أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - طلسم العراق ...بادية المثنى















المزيد.....

طلسم العراق ...بادية المثنى


واثق الواثق

الحوار المتمدن-العدد: 4503 - 2014 / 7 / 5 - 15:20
المحور: الادب والفن
    


طلسم العراق
واثق الواثق
طلسم العراق ...بادية المثنى ..
رحلة الإلف ميل بدأت بخطوة من مركز مدينة السماوة غربا باتجاه الصحراء حيث بادية المثنى التي تشكل نسبة مهمة من ارض العراق حيث انطلقت قافلة الصيادين المدججين بمختلف أنواع الأسلحة والحازمين أمتعتهم لااكثر من يوم أو أسبوع تحسبا لما تكتنفه الصحراء من غموض أو مفاجئات ..

بدأت الرحلة بالسباحة فوق صفحات الرمل المتحرك والمتموج في بحر من المفاجئات والغرائب والعجائب التي بدأت تتفتق منذ بداية الطريق ...
حيث الشبكة العنكبوتية للطرق المتشابكة والشائكة والوهمية التي تركها البدو الرحل او الصيادين او قطاع الطرق او ألعابري السبيل أو المهربين من مختلف المحافظات حيث الأراضي الخليجية المجاورة وبعض أماكن الرصد والكمائن لدوريات الشرطة العراقية وحرس وحماية الحدود ...
الأرض الحبلى بالكثير من الكنوز والموارد الطبيعية من نباتات وحيوانات ومعادن وصخور وأملاح وأبار نفطية وعيون للمياه العذبة او الجوفية والفيضات والواحات الواسعة الخضراء المبعثرة في الصحراء والأودية والتي غالبا ما تكثر حولها الطيور والأرانب والذئاب والقطط والزواحف الحيوانات الأخرى البرية من اجل الماء والكلىء..

تشتهر بادية المثنى باحتضانها لمختلف النباتات التي تستخدم لااغراض طبية كالصبر والحمض والشيح والسعدان وغيرها ..إضافة إلى نبات الغضا المشهور والمعروف برائحته الطيبة التي تشبه رائحة المسك واستخدمه كحطب لما يمتلكه من مقاومة ومطاولة في النار
..ومن خلال نبات الغضا جاءت تسمية احد الأودية بوادي الغضا المعروف..
وفي وادي الغضا نشأ الشاعر مالك بن الريب التميمي وهو شاعر فاتك وقاطع طريق وشهد الوادي والمناطق المجاورة له معركة ذي قار الشهيرة بين العرب والفرس..

ولمشعل النار أهمية خاصة عند البدو الرحل من أبناء مدينة المثنى لأسباب منها اعتزاز البدوي بهذه النعمة الإلهية ومصدرا للطاقة والعلاج إضافة الى كونه خير انيس في استطالة ليالي الصحراء الموحشة و البعيدة الغور ناهيك من كونه علامة او دلالة لعابري السبيل او الذين أنقطت بهم السبل في الصحراء .
.إما الصفة الأخرى لمشعل النار لا تحلو جلسات السمر وقصائد الشعر إلا مع السنة وضوء النار الذي يفتح أفواه شهية الحديث ويطيل الاستمتاع بها ..

وبرغم برودة الجو القارصة في فصل الشتاء التي تمتد بعض الشيء إلى فصل الربيع على امتداد مساحات الصحراء إلا إن ذلك لم يثن الصيادين من مواصلة رحلة الصيد
مهنة الصيد هي اول مهنةاوحرفة عرفها الإنسان القديم ومصدرا للرزق والعيش منذ أقدم العصور حيث تشكل بادية المثنى الحاضنة الرئيسة لهواة محبي هذه المهنة العريقة وللبدو الرحل
هذا يستخدمون الصيادون كافة الوسائل المختلفة في الصيد كالكلاب والصقور والبنادق والحراب والكماشات والحجارة والعصي والشباك وغيرها من اجل المتعة وكشف طلاسم الصحراء وهم يجوبون تلك المناطق الشاسعة أملا في فريسة ينقضون عليها اواثر يكتشفونه أو أناس ينفضون عنهم هموم الحياة الصاخبة التي تركوها في المدينة

وبينما يعتل الليل نهايات النهار مغتصبا غسق الشمس الذي سحب ذيوله متقهقرا نحو المغيب يبدأ الصيادون لااعداد وجبة العشاء مما حوته حقائب صيدهم من الطيور وبعض الحيوانات لتكون وجبة عشاء ممتعة وشهية طالما انتظروها بفارغ من الصبر لمعرفة الطعم والمذاق الخيالي والخرافي الذي تحمله تلك الحيوانات البرية والتي تفنن الصيادون بطرق شيها ..

ومن اجل عدم تفويت الفرصة على ساعات الليل التي بدأت تسرق الوقت من الصيادين المتعبين وعلى مشعل اجتهد نبات الغضا بمنحة جل مالديه من إضاءة ودفء ونظارة مطعمة بنكهة المسك والتي تدل على براعة صنع الخالق بدأت قصائد الغزل والرثاء والفخر تفوح من أفواه الشعراء وتسبح على سطح الصحراء لتملى الأفق بما تجول به قرائحهم النقية الصافية وهي تعانق نجوم السماء معاتبة الحبيب الذي غاب منذ زمن بعيد على أمل العودة من جديد .
.
وبينما يثمل الحاضرون بشرب كؤوس العتاب والفرقة والحب المتيم الذي زقته السنة الشعراء زقا يطل علي الصيادين ابو سرحان ا لذئب بمشيه المتموج ولونه الاسود الداكن وعيونه القادحة محاولا التصيد في الأجواء الساكنة والهادئة لتعكيرها وهو يمارس حيله الماكرة والمخادعة من اجل الانقضاض على فريسته كالعادة بدون أستاذان في أروع ملحمة صراع من اجل البقاء ..

وفي الصباح التالي يواصل الصيادون رحلة البحث عن المتاعب والكشف عن الإسرار وشد أحزمتهم وصيانة بنادق الصيد ذات المناشىء العالمية القديمة والتي يعتزون بها كونها ارث الإباء والأجداد في أروع مغامرات صيد محفوفة بالمخاطر نحو المكناص الذي غالبا ما تتواجد فيه الطيور والثعالب والأرانب والقطط والزواحف بمختلف أنواعها لوفرت الكلأ والماء في والواحات الخضراء . ... هناك حيث أميط اللثام عن الكثير من الكنوز المخفية والمبهمة في رحم الصحراء
وبرغم اختلاف العادات والتقاليد التي سافرت مع الزمن في الكثير من المدن العراقية الا ان بادية المثنى بقيت المعدن الأصيل والمنهل العذب والشلال المتدفق وإلام الولود لتلك العادات والتقاليد سيما مايتعلق باللغة والأدب والفنون والحرف ...كالشعر النبطي ورقصة الدحة او ألسامري والجوبي وغيرها التي احتفظت بها بادية المثنى بالخصوص .
بيئة بقدر ماحباه الله من جمال لاترى فيها عيون اهلها الا ارض جدباء يشكل العيش فيها تحديا سرمديا للانسان ..هناك ..
و ينظر المختصون في مجال وخبر الصحراء منطقة مختلفة تمام الاختلاف .. ارض تحتوي الكثير من المقومات وثروات البقاء ماتكفي لكافة أبناء البلاد وفوق كل هذا فهي صحراء متأهلة بالسكان والعيش حيث تعود أثارها الى ألاف السنين الخالية .. حتى انهاى شهدت معركة ذي قار ونشأة الشاعر مالك بن الريب التميمي .والكثير من المعارك والإحداث ...
ورغم إن شعبها مازال في طور البناء والأعمار ألا ان أحلامها لا تقف عند حدود لتوفر المياه الجوفية والابار النفطية والنباتات الطبيعية . وتبقى بادية المثنى الطلسم الذي ينتظر من يفك شفراته من خلال البحث والتنقيب ...

واثق الواثق ....



#واثق_الواثق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العباءة والعروبة ...
- العراق والجدار العازل ...
- ابعدوا عني البنادق ....واثق الواثق
- الموصل ونشر الغسيل ...
- شكرا ...
- انتي ...
- رؤية سياسية ..عن بعد ...
- ارغفة الحصار ...متطايرة ...ّّ!!!
- ابقي...
- الطاولة المستديرة ...واثق الواثق
- لبنان من مرحلة الخطر الى مرحلة الدخول ضمن سياسية التدمير وال ...
- اشكالية الكهرباء في الدول العربية المحتلة ...ولماذا الكهرباء ...
- ماذا يجري في ليبيا ...؟! واثق الواثق
- سوريا الشام تقلب الطاولة على الارهابيين ... والعراق ومصر ولب ...
- اشكالية الخرووف والمعز العربي ( اسف الخريف العربي )..!!
- اشكالية ( الخريف ) العربي في المنطقة العربية والاسلامية ...( ...
- اشكالية امرأة ...!!!
- من المسؤول عن ...؟ومن المستفيد من ...؟!! / واثق الواثق
- اشكالية الفوضى الخلاقة في المنطقة العربية الاسلامية ...من يق ...
- اشكالية التيار الصدري في العراق والمنطقة ...مواقف واحدث متسل ...


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - واثق الواثق - طلسم العراق ...بادية المثنى