أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - الحرب الباردة : من جدار برلين -إلى جدار أوكرانيا-














المزيد.....

الحرب الباردة : من جدار برلين -إلى جدار أوكرانيا-


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 13:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرب الباردة : من جدار برلين "إلى جدار أوكرانيا"

طلال الصالحي

نقطتان أو مرتكزان انطلق من كلّ واحدةٍ منهما مكوّن لمصير بشري جديد قفزتا به إلى ما يشبه عالم آخر غير عالم هذا العالم حتّى وقت "الانطلاق" ! فمن واحدة ؛ رفع "نيكيتا خروتشوف" حجراً التقطه من الأرض متباهياً أمام الرئيس الأميركي دوايت أيزنهاور عن البون الشاسع بين "الاتّحاد السوفييتي" توّجت برحلة غاغارين وبين تجارب الاميركيين المحدودة آنذاك في ريادة الفضاء , قائلاً له وقد رمى الحجر للأعلى : "هكذا صواريخكم الفضائيّة ترتفع للأعلى عموديّاً ثمّ تعود إلى الأرض بنفس المسار كسقوط الحجر !" ثارت حفيظة أيزنهاور ساعتها وطئت بعدها من نقطتها بعد عشر سنوات قدم الانسان لأوّل مرّة على سطح القمر! .. المرتكز الثاني أثار حفيظة "بوتن" بما جعل أقدام الجنس البشري اليوم على عتبة عودة جديدة للحرب الباردة كان قد أثاره فيه "بوش" الابن بحضور بوش الأب , للآن لم يفصح أحد من الاميركيّين أو الروس عن فحوى ما صارح به بوش لبوتن فانقلب كيان روسيا على إثره لما أعاد لها زعامتها من نقطة عودة بوتن مسرعاً لموسكو ! ..

الجميع لا يرغب بعودة الحرب الباردة , ذلك بالنسبة للساسة لكنّ الشعوب , ومنهم الشريحة الأعرض ممّن عايشوا تلك الحقبة نتيجة ما جناه العالم اليوم من قطبيّة متفرّدة جلبت له الدمار يرغبون بالعودة لتلك الأيّام أو أنّهم يتمنّوها تعود , ليس إعجاباً بالقوّتين الأعظم آنذاك لكن حبّاً بالاستقرار الأمني الدولي المفقود اليوم الّذي كان قد تحقّق بوجود قطبين دوليّين دوماً متخاصمين قياساً لحقب بطول التاريخ الانساني وعرضه شهدها الجنس البشري ولغاية نهاية الحرب العالميّة الثانية حروباً وغارات ودماء وغزوات والكلّ متخاصم مع الكلّ , فقد كانوا , الشريحة الأكبر , ممّن أسعدهم الحظّ بذلك الأمن المثالي قياساً بفوضى هذه الحقبة غرقت فيها أجيال غاب عن خاطرهم أنّ هناك في الأفق "القوّة فيه تمنع استخدام القوّة" أفق فيه شعوب محميّة بين جدارين عظيمين تلخّصتا بجدار واحد يحميانه من جدران كثيرة متداخلة , لقد كان ثبات جدار برلين في ذلك الوقت يمثّل ثبات جُدر دول العالم كلّها تقريباً عدا حروب جانبيّة كان لزاماً نشوبها هي أشبه بحمّى عرضيّة منعت حروب كبيرة , إذ كان ذلك الجدار يمثّل الحدّ الفاصل ليس بين "معسكرين" بل بين جميع جدران دول العالم يحول دون انهيار وتداعي بعضها على بعض وصلت دقّة التوازن الدولي وقتها بحيث أنّ أيّة خلخلة في جدار برلين الّذي كان قد أصبح بمثابة "عاتق" ارتكز على شفرة أفقيّة يعني اهتزاز جميع جدران دول العالم ! إذ كان من الصعب أن تعتدي دولة من ضحايا سايكس بيكو مثلاً على دولة وليدة نفس تلك الاتفاقيّة , وقد لمس العالم ماذا يعني ضمّ العراق للكويت مثلاً حتّى ولو كانت عمليّة الضمّ جرت تحت نذر انهيار للتوازن الدولي! ومع ذلك يمكن أن يكون حمّى "انتزاع الكويت" تكملة لسيناريو انتزاع بريطانيا جزر الفوكلاند من الأرجنتين حين لم يحرّك السوفييت ساكناً بحجّة أنّ المشكلة بين طرفي معسكر آخر ! حتّى حرب الثمان سنوات الّتي أشبكت نيرانها طرفين جارين العراق وإيران لم تتوقّف إلاّ برضا القوّتان الأعظم ودليل وفاقهما عودة طرفي الحرب إلى حدودهما "السابقة" المتّفق عليها ! , لكن ؟ , أن تكون الحرب الباردة لجهة طرف واحد من القوّتين فذاك هو الأمر الأخطر الآن ؟ , فالحرب الأهليّة الدامية الجارية في أوكرانيا قد تكون طبيعتها مقدّمة لحرب باردة قادمة لو أتت سيميل عاتق القوّة لجهة على حساب أخرى بعد أن يكون جدار برلين آخر يطلّ منه هذه المرّة "الطرف الخصم" من على شرفاته لن يسمح والحالة تلك للطرف المتضرّر "روسيا" إيجاد مجال حيوي كاف ليدرأ عن بلاده الهزيمة , وهنا يكمن ما عندها لن تكون هناك حرب باردة ما أن يستقرّ "جدار أوكرانيا"! لذا لن يكون هنالك جدار لأوكرانيا! الطرف المتضرّر لن يسمح , الصراع بين القوّتين روسيا وأميركا حول : هل سيكون جدار أم لا؟ سيطيل أمد التوازن ! , فهل ذلك ما كان "ينقص" جدار برلين كي لا ينهار؟ اختلال توازن الّذي حصل بعد انهيار الجدار ربّما لم يكن ليحصل لولا "الاتّفاق على ثباته" ! ..

الحرب الباردة تعني فكّ ارتباط بين الدمار وبين الاعمار , بين التسخير العلمي لأجل الدمار وبين استدراجه لخدمة الحياة المدنيّة .. إذ ما أن انتهت الحرب الثانية حتّى دخلت الذرّة المرعبة نطاق خدمة الانسانيّة ناهيك باقي الصناعات الّتي لم تكن لتتطوّر بهذه السرعات "المخيفة" لولا "الانفاق التسليحي الاجباري" السابق , مع توسّع لا نظير له للصناعات التحويليّة , أمّا على مستوى العرب , أعني العرب المنتمون للمعسكر "الشرقي" أي اليساري , فقد استفادوا من "التوظيف العسكري للإعمار" بانتهاجها شعارات إيديولوجيّات "البلدان الصديقة" القائمة على تسخير الجنود لأعمال الحياة المدنيّة فقد كانت ناجحة جدّاً , في مصر وسوريا والعراق , جلبت نتائجها اغتياظ المعسكر الآخر الّذي يرغب أن يركن الإعمار في أيّة بقعة من الأرض لشركاته ! .. نحن بانتظار جدار أوكراني لن يثبت طويلاً طالما لن يتوسّط حدود القوّتين بالتساوي وهي عمليّة كافية لاستمرار الخصام حول :"أين مكان استقراره؟!" , عندها يمكن أن يثبت! ممّا يؤجّل الكثير من حروب يجب أن تنشب بين دول تعيش بين جدران متداخلة ! ..



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أميركا خطوات متّجهة لإسقاط الأسد إعلاميّاً وتوحيد معارضيه أح ...
- رسالة شكر وعرفان من المالكي إلى بوش , ويسقط -شو-
- معاوية يخطب من على منابر المرجعيّة والمالكي غارق في تقمّص صد ...
- وانته يابه ؟ شنو شغلك ؟ ؛ -خ ..ونچي- ؟
- هل يمكننا القول أنّ -الشيعة- على حقّ بالإيمان -بشعائر- المقا ...
- مع كل قمّة يهدي العرب دولة من دولهم قرابين للآلهة إيران , دو ...
- قُرْبُن- و100 المالكي وما بينهما من -شيلمان- , شللاه يا نيوي ...
- أوكرانيا ردّ استباقي غربي على خلفيّة وعد بوتن ب-ردّ قريب بشر ...
- يوم الظلم الطائفي الشيعي
- لنتخيّل لا وجود للغرب أو أميركا ؛ و-قطر- تهدّد ؟!
- عبعوب لم يخطئ , فقط تتكلّم بلسان الكبار
- أوقفوا مطالباتكم بحقوق للمرأة أو الاحتفال بيوم خاص بها ؛ فهي ...
- رحم الله المسيح , لم يتزوّج , العراق لا يمكن حكمه من متزوّجي ...
- هل يقدم رئيس الوزراء على تكريم يونس محمود ؟
- انتبه ! حذاري الاقتراب .. -أديان سماويّة- !
- أبو إسراء ؛ شيلمهن ؟
- فصل -هاربر- يتكرّر من جديد .. المالكي بحاجة لحرب خارجيّة عاج ...
- جميع علماء وأتباع الدين أحسن أم -عز الدين-
- لا أوباما ولا مالكي ولا مبادرات , -البيان- ي-بيّن- صريح
- الدين أفيون الشعوب , والدليل : -ما بدار ال.. غير البريج والش ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - الحرب الباردة : من جدار برلين -إلى جدار أوكرانيا-