أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهدي سعد - أكذوبة الصحافة الموضوعية














المزيد.....

أكذوبة الصحافة الموضوعية


مهدي سعد

الحوار المتمدن-العدد: 4518 - 2014 / 7 / 20 - 18:49
المحور: الصحافة والاعلام
    


يأخذ عليَّ البعض أنني لم أكن موضوعيًا أثناء تغطيتي الصحفية لمجريات المعركة الانتخابية الأخيرة في مدينة شفاعمرو، ويدَّعي هؤلاء بأنني كنت متحيزًا لطرف ضد آخر ولم أكن على مسافة واحدة من جميع الأطراف. ولا شك أن أصحاب هذا الادّعاء ينطلقون من فرضية تشدد على أن الصحافة يجب أن تكون موضوعية وغير منحازة لفئة معينة.

قد يبدو للوهلة الأولى أن هذا الادّعاء قريب إلى الصواب نظرًا لأننا تعودنا سماع هذه المعزوفة في كل مناسبة يتم التطرق فيها إلى موضوع الصحافة ودورها في المجتمع، إذ كثيرًا ما يتردد إلى مسامعنا بأن على الصحفي أن يتحلى بأكبر قدر من الموضوعية وعدم الانحياز خلال تغطيته للأحداث ومجريات الأمور.

سأحاول من خلال هذه المقالة نسف هذا الادّعاء وإثبات أنه لا يوجد في الحقيقة شيء اسمه "صحافة موضوعية"، وسأنطلق في تحليلي لهذه المسألة من فرضية تؤكد على أن هذا المصطلح لا يتعدى كونه خرافة خيالية لا تمت بصلة للواقع الصحافي والإعلامي الذي نحيا في ظلاله.

لا يختلف عاقلان على أن الصحفي هو قبل كل شيء إنسان لديه مشاعر وأحاسيس ويمتلك آراء ومواقف حيال ما يدور حوله في الحيز العام الذي يعيش في كنفه، وعليه فالصحفي لا يستطيع أن يفصل بين تصوراته السياسية والاجتماعية وبين عمله الصحفي الميداني، ولا بد لهذه التصورات أن تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على تغطيته الصحفية.

سأطرح مثالا يثبت صحة أقوالي، لنفترض بأن خمسة صحفيين يعملون لدى وسائل إعلام مختلفة حضروا لتغطية حدث معين في ذات الزمان والمكان، هل سيقوم الصحفيون الخمسة بإعداد تقارير مطابقة لتقارير زملائهم ؟!، الجواب بالطبع لا لأن كل صحفي سيعّد تقريرًا يعكس زاوية رؤيته للأمور التي تختلف من إنسان لآخر.

أضف إلى ذلك أنه من خلال استهلاكي لوسائل الإعلام المختلفة لم أعثر على وسيلة إعلامية واحدة تتوفر فيها المواصفات المتخيَّلة للصحافة الموضوعية، وهذا لا يعتبر أمرًا مفاجئًا لأن كل وسيلة إعلام تكون تابعة لجهة معينة، سياسية أو تجارية، تفرض عليها عرض مضامين تتلاءم مع رؤيتها وتصوراتها.

سأنتقل الآن إلى معالجة هذه المسألة من وجهة نظري الخاصة، حيث أعتقد بأن الصحافة قبل كل شيء هي رسالة إنسانية سامية ينبغي على المشتغل بها أن يتمتع بالقيم الأخلاقية النبيلة، مما يفرض على الصحفي الحقيقي أن يكون منحازًا في كل الأحوال إلى العدل ضد الظلم وإلى المساواة ضد التمييز وإلى الانفتاح ضد التعصب، ومن غير المعقول أن يساوي الصحفي بين الظالم والمظلوم والقامع والمقموع.

بناءً على ذلك لا بد للصحفي أن يقف إلى جانب المواطن البسيط المغلوب على أمره، ويُفترض به أن يتصدى بكل شراسة لمن يمس بحقوقه وينتهك كرامته، وهو مطالب بالوقوف في صف المستضعفين الذين لا يجدون سند لهم، ويجب عليه أن يتحلى بالجرأة والشجاعة في مواجهة أصحاب السلطة والنفوذ.

الصحافة الحقيقية في نظري هي لسان حال المواطنين العاديين الذين يجدون فيها منبرًا لنقل معاناتهم وطرح مشاكلهم بغية إيجاد حلول لها في الدوائر الرسمية، وينبغي أن تشكل أداة فاعلة لتقويم الاعوجاج وإصلاح الأعطاب المنتشرة في أروقة المؤسسات التي توفر الخدمات للمواطنين.

أخلص إلى الاستنتاج بأن مقولة "الصحافة الموضوعية" ما هي إلا أكذوبة كبيرة لا تنطلي على إنسان يتعامل مع الأمور بعقلانية ويدرك ما يدور حوله، لذلك أدعو كافة مناصري "الصحافة الموضوعية" أن يكفوا عن ترديد شعاراتهم الجوفاء التي لا يوجد لها أساس من الصحة.









#مهدي_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في واقع القوى الوطنية الدرزية في إسرائيل
- المجتمع العربي في إسرائيل وعوامل التفتيت الذاتي
- إقصاء -الفجر- و-أبناء شفاعمرو- والمعركة على وجه شفاعمرو
- نحو إسقاط النظام الطائفي الشفاعمري
- قائمة -الفجر- وإستراتيجية الهيمنة
- عن دور الشبيبة التقدمية في خلق حالة شفاعمرية جديدة
- صراع الإرادات وسر استهداف المدرسة الشاملة -أ-
- تدحرج التجربة الشفاعمرية نحو العنصرية
- أحاديث في واقع دروز شفاعمرو
- عن المؤتمر الاغترابي ووفد التواصل ومستقبل الطائفة الدرزية
- الانزلاق الفاشي يحتم بناء جبهة يسارية عريضة
- نحو إعادة تشكيل اليسار الدرزي
- نحو تنجيع أداء المعارضة الشفاعمرية
- قراءة في المشهد السياسي الشفاعمري
- عن الوطنية والمقاومة والإسلام السياسي
- لنجعل من احتفالات المئوية تظاهرة ثقافية مميزة
- لا بد من إرساء معادلة شفاعمرية جديدة
- الخلاف حول العطلة الأسبوعية هو نتاج لواقع طائفي مرير!
- حينما يتحول العنف إلى سلوك مبرر!!
- نحو تنشيط الحراك الثقافي الشفاعمري


المزيد.....




- بآلاف الدولارات.. شاهد لصوصًا يقتحمون متجرًا ويسرقون دراجات ...
- الكشف عن صورة معدلة للملكة البريطانية الراحلة مع أحفادها.. م ...
- -أكسيوس-: أطراف مفاوضات هدنة غزة عرضوا بعض التنازلات
- عاصفة رعدية قوية تضرب محافظة المثنى في العراق (فيديو)
- هل للعلكة الخالية من السكر فوائد؟
- لحظات مرعبة.. تمساح يقبض بفكيه على خبير زواحف في جنوب إفريقي ...
- اشتيه: لا نقبل أي وجود أجنبي على أرض غزة
- ماسك يكشف عن مخدّر يتعاطاه لـ-تعزيز الصحة العقلية والتخلص من ...
- Lenovo تطلق حاسبا مميزا للمصممين ومحبي الألعاب الإلكترونية
- -غلوبال تايمز-: تهنئة شي لبوتين تؤكد ثقة الصين بروسيا ونهجها ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مهدي سعد - أكذوبة الصحافة الموضوعية