أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - صفقة أفشلها الرئيس محمد فؤاد معصوم














المزيد.....

صفقة أفشلها الرئيس محمد فؤاد معصوم


تيلي امين علي
كاتب ومحام

(Tely Ameen Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4530 - 2014 / 8 / 1 - 13:20
المحور: القضية الكردية
    


يبدو لي ان المحادثات الشاقة داخل المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني وفشله في اخيار مرشح الكرد لرئاسة العراق ، كانت صراعا بين جناحين من اجنحة الحزب ، والتي تقرّ قيادة الاتحاد بوجودها . جناح كان قد تفاهم بشكل من الاشكال مع ائتلاف دولة القانون ، حول تشكيل الحكومة العراقية المقبلة ، ومن وراء ظهر التحالف الكردستاني والقوى السياسية الكردستانية الاخرى ، بعضها او كلها ، وهو الجناح المتنفذ ، على ما اعتقد ، والذي تقوده السيدة هيرو خان عقيلة السيد الطالباني ومعها السيد نجم الدين كريم محافظ كركوك والسيدعادل مراد رئيس المجلس المركزي واخرون . وجناح اخر يضم اغلب اعضاء المكتب السياسي ومنهم نائبا الامين العام السيد كوسرت رسول والسيد وبرهم صالح ، ويرى هذا الجناح ان التحالف مع القوى العراقية يجب ان يكون باجماع القوى الكردستانية ، ولا ينبغي الدخول في التحالفات العراقية بصورة منفردة ، وبمعنى عدم تشتيت الموقف الكردي الموحد .
طالت مباحثات المكتب السياسي كثيرا دون التوصل الى اختيار مرشح ، وفي خضم المناقشات اعلن عن وصول السيد جلال الطالباني الى كردستان بعد اكثر من عام ونصف قضاها في مشفى الماني لوعكة صحية المت بع وغابته عن المشهد السياسي، وخشي الكثيرون ان تكون حالة مام جلال الصحية غير ملائمة لخروجه الى الملأ ، او ان لا تسمح له باستقبال زائريه ، او ان يجري فرض طوق عليه ،وبالتالي ان تستغل هذه الحالة للاعلان باسمه عن المرشح الكردي لرئاسة العراق . لكن ظهر ان الرئيس السابق في حالة صحية جيدة ويمتلك كامل وعيه ،واستقبل العديد من رفاقه والضيوف وتبدد الخوف من التحدث واصدار القرارات من اخرين باسمه .
عارض الجناح المتنفذ ترشيح السيد برهم صالح بصلابة ، واوعز الى السيد نجم الدين كريم بترشيح نفسه بصفته الفردية ، فقدّم طلبه الى مجلس النواب العراقي من غير تكليف من المكتب السياسي الذي يحوز على عضويته ، وكان ممكنا ان ينافس مرشح المكتب السياسي في حالة اختيار برهم صالح ، والحصول على دعم قوي من ائتلاف دولة القانون مقابل تعهده بتكليف مرشحها لرئاسة الوزراء .
مع ان الجناح المتنفذ يسيطر على الموارد الاقتصادية للاتحاد ، ويمتلك ولاء الشبكة الامنية ، الاّ انه لم يتمكن من اقناع المكتب السياسي باغلبيته على ترشيح نجم الدين كريم المقرب من دولة القانون ، كما انه لم يستطع اخراج برهم صالح من المنافسة . فكان الحل حسب تصوّره المراهنة على السيد فؤاد معصوم باعتباره معتدلا ومقبولا ، وظنّ الجناح المتنفذ ومعه ائتلاف دولة القانون ، ان الرجل يمكن التأثير عليه وانه في النتيجة سيرضخ ، لضغوطات تلميذه العاق نوري المالكي وضغوطات جناح حزبه المتنفذ لاتمام صفقة تكليف المالكي بتشكيل الوزارة الجديدة . وربما يقتنع معصوم بما يوحى له ان الطالباني يدعم ترشيح المالكي ، فيمرر الصفقة .
انتعشت آمال قائمة ائتلاف القانون ، بعد انتخاب الرئيس معصوم ، واعلنت انها صوّتت له وانه لا ينبغي للكرد ان يضعوا الفيتو على مرشحها لأنه لم يكن لها فيتو على مرشح الكرد ، وتناست ان الكرد يرون ان مرشح دولة القانون نوري المالكي يجب ان يحاسب على حماقاته بقطع رواتب موظفي الاقليم ، والاتهامات السوقية للكرد بالارهاب واللصوصية والسرقة. واعلن المالكي نفسه انه سيشكل حكومة من كل المكونات . ورددّ العديد من اعضاء ائتلافه الاقوال بان الرئيس معصوم على وشك تكليف المالكي ، اليوم او غدا . وطار المالكي الى السليمانية وبعد ترحيبه بعودة مام جلال ، يقال انه اجرى محادثات مع السيدة هيرو خان وعاد الى بغداد اكثر اصرارا على التشبث بالولاية الثالثة ، حتى انه هدد بالخروج من قائمة التحالف الوطني ، والتس تضم القوى الشيعية الدينية ، والتمرد على توجيهات المرجعية الشيعية ، ومعاندة ولىّ نعمته قاسم سليماني ،واتهم شركائه قادة الشيعة بالتزوير ، وهو الذي عرف عنه براعته في الصاق التهم والتشهير بخصومه.
انا شخصيا ، لا ارى ترشيح نوري المالكي من عدمه مسألة تهمني ، بل قلت في مقال سابق ( دعوا المالكي يسير بهذه الدولة نحو حتفها ) ، ولا يؤسفني ان ارى هذه الدولة الفاشلة تموت وتختفي ، واظن ان المالكي خير من يؤدي هذه المهمة باعتباره معولا لهدمها، وانه بطائفيته وجهله وفشله سيسرع في القضاء عليها اثناء ولايته الثالثة ان تحققت.
لكن الرئيس محمد فؤاد معصوم ، وبقدر ما عرف عنه من اعتدال ومرونة ، يبدو حاسما وصلبا امام الضغوطات ، وخاصة بعد ان التقى مع مام جلال واستمع اليه ومن المؤكد انه تلقى مشورته .فقد اعلن بعد عودته من السليمانية عقب اختياره رئيسا، ان مام جلال على اطلاع باوضاع كردستان والعراق السياسية . كما يبدوان الرئيس لا يزد ان يتوج كل نضاله الطويل بتمرير صفقة من شأنها ، تخريب البيت الكردستاني اولا ، والتسبب في انهيار البيت الشيعي ، ومعاداة القوى السنية . وربما يدرك انه حتى في حالة تكليف المالكي فانه لن يجد حلفاء تمكنه من نيل ثقة البرلمان . وان ازمة الاتحاد الوطني الداخلية ستتفاقم اكثر اذا انضم جناح منه الى حكومة يرئسها المالكي ، وليس بعيدا ان تحدث انشقاقات قاتلة . وان تحدث مشاكل جدية لحكومة كردستان .
لقد اعترف الرئيس انه يتعرض الى ضغوطات لتكليف شخص معين بتشكيل الحكومة ، وبديهي ان المالكي لجّوج في طلباته بهذا الصدد ، لكننا لا نعتقد ان الرئيس يحسب حسابا لضغوطات ائتلاف دولة القانون ، حتى يهدد بالاستقالة . بل انه لا يعيرها اهمية باعتباره ممثلا عن المكون الثاني في العراق . اعتقد انه منزعج جدا من ضغوطات الجناح المتنفذ في حزبه ، والذي ربما تذكرّه بانه مرشحه للرئاسة ، ولذلك وكما اعلن صراحة في لقائه بممثلي المكونات والقوى السياسية العراقية انه قد يستقيل ، ولكنه لن يرضخ للضغوطات ولن يكلف شخصا لرئاسة الوزارة يفتقر الى تأييد القوى الوطنية ومتمرد على الاجماع الوطني .
و نعتقد ان الرئيس معصوم صريح وجدي في تهديده ، وقد يفعلها اذا اضطرته جهة لان يتصرف على غير ارادته الحرة ورؤيته للعملية السياسية . فاي مصلحة في وضع العراقيل امامه ؟



#تيلي_امين_علي (هاشتاغ)       Tely_Ameen_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة الاتحادية ستخسر القضية امام محكمة تكساس
- تمزّق العراق والسلاح الروسي لن يجديه نفعا
- آغاى نجاح محمد علي : التضليل لن يفيد سيّدك المالكي
- دعاة استقلال كردستان يتسابقون للتوظيف في بغداد
- مطلوب كردي تافه لرئاسة العراق
- الطالباني في كردستان .. مرحبا به ولكن
- تركيا الحديثة او تركيا الاتحادية عضو الاتحاد الاوربي
- الرجل فقد صوابه .. انه يهذي
- دعوا المالكي يسير بهذه الدولة نحو حتفها
- كيري عرّاب المالكي
- رسالتان فاشلتان من المالكي الى جهال الشيعة ، واخرى ناجحة
- مشروع دستور اقليم كردستان بين التعديل والاقرار
- من سيقضي على دجال بلاد الشام .. عيسى بن مريم أم المهدي المنت ...
- عن اي عصر يتحدث السيد العلوي؟
- الكورد الشيعة في قيادة الاتحاد الوطني هل يوجهون بوصلته ؟
- على نفسه ونظامه جنى بشار
- حبل مقتدى قصير
- فاتورة انقرة امام السيد المالكي
- شكرا... لا تردّوا ( تهمة الانفصال ) عنّا
- استكان شاي وناركيلة مع المثقفين العرب العراقيين


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - تيلي امين علي - صفقة أفشلها الرئيس محمد فؤاد معصوم