أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - تفصيل صغير في مشهد الخليفة..!!














المزيد.....

تفصيل صغير في مشهد الخليفة..!!


حسن خضر
كاتب وباحث

(Hassan Khader)


الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 13:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث في غزة، وفي الضفة الغربية، بعد العثور على جثث المستوطنين الثلاثة، واختطاف إسرائيليين للفتى الفلسطيني في شعفاط وقتله، تفصيل صغير في تقدير الموقف العام للعالم العربي، في الوقت الراهن.
الحدث الأهم يتمثل في الصعود المفاجئ لداعش، ونجاحها في الاستيلاء على مدن وبلدات وآبار للنفط، في العراق، ناهيك عن رقعة انتشارها ونفوذها في الأراضي السورية. وقد اكتسب هذا الصعود دلالات إضافية عندما عيّن زعيم داعش نفسه "خليفة للمسلمين"، وبايعت ميليشيات في بلدان عربية مختلفة الخليفة العراقي، على السمع والطاعة.
وإذا أردنا اختزال التحدي الذي تمثله داعش في عبارة واحدة فلنقل: إذا لم يتمكن العالم العربي من تدمير داعش فإن داعش ستدمّر العالم العربي. وبالقدر نفسه يمكن القول: واهم من يعتقد أن معارضة النصرة والقاعدة للخليفة العراقي تجعل من هذه أو تلك أفضل من داعش. وواهم من يعتقد أن العشائر والبعث والصحوات أفضل من داعش.
وفوق هذا وذاك، ومع هذا وذاك: واهم من يعتقد أن الأميركيين يمكن أن يستنكفوا عن عقد صفقات مع داعش أو غيرها، إذا استدعت المصالح الأميركية ذلك، وواهم أكثر من يعتقد أن الغرب سيكون حريصاً على تمكين العرب من "اقتلاع" أشواكهم أكثر من العرب أنفسهم. والأسوأ من هذا وذاك: واهم من يعتقد أن العرب في وضع يمكنهم من تدمير داعش وما يدخل في حكمها بشكل حاسم وسريع في زمن البربرية الجديدة.
هذه هي الصورة العامة، مع ملاحظة أن مفردة "العرب" أصبحت على قدر كبير من السيولة والعمومية. فقد انهارت دولتان هما العراق وسورية، ناهيك عن دولة فاشلة في اليمن وليبيا والسودان، وكلها مرشحة لمصير لا يختلف كثيراً عن المصيرين العراقي والسوري. وفي كل مكان آخر بؤر وحاضنات طبيعية للإرهاب، وقابلية للتفكك والفوضى.
والأسوأ من هذا وذاك، أن الكل مشغول بهمومه الخاصة، في ظل وضع يستدعي وجود تصوّرات وتفاهمات عربية ـ عربية لتفادي الانهيار الشامل، وسيادة البربرية، والتوّحش، والخلافة. فإذا استمر الحال على هذا المنوال سيظهر أكثر من منافس "للخليفة" العرقي، وتنشب أكثر من حرب بين "الخلفاء"، وأكثر من حرب أهلية.
فلنعد إلى التفصيل الفلسطيني الصغير: لا يوجد موقف إسرائيلي واحد وموّحد إزاء طريقة التعامل مع حماس في غزة. فمن مصلحة إسرائيل بقاء غزة تحت سيطرة حماس لتكريس الفصل بين غزة والضفة الغربية. ولكن ليس من مصلحة إسرائيل حصول الميليشيات في غزة، وبينها حماس، على صواريخ تصل إلى تل أبيب. وهذه مسألة تحتاج إلى تفصيل صغير، فإسرائيل مريضة بعقدة الأمن، وفكرة الردع، لذلك تمثل صواريخ حماس وبقية الميليشيات تحريضاً يومياً ومباشراً على استعراض العضلات العسكرية الإسرائيلية.
لا تمثل ميليشيات غزة تحدياً عسكرياً يعتد به بالنسبة للإسرائيليين، ولكن مشكلتهم تتمثل في حقيقة أن القضاء على خطر الصواريخ يستدعي ضرورة احتلال قطاع غزة مرّة أخرى، والبقاء هناك "لمدة عام" على الأقل، كما ذكر مسؤول أمني سابق. وهذا أمر مكلف بالمعنى المادي والسياسي، ويصعب التحكّم بنتائجه النهائية، فكثير من العمليات العسكرية تبدو على الأرض مختلفة تماماً عن عمّا كانت عليه في الخطط والخرائط. وبهذا المعنى، وفيه، تتجلى معضلة الإسرائيليين، بصرف النظر عن البلاغة السياسية لحكوماتهم المتعاقبة.
لذلك، وعلى الرغم من التلويح بعملية عسكرية واسعة، بعد اختطاف المستوطنين الثلاثة، والعثور على جثثهم، واتهام إسرائيل لحماس بالوقوف وراء العملية، إلا أن احتلال قطاع غزة لمدة عام لن يكون، على الأرجح، على رأس قائمة الأهداف الإسرائيلية. ومرّد هذا الأمر، علاوة على ما ذكرنا سابقاً، محاولة إسرائيل تفادي فقدان السيطرة على الأرض في الضفة الغربية، واندلاع انتفاضة ثالثة.
وبمناسبة الانتفاضة الثالثة، فإن ما جرى منذ عملية قتل المستوطنين الثلاثة، والرد عليها بقتل الشاب الفلسطيني من شعفاط، وما أثارته الحادثة من ردود فعل غاضبة من جانب الفلسطينيين، خاصة داخل الخط الأخضر، ينبغي القول أن الانتفاضة الثالثة، إذا وقعت، وعندما تقع، لن تكون مشابهة لتجربتين سابقتين في الانتفاضة الأولى والثانية بل ستكون سمتها الرئيسة القتل والقتل المضاد، في حرب مفتوحة بين المواطنين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية، وبين الفلسطينيين والإسرائيليين ضمن حدود الدولة الإسرائيلية.
شخصياً، لا أعتقد أن هذا السيناريو مرشح لاحتلال صدارة المشهد في وقت قريب، ولكن استمرار الاحتقان، وانسداد الأفق السياسي، وغياب الحل، وديمومة الاحتلال، أشياء تبرر وضعه على قائمة الاحتمالات.
وهذه، على الأقل، خلاصة تفصيل فلسطيني صغير في مشهد عربي يحتل مكان الصدارة فيه الخليفة الداعشي، ودولته، وجواز سفره، وساعته الرولكس، ورايته السوداء...الخ..الخ.



#حسن_خضر (هاشتاغ)       Hassan_Khader#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحبتْ يهودياً، وما علاقة محمود درويش بالأمر؟
- مريض بالقلب وميكانيكي سيّارات!!
- الحق والبطلان في الفرق بين أتاتورك وأردوغان..!!
- هل الأرض كروية..!!
- عن غزة واستراحة المُحارب..!!
- حروب داعش والغبراء..!!
- المصالحة والمصارحة..!!
- غارسيا ماركيز في غزة..!!
- ربحنا باكستان وخسرنا الهند..!!
- عن العلمانية وأسلوب الحياة..!!
- كل يسار وعشائر وأنتم بخير..!!
- سورية: حرب مفتوحة وأفق مسدود..!!
- محمود درويش ومعرض الكتاب في الرياض..!!
- القليل منها يشفي القلب..!!
- حماس، أسئلة في فضاء مفتوح..!!
- أهلاً، يا نجلاء، في البيت..!!
- خلاف حماس والأونروا..!!
- في جينات العرب مضادات حيوية..!!
- الكلام الفارغ عن الرأي والرأي الآخر..!!
- شطارة السوق والتسويق..!!


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن خضر - تفصيل صغير في مشهد الخليفة..!!