أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - لعنة السلطة السورية في غرب كردستان















المزيد.....

لعنة السلطة السورية في غرب كردستان


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4455 - 2014 / 5 / 16 - 19:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تخطط السلطة على إظهار شعبية بشار الأسد في المناطق التي حيدتها لتتلاءم واستمراريتها، بنقل الصراع إليها، كنقلة نوعية لتشويه الثورة في كلية سوريا، في الفترة التي تود أن تبين للعالم أنها تملك الأغلبية المطلقة من التأييد لرئيس غارق في الإجرام كما كانت تظهرها عادة، وضمن مخططها يندرج عملية التركيز على تصعيد الصراع الكردي الكردي، ويتم عن طريق تصفية الحسابات مع القوى الكردية غير المرغوبة، وبأيادي قوى كردية أخرى، وبشكل واضح فاضح، أمام أعين الشعب، بعد أن كانت تجري سابقا في الخفاء وبتغطيات متنوعة الأشكال، وذلك على خلفية تغيير في العلاقات التكتيكية لبعض الأحزاب التي بينت عن معارضتها الكلية مقارنة بالسنتين الأولى من الثورة. يبنى الصراع الجاري بكل أبعاده بذكاء من النظام وسذاجة الكردي، مضافاً إليها هشاشة تكتيكهم والاستراتيجيات الخاطئة التي تتبعها القوى الكردستانية، والتي سوف تؤدي بطرق معتمة نحو نهايات مسدودة. فالوطن لا يبنى على أكتاف شرائح تقاتل بعضها، والطرق التي تنار بيد الأعداء لا تؤدي إلى الغاية الكردية، هذه حقيقة لا تحتاج إلى براهين أو شرح للأطراف التي تملك القوة على الأرض بدعم من السلطة أو التي تود مصارعتهم تحت أجندات قوى إقليمية، وما يجري بينهم الأن هي لعنة السلطة في المنطقة وعليها.
ترافقت عمليات التصعيد هذه مع مسيرات التأييد لانتخاب بشار الأسد في مدينة قامشلو، المدينة المعزولة والمجزئة بشكل عملي عن المنطقة الكردية، كفصل لعاصمة الكرد عن جغرافيتها، وتغذى التصعيد باعتقالات بينية في وضح النهار ودون مواربة كما هو معهود، يدرج قيادة حزب الوليد الجديد ب د ك على رأس قائمة المعتقلين والمتهمين بتهم مفبركة في مكاتب أمن السلطة، ويتوسع تصعيد الصراع بإغلاق مكاتبهم، وكان قد سبقها تهديدات غير مباشرة واعتقالات لقيادات من أحزاب أخرى، كانت لها نتائجها، بإدخالهم في إطار الصمت أو التحييد، وهذه الاعتقالات تتم بأيادي واللغة الكردية وبأوامر مكتوبة بقلم الأمن المعروفة منذ عقود، وتصدر من مكاتبها تملك السيطرة المطلقة على المنطقة الكردية، بأدوات كردية وعربية وأثورية، وهنا لا قدرة لجهة كردية الادعاء بانها تخدم الوطن، بهذا الصراع، وتربح التكتيك أو أن دربها هو الأفضل، فكل الدروب هي دروب السلطة وكل تصعيد تجلب الخدمة لنظام بشار الأسد، والخاسر الوحيد هو الكردي، وهذا المسلك يؤدي إلى ضياع القضية، وفي النهاية سلطة تسخر الأطراف لمصلحتها وحدها دون الخدم.
هذه السلطة التي وضعت الشعب السوري بكليته على قائمة الإرهاب، وحاربتهم دون تمييز، ووضعت قانوناً واضحا لجريمة الإرهابيين، أصبحت معروفة للبشرية كلها، مثلها وضعتها المعارضة، والحكم فيهم هو الإعدام بدون محاكمة، وواقع سوريا الحاضرة الجارية تبين الحقيقة بمطلقه، فإعدام الشعب السوري جار بدون هوادة، تحت ركام الوطن المتحول إلى مقابر تسمى حمص وحلب ودرعا بل قريبا مقبرة تسمى سوريا.
فقبل أيام أتهم أل ب د ك – س بالتخطيط لعمليات تفجير في تربه سبيه! والتهمة بداية لإدخال الحزب المذكور إلى خانة الإرهابيين في المنطقة الكردية، في ظل حكومة الكانتونات، الخطة مدروسة من قبل السلطة الحقيقية الموجودة في المنطقة وينفذها سلطة الأمر الواقع. وبناءً على قانون الأحزاب الصادر من الكانتونات والمستسقاة من قانون سلطة بشار الأسد، سيلاحق الأسايش الأحزاب الكردية المعارضة لحكومة الكانتونات أي عمليا السلطة تحديداً، بعد انتهاء مهلة ترخيص الأحزاب، حينها ستكون هذه الأحزاب أمام أمرين أحلاهما علقم، إما الهجرة القسرية، أو الرضوخ لإملاءات السلطتين، الرسمية والشكلية، وما يحصل الأن من عمليات الاعتقال لقيادات الأحزاب وتهجيرهم بداية لتذكيرهم بما يجب عليهم القيام به، أي عملياً إلحاقهم بالشعب الكردي الذي تم تهجيره، وستكون الاعتقالات والتهجير القسري تحت قانون من ضمن دستور السلطتين، مثلما يحدث الأن عند إغلاق المكاتب تحت حجة عدم وجود رخصة رسمية! سابقا كانت تحرق لعدم وجود قانون صادر يعتمدون عليه. وقد كان تصريح القيادي الذي ذكر يوما بأنه على الذي لا يقبلون الوضع عليهم أم يهاجروا إلى معسكر دوميز! تتبين الأن أن التصريح لم يكن على علاته، مثلما كان مخطط البعث الذي كشف بكراس محمد طلب هلال، وليس صاحب الكراس من خطط للبعث، فالبعث كان هذا نهجهم وأيديولوجيتهم منذ ولادته، والكراس كتب بناء على تلك الثقافة.
لا شك المنطقة الكردية تغوص في أوحال صراع مهلك، والقادم أبشع إن أستمر على ما هي عليه، فالواضح الأن بانها تنتقل من الواقع السياسي إلى حيث سفك الدماء، تعمل عليها السلطة بكل ما تملك من ذكاء وخباثة، تريدها منطقة مشابهة لغيرها من المناطق السورية المدمرة، وكأنها تقتنع أن تحييد المنطقة الكردية لم تعد تجدي، فمهمة التحييد انتهت وبدأت المرحلة التالية، وهي الانتقال من الصراع السياسي بين الأحزاب إلى الاقتتال في المنطقة الكردية، والتي طبل لها البعض بانهم تمكنوا من الحفاظ على تجنيب المنطقة من الدمار، وهم الأن أكثرهم تصعيدا لها، علماً أن الدمار الاقتصادي والديمغرافي تعم المنطقة بكليتها، والبعض من المثقفين في الداخل أو المنتمين إلى ديماغوجية سلطة الأمر الواقع، يقولون إن المنطقة بخير، وهم يقارنوها بأطلال بحمص، متناسين الهجرة وأسبابها، متهمينهم بالتخلي عن الوطن في محنته والبحث عن الذات، رافعين شعارات الوطن على علاتها و البعض يلوح بدماء الشهداء، أو التخاذل أمام هجمات التيارات التكفيرية التي تدفع بهم نفس السلطة المسيطرة على المنطقة بشكل فعلي.
نبتهل ونطالب سلطة الأمر الواقع والتي تملك القوة والأخر الذي يملك كلمة الاستفزاز، أن ينتبهوا إلى ما تقوم به سلطة الأسد والقوى الإقليمية من التلاعب بمصيرهم ومصير الشعب الكردي في غرب كردستان، ومن الممكن تعداد العشرات من الأسباب التي تؤكد أن ما بني أو أقيم في المنطقة الكردية من الإدارات والمكاتب المسمات بين الكرد بالكردية في الواقع السياسي والعملي لا دور للكرد فيه، تغاض النظام عن فتحهم والنظام يقوم بإغلاقهم بعد انتهاء مهماتهم، جميعها وبدون استثناء خدمت بشكل أو آخر سلطة بشار الأسد، وما سيبقى منها ستخدمها إلى أن تنتهي مهمتها، وما يجري بهذه الطريقة الانعزالية وتحت أجنحة سلطة الأسد سوف لن توصل بالمنطقة وشعبها إلى نهاية سعيدة. يجب الانتباه إلى ما يخطط له النظام، لئلا تتكرر مأساة جنوب كردستان في سنوات 92-94 في غربه، فما يجري مخطط مدروس بدقة من سلطة لها تاريخ فاضح وبشع مع الشعب الكردي ولا يمكن أن يخدم القضية ولا الشعب الكردي. وإذا كانت شريحة من الشباب المتعصب قوميا ومحب لبذل دمه من أجل الوطن، بسط لهم كل جهة سياسية حسب طريقته مفاهيم الدفاع عن الوطن مدعومة بشروحات حزبية، يستغلون عاطفتهم القومية والوطنية، ليدرجوهم ضمن الصراع الجاري المذل، فإن شريحة من المثقفين والإعلاميين المنتمين إلى تلك الأحزاب تحمل الوزر الأكبر في توسيع هوة الصراع والانزلاق إلى ذاك المستنقع وعدم تبيان الحقائق لهؤلاء الشباب النقي وطنيا وقومياً، هذه الشريحة التي كانت عليها أن تقوم بدورها التنويري لإرشاد ليس فقط هؤلاء الشباب بل قادة الأحزاب لتحرك فيهم الوعي والإدراك القومي والوطني، لتفكر بأبعد من خدمة أجندات الدول الإقليمية، والتي لا مصلحة للكرد فيها، ولا حتى لأحزابهم، عليهم أن يقتنعوا أن سيطرة طرف بذاته على منطقة نصف شعبها هجر والنصف الباقي يحاول المستحيل لن يعتبر نصراً ولا تخدم الأمة، مثلها مثل انتصار سلطة بشار الأسد حتى ولو حصل (جدلاً) فستكون على بحر من دماء الشعب ووطن من الأطلال.
سوف لن نتحدث عن نتائج قتل التصعيد وترك أجندات الأعداء والسلطة في مقدمتهم، والجلوس على طاولة الاتفاق، بل سنقول إن الغد لا يبشر بالنعمة بل باللعنة على الطرفين، والتاريخ ستبين وجوه الذين خدموا الأعداء على حساب الأمة الكردية، وهذا ما سيتحدث عنه الكردي القادم وسيرفقها بلعناته.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الثاني)
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الأول)
- حليمة رجعت إلى عادتها القديمة
- عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)
- الإخوة في أل ب ي د العدو هو بشار الأسد وليس مسعود البرزاني ( ...
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الثاني)
- مزاودتي على كرد الداخل (الجزء الأول)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الثاني)
- المزاودات بين كرد الداخل والخارج (الجزء الأول)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الثاني)
- عادةٌ ضاعت مع ذاكرة الزمن (الجزء الأول)
- السياسة الأمريكية في سوريا بين المصالح والأخلاق
- جدلية بقاء الأسد بالجهاديين
- أمريكا وروسيا والمنظمات الجهادية
- أقلام نست الإنسانية وتغذي الطائفية
- الأقلام التي تخدم السلطة السورية
- لولا الكرد لما كان جنيف 2
- مؤتمر العرب وتركيا حضور لنشر ثقافة موبوءة 4/4
- مهاجمة الديانة الإيزيدية-خلفياتها وغاياتها


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عباس - لعنة السلطة السورية في غرب كردستان