أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس مدحت المصري - ملامح غزاوية !!














المزيد.....

ملامح غزاوية !!


فراس مدحت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 08:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ملامح غزّية !! بقلم : فراس مدحت المصري

في مكان واحد وتجمع صغير تستطيع أن تألف مادة لعلم النفس , فكل زاوية في هذا المكان تتحدث عن مشاعر حتى التخمة تختلف عن الأخرى ,وما أكثر وزاياه.
قد يكون الحدث واحدا لكن مشاعرهم وعقائدهم وتعابيرهم تتفاوت وتختلف أحيانا من شخص لآخر لكن تجمعهم الفرحة الحزينة وتكون جياشة لدرجة ما يسمونها دموع الفرحة .
لا أدري كيف أبدأ , فعلى هذه الأرض جبابرة لا تأمن لردود أفعالهم جانب , لكني سأبدأ بنهاية حرب 2012 وما كان من ردود أفعال وتطلعات وطموحات محدّثة على أرضية التغيرات السياسية والحصار ولقمة العيش وغيره من الإعتبارات , منهم من أنهى مشروع زواجه ومنهم من قرر فتح مشروع على اساس اقتصاد جديد وسوق جديدة , ومنهم من قرر أن يمضي في درب الجهاد , وأمّ رحل أحد ابنائها أو جميعهم أو حتى لو تبقى ابن واحد , فتعجل من زواجه كي ترى حفيدا لها .
وغيرهم الكثير , لكن دعونا ننظر مثلا في أم عاشت أقسى أنواع لحزن مهما كانت قوية لفقدان أحد أبنائها أو أكثر , وتأتي بعد فترة قصيرة لتعيش أقوى مشاعر الفرح لذلك الشاب الوسيم التي انتظرت فرحة أي من ابنائها الذين مضوا كذلك لتتضاعف مشاعر الفرح مع غصة لا تحتملها مدينة وذكريات وابتسامات تلوح بالأفق لأبنائها وبناتها إذا لم يكن أكثر , وتمضي في الحياة بشبيه ما يسمى الإستقرار , وتتعايش وتجامل وتتعبد , حتى تأتي حرب أخرى لتأخذ ما تبقى من أبنائها لتعود وتبتلع الحزن أضعافا وتحترق أحشائها من الحزن , وتنظر لما تبقى من ذريتها نائما لا يعلم أن أباه قد رحل لتتضارب المشاعر من حزن على الإبن إلى التفكير في رائحة ما تبقى لها والإحباط الذي تراه في مستقبل هذا الشاب اليتيم بلا مأوى ولا تحويشة ولا حتى أرض يستر حالو فيها.
كيف لي بل لأعظم أطباء العالم أن يترجم هذا الجسد وهذه العين الغامضة وهذه الحسرة القابعة بين ثنايا تجاعيدها واختزال سنينها في مجموعة شيب تلملمها.
كيف لأعظم أطباء العالم أن يترجم صوتا واثقا لشاب فقد من شاركوه طفولته , من كان يلاعبها وكأنه رجل كبير , من التحف معهم في حرب وبرد تحت غطاء واحد , نعم فقد إخوته أمام عينيه , فيبحث عن أمه ليرتمي في أحضانها ويبكي كطفل صغير " يما قتلوا اخوتي" فتشاركه الحزن وتطبطب عليه , بحث هنا وهناك حتى وجد جثة يكشفون عنها فأثاره الفضول ليرى أمه قد رحلت عنه بدمعة القهر على ابنائها الذين سبقوها بلحظات , فيصرخ بصوتٍ غزّي لا أحد في العالم لا يقف عنده لحظات بل وأيام وسنين " إمي ماتت وإخواتي ماتوا الله أكبر كلهم شهداء الله أكبر " ورحل.
كيف لأعظم أطباء العالم أن يترجموا , فرحة وتكبيرا وابتسامات في نفس ذاك اليوم وتلك الأم تلقي بالزعاريد تباعا وذاك الشاب يقفز هنا وهناك ويكبر وضحكاته تتالى مع " الحمد لله والله أكبر".
الإنهيار والإكتئاب والإنتحار والمرض النفسي , يصيب أقوى شخصيات العالم إن تجرع جزء بسيط جدا من هذه التضاربات في المشاعر , لكن مع أبناء وأمهات غزة , المعالة تختلف وليس هنالك أحد بالعالم يحتمل جزء مما يحتمله أهل وشعب غزة.
فعلا نحن شعب يحب الحياة كما يحب الموت أيضا , نحن شعب يصعب فهمه لذلك تصعب هزيمته.
لهذا أعود وأكرر أني أفتخر أني فلسطيني , وأفتخر أني غزّي



#فراس_مدحت_المصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لتكون غزّي !!
- خضر عدنان , يسجن السجان ,,
- طناجر أقوى من الخناجر!


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس مدحت المصري - ملامح غزاوية !!