أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الواحد مفتاح - عبد الله القصيمي الطائر النادر














المزيد.....

عبد الله القصيمي الطائر النادر


عبد الواحد مفتاح

الحوار المتمدن-العدد: 4489 - 2014 / 6 / 21 - 15:57
المحور: الادب والفن
    


مهما اختلفت حوله الآراء، وتضاربت عليه الأقوال، يبقى عبد الله القصيمي كما يرى إلى ذلك كثير من مُجَايليه ومتابعيه، أحد أكثر الأصوات الفكرية صدقا ووضوحا في المشهد العربي، رغم ما كيل له من اتهامات لم تستطع أن تنزع عنه صفة رجل ذو وجه واحد، يؤمن إيمانا عميقا بالخير وكرامة الإنسان .. بلا هوادة أو مُمالقَة وبلا أي قناع، قدم أطروحة ناصعة البياض في نقد الميتولوجية العربية ..بعدما قضى عشرين عاما يُدافع عن الوهابية ضدا في علماء الأزهر والشيعة معا، يحارب هنا وهناك ..إلى أن كان أحد أهم شيوخها الواقفين في وجه كل عدو ايديولوجي لهذه العصبة الدينية .
غير أن مذهب القصيمي في تسطيره الفقهي كان البحت والتقصي و الإعلاء من شأن الدليل والحجة، أحد أدوات عدته الفكرة التي لازمته في كل مراحل بحته وسنوات عمره، إلى أن كتب في عام 1946 كتاب "هذه هي الأغلال" الذي وصف فيه العوائق الإبستمولوجية والقيود التي تقف في وجه تقدم العالم الإسلامي، هذا الكتاب الذي سيكون نقطة التحول الكبرى في مسار القصيمي الفكرية، والذي ستعقبه مؤلفات كثيرة كان مصنفه الذائع الصيت "العرب ظاهرة صوتية " أحد أبرزها، هذا الكتاب الذي تلقّفه كثيرون بدهشة بكر وفي الطرف الأخر بجدال - قديم جديد - حول مشروعية أي نقد للخط العام للفكر العربي الذي تنخره التقليدانية، ويشوبه العجز المدقع عن أي إبداعية مؤثرة. وهذا ما يقف عند ضفافه مشروع عبد الله القصيمي: المسلمون اليوم يقفون أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يستفيدوا من التراث العلمي للبشرية أو أن يبقوا متخلفين جهلة، ولكي يتخلصوا من الركود الذي هم فيه، ما عليهم إلا أن يعرفوا أنه لا يوجد معرفة ضارة ولا جهل نافع، وأن كل الشرور مصدرها الجهل وكل الخير مصدره المعرفة.
يقول انسي الحاج – مؤسس مجلة شعر إلى جانب أدونيس - عن عبدالله القصيمي (مستخدما لغة شبه عامية):

"اقرأو القصيمي ، لاتقرأو الآن إلا القصيمي. ياماحلمنا أن نكتب بهذه الشجاعة!
ياما هربنا من قول مايقول! ياما روضنا أنفسنا على النفاق، وتكيفنا، وحطمنا
في انفسنا الحقيقة، لكي نتقي شر جزء مما لم يحاول القصيمي أن يتقي شر
قوله في كتبه. ويهجم على الكلمة هجوم البائع الدنيا بكلمة. ولايرتاح له عصب.
ولايتراجع من اللسان . ولا تصدقه عيناك! "
القصيمي الذي أَثرَت كتاباته الرصيد النقدي للفكر العربي على ما فيها من شحنات عاطفية ومفاهيمية فلسفية ..ضل أسلوبها الشذري محافظا على طراوته اللغوية الصافية، إذ تُعد هذه الشذرات التي التَفت لها كثير من النقاد، على أنها من أعمق وألد ما كتب من شذرات في الأدب، كما أنها الأكثر جرأة على طول العمود الفقري للتاريخ العربي، هذا نفسه ما سيجُر له صراعات فكرية وسجَالية مع كتائب من الفقهاء وجيوش من المحافظين، وأخرى أكثر حدة مع عدد من الأنظمة السياسية التي سنّت قوانين بأكملها لمنع كتب القصيمي وتجريم تداول أفكاره، والسبب بسيط جدا فهو لم يجرؤ على نقد التراث فحسب، بل نادى إلى هدم كثير من يقينياته، خاصة ذات الطابع الخرافي منها، فقد عمل عبر عديد كتاباته على تسليط نور العقل على كامل جسد الموروثات المُؤسسة للمعرفة عند العرب بشقيها العقلي والنقلي، المُعوقَة للتفكير الحر والإبداع الخلاق، في دعوة لإخراج الإنسان العربي بالخصوص من قصوره في حق نفسه، الذي أذى إلى تعطيل عقله، وهذا ليس راجع بالضرورة إلى خلل في هذا العقل، وإنما إلى فقدان الشجاعة والعزم – الشجاعة هذا الفعل النادر –
فعلى امتداد البؤس العربي الممتد في الجغرافيا والمسافر في التاريخ رجوعا، لم تتمكن الشجاعة العقلية على الحضور، إلا مُدانة أو على نحو هامشي ومنسي،
فالسلطة الفقهية وعملُها على التّحكم في وعي المجموع العام للأفراد، وطول فترة هذا التحكم، جعلت العربي يراكم مسافة الحذر من أي نقد أو نقاش، يقول القصيمي في إحدى شذراته "تحضر الإنسان خارج المحراب ولم يتحضر داخله" ذلك أن ما يصنعه الإنسان هو أعظم من الإنسان، وهذا هو دَيدن العربي الذي صار سجين تمذهبات فقهية وخرافية، هو من صنعها وأسس لهذا الصنع
عبتا حاول عديدون صد أفكار القصيمي، وتكميم أرائه تارة بالوعيد وتارة بالترغيب، وقد أُلفت كتب كثيرة تحاول الرد عليه ومنها : كتاب “ تنزيه الدين ورجاله مما افتراه القصيمي في اغلال” لعبدالرحمن السعدي، وكتاب “ الرد القويم على ملحد القصيم” لعبدالله بن يابس.
إلا أن هذه الكتب سرعان ما خفت صوتها، لطبيعتها الهجومية الغير المتوازنة، ولإغراقها في رديكالية تنتمي لأدبيات القرون الوسطى، لم يلتفت لها كثير من المتتبعين خاصة في الأوساط الفكرية، فكانت محاولتي الإغتيال التي تعرض لهما، الأولى في لبنان والثانية في مصر، كطلقة غادرة من شيوخ الكهنوت الدين لم يستطيعوا مقارعة منجز عبد الله القصيمي، بالحجة والدليل المعرفي هذا المنجز الذي عرف طريقه رغم كل أساليب المنع وظروف الرقابة البوليسية، إلى أن صار علامة فارقة في تاريخ النقد العربي، يقول أدونيس عن عبد الله القصيمي : لا تستطيع أن تمسك به. فهو صراخ يقول كل شي ء ولا يقول شيئا. يخاطب الجميع ولا يخاطب أحدا. إنه الوجه والقفا: ثائر ومتلائم, ملتزم وغير ملتزم, بريء وفتاك. وأنت عاجز عن وصفه. فهو بركان يتفجر



#عبد_الواحد_مفتاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسارالمغربي وامتحان 20 فبراير
- الكأس
- أسئلة الثقافة وتدبيرها الرمزي والتنموي في المجتمع المغربي
- مريم
- قصيدة التواضح : قراءة في تجربة الشاعر عبد الرحيم الصايل
- محمد بنميلود فانوس الدّهشة الشعرية
- المعنى ولمعانه في لوحة عبد الله الهيطوط
- المعى ولمعانه في لوحة عبد الله الهيطوط
- حول تجربة الشاعر المغربي رشيد الخديري
- حول تجربة الشاعر عبد الله زريقة
- حوار مع القاص عبد الإله الخديري
- قصيدة المعنى في ديوان قحطان جاسم - تجليات العزلة
- حوار مع الشاعر المغربي رشيد الخديري
- لم يحالفني الحب
- قراءة في تجربة الشاعر محمد بنميلود
- قراءة في تجربة عبد الرحيم الصايل
- قرائة في تجربة الشاعر رشيد الخديري
- باقة الزهور
- كلمة
- حوار مع حميد العقابي


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الواحد مفتاح - عبد الله القصيمي الطائر النادر