محمّد بن آمنة، رسول الشياطين: خاتم الأنبياء والرّسل يُرضعه جنّ أو شيطان - ج1

مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 22:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

محمّد بن آمنة، رسول الشياطين: خاتم الأنبياء والرّسل يُرضعه جنّ أو شيطان - ج1

في "المستدرك على الصّحيحين" لأبي عبد الله الحاكم النّيسابوري (فصل "كتاب تواريخ المتقدّمين من الأنبياء والمرسلين"، باب "ذكر أخبار سيّد المرسلين وخاتم النبيّين محمد بن عبد الله بن عبد المطلب...")، نقرأ الحديث التّالي:
"حدثنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الفارسي ثنا يعقوب بن سفيان ثنا أبو غسان محمد بن يحي الكناني حدثني أبي عن إبن إسحاق قال: كان هشام بن عروة يحدّث عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يهودي قد سكن مكّة يتّجر بها فلمّا كانت الليلة التي وُلد فيها رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم قال في مجلس من قريش: يا معشر قريش هل وُلد فيكم الليلة مولود؟ فقالوا: والله ما نعلمه قال: الله أكبر أمّا إذا أخطأكم فلا بأس فأنظروا وإحفظوا ما أقول لكم، وُلد هذه الليلة نبيّ هذه الأمّة الأخيرة بين كتفيه علامة فيها شعرات متواترات كأنّهنّ عُرفُ فرس لا يرضعُ ليلتين وذلك أنّ عفريتا من الجنّ أدخل أصبعيه في فمه فمنعه الرّضاع فتصدّع القوم من مجلسهم وهم متعجّبون من قوله وحديثه، فلمّا صاروا إلى منازلهم أخبر كلّ إنسان منهم أهله فقالوا: قد وُلد لعبد الله بن عبد المطّلب غلام سمّوه محمّدا فإلتقى القوم فقالوا: أهَلْ سمعتم حديث اليهوديّ وهل بلغكم مولدُ هذا الغلام فإنطلقوا حتّى جاءوا اليهوديّ فأخبروه الخبر، قال: فإذهبوا معي حتّى أنظر إليه فخرجوا به حتّى أدخلوه على آمنة فقال: أخرجي إلينا إبنك فأخرجته وكشفوا له عن ظهره فرأى تلك الشّامة فوقع اليهوديّ مغشيّا عليه، فلمّا أفاق قالوا: ويلك ما لك؟ قال: ذهبت والله النّبوّة من بني إسرائيل فرحتم به يا معشر قريش أما والله ليَسْطُونّ بكم سطوة يخرج خبرها من المشرق والغرب وكان في النّفر يومئذ الذين قال لهم اليهودي ما قال هشام بن الوليد بن المغيرة ومسافر بن أبي عمرو وعبيدة بن الحارث بن عبد المطّلب وعُتبة بن ربيعة شابّ فوق المحتلم في نفر من بني عبد مناف وغيرهم من قريش". ويضيف الحاكم النّيسابوري قائلا: "هذا حديث صحيح الإسناد ولم يُخرجاه".

ولسائل أن يطرح على نفسه، بعد قراءة هذا الحديث، عدّة أسئلة وأن يُبدي الكثير من الملاحظات لعلّ أهمّها:
1. لماذا تتعدّد في الأحاديث التي تخبر عن نبوّة محمّد المزعومة حكايات أبطالها إمّا يهود وإمّا نصارى (هذا اليهودي في الحديث الذي نحن بصدده، والرّاهب بحيراء أو بحيرة، وورقة بن نوفل، هذا دون الحديث عن خرافة وجود إسم محمّد في الأناجيل والتّوراة، الشيء الذي جعل أتباعه لا يكفّون عن إختراع أكاذيب جديدة ومتنوّعة إلى يومنا هذا، رغم إيمان معظمهم بأنّ الأناجيل والتّوراة الموجودة اليوم محرّفة...)؟ ألا يدلّ هذا على هشاشة هذه النّبوّة وعدم ثبوتها أصلا، حتّى عند صاحبها، إلى درجة أنّ محمّدا وأتباعه أصبحوا يتفنّنون في إختلاق الحكايات الكاذبة عن إعتراف اليهود والنّصارى بالإسلام وبنبيّه المزعوم ليعطوا لإبن آمنة ولأنفسهم شيئا من المشروعيّة التي مازالوا يفتقدونها إلى اليوم؟ ولعلّ الحجّة التي يستعملها المسلمون اليوم بكثرة والتي تواصلُ في نفس نهج الخرافة المذكورة هنا وتمثّل خير دليل على ما ذهبنا إليه، هي قولهم: "ألم تروا ماذا قال علماء الغرب وكتّابه عن الإسلام وعن رسوله؟ إنّ هؤلاء الكتّاب المنصفين مدحوا محمّدا وأثنوا على تعاليم الإسلام وإعترفوا بإعجاز القرآن، إلخ..." نفس الأكاذيب يوهمون بها أنفسهم ويستدرجون بها الحمقى والجهلة، لأنّهم يحسّون في داخلهم بالنّقص ويعرفون جيّدا أنّ دينهم غير قادر على الوقوف على ساقيه لوحده، فهو دائما في حاجة إلى إعترافات تأتيه من خارجه ليتواصل تعلّقهم بوهمهم وليتجدّد في أنفسهم الأمل في أن لا يكون محمّد قد خدعهم وضحك على ذقونهم... ألا يدلّ هذا على زيف هذه النّبوّة التي لو كان صاحبها صادقا لما كان في حاجة لإعتراف أحد به ولكان إكتفى بتقديم ما عنده "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، فهو لديه إعتراف إلهي بنبوّته، فما قيمة إعتراف النّاس بها؟ ثمّ ألا يفسّر هذا التّكالب على إختراع مثل تلك القصص عقدة النّقص التي لاحظها الكثير من دارسي تاريخ الإسلام ومقارنة الأديان والتي جعلت رسوله المزعوم يأخذ من خرافات اليهود كميّات كبيرة ويضعها في قرآنه (خرافة عذاب القبر، مثلا)؟ ذلك أنّ المنطق الذي يعمل به دماغ محمّد بن آمنة يقول أنّه بما أنّ اليهود والنّصارى أهل الكتاب ولهم تاريخ مع النّبوّات ولهم كتبهم التي يحفظونها فلا بدّ أنّ يكون كلّ كلامهم صحيحا... لذلك، كان محمّد كلّما نطق يهوديّ أمامه أنصت إليه، تارة يجاريه في كلامه وطورا يعترض عليه في وقته، ولكنّه سرعان ما يضع كلام اليهوديّ في قرآنه وفي أحاديثه اللاحقة، تماما كما كان يضع أشعار أميّة بن أبي الصّلت وإمرئ القيس على لسان ربّه الخرافي... هذا دون الحديث عن رغبته الجامحة في إنتزاع إعتراف ولو بسيط من اليهود، هذه الرّغبة التي جعلته يتّخذ هيكل سليمان قبلة له ولأتباعه، رغم وجود كعبة قريش التي بناها إبراهيم، حسب الخرافة الإسلاميّة، على مقربة منه. وما كان يفعل ذلك إلاّ تقرّبا من اليهود وطمعا في رضاهم عنه والإعتراف به... لكنّ كلّ جهوده ذهبت سدى...

--------------------------
الهوامش:
1.. أبو عبد الله الحاكم النّيسابوري، "المستدرك على الصّحيحين"، دار الحرمين للطباعة والنشر والتوزيع، القاهرة، الطبعة الأولى، 1997، الجزء الثاني، ص ص 706 - 707.
2.. المقالات السابقة من سلسلة "محمد بن آمنة، رسول الشياطين":
- "خرافات إسلاميّة: علاقة محمد بن آمنة بالشيطان بدأت عند ولادته"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=413390
- "محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: شيطان محمّد الذي أسلم – ج1"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=413611
- "محمّد بن آمنة، رسول الشّياطين: شيطان محمّد الذي أسلم – ج2"
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=413609
3.. للإطلاع على بقية مقالات الكاتب، الرّجاء زيارة مدوّنته:
http://utopia-666.over-blog.com
4.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://www.4shared.com/office/fvyAVlu1ba/__online.html

#مالك_بارودي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات