أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام الفقعاوي - ألم يحن موعد الاعتذار لشعب طالت وقفته على بوابة الانتظار؟!.














المزيد.....

ألم يحن موعد الاعتذار لشعب طالت وقفته على بوابة الانتظار؟!.


وسام الفقعاوي

الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 13:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


ألم يحن موعد الاعتذار لشعب طالت وقفته على بوابة الانتظار؟!.
بقلم: وسام الفقعاوي.
جمعني أمس الاثنين لقاء بالأخ الدكتور موسى أبو مرزوق "نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس" ونخبة من سياسيي وأكاديميي ومثقفي ووجهاء محافظة خان يونس، انصب النقاش فيه على محورين: المصالحة وأفق المشروع الوطني الفلسطيني.
أعتقد أن الأخ موسى كان "صادق القول" فيما تحدث به، لكن ذلك يؤكده أو ينفيه ممارسة الفعل، لأن الفكر السياسي الفلسطيني "أبدع" في ممارسة التنظير، وفشل بامتياز في امتحان التطبيق. ولكي يُقرن القول بالعمل، أُلخص (من وجهة نظري) أهم ما قاله الأخ موسى – الذي سيكون محور مقالي هذا - دون الإقلال من كلام آخر مهم قاله: أن طرفي الانقسام أدركا أن انقسامهم هذا خطأ كبير لا رابح منه سوى الكيان الصهيوني، وأن حماية المشروع الوطني تتطلب وحدة الصف الفلسطيني.
في مثل هذه اللحظات ينطبق المثل الدارج: "أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي"؛ لكن هل كنتم حقاً تحتاجون إلى ثمانِ سنوات كي تأتوا؟! وقبل ذلك هل كنتم تحتاجون كل هذا الوقت كي تدركوا خطر الانقسام وغياب الوحدة، "وتيه وتشتت" المشروع الوطني المأزوم أصلاً؟! ألم تعلو قبل الاقتتال والصراع وصولاً للانقسام، أصوات طالبتكم بتغليب الوطن على فئويتكم، وتقديم الأهداف الوطنية على مصالحكم الحزبية، وإعلاء شأن الشعب/المواطن على الحزب/القبيلة؟! ألم نُوقع الاتفاقات والمواثيق ونُغلّظ الأيّمان أن لا نعزز الانقسام، لكن الارتكان على ظهير كالأمريكان والكيان من جهة والإخوان من جهة أخرى، جعل الانقسام عنوان لمرحلة أكلت من القضية وشعبها وعمقت الأحزان؟! ألم نُكن قادرين على إدارة صراع على سلطة حكم إداري ذاتي "رُفضت شعبياً، وداستها الدبابات الإسرائيلية فعلياً" إلا بالانقسام وتعميق ثقافة القهر والكبت والقمع والمصادرة... وقتل الإنسان؟! وهل من لم يستطع أن يدير سلطة أنتجها "الاحتلال" قادرٌ على إدارة دفة وطن وشعب وقضية أدماها حتى الإدمان؟! وهل حقاً وصلنا لقناعة جدية أن المطلوب "مصالحة وطنية" أساسها وركيزتها أن تتصالح الذات مع الذات أولاً، كي تستطيع أن تتصالح مع الغير فعلاًّ؟! أم لا زالت "ذهنية القبيلة" تسود على أساس "تقاسم الغنيمة"... ؟! إذا كان الأمر كذلك فالقبائل "تتصارع ثم تتفق ثم تعود لتتصارع.. فهذه الدورة لا تنتهي"، وهنا الفرق بين مصالحة مع الذات من موقع القناعة الوطنية، وأولوية الصراع مع "الدولة" الصهيونية، وعدالة القضية، وأهمية الوحدة الوطنية (كركيزة أساسية لحماية الذات والقضية)، وحماية وتعزيز المقاومة "ثقافةً ونهجاً وفعلاً"، وصون الحريات العامة والكرامة الوطنية/المجتمعية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والتحمل المشترك لعبء القضية...الخ. ومصالحة المُضطرين والمُجبرين التي تحل أزمتها على "حساب مشروعها"، وصولاً لاقتناص فرصة "الفكاك/الخلاص"، والارتداد لذهنية القبيلة/العشيرة، التي أول ما ستأكل من مارسها واستهوى لعبتها...!!.
وفي ذات الوقت عن أي مشروع وطني نتحدث، عن "مشروع التحرير" أم "مشروع السلطة"، التي لا يزال البعض مُقتنع وهماً بأنها نواة للدولة الفلسطينية المٌنتظرة، منذ أربعة عقود مروا، فخسروا المشروع وقبله القضية؟!، لأن "مشروع الدولة" التي اعتقدوا أن طريقها يمر بسلطة حكم إداري ذاتي بعد أن كانت "في برنامج النقاط العشر/المرحلي عام 1974م" سلطة الشعب المقاتلة، صُممت وفق الرؤية الأمريكية – الصهيوينة، التي وضعت القيادة المُتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية على سكة نهج التسوية، ليس من أجل تحقيق "رؤيتها للدولة"، بل لترسيم استسلامها فعلياً فكان اتفاق أوسلو بداية الطريق، الذي لا تزال فصوله مستمرة، وشروطه وإملاءاته واستحقاقاته تلف عُنق قيادة لا تجد مفراً سوى بقاء السير على قضبان تسوية، لن تجني منها سوى استمرار وهم استشرى إلى أن غدا طفرة.
يقال أن من لا يتعلم من تجاربه، لن تعلّمه تجارب الحياة، فخلال تجربة (عشرين سنة مفاوضات)، ثبت فعلياً وليس بالقول فقط، أن الاحتلال الإسرائيلي كان يفاوض نفسه، حيث لم تصل قيادتها الفلسطينية، إلا لتبهيت وتشويه وقضم وتضييع وتجاوز عدالة القضية وحقوقها التاريخية وقبلها ما أطلقوا عليه مرحلية. فهل سيكون عنوان مصالحة طرفي الانقسام في سلطة أوسلو وعليها، هو استمرار الرهان على دور الأمريكان، في دفع القضية وصولاً "لدولة فلسطينية" وفق الرؤية الإسرائيلية؟! أم نتحدث عن مشروع التحرير الذي كُلفته دم وتضحيات وإدارة سليمة للصراع الشامل والتاريخي/الوجودي مع العدو الصهيوني، وتوفير متطلبات ذلك، من خلال إعادة الاعتبار لتعريف الصراع وطبيعته بصورة حقيقية، وتوصيف المرحلة التي تعيشها القضية، التي لا تزال مرحلة تحرر وطني وديمقراطي بامتياز، تحكمها علاقة جدلية بين مهمات الصراع الوطني ومهمات البناء الاجتماعي؟! لذلك فإن بناء الأداة الوطنية/الاجتماعية الكفاحية والكفؤة القادرة على اشتقاق مسار جديد، بات أمراً ملحاً لا يحتمل التأجيل أو التسويف أو المماطلة.
يبقى قول: أن تأتي متأخراً أفضل من أن لا تأتي، في حالتنا الفلسطينية الرازحة بين مطرقة الاحتلال الصهيوني من جهة، وأزمة المشروع الوطني وتيه الانقسام الجغرافي والمجتمعي من جهة أخرى– ولكي لا يُفهم من مقالي هذا وكأنني أرفض المصالحة أو أنكأ الجراح – صحيحاً، لكن لا يصح بالمطلق، طالما نعترف بعد ثمانِ سنوات مروا من عمر الشعب والقضية - كأنهم دهر بكامله - أننا كنا مُخطئين، إلا من خلال أن يُستكمل هذا الاعتراف بالاعتذار المُعلن (الواضح والصريح) للشعب الذي أنهكت قواه، عفوية وعشوائية وارتجاليه وقبلّية وضيق أفق وقصر نَظر؛ بل وفقدان رؤية فصائله وأحزابه وقواه.
أُنهي من حيث بدأت: ألم يحن موعد الاعتذار لشعب طالت وقفته على بوابة الانتظار؟! حتى يستريح أن "إنهاء الانقسام" قائم من بوابة أهدافه ومصلحته الوطنية، وليس من شباك "إدارته" لكي تبقى لكل قبيلة غنيمتها السلطوية.



#وسام_الفقعاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حديث في أزمة اليسار الفلسطيني.
- فلسطين... والضرورة للحزب السياسي الثوري.
- بمناسبة تكرار حديث: الثوابت والقواسم والاجماع.
- استمرار نهج التسوية... ألا يطرح سؤال: هل نجح البديل؟!.
- جمال عبد الناصر... حضور مُختلف.
- فلسطين: وطن للبيع.
- -قيادة المفاوضات-... هل لا زالت فلسطينية؟!.
- طرفي الانقسام وفلسطين الغائبة.
- أوسلو... ليس تاريخاً.
- الماركسية... خطر العقل.
- في غزة... الصحة للأغنياء فقط!!!.
- المصلحة القومية وفقدان الوطنية.
- ذهنية مؤامرة أم عقلية استعمار؟!
- إطلالة من بوابة الذكرى: في حضرة الشهيد مصطفى علي الزَبري -أب ...
- إطلالة من بوابة الذكرى: في حضرة الشهيد مصطفى علي الزَبري -أب ...
- إطلالة من بوابة الذكرى: في حضرة الشهيد مصطفى علي الزَبري -أب ...
- تساؤلات في الحالة الفلسطينية... (الجزء الرابع)
- محاولة إجابة، في ضوء احتدام الصراع في الواقع العربي والفلسطي ...
- تساؤلات في الحالة الفلسطينية... (الجزء الثالث)
- تساؤلات في الحالة الفلسطينية... (الجزء الثاني)


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - وسام الفقعاوي - ألم يحن موعد الاعتذار لشعب طالت وقفته على بوابة الانتظار؟!.