس للشرعية الشعبية.

يتحدث الكتاب عن عملية الظهور المتجدد للسياسة الدينية في ثلاثة مجتمعات علمانية مصر والهند والولايات المتحدة الامريكية ويرى هيبارد انه في كل حالة من الحالات الثلاث غُرس الالتزام بالاعراف العلمانية داخل مؤسسات الدولة القومية وذلك منتصف القرن العشرين بينما جرى استئصالها خلال العقود اللاحقة ومع ذلك يرى المؤلف ان التركيز الرئيسي لهذه الحالات يتمثل في الدور الذي قام به المسؤولون بالدولة في تسهيل هذه العملية الانتقالية واسهاماتهم في ظهور سياسة دينية والتلاعب الفعال بالدين نتج عن تخلي المسؤولين بالدولة عن الالتزامات المسبقة نحو الاعراف والتقاليد العلمانية!

ففي الحالة المصرية كانت السياسة التي اتبعها السادات بعيدة عن العلمانية وعند تحليل هذا التوجه يقول الكاتب: عرفت الفترة التي قضاها السادات في منصبه بالتشجيع النشط للاصولية الاسلامية من خلال مؤسسات الدولة الحديثة وكان الهدف من ذلك توفير اساس جديد للسلطة لمصلحة نظام الحكم والهدف الآخر يرجع ــ كما يوضحه الكاتب ــ الى استقطاب الافكار والنشطاء الاسلاميين من اجل توفير التوازن المستمر من قبل اليسار العلماني داخل السياسة المصرية.

ان التمسك بالمعتقدات والمبادئ الناصرية والشيوعية هو الذي كان يخشاه السادات وليس الاصوليين وبعد اتفاقية كمب ديفيد انقلبوا عليه وقتلوه.

وعلى نحو مشابه تم اغتيال انديرا غاندي من قبل الجماعات المتطرفة المحسوبة على القومية الهندوسية التي استغلت الدين للقيام باعمال الارهاب والعنف ضد العلمانية السائدة والاقليات الدينية الأخرى وكذلك الحال بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية فان صعود اليمين الديني ميز التقليص الايديولوجي داخل الحياة العامة الامريكية ووضع حداً للاجماع العلماني في الفترة الزمنية التي اعقبت الحرب العالمية الثانية والشيء المهم الذي يدعم هذه الحقيقة يتجلى بوضوح في قول المؤلف: في الولايات المتحدة عاودت السياسات الدينية الظهور من جديد في اثناء حقبتي الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي في سياق الجدل الموجود منذ زمن بعيد حول الدور المناسب للدين في الحياة العامة.

وعلى الرغم من تأصل الالتزام الاساسي بالتسامح الديني عند تأسيس الولايات المتحدة فان التاريخ الامريكي يُعد مشبعاً بالامثلة التي توضح التمييز الديني والرؤى المسيحية للقومية الامريكية» وفي رأيه يعكس هذا حقيقة ان القومية الامريكية متأصلة في الروايات الدينية على الرغم من كونها تعرض توجهات متنافسة.

وقد اعتمد «الدين المدني» في امريكا في اوج ازدهاره على تفسير غير طائفي للعقيدة المسيحية ومتوافق مع التقليد العلماني لامريكا ومع ذلك فقد كانت القومية الدينية الضيقة وغالباً الشوفينية ايضاً خاصية شائعة في التجربة الامريكية ويرتبط هذا التفسير للقومية الامريكية بتفسير رجعي للتقليد المسيحي وفهم محدود للهوية الامريكية.

وفي هذا الجانب الذي استعرض فيه هيبارد تجربة ثلاثة مجتمعات علمانية ساد فيها استغلال الدين لمكاسب واغراض سياسية وتحديداً على صعيد الحكم ــ السلطة الرسمية ــ والاحزاب الدينية فان الخطاب الديني الطائفي حتماً سيقود الى انقسامات مذهبية وطائفية وان المتطرفين الدينيين والانتهازيين السياسيين سيعمقون بوعي ومن دون وعي تلك الانقسامات التي باتت هدفاً لاعداء الحريات والديمقراطية. وهذا ما شاهدناه في اكثر من دول عربية واسلامية!



#فهد_المضحكي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارتفاع الدَّيْن العام
- الدولة المدنية
- الاستثمارات
- جورج حزبون
- تنازلات بالجملة
- تداعيات الأزمة السياسية
- الإصلاح الإداري (2-2)
- الإصلاح الإداري «1 – 2»
- العرب والعالم نحو تواصل متكافئ ومنتج
- التحالفات السياسية!
- إيران.. أسلمة المجتمع أم النظام؟!
- أمن الخليج!
- امرأة في ضيافة القلب
- واخيراً سقط الاستجواب.. «برافو»!!
- الأصولية الدينية وأزمة الاختلاف والتعدد!
- أوباما والشرق الأوسط نهاية العصر الأمريكي؟
- حديث حول الديمقراطية
- الإرهاب!!
- عيد المرأة العالمي
- المنظمة العربية لمكافحة الفساد


المزيد.....




- عشرات القتلى في غارات إسرائيلية على قطاع غزة منهم 6 باستهداف ...
- وسط حرب الرسوم.. استثمارات صينية وتركية جديدة لإنشاء مصانع ف ...
- السويداء.. إسرائيل تقصف قوات سورية بعد اشتباكات دفعتها لدخول ...
- ما الذي يحدث في كردفان في السودان؟
- ترامب لبي بي سي: -أشعر بخيبة أمل من بوتين... لكنني لم أنتهِ ...
- غارات إسرائيلية على البقاع الشمالي في لبنان توقع 12 قتيلا
- موجة حر قاسية وصيف ملتهب.. المغرب يستنفر أجهزته لمواجهة الحر ...
- الاتحاد الأوروبي في مواجهة تهديدات ترامب الجمركية.. ما الاست ...
- في صربيا.. الروسيون والبيلاروسيون عالقون في فراغ إداري
- فرنسا: رئيس الوزراء يقترح إلغاء عطلتين رسميتين في سياق توجها ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فهد المضحكي - السياسة الدينية والدول العلمانية