أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سلمان النصيري - الشائعه اشد خطراً وفتكاً من القنبله والصاروخ !!















المزيد.....

الشائعه اشد خطراً وفتكاً من القنبله والصاروخ !!


عدنان سلمان النصيري

الحوار المتمدن-العدد: 4500 - 2014 / 7 / 2 - 21:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر الشائعه احدى وسائل الحرب النفسيه ، وهي من اشد واخطر العناصرالفتاكه في تغيير مسارات نتائج الحروب لصالح احد الاطراف المتنازعه ،التي يحبك لها بعنايه ودقه، ويروج لها بنشاط وحنكه، في سوح المعارك والمجتمعات الداعمه لها، وتعتمد الإشاعة في الحروب على استراتيجية وتكتيك خاص ، وليست عملاً ارتجالياً أو فوضوياً يقوم به فرد أو جماعة لتحقيق مقاصد قريبة أو بعيدة، حتى أصبحت علماً من العلوم المنضبطة ذات المناهج والقواعد والأسس.خارج العمل الفوضي .
وتعريف االشائعه : هي خبرمجهول و مصدره غالبا ما يرجع الى (يقال، اوقيل) ، ويتناقله الأفراد عن طريق الأفواه ، وقادر على استفزاز الرأي العام في المجتمع اواو جزء منه كطائفه مهمه من طوائفه .
تعتمد شدة خطورة الاشاعه على درجة غموضها واهميتها وفرصة انتشارها.
ومقدار نجاحها بتحقيق هدفها، تتوقف على مدى الانسجام والتناغم بين مضمونها وطبيعة الظروف التي سيقت خلالها .
وأفضل طبيعه لانتشار الشائعات هو المجتمع الذي يعيش حالات القلق والهواجس المرضيه بسبب اخطار حقيقيه او وهميه تهدد مصيره او تحاول النيل من طائفه اوجماعه معينه بذاتها . وتكون فعاله اكثر باضمحلال او غياب دور المؤسسه الاعلاميه للدوله، بتوضيح كل مايجري بصدق واضح ، وكذلك في توفر عوامل ذاتيه بعدم الفطنه والغفله واللامبالاة لمأرب الاعداء .وهناك عوامل اخرى ذاتيه مساعده تؤدي الى ترديد الشائعات بظل عدم الاستقرار واثارة الازمات الدائمه كما في نتائج التصرفات النرجسية لبعض الاشخاص في حبهم للظهور واثارة الاعجاب حولهم بلباقة التحدث بكل شيئ ، وطغيان اوقات الفراغ الواسعه للحياة اليوميه ، والبطاله المقنعه داخل الدوائر والمؤسسات ، وكذلك بطبيعة الاعمار ودرجة الثقافه الحقيقيه للمواطن ، وكذلك تعتمد احيانا نوع الجنس، الذي تميل فيه النساء حصرا اكثر من الرجال لنقل الشائعه ، اضافة الى كل ماتضمره العواطف الانسانيه من كره وخوف .
للشائعه أشكال عديده حسب طبيعة تاثيرها اوتوظيفها ولكن الذي يهمنا هنا هي الانواع العنيفه التي يكثر حدوثها ووجودها أثناء الحروب والكوارث والأزمات والهزيمة. ان مثل هذه الشائعات تستند عموماعلى العواطف الجياشة كالذعر والغضب والخوف، ومن اهمها :
1ـ شائعات الخوف : وهي التي تستهدف اثارة القلق والرعب في نفوس المقاتلين داخل ميدان المعركه وداخل صفوف المجتمع الداعم للمعركه .
2ـ شائعات الامل وهي التي تحمل الاثاره للمشاعر المليئه بالخيالات والاوهام التي تعبر عن تحقيق الامال والاحلام الورديه . وهي تعتبر من اخطر انواع الاشاعات لما تحمل من انكسار نفسي عنيف وسريع بعد زهو وانتشاء مؤقت .
3ـ شائعات الكراهية : التي تهدف إلى زرع بذور الفتنة والكراهيه بين المجتمع الواحد اوالشعوب او القوميات والطوائف الدينيه والمذهبيه ، كأن تُطْلق شائعة تهدف إلى بذر بذور الفتن بين شعبين أو طوائف دينية أو مذهبية مختلفه ،.
4ـ الشائعات الوهميه وهي تلك التي تعبر عن خوف ، وليس عن رغبة
5ـ الشائعه الاستطلاعيه : التي تحاول لاستطلاع ردة فعل الشارع ، او الاجهزه الرسميه القائمه عليها لذلك يطلقها منشؤوها للتعرف باستقراء النتائج من خلالها ،وتقديرموقف جديد قبل اعداد اية خطه ذات تأثير اكبر لعمليه قادمه .

6ـ شائعـة الإسقاط والتسقيط : وهي تحاول فبركة التهم واسقاطها على اهدافها بالنخب السياسيه والقياديه للدوله لغرض عزلها وتسقيطها نهائيا واضعاف الدوله وتطلاعاتها لخدمة الشعب .
7ـ شائعـة التبرير: ويهدف مطلقها إلى تبرير اعماله غير الأخلاقىه وتحسين صورته لكسب مزيد من التاييد والاحترام عند الاعلان عن مشروع سياسي قادم .‏‏
8ـ وقد تستخدم الشائعة كطعم ضد العدو : فعندما تعلن دولة معينة إن قصفها مواقع العدو احدث خسائر فادحة في العتاد والرجال بلغ كذا وكذا، فإن تضخيم الخسائر من قبل ناشرها ما هو إلا فخ ينصب لدفع العدو إلى إعلان خسائره الحقيقية،
9ـ شائعة المخادعه والاستدراج :هذا الأسلوب يعتمد على حقيقة أن الإشاعات يمكن أن تخفي الحقيقة كستارة دخان ، فيقوم اصحابها بالسماح بتسرب بعض المعلومات،لخدع الطرف الاخر واستدراجه كطريده سهله الصيد،، بعد ان يتخذ قرارا او موقفا يناسب العدو .
اهم أدوات نشرالشائعات : وقد عرفت القرون الاخيره تطورا هاما في وسائل نشر الشائعات، فبعد أن كان الفرد يقوم بالدور الرئيس في بث الشائعات أصبحت الشائعة تملك عدة أدوات هامة وفعالة، أهمها:
الأجهزة الإعلامية المكتوبة والمرئية والمسموعة. والرسائل والمنشورات. والعملاء والجواسيس من الخارج أو من داخل البلد المستهدف وذلك عن طريق الشراء. والأحزاب المناوئه ، والجماعات المؤيدة للنظام المعادي،والمؤسسات المدنيه المزيفه و المموهه باسم العمل الانساني والديموقراطي . والطابور الخامس الذي يمثل كل العناصر المعارضه والمناوئه التي تعمل بنشاط مسموم بالداخل .
وهناك امثله عديده على استخدام الشائعات بالتاريخ: كما حصل باستخدام إشاعة الخوف في غزوة أُحُدٍ ، عندما جاء الأعداء للصحابة -رضوان الله عليهم- بأراجيف حتى يثنوهم عن عزمهم وقوتهم ، فقالوا لهم كما قال الله -عز وجل- في كتابه الكريم : (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ).. وتعتبر الشائعات لعبة قديمة، بعمرنفس الحروب التي حدثت بكل حقبات التاريخ ؛ ففى كل حرب، و ما كان يسعى فيها العدو بالتاثير على الجبهه الداخليه وتحطيمها ، ومن دون ان يحدث بقواته خسائر جسيمه بعد محاولة بث روح البلبله والفرقه والحاق التصدع بالوحده الداخليه للشعوب ، اوالعمل على قطع رباط ثقة، بينها وبين قياداتها ودفاعاتها، بحيث يصنع منها جبهة جديدة، ينشغل بها عدوه، فتسهل هزيمته، فى جبهة الحرب والقتال ... واستخدمت الشائعات من قبل الفراعنه ، وبرع فيها المغول بدك الحصون والبلدان الاسلاميه ،وبث الرعب والخوف في قلوب المدافعين قبل اجتياحهم وسحقهم . ولقد نجحت الشائعات، التى بثها الألمان، فى الشعب الروسى، إبان الحرب العالمية الأولى، فى إشعال وإذكاء جذوة الثورة الروسية، التى كان على رأس مطالبها الانسحاب من الحرب ... ثم جاءت الحرب العالمية الثانية، وجاء معها الفكر النازى، الذى أدرك أهمية الدعاية والشائعات، حتى أنه أنشأ، وربما لأول مرة،في العالم وزارة البروباجاندا، أو الدعاية .
ولعل من اهم الوسائل الفعاله والناجعه لمواجهة خطر الشائعات هو بمنح المؤسسات الاعلاميه دورها الحقيقي بنشر الاخبار الصحيحه قدر الامكان .ورفع المستوى الثقافي ودرجة الوعي والفطنه للمواطنين .والعمل على انشاء غرف عمليات من قبل الدوله مجهزه بعناصر اختصاص علميه نفسيه واجتماعيه كفوءه ، تقوم بتحليل نوع الاشاعه وابعادها ووضع وسائل التحصين الصحيحه ضدها، والخطط المناسبه والسريعه لاستيعابها . وتعزيز دور الاجهزه الامنيه والعمل على توطيد علاقة تعاون المواطنين معها بخطوط ساخنه للقيام بدورها الكامل بالحمايه الاجتماعيه من خطر سموم الشائعات . وكذلك ضرورة تعزيز علاقة الثقه والاحترام بين القياده السياسيه وجميع المواطنين داخل البلد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ





#عدنان_سلمان_النصيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينَ أرادَ أدم لِنزوته ِعِنوّان ْ !!
- ضرورة تاخير ساعة الصفر بالهجوم على نينوى !!
- صدقت تنبؤاتي .. قبل حدوث المؤامرة في الموصل !!
- يقال إن حوّاءَ نُسِخَتْ من ضلعِ آدم أُنثى ..
- العبقريه والجنون..(تبادل العقائد بين الشعوب القديمه) (ج3)
- واخيرا عثرت على حبيبة طفولتي !! (قصه من صميم الواقع)
- تعال نُجرِب اعادة لعبة ألقدر !!
- كيف تريدونا ان نرى الله؟
- علمّونا .. إننا من سلالة الصعاليك !!
- العبقريه والجنون !! ..(الجزء الثاني)
- ياحوته يا منحوته هِدّي عراقنا الغالي ..
- انا الفسيفس لاعوب المحيبس ..علي شيش
- العبقريه والجنون !! (الجزء الاول)
- مدلكچي بغداد (الاسطه هوبي) وحمّام إئتلاف الوطنيه
- مطيرچية المنطقه الخضراء ودولة السنطور!!
- قندرجي السرجخانه وملتحدووووون !!
- مرشح حزب الديج !!!
- ازدواجية السيره والسلوك في سياسة التبغيل والتنغيل !!
- جموح متصابيه!! ( قصه قصيره)
- تأبى القلوب وداعك / مرثيه لاعز الناس


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان سلمان النصيري - الشائعه اشد خطراً وفتكاً من القنبله والصاروخ !!